ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء الله من شيء بعد هو اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لله عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد الحمد لله الذي خلق الارض والسماوات وانزل التوراة والانجيل والزبور واتمها بالايات علام الخفيات قاضي الحاجات لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماوات مجيب الدعوات خالق الاصباح ومبدد الظلمات والنظر الى وجهه الكريم نهاية الغايات يسمع دبيب النمل وخافي الهمسات لا تختلط عليه اللغات اسمعوا ضجيج الاصوات على اختلاف اللهجات وتعدد العبارات على تفنن الحاجات والصلاة والسلام على المؤيد بالايات والمعجزات وعلى اله واصحابه الكرام الثقات ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم. واستقام على شرعهم الى يوم الجمع والدين عباد الله دين الله كامل ومنهج الاسلام شامل يتضمن حقائق العقيدة الواضحة ومبادئ الاخلاق السامية وذلك لايجاد مسلم كريم سليم القلب نزيه المشاعل عف اللسان ويربي الاسلام المسلم على معرفة حقوق الاخرين وعلى حفظ الحرمات وعلى صيانة الاعراض وعلى رعاية حق الايمان والقيام بواجب الاخوة الاسلامية ويحذر من الوقيعة في اعراض المسلمين وذلك كله لايجاد وحدة اسلامية حقيقية وللمحافظة على تماسكنا الحقيقي وعلى بنائنا الاجتماعي وما من شيء من شأنه ان يقدحه او ان يعكر صفاء اجتماع المسلمين. الا وحذر الشارع منه بدءا من تخطي الرقاب يوم الجمعة وبدءا من اتيان الجماعة باكل الثوم والبصل. لان في ذلك اذى لمشاعر اخرين. من اخوانك مرورا التحذير من الغيبة ومنع نقد الكلام على وجه الافساد. ومنع السخرية والاستهزاء من المسلمين. والطعن في الناس والى غير ذلك والشتم. الى ان منع قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. كل ذلك صيانة لمجتمعاتنا وان من الادواء الاجتماعية التي تفشت في عصرنا وهي مما يندر مما مما يندر ان لا تجد ان لا تجدها في مجلس من مجالسنا انتشرت في مجالسنا الا في المجالس التي رحمها الله الله عز وجل من هذه الادواء الاجتماعية القاتلة التي وقف منها الاسلام موقفا حاسما وصارما اذا الغيبة والتي هي ذكر العيب بظاهر الغيب الغيبة من اخطر الادواء. لان شهوة الكلام من اسهل الشهوات. الحلم زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مهدارا. ما ان ندمت على السكوت بمرة. لكن ندمت على الكلام مرارا. الغيبة وقف منها الشارع الحكيم موقفا قويا وموقفا حاسما وصارما فبتنفير اكيد ونكيد شديد ووعد من الله شديد. يقول جل جلاله ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه جعل ذلك من مما تنفر منه الطباع السليمة. ان اكل لحم المسلم بعد ان يموت ويتعفن من اسوأ لا يتصورها الانسان فكيف بالغيبة اذا كان اكل لحم المسلم ميتا طبعا فان البلوغ في الاعراض والطعن في الناس والسخرية والاستهزاء مستقذرة شرعا. ولذلك جاء الاسلام بمنهج رشيد يمنع الناس من الغيبة ويقول جل جلاله يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. وقد رتب الله عز وجل هذه افعال القبيحة ترتيبا موضوعيا. التجسس اولا. سوء الظن اولا. ثم التجسس ثانيا. ثم الغيبة ثالثا يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم. والظن هو ان تخمن شيء. ولكن لتؤكد هذه تسعى لتأكيدها عبر التجسس. الظن يولد التجسس والتجسس يجعلك تقف على العيوب فينطلق لسانك بها. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم. والظن يؤدي الى التجسد لتأكيد هذه الظنون والاشباع الرغبات ولتحقيقها. اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم وبعد ذلك تجسسوا وبعد التجسس ولا يغتب بعضكم بعضا. ان من المبررات والمسوغات التي يقودها او يسوقها كثير من الناس عند الغيبة عندما تقول له هذه غيبة يقول لك كل الناس يعرفون انا لم اتي بشيء هذا هذا الكلام لكن هذه هي الغيبة على الحقيقة. الغيبة ان تذكر اخاك بما يكره. قال ارأيت ان انا في اخي ما اقول قال فقد اغتبته. قال ابن عباس رضي الله عنه في القرآن غيبة وافك وبهتان الغيبة ان تذكر العيب الذي هو فيه بظهر الغيب وهو يكره ذلك. والبهتان ان تقول ما ليس فيه. والافك ان تردد ما وصلك من اخيك دون ان تعلم هذا فيه او ليس فيه. مجرد ان وصلتك الشائعة ونقلتها وروجتها هذا نوع من انواع الافك ان الاسلام يضع الاحترازات والسياجة والحجاب لمجتمع سليم وطاهر وكريم فيه الامن الاجتماعي الحقيقي وفيه السلامة ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا ان لك رؤوف رحيم. يحذر القرآن من مزالق اللسان. بقوله سبحانه وتعالى اذ تلقونه السنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. في هذه الاية اعجاز عجيب اذ تلقونه بالسنتكم. التلقي لا يكون بالالسنة. التلقي يكون بالاذان. التلقي يكون بالعقول التلقي التلقي يكون بالقلب. التلقي يكون بالوجدان. ولاول مرة نسمع تلقي باللسان. التلقي باللسان ان تأتيك الشائعة دون ان تحلل ودون ان تسترجع ودون ان تقف على حقائقها تردد ما سمعت دون وعي منك اذا تلقى بلسانه والمؤمنون والعقلاء يتلقون الاخبار بوجدانهم بعقولهم يسمعون الخبر بعقولهم ويعرفون ما يقال وما لا يقال. ما ينشر وما لا ينشر. جاء عند البخاري في الادب المفرد قول النبي صلى الله الله عليه وسلم من ستر عورة اخيه المسلم كان كمن احيا موؤودة من قبرها من ستر عورة اخيه المسلم كان كمن احيا موؤودة من قبرها. من الذي يستطيع ان يحيي موؤدة من قبره هذا يعني اذا وقفت على عيب او على خلل او على نقص او انحراف في اخيك المسلم وقد رأيته بام عينك ان تمسك عن هذا وان تستره ولو انك اخبرت احدا من الناس كان هذا غيبة وهي عين الغيبة التي قال الذهبي اجمع العلماء على ان الغيبة من من الكبائر. قال صلى الله عليه وسلم ان من اربى الربا استطالتك في عرض اخيك. الربا سيء الربا بضع وسبعون حوض كأن يأتي الرجل امه في الاسلام ولدرهم من الربا يضعه الرجل في جوفه اشد عند الله من بضع وثلاثين زنب اجل الربا واعلاه استطالتك في عرض اخيك. الا ان اموالكم ودمائكم واعراضكم حرام عليكم قم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا؟ الم تكن هذه موجهات الحبيب صلى الله عليه وسلم؟ في حجة وهو يضع للمجتمع المسلم النظام ويرسم له الاحكام ويخط له الطريق الذي يسلمه ويؤمنه فان اموالكم ودمائكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في اليوم العاشر من ذي الحجة في شهر كم هذا في ذي الحجة في بلدكم هذا في البلد الحرام كل المسلم على المسلم حرام ما له ودمه وعرضه والا يظن به الا خيرا. كما قال صلى الله عليه وسلم ان للمسلم حرمة ولكن كثير من الناس تضيع حرمات المسلمين عندهم فلا تصح المجالس ولا يكون السمر الا بذكر اسماء الناس واعراضهم والطعن فيهم عن عوراتهم والسؤال عن اخطائهم والى غير ذلك مما ابتلي به كثير ممن امن بلسانه ولم تؤمن بقلبه كما قال صلى الله عليه وسلم ان صاحب ان صاحب الغيبة ذو لسان زلق وجه صفيق لا يعرف المكارم. ولا المروءة ولا الاخلاق. يقع في اعراض الناس. ويتكلم فيهم. يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى الغيبة اسرع في دين الرجل من الافلة من السرطانات التي تتفشى بسرعة من الادواء التي تتفشى بالجسد بسرعة. الغيبة اسوأ على دين الرجل من الاكلة. او كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ايها الاحبة ان للغيبة بواعث ولها اسباب لماذا يغتاب المسلم اخاه المسلم؟ اول الاسباب ضعف الايمان وغياب الوازع وعدم الخوف من الله عز وجل. ان الذي يمسك لسانه ويحافظ على ذلك انما هو الذي يخاف الله الله عز وجل وان الاخوة الاسلامية بين المسلمين في كافة انحاء الدنيا لا تتم الا تحت ظل تحت ظل التقوى كلما ذكرت الاخوة كلما ذكرت التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. بعد هذا واعتصموا بحبل الله جميعا. لا يعتصموا الناس الا بتقوى. تجعلك تجعلك ترعى حقوق اخوانك ليس تكلفا انما سجية وطبعا ديانة وبالتالي يقول الله عز وجل للصحابة يسألون لما سألوا يسألون يعني الانفال قل الانفال لله والرسول. فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. تقوى الله قبل اصلاح ذات البين. انما المؤمنون اخوة فاتقوا الله واصلحوا بين اخويكم. تأتي الاخوة ومعها التقوى لان التقوى هي التي ترعى الاخوة تتعامل مع الاخرين بغير كبرياء وبغير تعاليم ديانة وتعبدا لله عز وجل. ثانيا ان من اكبر بواعث الغيبة التشفي والانتقام والحقد اذا حقد شخص على شخص يريد ان يقلل من شأنه يريد ان يريد ان يحط من منزلته يريد ان يطعن في مكانته باي طريقة بالحق او بالباطل. ذلك لان والتنافس والانتقام والحقد يولد هذا. ثالثا ان من دواعي واسباب وبواعث الغيبة الطعن في اصحاب النعم. كثير من الناس هو عدو النعم. لا يريد ان يرى من يعلو عليه. او من او من يزداد مالا او عياله او ولد او مكانة او رفعة. فبالتالي يحمله الحسد على الغيبة. انها اخلاق ذميمة تولد بعضها بعضا وان من دواعي واسباب الغيبة. رابعا المجاملة والجلوس في المجالس والاسترسال مع الناس بعض الناس اذا جلس في مجلس وذكرت وذكرت فيه اسماء لو انه لم يتكلم استثقله اهل المجلس ورأوه قد كدر عليهم جلستهم. وبالتالي مجاملة لهم يغتاب. مجاملة لهم يتكلم من اجل ان يزين وهذا من اسوأ البواعث. وخامسا ان من بواعث الغيبة التي تجعل الناس يغتاب شهوة الكلام. بعض الناس يغتاب وهو لا يعرف لماذا يغتاب ويريد ان يتكلم يريد ان يثرثر يريد ان يتحدث حتى ولو كان على حساب الاخرين يريد ان يريد ان يسمر اخوانه ولو كان هذا على حساب دينه اسأل الله السلامة والعافية والامن والاستقرار لبلادنا وسائر بلاد المسلمين. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاحبة كيف نعالج داء الغيبة في مجتمعاتنا كيف ننتزعه اذا كان في قلوبنا وصدورنا كيف نصحح ونقوم ونهذب السنتنا؟ ان الالسنة اذا انطلقت عادت. الم يقل ربنا جل جلاله فلقوكم بالسنة الحداد جعل اللسان يسلق وهذا من الشيء العجيب وشبه اللسان بالحدة سنقولكم بالسنة حداد. اللسان عضلة ليس فيها حدة لكن العبارات والكلمات والالفاظ والشباب والشتم الذي يخرج من اللسان يكاد يوقع الحرب بين الدول يكاد يجعل الرجل يطلق زوجته. يكاد يوقع الحرب بين المجتمعات والقبائل. يكاد والى غير ذلك قالت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صفية والحديث عند ابي داود والترمذي في السنن قالت عائشة رضي الله عنها قالت عائشة رضي الله عنها عن عن صفية بنت حيي بن الاخطب قالت ولكنها قصيرة يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم لقد اغتبتيها يا عائشة ان قولك هذا لو القي في بحر لمزجه. كلمة قصيرة على وجه على وجه التصغير وعلى وجه التشفي انما لو القي في بحر لمزجه. فكيف بالعبارات؟ وان من الغيبة غيبة الاقلام. فان ان القلم احد اللسانين كما ان اللسان يغتاب فان الاقلام تغتاب. وما اكثرها وما اسوأها من التي التي تتكلم وتطعن بل بعض الناس يجعلون في الصحف الحوادث والعورات والمشاكل التي تقع ينقلونها بين الناس. فلان ضبط وفلان زنا وفلان كذا وفلان في المحكمة. ما هذا الكلام؟ اين فضيلة الستر؟ التي الشر يتشوف لها الاسلام تشوفا ويستشرفها استشرافا وقال صلى الله عليه وسلم والحديث في سنن ابي داود مررت ليلة اسري بي باقوام لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم. الذين الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراض المسلمين. ولذلك ينبغي ان نحارب الغيبة. واول طريق لمحاربتها الكف فور والاقلاع حالا والتوبة من الغيبة لابد ان تمسك لسانك وان تحفظ هذا اللسان. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. الكف الفوري. ثانيا لا بد من حسم المغتابين في مجتمعاتنا كل من تكلم بغيبة ذب عن عرض اخيك. من ذب عن عرض اخيه ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة كما في السنن اذا تكلم احد في حضورك اوقفه في الحال. وقل له مجالسنا ليس فيها ذكر الناس. كفانا ما بنا من عيوب اذا لا بد من حسمهم. ثالثا الابتعاد عن مجالسها. ومجانبة اهلها. لا بد ان تبتعد عن كل مجلس فيه غيبة. رابعا لا بد من نشر التناصح لا التفاضح. والتراحم لا التلاوم. ننشر التناصح بين المسلمين. لا التلاوم. لا لا لا بينهم ثم خامسا لابد من قطع دابر الشائعات وحمل النفس على احسان الظن بالمسلمين. سادسا الدعاء بظهر الغيب لمن اغتبت والثناء عليه في مجالس اخرى توبة من الله عز توبة لله عز وجل. اذا اغتبت احدا واردت ان تتوب لو انك اخبرته قلت له انا اغتبتك ربما اوغرت صدره عليك اكثر. فان كان من النوع الذي شديد الحماقة والغضب لا تخبره. لكن بظهر الغيب ادع الله عز وجل له ثم سابعا مما يعالج به الغيبة الانشغال بذكر الله تعالى. بعض الناس يغتاب انه لا موضوع له ولا قضية له. لا يعرف ماذا يفعل. يريد ان ان ان يقتل الزمن كما يقولون. انشغل بذكر الله. واخيرا ان لم تترك الغيبة رحمة باخيك المسلم فاتركها رحمة بنفسك ان لم تترك الغيبة رحمة باخيك المسلم فاتركها رحمة بنفسك. لانك امتنته من حسناتك لانك ازددت اثاما واوزارا ان لم تترك الغيبة رحمة باخيك المسلم فاتركها رحمة بنفسك ثم ايها الاخوة هنالك استثناءات لهذه الغيبة عند التظلم يمكن ان تغتاب من ظلمك عند السلطة او عند المسؤول وكذلك في الاستفتاء وكذلك ان اردت ان تعرف ببعض صفاته المعروفة بقولك القصير او الطويل دون ان تقصد ذلك وكذلك غيبة المجاهرين بالاثم والفسق. وكذلك في مقام التحذير واعطاء النصيحة كل هذه استثناءات تجوز فيها الغيبة. اسأل الله تعالى ان يحبب الينا الايمان. وان يزينه في قلوبنا. وان يكره الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا واياكم من الراشدين. اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت ومولاها. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق. فانه لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيء الاخلاق. فانه لا يصرف عنا سيئها الا انت. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا