بالنسبة للحالة السياسية اوائل القرن السادس الهجري ضعفت الخلافة العباسية جدا في هذه الفترة. خلاف العباسية الحقيقة كانت خلافة عظيمة جدا شملت مساحات شاسعة من الارض. لكن كما ذكرنا كل بنيان يصل الى ذروة ثم يضعف بعد ذلك يسقط. الخلافة العباسية وصلت الى حالة من الضعف الشديد في في هذه الفترة حتى ما كانت تسيطر الا على بغداد وما حولها. ليس تحت سيطرة الخلافة العباسية حتى دولة العراق. بكاملها ليست كل دولة ولكن بغداد وما حولها وعاشت الخلافة العباسية فترة من الزمان تستورد النصر من خارجها. يأتي مرة الاتراك ومرة بنو جويلي ومرة الثلاجقة يحمون الدولة العباسية. في هذه الفترة من الزمان ضعفت جدا وضعف معها السلاجقة. السلاجقة الذين كانوا الدولة العباسية في الايام السابقة وفي السنوات السابقة والذين تم عنايتهم نصر آآ المسلمين في منطقة ملاذ كارد ضعف قوم الاخرون توصل المسئول الى حالة من الضعف غير مقبولة لابد ان تحدث ازمة مع وجود هذا الضعف عند المسلمين. ايضا في نفس الوقت كانت هناك الدولة عبيدية او ما تعرف في التاريخ بالدولة الفاطمية في مصر وكانت دولة شديدة التشيع. وعندها مخالفات في العقيدة كبيرة جدا جدا واضطهد علماء السنة المسلمين هنا وهناك. وحدثت مآسي ضخمة جدا جدا وما كان لهذه الدولة ان ترفع راية المسلمين. يبقى الوضع الخلافة العباسية في الشرق ضعيف جدا. الوضع كذلك في كل البلاد المحيطة بخلافة العباسية كان ضعيفا. وهناك الدولة الفاطمية اعلنت خلافة او دار العبيد اعلنت خلافة في مصر وكانت خلافة شيعية اسماعيلية آآ في مصر كما يسمونها وهي طبعا كما ذكرنا كانت يعني ليست على المنهج سليم وخرجت فرق الباطنية وقولت شوكتها جدا في هذه الفترة. والباطنية هؤلاء ايضا من الاسماعيلية المتشددين جدا جدا خارجين تماما عن المنهج وجعلوا من همهم ان يقتلوا علماء المسلمين وقادة المسلمين فقتلوا عماد الدين زنكي ودبروا لقتل نور الدين محمود لقتل صلاح الدين الايوبي من بعد ذلك وكان همهم دائما قاتل علماء السنة المتحركين بالدين الاسلامي الصحيح ومع هذا الجو كان لابد من ان تؤسس الامارات الصليبية. اين بقية المسلمين؟ اين المسلمون في كل بقاع العالم كانوا اعداد ضخمة كما نرى اليوم المسلمين اليوم مليار وتلتميت مليون. ومع ذلك تنتهك اعراض المسلمين في المشرق والمغرب. في كل مكان كما ترون تعلمون اين كان المسلمون كان المسلمون في فرقة شديدة كل مجموعة من المسلمين ترفع الراية تعتقد انها دولة مستقلة تبتعد تماما الابتعاد عن بقية المسلمين كان هذا هو حالهم. اذا شاهدتم هذه الخريطة تعلمون كيف كان حال المسلمين في ذلك الوقت كما ترون تفرقة شديدة جدا كل دولة مستقلة حتى في داخل الدولة الواحدة هناك تفرق شديد ادي دولة المرابطين العظيمة الى اكثر من دويلة صغيرة. كذلك مزلقة الاندلس بين ملوك الطوائف. كذلك مزقت منطقة الخلافة العباسية الى اكثر من دويلة صغيرة. مع هذا الوضع السياسي المتردي كان لابد للصليبين ان يدخلوا ويحتلوا بلاد المسلمين الحالة الاقتصادية اوائل القرن السادس يا ترى المسلمين في هذه الفترة كانوا فقراء يا ترى اموالهم كانت قليلة؟ يا ترى ان كان المادية كانت منعدمة؟ ابدا سبحان الله. كثرت الاموال جدا في اوائل القرن السادس الهجري. ما احنا قايلين ان قبلها كان في تمكينهم قوة وفتحت الباب على المسلمين فكثرت اموالهم وكثرة الاموال هذه كانت احد الادوية او احد الامراض التي الامة الاسلامية كثر المال لكن مع كثرة المال ايضا كثر البزخ والفساد وفقد الاولويات فانفقت الاموال على بناء القصور ولم تنفق على بناء القلاع. وانفقت على شراء الزهور ولم تنفق على شراء السلاح. واصبح تواضع الامة الاسلامية كالرجل الغني جدا الذي لا يعرف كيف يتصرف في ماله فيتصرف فيه اعداءه. ويوجهونه حيثما ارادوا مع كثرة الاموال ووجود البذخ والفساد وفرض الاولويات دخل المسلمون في حالة من تدهور الوضع الاقتصادي لا لقلة المال ولكن للسفه في انفاقه. ولتوجيهه في غير محله وصل المسلم الى حالة من تدهور الوضع الاقتصادي وكثر الفقراء في البلاد مع كثرة وجود المال. لا حول ولا قوة الا بالله كان هذا هو الوضع في اوائل القرن السادس الهجري في الحالة الاقتصادية. الحالة العلمية اوائل القرن السادس. سبحان الله! تجد ان العلماء كانوا كثيرين في كل المجالات تقريبا. وتستغرب تقول كيف كثر العلماء مع هذه الازمات الواقع ان العلماء كانوا يعانون من ازمات كثيرة في ذلك الوقت. اولا انفصال العلماء عن العامة. يعني ايه الكلام ده يعني نعم في علماء كثيرون لكن هؤلاء العلماء انشغلوا مع بعضهم البعض في جدالات فقهية في دقائق الفقه وفي دقائق العقيدة وفي علم الكلام وفي هذا وذاك وانفصلوا عن العامة. العامة يعانون من مشاكل كثيرة جدا لا يبحثها العلماء. العلماء مشغولون مع بعضنا البعض في حديث لا تفقهه العامة. فحدث انفصال لا لعامة فاهمين العلماء ولا العلماء عارفين احتياجات العامة كثرة من العلماء لكن دون اثر واقعي على حياة الامة الاسلامية. اضف الى ذلك الحالة الاقتصادية للعلماء العلماء في ذلك الوقت كلامهم فقراء. وكانوا يعيشون على العطايا من الامراء والسلاطين. ولذلك وقعوا في فتنة خطيرة. ان العالم يخشى ان يقول كلمة الحق فيقطع عنه راتبه. فتقطع عنه العطية. وهو اصلا في حالة متردية. حالة اقتصادية متردية. فيعيش من اجل لقمة العيش فليس عنده مانع من ان يقول كلمة ترضي السلطان ليعطى عطاء يكفيه هو واولاده. ليس هذا عذرا للعلماء ولكن هذه فتنة وقعوا فيها وقع فيها الكثير والكثير من علماء الامة في ذلك الوقت. فلم يأمروا بالمعروف ولم نهوا عن المنكر وهذه كارثة. الحاجة الخطيرة الاخرى الحالة الامنية للعلماء اذا تكلم عالم بما يرضي الله عز وجل لم يتعرض فقط لقطع الراتب او الحالة الاقتصادية ولكن قد يؤذى البدني قد يسجن قد يعتقل قد يقتل هذا كل انسان اصبح قلق على كلمة الحق ان يقولها قلق من من قوله يعني في هذا الوضع وصلت الامة الى حالة كما ترون مترديا مع كثرة وجود العلماء. يبقى في مال وفي علماء وفي سبحان الله يعني مساحات شاسعة تحكم ببلاد كثيرة او بلاد كثيرة تشمل اعداد كبيرة من المسلمين مع هذه الامكانيات الضخمة في المكان وفي المال وفي العلماء الا ان الوضع كما ترون كان وضعا مترديا. ومع ذلك سبحان الله قامت الامة مع كل هذه الاوضاع المتردية قامت الامة كيف قامت الامة هذا هو المنحنى الذي يعني رسمناه منذ آآ قليل هذا هو السقوط. وهذا هو الاعداد وهذا هو الاعداد لزمن اعداد هذا ما نتحدث عنه بسرعة ان شاء الله رب العالمين اول شيء الاعداد لزمن الاعداد. اول شيء واهم شيء انه ظهر من المسلمين من يعود الى ربهم سبحانه وتعالى مع شدة هذه الازمات الازمات مع اشتداد الظلام الا انه ظهر من المسلمين عدد قليل في البداية كما ذكرنا دائما يكون قلة. عدد قليل بدأ يربي الناس على المعاني الاسلام من جديد. على التجرد لله عز وجل. على التوجه بالنيات الله عز وجل على العمل دون احباط. على العمل دون خوف الا من الله عز وجل هؤلاء ظهروا في زمن الاعداد لزمن الاعداد. يعني في زمن السقوط هؤلاء معظم المسلمين لا يربطونهم بالحروب الصليبية. ولا يربطونهم بالتغيير الذي تم في حطين. ولكن الاتقياء الاخفياء يعلمهم ربنا سبحانه وتعالى. من هؤلاء على سبيل المثال كان الامام الغزالي رحمه الله. ابو حامد صاحب الاحياء والكثير لا يعلم كيف يرتبط هذا الرجل بهذه الاحداث وهو سبحان الله ممن مات في اوائل القرن السادس الهجري تقريبا سنة خمسمية وخمسة هجرية يعني لم يشهد كل احداث التي ستأتي بعد ذلك لم يشهد عماد الدين زكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الايوبي. لكنه رأى ان الامة اصيبت بامراض خطيرة في هذه الفترة وابتعدت عن ربنا سبحانه وتعالى فبدأ في الاصلاح والعودة بالناس الى الله عز وجل. الناس كانت بتصلي بس عمرها ما حاسة بطعم بدأ يتكلم في كيف تشعر بالخشوع في الصلاة؟ كيف تشعر بالاقتراب من الله عز وجل؟ كيف تحب الله عز وجل؟ كيف يحبك الله عز وجل كيف تفكر في الجنة في كل خطوة من خطوات حياتك؟ كيف تتجنب الكبر وتتجنب الغطرسة وتتجنب العشب وتتجنب الغرور جنب الحسد وتتجنب امراض القلب الكثيرة. كيف تنجي لسانك من آفات اللسان؟ كيف كيف وكتب السفر العظيم الذي كتبه احياء علوم الدين