ومن مظاهر الغلو هذا الزمن جعل المجتمعات الاسلامية جاهلية بعموم فيقولون ان المجتمعات اليوم ليست باسلامية وانما هي جاهلية. ويترتب على ذلك ان الفرد في داخل هذه المجتمعات الاصل فيه ان يكون جاهليا فيتوقف في شأنه حتى ولو كان ظاهر الاسلام ويصلي يتوقف في شأنه حتى يعلم انه على اعتقاد صحيح يوافقوا اعتقاد اولئك الغلاة فلا يحكمون باسلام من اظهر الاسلام وانما يقولون الاصل في الناس الكفر. والجاهلية وهذا والعياذ بالله غلط وباطل لانه يصح ان ان نقول الاصل في الناس اليوم الجهل في الاسلام والاصل فيمن اظهر الاسلام انه مسلم فلا ينقل عن هذا الاصل الا بشيء بين واضح اما الحكم بالعموم هكذا فانه من مظاهر الغلو لانه لا برهان عليه. والجاهلية العامة لا تعود لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذه الامة لا تزال منها طائفة على الحق ظاهرة ببيان حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم نتج من ذلك انهم يعتبرون الناس اليوم والتعامل معهم كما يتعامل مع المشركين في العهد المكي مثلا فيتعامل الرجل او المرأة مع الوالد والوالدة كما يتهامل مع الوالد المشركة والمشركة في العهد المكي ويجعلون الان العهد عهدا مكيا واما العهد المدني يعني حيث تكون الاحكام ويصون المجتمع مجتمعا مسلما فلم يأتي بعد على حد ذاته المهم وهذا كما ترى غلو في مسألة التكفير. غلو جاء من جهة انهم جعلوا لوازم للارجاء فطبقوها حتى خرجوا ان المجتمعات جاهلية ومن المعلوم ان هناك قواعد عند اهل العلم تضبط حكم المجتمع حكم الدار حكم الفرض فيما اذا اظهر حكم غير المسلم في دار المسلمين الى اخره. هذه كلها لها احكام