ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عباد الله اول امر في القرآن في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذا الامر بالعبودية لله سبحانه وتعالى يتضمن ان يكون المسلم ان يكون المخلوق ان يكون الانسان عبدا لله هذه العبودية من البشر للبشر ذل ومن البشر لله تعالى عز وتشريف ولذلك وصف الله تعالى نبيه في اشرف المقامات بالعبودية سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج به الى السماء في هذه الرحلة العظيمة في هذه الرحلة الى الملأ الاعلى وصف الله نبيه بالعبودية الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب في مقام انزال القرآن على هذا النبي وصفه بالعبودية وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وصفه بالعبودية وانه لما قام عبد الله يدعوه وصفه بالعبودية وهذه تبين العلاقة بين العبودية والدعوة وان العبودية تقتضي الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه يدعو اليه وكذلك يدعوه من دون يدعوه وحده سبحانه وتعالى كادوا يكونون عليه لبدا وكذلك فان العبودية تعني تذللا. لان الطريق المعبد هو الطريق المذلل فما لم يكن هناك تذلل لله فلا تسمى عبودية لابد ان يكون هناك استسلام لابد ان يكون هنالك طاعة لانه لا يمكن ان يكون عبدا له ثم يتمرد عليه لا يمكن ان يكون عبدا حقيقيا له ثم يعصيه فلا بد ان يستسلم ولا يتمرد ولا يعترض على حكم ولا على قدر ايضا هذه العبودية فيها محبة وخوف ورجاء فالعبودية تقتضي ان يحب المعبود وهذا الحب ليس مجرد حب عاطفي بمعنى ان يقول اني احبك وانا احبك ولكن الافعال والاقوال على غير هذا محبة الله ليست مجرد محبة عاطفية لكنها محبة تقتضي طاعة ان المحب لمن يحب مطيع وهذه المحبة مقدمة على محبة الولد والوالد والناس اجمعين وكذلك محبة كل ما في الدنيا من مال او متاع مساكن ترضونها او تجارة تخشون كسادها فمحبة الله في العبودية مقدمة على محبة كل احد. محبة رب العالمين هذه التي تجعلك يا عبد الله تطيعه تعبده تقوم بالعبادات له وانت مقبل لا طفشان ولا ان تمل او انك تسأم لان العبادة التي فيها محبة تسهل القيام بالاعمال لله وتجعلها مستحلاة فانت لا تقوم لصلاة الفجر وانت نافر كاره وانما انت محب وعندما تعطي المال تعطي عن طواعي او طيب نفس لانها لله فانت محب وعندما تتحمل مشاق الحج والتعب المحبة في العبودية تهون عليك المشقة الانسان لابد ان يكون عبدا لشيء هكذا جعل الله القلب اما ان يتملكه مال او يتملكه امرأة تتملكه دنيا تتملكه علاقة مع معشوق يتملكه شيء او عدة اشياء لكن اذا صار الانسان عبدا لانسان او لشيء من الدنيا فستكون حياته شقاء لا يمكن ان يرتاح سيكون معذبا بالعبودية لغير الله ولن يكون مرتاحا ولا مستأنسا ولا مطمئنا الا اذا عبد الله وتعبد لله وصار عبدا حقيقيا له وحده لا شريك له وعند ذلك يتحرر من تسلط بقية الاشياء عليه وتصبح بقية الاشياء بالنسبة له آآ امور اه يمكن اذا فقدها اه ان يعيش بدونها ويمكن اذا حصل منها نسبة ان يتدبر امره مع هذه النسبة لان العبودية لله تعوضه عن النقص في الاشياء الاخرى هذه من فوائد العبودية ان العبد مهما فقد من الدنيا فان عنده الامل وهو يعيش ويرجو رحمة الله سبحانه وتعالى. ولا زال الهدف الاساسي قائما في حياته وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهو يعمل لهذا الهدف الاساس بقية الاشياء وقفت تعطلت نقصت لن تضر نفسيته ومسيرته لانه قائم بالوظيفة الاساس التي خلق من اجلها. لكن اهل الدنيا المتعلقين بها الذين ليسوا عبيدا لله اذا صار شيء في