كون كونك تحصل الشيخ الناصح والاخ الناصح وتحصل وقت للمذاكرة لا يكفي بل لا بد من امور ذكرها العلماء كما قال الناظم له تغرب وتواظع واترع وجع وهن واعص هواك واتبع. فلابد لطالب العلم ان يتغرب في طلب العلم اذا تريد العلم لابد له من الاغتراب. والاغتراب غربتان ايها الاخوة. غربة بين الاهل والاصحاب حتى يظنك الاقربون ولا بعدون انك لست في الديرة ولست في البلدة وذلك لانك انما انت منكب على العلم تحصيلا. تقميشا وتفتيشا. بحثا وتنقية. فهذا غربة في داخل البلدة. فليس عندك فضول وقت تضيعه. انما تؤدي الواجبات ثم تقتصر وتضع ما سوى ذلك في العلم. لان العلم كما قال بعض العلماء اغلى شيء اذا اعطيته كلك اعطاك بعضه. والغربة الثانية هي التي ذكرها الله في كتابه. فقال عز من قائل في سورة التوبة وهي سورة براءة. قال فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. فالنفرة في طلب بالعلم مطلوبة وتأملوا عظيم البلاغة في الاية فلولا نفر والنفور عدم الالتفات الى ما وراء واذا اخذنا مثالا واحدا على النفرة وهذا لا يعني اني اثبطكم ولكن يقول هذا لننظر الى عظيم همة العلماء. خرج امام بلدنا قتيبة بن سعيد بن جميل ابن طريف البغلاني ابو رجا الخولاني من قرية بغلان. خرج من هذه القرية وعمره للعشرين سنة في طلب العلم. فطاف البلدان كلها حتى لما صار عمره اربعون سنة لزم مصر وحدث في القاهرة عشرين سنة اخرى. كم اقترب من اهلي ايها الاخوة ستين سنة ها بلغ عمره ستين فاغترب اربعين سنة. لما بلغ الستين او جاوز رجع الى اهله ثم بعد ذلك توفاه الله هناك. نفرة عظيمة في طلب العلم. خرج البخاري رحمه الله الله من قريته خرتنج. خرج من بلاد بخارى ما وراء سيحونة وجيحون. خرج من هذه القرية وعمره لم يتجاوز الخامسة عشر. كم؟ خمسطعشر ورع عندنا. ايه علماء ما رجع الى سمرقند ببلاد بخارى الى قريته خرتنج الا وقد قار الثلاثة والستين سنة. كم سنة يجوب البلدان؟ لما نظر العلماء لم لم يجدوا مكث في قرية لا سيما من خلال العشرين والاربعين اكثر من سنة. يجوب يطلب علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلابد لطالب العلم من التغرب. لا بد لطالب العلم من التغرب فكم من اخوة كانوا بيننا فلما اقتربوا رجعوا حافظين متفقهين مدركين لابد من هذا النبي صلى الله عليه وسلم حث على الرحلة في طلب العلم كما في الحديث من سلك طريقا يلتمس به علما سلك الله به طريقا الى الجنة. قال البخاري رحمه الله باب الرحلة في طلب العلم. هذا في كتاب العلم من صحيحه