والصفة الثانية واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام. وتأمل معي ان هذه نتيجة لتلك لما كانت لما كان الكبر منزوعا من قلوبهم. فهم لا ينزلون مع كل احد ولا يبالون بكل احد وانما ينظرون الى احوال انفسهم وما هي احوالهم مع باريهم سبحانه وتعالى لا ينظرون من يراهم من يخاطبهم واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما الجاهل يتفوه بالسب والشتم وهو لا يخاطب الا باحسن الكلام وهو السلام. وهذا والله من من اعظم الصفات. وقد كان في النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الصفة العظيمة. وقد جاء في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة ان يهود مروا على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قبل ان ينزل الحجاب. واذا بهم يقولون عليك يا محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم. فقالت عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها وعليكم الشام واللعنة اخوة القردة والخنازير. فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مه عايش فقالت اما سمعت ما قال اما سمعت ما قالوا؟ قال بلى ورددت عليه ان كان يقصدون بكلمة الشام الموت قلته عليكم ان كان لا يقصدون قلته عليكم هذا هو السلام ان الانسان يتكلم بالكلمة لا يندم عليها ابدا القول السلام ولذلك الملائكة حينما يدخلون على عباد الرحمن وهم في الجنان والملائكة يدخلون عليهم منكم كل باب سلام. لان كان مقالهم في الدنيا سلام فاستحقوا في دار السلام السلام. نسأل الله ان يجعلنا من ال دار السلام. اذا هذه الصفة الثانية انهم لا يعرفون الفحش والتفحش في اللسان. باصطلاحنا احنا قابضين لسانهم ماسكين لسانهم. كل واحد يقدر يسب ويشتم ترى. ايش اللي يعجز الانسان من السب والشتم؟ والله ما في اسهل منك خصوصا ان الشيطان يؤز الانسان اجزا في السب والشتم. لكن من يمسك نفسه؟ يسب اباك يسب امك يسبك ها؟ تقل له سلاما. هذا شيء عظيم. تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ما غضب النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه قط يعني ولا مرة الا ان تنتهك حرمات الله تأملوا معي الا تنتهك حرمات الله هذه صفة عظيمة