الدنيا انتحر انهار عباد الله العبودية تقتضي الرجاء ان ترجو ثواب الله وهذا مما يسرع الاعمال الصالحة عند الانسان وكذلك يجعل يمضي فيها لان هنالك املا يريده وهو يعلم انه لا يشترط ان يحصل عليه الان لان النعيم المقيم الاصلي الثواب الاساس في الجنة. في الاخرة وليس في الدنيا فهو يعمل الى النهاية يرجو ذلك الثواب عند الله وبذلك لا يكون عمله مؤقتا ولا مرحليا ولا رمضانيا فقط وانما على طول مشوار الحياة يرجو الثواب من الله في كل شيء ولو كان شيئا دقيقا ولو اخر غصن شجرة عن الطريق وكذلك فان العبودية تقتضي الخوف الخوف من الله وهذا مهم لانه هو العنصر الذي يمنع عن ارتكاب المعاصي هو العنصر في العبودية الذي يقي الانسان من وقوع في المحرمات هذا الخوف من الله الذي يجعل العبد دائما العبادة لربه سبحانه وتعالى يخاف من التقصير يخاف ان لا يقبل منه ونلاحظ يا عباد الله ان العبودية لله ليست في القلب فقط ولا في الجوارح فقط هي موزعة على اشياء فهنالك عبوديات للقلب الخوف الرجاء المحبة الاستحياء من الله سبحانه وتعالى الاخلاص الصدق التوكل على الله عز وجل التفويض عبوديات كثيرة قلبية لا يمكن ان تفعل الرجاء باليد لا يمكن ان تفعل هذا الحياء من الله آآ بعضو من الاعضاء لكن هذه عبودية قلب ذكر الله خاليا ففاضت عيناه فيض العين اثر للذي حصل في القلب لان الهيبة والوجل والخوف هذه عبادة قلبية وحتى الشوق الى الله عبادة قلبية من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لآت فضرب الله للمشتاقين اليه الذين يحبونه ويحبون ان يلقونه ويحبون الاجر الذي عنده يريدون الاجر الذي عنده. ضرب لهم موعدا فقال من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات والعبد لا يتمنى الموت لانه يريد مزيدا من الوقت للعبادة لكن اذا نزل الموت اشتاق نزل وهو مقبل محب للقاء كان عليه الصلاة والسلام يكثر الصيام فيه يصوم اكثر شعبان وهذا من التعبدات في هذا الشهر وليس هنالك عبادات اخرى تشرع يخص بها شعبان عن غيره من الشهور الا الاكثار من الصيام بخلاف الذي ليس بعبد بل او ناقص العبودية ولذلك من القصص حادث سيارة مؤلم فظيع اقبل الشخص على شاب في الحادث وقد تقطع وبقي فيه رمق وهو يصرخ ويقول لا اريد ان اموت لا اريد ان اموت انا ما صليت انا ما صليت اريد ان اصلي لا اريد ان اموت لكن استمر النزيف حتى وصلت سيارة الاسعاف كان قد فارق الحياة كلمة لا اريد ان اموت قالها عظماء وكبراء على فراش الموت لما نزل بهم الموت قال احدهم من غير المسلمين لا تتركوني اموت لا تتركوني اموت لان الامل كله كان في الحياة وملذاتها الان اذا ذهبت الى اين سيمضي وماذا سيبقى العبوديات يا عباد الله قلبية ولسانية كهذه الاذكار من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والحوقلة والاسترجاع هذه الاذكار الكثيرة المؤقتة وغير المؤقتة والمحدودة بعدد وغير المحدودة بعدد والمقيدة بزمان مقيدة بمكان مقيدة بهيئة بحال او غير مقيدة على اختلافها وهناك عبوديات لليد كمصافحة المسلم للمسلم واستلام الحجر الاسود وتغيير المنكر ونحو ذلك هناك عبوديات الاذن كسماع القرآن وبالعين كالنظر في المصحف وكذلك بالشم كشم الاولاد وتقبيلهم وتمييز آآ الشيء عن غيره في الامانات احيانا وكذلك عبوديات بالقدم كالطواف حول الكعبة ونحو ذلك فانظر الى توزع العبوديات على الجسد بحيث تغطي سائر احوال الانسان واوقاته ويكون فعلا يعيش مع الله وهذه من معاني العبودية ان يكون عيشك معه. اللهم اجعلنا من عبادك الاخيار اللهم اجعلنا من الابرار وقنا عذاب النار اللهم انا نسألك العفو والعافية يا ارحم الراحمين. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله اشهد ان لا اله الا هو وحده لا شريك له واكبره تكبيرة واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله الرحمة المهداة ارسله الله للعالمين بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وذريته الطيبين وازواجه وخلفائه الميامين واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين عباد الله ان من العبودية ان ننظر في المواسم والايام التي يحبها الله فنجتهد فيها وقد اقترب رمضان فهو كصلاة الفريضة لانه صيام فريضة والصلاة لها سنة قبلية وسنة بعدية ببعض الصلوات وكذلك رمضان له سنة قبلية الصيام في شعبان وسنة بعدية ستة شوال دخل شعبان واليوم اول يوم من ايام شعبان ووافق جمعة فاستفتحنا هذا الشهر بهذه الجمعة شعبان قيل انهم سموه بذلك لانهم كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه او للغارة شعبان ان شعب بين شهرين عظيمين. رجب شهر الله المحرم ورمضان شهر الصيام ولذلك يغفل الناس فيه ويغفل الناس عنه كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان لانه وقع بين شهرين عظيمين يحدث لبعض الناس عنه غفلة وهذا الشهر ترفع فيه الاعمال الى الله ومعلوم ان هنالك رفع يومي ورفع اسبوعي ورفع سنوي ورفع ختامي الرفع اليومي كل يوم ترفع فيه الاعمال الى الله ترفعها الملائكة كما قال عليه الصلاة والسلام يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وقبل وعمل النهار قبل عمل الليل ورفع اسبوعي في الاثنين والخميس ترفع فيهما الاعمال الى الله ورفع سنوي وهو الرفع في شعبان كما اخبر عليه الصلاة والسلام عن هذا الشهر ترفع فيه الاعمال الى الله وكما كان يحب ان يرفع عمله وهو صائم في الاثنين والخميس كذلك كان يحب ان يصوم في شعبان ويكثر الصيام في شعبان لانه يرفع فيه العمل والرفع الختامي اذا مات الانسان طويت صحيفته رفعت الى رب العالمين. هذا التقرير النهائي الرفع هذا يا عباد الله رفع تشريف عندما يتفكر المؤمن ان هذه الاعمال التي يعملها ترفع فيها تقارير سجلات الى رب العالمين يوميا اسبوعيا وسنويا فانه يطيب العمل اذا اردت ان يكون التقرير جميلا فاعمل اشياء تسجل في التقرير حتى اذا رفع التقرير كان شيئا جميلا يسرك يوم القيامة ان تراه انت تكتب صحيفتك بالملائكة الكرام بالاعمال التي تقوم بها. اعمل يكتب اعمل ما شئت سيكتب التقرير سيرفع فهنالك رفع في هذا الشهر والبقية العبادات المعروفة لكن الاجتهاد في شعبان جميل والاستعداد لرمضان والتهيئة تهيئة النفس لرمضان ويشكر اولئك المؤمنون الذين منع شعبان وقرب رمضان من اسفارهم فقالوا هذا شعبان يرفع فيه العمل ورمضان قد اقترب فنحن سنتجهز مع اولادنا ونؤجل سفرنا بعد رمضان مراعاة هذه المراعاة دليل الايمان اللهم انا نسألك ان تجعلنا من اهل الجنة يا رب العالمين وان تغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها سرها وعلانيتها لا تدع ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا كربا الا نفسته ولا دينا الا قضيته ولا مريضا الا شفيته ولا عسيرا الا ولا ميتا الا رحمته. اللهم انا نسألك ان تنصر اخواننا المستضعفين. وان تعلي كلمة الدين. اللهم انا اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء ونعوذ بك من الوباء والغنم والبلاء يا سميع الدعاء اجعلنا في بلادنا امنين مطمئنين امنا في الاوطان والدور واصلح الائمة وولاة الامور اغفر لنا يا عزيز يا غفور اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين