فقال عما لم يدركوه وينام الرجل النوم ستقبض الامانة من قلبه فيبقى اثرها مثل اثر الوقت. ثم ينام النوم فترفع الامانة من قلبه. فيبقى اثرها مثل اثر ماجن كجمر او قال كحجر دحرجته على رجلك فنفض فترى الخلاصة ان تحذير الامة من هذه الاكاذيب وهذا امر واجب. ولا سيما اننا في الوقت الذي اتكلم معكم فيه قد انتهت موجة تلك الفتنة. ووصلت الحالة الى وزالت الظلة التي تصطحب الفتنة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات في اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فالفتنة مناخ تولد فيه فالفتنة تظهر وتسبقها اشياء. وقد وقع التصريح بذلك فيما اخرجه الشيخان بسنديهما الى ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان اصول العمل وفي رواية عند مسلم فيها زيادة ويقبض العلم. وفي رواية ويظهر الجهل وتظهر الفتن ويكثر الهرج. قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم قال الهوى ارجو القتل. فالفتنة تتسلل الى العقول والقلوب او الى واقع الناس. وتنمو شيئا فشيئا وابرز مظهر من مظاهر الفتن كثرة القتل بين المسلمين وتبدأ الفتنة منذ ان ينقص العمل وتشتد لما يقبض العلم. ويلقى الشح ويتقارب الزمان بحيث تنزع البركة من الوقت. فمدوا فمتى وجد العلم والعمل والبركة والبذل استقام حال الناس في دينهم ودنياهم. ومتى رفع شيء من هذا بدأ الخلل ومظهر الخلل ان تطل الفتن برأسها فهذا ومناخ الفتنة. واذا اردنا ان نتكلم كلاما شرعيا دقيقا مدركين سنن الله عز وجل في ظهور الفتن. واردنا ان نتلمس الاسباب التي ترفع الفتنة عن الامة فلا بد قبل ذلك ان ندرك هذا المناخ وعليه فان من اسباب الوقاية والنجاة رفع الفتنة عن الانسان من جهة. وعن الامة والواقع والارض من جهة ثانية امور مجملها يصب في تجفيف هذا المناخ الذي تتولد منه الفتنة. وقد وقع التصريح بذلك في هذه اسباب على وجه الجلي. وهذا من رحمة الله بهذه الامة التي بعث فيها لك النبي. وهو محمد صلى الله عليه وسلم. الرؤوف الرحيم قم بهذه الامة فكما انه اخبرها بالداء فانه لم يترك الدواء فذكر الدواء ايضا. فاقول وبه اصول واجول وعليه الاعتماد والتكلان وهو المستعان اسباب النجاة من الفتنة اولا العمل الصالح والعبادة الانقطاع والانشغال بها في وقت اشتداد الفتنة. العبادة لها نور ويتمم نورها العلم. والفتن تغشى الامة. كقطع الليل المظلم وفي وقت الظلمة نحتاج الى البصر فان استوى الناس في البصر ووقع المبصرون في الفتنة او وقع بعض المبصرين في الفتنة فان اصحاب البصيرة بمنأى ومنجاة منها. اما الدليل على ان العمل من اسباب النجاة من الفتنة فهو كثير منه قول النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا. علامة الفتنة ومن اراد ان يعلم هل اصابته الفتنة؟ فلينظر الى تقلبه. يصبح على حال ويمسي على حال وهذا الشيء الذي لم يدركه حذيفة اخرج البخاري ومسلم اخرج مسلم في صحيحه عن حذيفة قال اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين. اما احدهما فقد رأيته. واما الاخر فانا انكر انتظروا فالذي لم يدركه حذيفة ادركناه. والذي لم يراه رأيناه اهو منتمرة اي منتفخا ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد احد يؤدي انا تاه حتى يقال للرجل ما اظرفه ما اجلداه ما اعقلاه وليس في قلبه مثل قالوا حبة خردل ايمان. قال حذيفة ولقد اتى علي زمان لا ابالي ان يكن بايعت ان كان مسلما رده علي اسلامه وان كان نصرانيا رده علي فاعيه. اما اليوم فلا ابايع فلا فلانا وفلانا. الذي رآه ان الايمان نزل في جذر قلوب الرجال. والذي ينتظره تقلب الاهوال يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافر. يا بيه يبيت مؤمن. تقبض الامانة من قلبه يبقى لها اثر. فيبقى اسرها مثل اسر اللون على اليد ارأيتم الميكانيكي لما يغسل يديه يبقى اثره يسير. هذا هو الوقت. اثر اللون. ثم ينام النوم فيصبح اثر الايمان كالمجلي. حبة الماء التي تكون على يد الفلاح الذي يعمل بالفأس. منتفخ لا تراه شيئا ادعاءات دعوة لا يعرف من الدين الا ما يوافق مصلحته وهواه. تقلب الاحوال وجعل الهوى هو الاصل. في هذا الحال النبي يقول بادروا اي سارعوا بالعمل الصالح. في تمام كقطع الليل المظلم. فمن اراد بعد ان ينجو من كثافة واسوداد الفتن فليهرب الى العبادة والطاعة. والدليل الثاني ما اخرجه ما اخرجه البخاري في صحيحه بسنده الى زينب بنت جحش. قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فزعا قال سبحان الله ماذا انزل الله الليلة من الخزائن ماذا انزل الله الليلة فمن الفتن من يوقظ صواحب الحجرات كي يصلين رب كاسية في عارية يوم القيامة. كأن النبي يقول لازواجه ان كنتن زوجاتي وكنتن كاسيات الخير فمن لم تدرك نفسها بالعمل الصالح تأتي عارية منه يوم القيامة. لما اطلع الله نبيه على نزول الفتن فاستغفر ايقظ النبي صلى الله عليه وسلم فذكر اول ما ذكر اجراء عمليا وقائي تدميريا لابعاد الفتنة عن نفسه وبيته وخاصته. فقال من يوقظ صواحب الحجرات كي يصلين. يريد ازواجه صلى الله عليه وسلم. اذ ان النبي صلى الله عليه عقد على ثلاثة على ثلاثة عشر امرأة. ودخل باحدى عشر ومات عن تسع. وكنا يسعد من ازواجه بجانب بعضهن بعضا في الحجرات. قال من يوقظ صواحب الحجرات كي تصلين اي قيام الليل. هنالك صلة بينما ارى الله نبيه من نزول الفتن وبين قوله من يوقظ صواحب الحجرات كي يصليه. وفي هذا الحديث ظاهر الى ان النبي كان يرى الفتن ويرى نزولا. كما قال النبي لاصحابه في حديث اسامة اسامة ابن زيد عند البخاري ايضا لما استشرف النبي صلى الله عليه وسلم اطما من اطامي المدينة قال لاصحابه هل ترون ما ارى قالوا لا يا رسول الله. قال اني ارى الفتن تتخلل بيوتكم كما يتخللها مواقع القطر. اي المطر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى الفتن ان لم يكن ببصره فببصيرته وصاحب البصيرة من اهل العلم والصدق والاخلاص والعبادة يخاف على الامة الفتنة. وان تكلم فيتكلم ببصيرة. وان كانت صاحب فراسة فان فراسته تكاد تنعدم او لا تخطئ. والدليل الثالث ما عند مسلم في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي لما قل انشغال الناس بالطاعة والعبادة في وقت الفتنة وان الفتنة تهرسهم هرسا وتأخذهم اخذا عن كل خير كان من فلت منها بتوفيق من الله وفر الى العبادة كان حاله كحال لمن هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم. الناس قديما كانوا يهاجرون من ديار الكفر الى ديار الايمان. ويتبوأون ديار الايمان مع الايمان فتقيهم من كل فتنة. واما ان وقعت الفتنة في اخر الزمان بين المؤمنين فما هجرة من بلد الى بلد ولا سيما اننا قررنا ان الفتنة في اخر الزمان تصل الى كل مكان اقامت الادلة على ذلك. وذكرناها فيما مضى. فلم يبقى الا ان يفر الانسان من الفتنة الى العبادة. وينشغل بالعبادة. ينشغل بالصيام والقيام وسائر دروب العبادة فالعبادة اسم جامع. لكل ما يحبه الله تعالى من الاقوال الافعال الظاهرة والباطنة. وقوامها وعمادها على حب وخوف ورجاء وتتحقق بوجود وتقرير المحبة في القلب وظهور في الاثر على اللسان والجوارح. وهذا الايمان له سر عظيم. ولله اسرار في خلقه من اسرار الله في خلقه في الفتن انه مكتوب على جبين الدجال كاف را لا يمكن ان يقرأ هذه الكتابة الا المؤمن. هذا سر عجيب. اثنان ينظران احدهما يقرأ والاخرون يقرأ. هذا سر من اسرار الله في خلقه. فالفتن لا يجوز لنا ان نفهمها على ظاهرها. ولا ان نحولها ونصرفها بتأويل. ويجب على عقولنا وقلوبنا ان تستسلم لها. كما استسلم قلب وعقل ابي بكر الصديق لخبر الاسراء والمعراج عندما لم تحتمله عقول قريش ومن اهم الوان العبادات التي تنفع صاحبها من الفتنة الدعاء ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويكثر في قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. وكان يقول اللهم ولي الاسلام واهله. ثبتني عليه حتى القاك. وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ بكثير من الفتن. فكانت يقول واعوذ بك من فتنة الغنى واعوذ بك من فتنة الدجال واعوذ بك من فتنة القبر واعوذ بك من فتنة الدنيا واعوذ بك من فتنة المحيا والممات. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من كثير من الفتن. وكان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من ضراء مضرة ومن فتنة مضلة. بل كان يتوجه النبي صلى الله عليه وسلم معلما ايانا في دعائه لربه ان يقبضه الله تعالى ان قد ان كان قد كتب فعليه ان يفتن. فاخرج احمد وغيره والحديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول اللهم اني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني فان اردت بي وبقومي فتنة فاقبضني اليك غير مفتون. وبوب الامام البخاري في صحيحه في كتاب الفتن بقوله باب التعوذ من الفتن. واورد تحته حديثا بسنده الى قتادة عن انس رضي الله تعالى عنه قال سأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم حتى احفوه بالمسألة. واحفوه معناها اتعبوه حرصا لايذاء كانوا حريصين ومن شدة ومن شدة عرصهم انهم اتعبوه حتى احفوه بالمسألة. فصعد النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى كثرة سؤال الناس الى المنبر اذا من السنة في بعض الاحايين ان يدرس الانسان على المنبر في غير يوم الجمعة. وذكرت لكم حديث حذيفة لما صلى الفجر وصعد المنبر فاخبرهم عن الفتن حتى حضرت الظهر. وهذا يؤكد ان المنبر كان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه ويعظ الناس ويعلمهم في غير الجمعة. قال فصعد النبي النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال لا تسألوني عن شيء الا اخبرتكم به. قال فسألوه قال انس فنظرت عن يميني. نظرت عن شمالي. فوجدت كل واحد منهم لافا رأسه بثوبه يبكي زاد الاسماعيلي قال خشوا ان يكون امر عظيم قد فقام رجل وكان اذا لاح الرجال ينسبوه الى غير ابيه. فقال يا رسول الله من ابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوك حذافة وغضب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر ذلك فصاح باعلى صوته بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. اللهم انا نعوذ بك من سوء الفتن ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث باب التعود للفتنة. اللهم انا نعوذ بك من سوء الفتن واخرج البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى عمار ابن وكان يحمل الناس عند بناء المسجد لبنة لبنة. وكان عمار يحمل لبنة ستين لبنتين فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قد اقبل وعلى كتفه لبنتان قال صيحة عمار ويح ابن سمية تقتله الفئة الجارية. في التعظيمة على يا عمار فقال عمار اعوذ بالله من الفتن. اعوذ بالله من الفتن. ولذا من اسباب النجاة من الفتنة التعوذ بها. واللجوء الى الله عز وجل بالدعاء الاسماعيلي مسند جيد كما قال ابن كثير في مسند الفاروق. عن عمر كان يقول اللهم ان كنت قد كتبت شقيا فامح ذلك واكتب لي سعيدا. اللهم جنبنا الفتن. جنبنا الفتن وجنب الفتن اهلينا واحبائنا واخواننا وتلاميذنا وان كنت قد كتبتنا عندك ان في ديننا فاقبضنا اليك يا ربنا غير مفتونين. كان الحسن سمي بصري رحمه الله تعالى يقول ان الحجاج عذاب من عند الله فلا تدفعوا عذاب الله بايديكم. ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع ثم يقرأ قول الله عز وجل ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون فالاستكانة الى الله والتضرع اليه وسؤاله بالليل وفي ساعات الاستجابة من اجل الطاعات الداخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه. الفتنة لها قوة. وتشغل صاحبها وتبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة. تملأ الوقت والقلب نفسا والعقل. فمن فر وابتعد عنها وانشغل بالعبادة فقد عصمه الله ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الشدائد والفتن في بدر كما في البخاري ومسلم كان يتضرع ويسأل الله عز وجل وفي احد كذلك في وقت الشدائد ينبغي للانسان ان يفزع الى الله. ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. هذا اجراء وقائي يحيط الانسان نفسه بسياج يحول بينه وبين الفتنة. ولكن لا يمنع ان تكون الفتنة تحوم حوله او تجر اليهم غيره. والانسان مدني بطبعه ولذا هنالك اجراءات وقائية اخرى للنجاة من الفتنة. منها العلم فمتى وصلتك الفتنة وطرق الوصول للعبد الفتنة وان اعتزل عنها فان الانسان بتوفيق من الله عز وجل ان كان على علم وبصيرة من امره فانه ينجو باذن الله اهل الفتنة. العلم الشرعي بعامة والعلم بما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن اخر الزمان بخاصة من اسباب النجاة من الفتنة ولذا كان حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك انما الفتنة اذا اشتبه عليك الحق بالباطل. وان تعرف دينك الله تعالى تبتعد عن الفتنة. لكن