فالفتن لا يجوز لنا ان نفهمها على ظاهرها ولا ان نحولها ونصرفها بتأويل. ويجب على عقولنا وقلوبنا ان تستسلم لها كما استسلم قلبه وعقل ابي بكر الصديق لخبر الاسراء والمعراج عندما لم تحتمله عقول قريش نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فالفتنة مناخ تولد فيه. فالفتنة تظهر وتسبقها اشياء وقد وقع التصريح بذلك فيما اخرجه الشيخان سنديهما الى ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العمل وفي رواية عند مسلم فيها زيادة ويقبض العلم وفي رواية ويظهر الجهل وتظهر الفتن ويكثر الهرج. قالوا وما الهرج يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الهرج القتل فالفتنة تتسلل الى العقول والقلوب او الى واقع الناس وتنمو شيئا فشيئا. وابرز مظهر من مظاهر الفتن كثرة القتل بين المسلمين وتبدأ الفتنة منذ ان ينقص العمل وتشتد لما يقبض العلم ويلقى الشح ويتقارب الزمان بحيث تنزع البركة من الوقت فمدوا فمتى وجد العلم والعمل والبركة والبذل استقام حال الناس. في دينهم ودنياهم ومتى رفع شيء من هذا بدأ الخلل ومظهر الخلل ان تطل الفتن برأسها فهذا هو مناخ الفتنة واذا اردنا ان نتكلم كلاما شرعيا دقيقا مدركين سنن الله عز وجل في ظهور الفتن واردنا ان نتلمس الاسباب التي ترفع الفتنة عن الامة فلا بد قبل ذلك ان ندرك هذا المناخ وعليه فان من اسباب الوقاية والنجاة ورفع الفتنة عن الانسان من جهة. وعن الامة والواقع والارض من جهة امور مجملها يصب في تجفيف هذا المناخ الذي تتولد منه الفتنة. وقد وقع التصريح بذلك في هذه الاسباب على وجه جلي. وهذا من رحمة الله بهذه الامة التي بعث فيها لك النبي. وهو محمد صلى الله عليه وسلم الرحيم بهذه الامة. فكما انه اخبرها بالداء فانه لم يترك الدواء فذكر الدواء ايضا فاقول وبه اصول واجول وعليه الاعتماد والتكلان وهو المستعان اسباب النجاة من الفتنة. اولا العمل الصالح والعبادة والانقطاع والانشغال بها في وقت اشتداد الفتنة. العبادة لها ويتمم نورها العلم والفتن تغشى الامة كقطع الليل المظلم وفي وقت الظلمة نحتاج الى البصر فان استوى الناس في البصر ووقع المبصرون في الفتنة او وقع بعض المبصرين في الفتنة فان اصحاب البصيرة بمنأى ومن جاءت منها اما الدليل على ان العمل من اسباب النجاة من الفتنة فهو كثير منه قول النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال الصالحة فتانا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا. علامة الفتنة ومن اراد ان يعلم هل اصابته الفتنة فلينظر الى تقلبه. يصبح على حال ويمسي على حال وهذا الشيء الذي لم يدركه حذيفة اخرج البخاري ومسلم اخرجه مسلم في صحيحه عن حذيفة قال اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين. اما احدهما فقد رأيته. واما الاخر فانا انتظره. فالذي لم يدركه حذيفة ادركناه والذي لم يره رأيناه فقال عما لم يدركه وينام الرجل النوم ستقبض الامانة من قلبه سيبقى اثرها مثل اثر الوقت. ثم ينام النوم فترفع الامانة قلبه فيبقى اثرها مثل اثر الماجل كجمر او قال كحجر دحرجته على رجلك فنفض ومن اهم الوان العبادات التي تنفع صاحبها من الفتنة الدعاء ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويكثر في قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. اللهم يا مصرف القلوب فتراه اي منتفخا ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد احد يؤدي امانته حتى يقال للرجل ما اظرفه! ما اجلداه! ما اعطاه! وليس في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان قال حذيفة ولقد اتى علي زمان لا ابالي ان يكن بايعت ان كان مسلما رده علي اسلامه وان كان كان نصرانيا رده علي ساعيه. اما اليوم فلا ابايع الا فلانا وفلانا. الذي رأى ان الايمان نزل في جذر قلوب الرجال. والذي ينتظره تقلب الاهوال يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافر. يبيت مؤمن. تقبض الامانة من قلبه يبقى لها اثر ويبقى اثرها مثل اثر اللون على اليد ارأيتم الميكانيكي لما يغسل يديه يبقى اثره يسير. هذا هو الوقت. اثر اللون ثم ينام النوم فيصبح الايمان كالمجل حبة الماء التي تكون على يد الفلاح الذي يعمل بالفأس منتفخ لا تراه شيئا. ادعاءات الدعوة لا يعرف من الدين الا ما يوافق مصلحته وهواه. تقلب الاحوال وجعل الهوى هو الاصل في هذا الحال النبي يقول بادروا اي سارعوا بالعمل الصالح فيه تمن كقطع الليل المظلم فمن اراد ان ينجو من كثافة والسويداد الفتن فليهرب الى العبادة والطاعة والدليل الثاني ما اخرجه ما اخرجه البخاري في صحيحه. بسنده الى زينب بنت جحش قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فزعا. فقال سبحان الله ماذا انزل الله الليلة من الخزائن ماذا انزل الله الليلة من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات كي يصلينا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ياما كأن النبي يقول لازواجه وان كنتن زوجاتي وكنتن كاسيات الخير فمن لم تدرك نفسها بالعمل الصالح تأتي عارية منه يوم القيامة لما اطلع الله نبيه على نزول الفتن فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فذكر اول ما ذكر اجراء عمليا وقائيا تدميريا بابعاد الفتنة عن نفسه وبيته وخاصته فقال من يوقظ صواحب الحجرات كي يصلي يريد ازواجه صلى الله عليه وسلم. اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم عقد على ثلاثة على ثلاثة عشر امرأة ودخل باحدى عشر ومات عن تسع وكنا تسع من ازواجه بجانب بعضهن بعضا في الحجرات. قال من يوقظ صواحب حجورات كي يصلين اي قيام الليل هنالك صلة بينما ارى الله نبيه من نزول الفتن وبين قوله من يوقظ صواحب الحجرات كي يصليه وفي هذا الحديث دليل ظاهر الى ان النبي كان يرى الفتن ويرى نزولها كما قال النبي لاصحابه في حديث اسامة اسامة بن زيد عند البخاري ايضا لما استشرف النبي صلى الله عليه وسلم اطما من المدينة قال لاصحابه هل ترون ما ارى؟ قالوا لا يا رسول الله. قال اني ارى الفتن تتخلل بيوتكم كما يتخللها مواقع القطر اي المطر. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى الفتن ان لم يكن ببصره فببصيرته وصاحب البصيرة من اهل العلم والصدق والاخلاص والعبادة يخاف على الامة من الفتنة. وان تكلم سيتكلم ببصيرة وان كانت صاحب فراسة فان فراسته تكاد لا تنعدم او لا تخطئ والدليل الثالث ما عند مسلم في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي لما قل انشغال الناس بالطاعة والعبادة في وقت الفتنة وان الفتنة تهرسهم هرسا وتأخذهم اخذا عن كل خير كان من فلت منها بتوفيق من الله وفر الى العبادة كان حاله كحال من هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم الناس قديما كانوا يهاجرون من ديار الكفر الى ديار الايمان ويتبوأون ديار الايمان مع الايمان فتقيهم من كل فتنة واما ان وقعت الفتنة في اخر الزمان بين المؤمنين فلا هجرة من بلد الى بلد. ولا سيما اننا قررنا ان الفتنة في اخر الزمان تصل الى كل مكان قامت الادلة على ذلك. وذكرناها فيما مضى فلم يبق الا ان يفر الانسان من الفتنة الى العبادة وينشغل بالعبادة انشغلوا بالصيام والقيام وسائر دروب العبادة فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة وقوامها وعمادها على حب وخوف ورجاء وتتحقق بوجود وتقرير المحبة في القلب وظهور الاثر على اللسان والجوارح وهذا الايمان له سر عظيم ولله اسرار في خلقه ومن اسرار الله في خلقه في الفتن انه مكتوب على جبين الدجال كاف را لا يمكن ان يقرأ هذه الكتابة الا المؤمن هذا سر عجيب. اثنان ينظران. احدهما يقرأ والاخر لا يقرأ هذا سر من اسرار الله في خلقه صرف قلبي على طاعتك وكان يقول اللهم ولي الاسلام واهله ثبتني عليه حتى القاك وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ بكثير من الفتن فكان يقول واعوذ بك من فتنة الغنى واعوذ بك من فتنة الدجال واعوذ بك من فتنة القبر واعوذ بك من فتنة الدنيا واعوذ بك من فتنة المحيا والممات. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من كثير من الفتن. وكان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من ضراء مضرة ومن فتنة مضلة بل كان يتوجه النبي صلى الله عليه وسلم معلما ايانا في دعائه لربه ان يقبض والله تعالى ان قد ان كان قد كتب عليه ان يفتن اخرج احمد وغيره والحديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول اللهم اني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين. وان تغفر لي وترحمني. وان اردت بي وبقومي فتنة مضني اليك غير مفتون وبوب الامام البخاري في صحيحه في كتاب الفتن بقوله باب التعوذ من الفتن واورد تحته حديثا بسنده الى قتادة عن انس رضي الله تعالى عنه قال سأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم حتى احفوه بالمسألة واحفوه معناها اتعبوه حرصا لايذاء كانوا حريصين ومن شدة ومن شدة حرصهم انهم اتعبوه حتى احفوه بالمسألة. فصعد النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى كثرة سؤال الناس الى المنبر اذا من السنة في بعض الاحايين ان يدرس الانسان على المنبر في غير يوم الجمعة ذكرت لكم حديث حذيفة لما صلى الفجر وصعد المنبر فاخبرهم عن الفتن حتى حضرت الظهر. وهذا يؤكد ان المنبر كان النبي صلى الله عليه وسلم ويعظ الناس ويعلمهم في غير الجمعة. قال فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر لا تسألوني عن شيء الا اخبرتكم به قال فسألوه قال انس فنظرت عن يمين. نظرت عن شمالي فوجدت كل واحد منهم لافا رأسه بثوبه يبكي زاد الاسماعيلي قال خشوا ان يكون امر عظيم قد وقع به فقام رجل وكان اذا لاح الرجال ينسبوه الى غير ابيه فقال يا رسول الله من ابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوك حذافة وغضب النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمر ذلك فصاح باعلى صوته رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا اللهم انا نعوذ بك من سوء الفتن ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث باب التعوذ للفتنة. اللهم انا نعوذ بك من سوء الفتن واخرج البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى عمار ابن ياسر وكان يحمل الناس عند بناء المسجد لبنة لبنة. وكان عمار يحمل لبنتين لبنتين فلما رأه النبي صلى الله عليه وسلم قد اقبل وعلى كتفه لبنتان قال ويح عمار ويحب سمية تقتله الفئة الباغية فتنة عظيمة على مسامع عمار فقال عمار اعوذ بالله من الفتن اعوذ بالله من الفتن ولذا من اسباب النجاة من الفتنة التعوذ بها واللجوء الى الله عز وجل بالدعاء اسند الاسماعيلي بسند جيد كما قال ابن كثير في مسند الفاروق عن عمر كان يقول اللهم ان كنت قد كتبتني شقيا فامح ذلك واكتب لي سعيدا اللهم جنبنا الفتن جنبنا الفتن وجنب الفتن اهلينا واحبائنا واخواننا وتلاميذنا وان كنت قد كتبتنا ان نفتن في ديننا فاقبضنا اليك يا ربنا غير مكتوبين كان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول ان الحجاج عذاب من عند الله فلا تدفعوا عذاب الله بايديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع ثم يقرأ قول الله عز وجل ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون فالاستكانة الى الله والتضرع اليه وسؤاله بالليل وفي ساعات الاستجابة من اجل الطاعات الداخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه الفتنة لها قوة وتشغل صاحبها وتبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة تملأ الوقت والقلب والنفس والعقل فمن فر وابتعد عنها وانشغل بالعبادة فقد عصمه الله ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الشدائد والفتن في بادر كما في البخاري ومسلم كان يتضرع ويسأل الله عز وجل وفي احد كذلك في وقت الشدائد ينبغي للانسان ان يفزع الى الله. ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين هذا اجراء وقائي يحيط الانسان نفسه بسياج يحول بينه وبين الفتنة ولكن لا يمنع ان تكون الفتنة تحوم حوله او تجر اليه من غيره. والانسان مدني بطبعه ولذا هنالك اجراءات وقائية اخرى للنجاة من الفتنة. منها العلم فمتى وصلتك الفتنة وطرق الوصول للعبد الفتنة. وان اعتزل عنها فان الانسان بتوفيق من الله عز وجل ان كان على علم وبصيرة من امره انه ينجو باذن الله من الفتنة العلم الشرعي بعامة والعلم بما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن اخر الزمان بخاصة من اسباب النجاة الفتنة ولذا كان حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك انما الفتنة اذا اشتبه عليك الحق بالباطل وان تعرف دينك باذن الله تعالى تبتعد عن الفتنة. لكن لما يشبه عليك الامر ولا تميز الخير من الشر ولا الجيد من الرديء فان الفتنة تحوم حولك وذكرت لكم من مناخ الفتنة ان يقلل عمل ويقبض العلم. او ان يظهر الجهل ولذا اخرج البخاري ومسلم بسنديهما الى ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لاياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم وعند الحاكم وابن ماجة من حديث حذيفة يدرس الاسلام كما يدرس وشي الثوب حتى ما يدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة ولا نسك حتى يسري على كتاب الله في الى فلا يبقى في الارض منه اية فالعلم يرفع من الصدور ويرفع من السطور وتقوم الساعة على شرار الخلق لا يعرفون الله عز وجل لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله وذكرنا هذا مفصلا في الدرس الماضي واما العلم باحاديث الفتن فهي سبب من اسباب النجاة من الفتنة والادلة على ذلك كثيرة. من المرفوع والموقوف والمقطوع اعني من كلام النبي صلى الله الله عليه وسلم وكلام صحبه وكلام التابعين وما قصة ذاك الشاب الذي هو طالب من طلبة علم الحديث الذي يلقى الدجال ويحتج عليه بالحديث الصحيح وان الدجال لن يقدر عليه وانه ازداد بالدجال بصيرة بعد ان نشره قسمين الا دليلا واضحا على ان من تعلم الحديث وخاصة احاديث الفتن كان بمنجاة منها باذن الله اخرج الامام البخاري بسنده الى عبيد الله ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود قال سمعت ابا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال وكان مما قال فيه يأتي الدجال وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي التي تلي المدينة والسباق الارض الرملية تكون من جهة المدينة من غير جهة الحرة فيخرج اليه يومئذ من هو خير الناس؟ او قال من خير الناس. هذا لفظ البخاري المسلم زيادة جميلة وهو خارج قال سيلقاه مسالك الدجال. يلقاه جنود الدجال الدجال ينزل ويبث الجنون. وهو قادم يلقى هذا الرجل وفي رواية هذا الشاب مسالح الدجال فيقولون له او تؤمن بربنا يريدون الدجال ويقول الشاب ما بربنا خفاء ما بربنا خفى. اعرف الله عز وجل اعرفه باسمائه وصفاته. انا على اهل الحديث اعرف ربي معرفة شرعية صحيحة قائمة على نصوص الكتاب والسنة او تؤمن بربنا؟ قال ما بربنا خفاء. فينطلقون اليه الى الدجال بعد ان يريدوا قتله فيراه الشاب فيقوم خطيبا ويقول يا ايها الناس هذا الدجال الذي حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم هذا رفض موسكو نعود لللفظ البخاري رفض البخاري يقول فيخرج الي. اي عدة سبخة التي تلي المدينة. قريبة تكون المدينة ويخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس او قال هو من خير الناس فيقول اشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثة يعرف الحديث الدجال فيقول الدجال ارأيتم ان قتلتم ثم احييته اتشكون في الامر؟ فيقولون له فيقتله ثم يجيبه. فيقول الشاب ووالله ما ازددت فيك الا بصيرة. او قال ما كنت اشد بصيرة بك مني اليوم. بعد ان قتلتني واحييتني فيريد الدجال ان يقتله فلا يسلط عليه. في رواية فيأخذه ليذبحه فيجعل ما بين رقبته وترقوته آآ نحاس فلا يستطيع اليه سبيلا. اقول ما الذي عصم هذا الشاب من فتنة الدجال؟ انه يعرف القصة التي وقعت معه وانه اسقط الحديث على الحدث بعلم وتوفيق من الله. ولم يتكلم ولم يزدد بصيرة الا بعد ان قتله واحياه فالعلم باحاديث الفتن سبب من اسباب النجاة من الفتن. ولذا لما اخرج ابن ماجة حديث ابي امامة وهو طويل وفيه ذكر للدجال قال بعض رواته وهو عبدالرحمن المحاربي قال ينبغي ان يدفع هذا الحديث الى المؤدب حتى يعلمه الصبيان فحج الدجال ينبغي ان تنتشر في الامة. وما زالت اذا كانت احاديث الدجال ما زالت تذكر على المنابر والمجالس فاننا ان شاء الله في وقاية منه. وان ذهلنا ونسينا ذكرى فما اقرب الدجال والدجل الينا. ولذا عند احمد بسند رجاله ثقات وفيه انقطاع لا تقوم الساعة حتى يذهل الناس او حتى يذهل الخطباء عن ذكر الدجال على المنبر انا ولا ادري ما هو الحل فمما ينبغي لكل عالم ولكل حريص ان يبث احاديث الفتن في الناس بين الاولاد والرجال والنساء. ولا سيما في هذا الزمان الذي فيه رؤوس الفتن وقوية فيه المحن واندرست فيه السنن والى الله المشتكى من غربة الاسلام والسنة الارتباط بين العلم والفتن والعلاقة بينهما عكسية فمتى ظهر العلم النبوي اختفت الفتن ان لم يكن الاختفاء من واقع عموم الناس فمن واقع من علمها وحذر خاصته منها الفتن موقعان موقع يخص الناس وموقع يخص البيئة العامة فقد يقع الفتن في البيئة العامة ويسلم منها بعض الموفقين الذين حصنوا انفسهم بالعبادة قد تصلهم الفتنة ولكن بالعلم بعد توفيق الله عز يقول ذلك سببا لنجاتهم من الفتنة اخرج ابن ابي شيبة بسند صحيح الى ابي ادريس الخولاني قال انها فتن قد اظلت كجباه البقر يهلك فيها اكثر الناس الا من كان يعرفها قبل ذلك لاحظ هنالك موقعان الفتنة في الاثر موقع على الارض تظهر فيه الفتنة ظهورا بارزا كالبقر وظهور على القلوب والعقول. فمن كان يعرفها قبل وقوعها عصم منها ومن لم يكن يعرفها اخذته وتلبسته واستقرت في قلبه والعياذ بالله تعالى من اهم الاثار التي تدل على ان العلم بالفتن واحاديث الفتن سبب من اسباب النجاة منها ما اخرجه ابو داوود. في كتابه الزهد وابن ابي الدنيا في كتابه العزلة بسند صحيح الى زر بن خبيش قال قال حذيفة ابن اليمان لوددت ان عندي مائة من الرجال لوددت ان عندي مائة من الرجال قلوبهم كالذهب فاصعد على صخرة فاحدثهم بالفتنة فلا تضرهم الى قيام الساعة ثم لا اراهم ولا يرون. لا تضرهم متى بعد ان نحدثه بعد ان يعلمهم اكبر استاذ متخصص في الفتن من بين جميع الخلق اود لو ان عنده مائة قلوبهم مثل الذهب بعيدة عن الشبهات والشهوات فيصعد الصخرة فيخطب بهم فيعرفهم بالفتن فلا تضرهم ثم ينصرف عنهم. لا يريد جزاء ولا شكورا ولا يراهم ولا يرونه. بعد فيستفاد مما سبق ان العلم ان العلم اليقيني باحاديث الفتن سبب من اسباب النجاة منها ويسيء كثير من الناس فهما احاديث الفتن ويا للاسف من يتعلم احاديث الفتن يفهمها فهما بدعيا على غير فهم الصحابة والتابعين كما سمعتم عن حذيفة وابي ادريس الخولاني فانهم يظنون بما ان النبي قد اخبر عنها فانها واقعة لا محالة ويجب ان نقف مكتوفي الايدي مستسلمين لها هذا فهم على منهج اهل الجبر وليس على منهج اهل السنة. فانما اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الفتن لنحذرها واخبرنا عن اشتدادها لتقوى عزائمنا واستعداداتنا للوقاية منها من اراد ان يحمل شيئا ثقيلا يجمع نفسه على الحمد ولهذا اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن. كما يخبر الوالد وولده ان انتقل الديار الاسلامي الى ديار الكفر. فيخبره بما سيشاهد من فجور وعهر وشرب للخمور لا ليمارس ذلك. ولكن من رحمته به من رحمة الوالد بولده لكي يتجنبها وليس من باب ان يستسلم لها فالمهم في الفتنة ان نعلم وان نحسن جمعها وان نميز صحيحها من سقيمها. وجيدها من رديها. وان نتعامل معها امنة اسلافنا على منهجهم وبفهمهم وان تتسع