لما يشبه عليك الامر ولا تميز الخير من الشر ولا الجيد من الرديء فان الفتنة تحوم حولك. وذكرت لكم من مناخ الفتنة ان يقلل عمل ويقبض العلم. او ان يظهر الجهل ولذا اخرج البخاري ومسلم بسنديهما الى ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لاياما ينزل فيها الجهل ويرفع او فيها العلم وعند الحاكم وابن ماجة من حديث حذيفة يدرس كما يدرس وشي الصوم. حتى ما يدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة ولا نسك حتى يسري على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الارض منه اية فالعلم يرفع من الصدور ويرفع من السطور فتقوم الساعة على شرار الخلق لا يعرفون الله عز وجل. لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله وذكرنا هذا مفصلا في الدرس الماضي. واما العلم باحاديث الفتن فهي سبب من باب النجاة من الفتنة والادلة على ذلك كثيرة. من المرفوع والموقوف والمقطوع اعني من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام صحبه وكلام التابعين. وما قصة ذاك الشاب الذي هو طالب من طلبة علم الحديث. الذي يلقى الدجال ويحتج عليه بالحديث الصحيح. وان الدجال لن يقدر عليه. وانه ازداد بالدجال كاري بصيرة بعد ان نشره قسمين الا دليلا واضحا على ان من تعلم الحديث وخاصة احاديث الفتن كان بمنجاة منها باذن الله. اخرج الامام البخاري بسنده الى عبيد الله ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود. قال سمعت ابا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال. وكان مما قال فيه يأتي الدجال وهو ومحرم عليه ان يدخل نقاب المدينة فينزل بعض الساخي التي التي تلي المدينة والسباق الارض الرملية تكون من جهة المدينة من غير جهة الحرة فيخرج اليه يومئذ من هو خير الناس او قال من خير الناس. هذا لفظ البخاري. عند مسلم زيادة جميلة. وهو خارج قال فيلقاه مسارح الدجال. يلقاه جنود الدجال. الدجال ينزل ويبث الجنود. وهو قادم يلقى هذا الرجل وفي رواية هذا الشاب مسارح الدجال. فيقولون له او تؤمن بربنا بدون الدجال. فيقول الشاب ما بربنا خفاء. ما بربنا خفاء. اعرف الله عز وجل اعرفه باسمائه وصفاته. انا على اهل الحديث. اعرف ربي معرفة شرعية صحيحة قائمة على نصوص الكتاب والسنة. او تؤمن بربنا؟ قال ما بربنا خساء فينطلقون اليه الى الدجال. بعد ان يريدوا قتله فيراه الشاب فيقوم خطيبا ويقول يا ايها الناس هذا الدجال الذي حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم هذا رفض مسلم نعود للفظ البخاري فلفظ البخاري يقول فيخرج الي اي عند السبخة التي تلي المدينة. قريتكم المدينة. فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس. او هو من خير الناس. فيقول اشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. يعرف الحديث الدجال. فيقول الدجال ارأيتم ان قتلته ثم احييته اتشكون في الامر؟ فيقولون له فيقول طوله سم يجيبه. فيقول الشاب ووالله ما ازددت فيك الا بصيرا او قال ما كنت اشد بصيرة بك مني اليوم. بعد ان قتلتني حقيقة فيريد الدجال ان يقتله فلا يسلط عليه. في رواية فيأخذه ليذبحه فيجعل ما بين رقبته وترقوته آآ نحاس فلا يستطيع اليه سبيلا. اقول ما الذي عصم هذا الشاب من فتنة الدجال انه يعرف القصة التي وقعت معه. وانه اسقط الحديث على الحدث بعلم وتوفيق من الله ولم يتكلم ولم يزدد بصيرة الا بعد ان قتله واحياه فالعلم باحاديث الفتن سبب من اسباب النجاة من الفتن. ولذا ما اخرج ابن ماجة حديث ابي امامة وهو طويل وفيه ذكر للدجال قال بعض رواته وهو عبدالرحمن المحاربي قال ينبغي ان هذا الحديث الى المؤدب حتى يعلمه الصبيان. فالاحاديث الدجال ينبغي ان تنتشر في الامة. وما زالت اذا كانت احاديث الدجال ما زالت تذكر في المنابر والمجالس فاننا ان شاء الله في وقاية منه. وان ذهلنا ونسينا ذكره فما اقرب الدجال والدجل الينا. ولد عند احمد بسند رجاله ثقات وفيه انقطاع لا تقوم الساعة حتى يذهل الناس او حتى يذهل الخطباء عن ذكر الدجال على المنبر. انا ما سمعت ذكر الدجال المنبر. ولا ادري ما هو الحال فمما ينبغي لكل عالم ولكل حريص ان يبث احاديث الفتن في الناس بين الاولاد والرجال والنساء. ولا سيما في هذا الزمان الذي فيه رؤوس وقوية فيه المحن واندرست فيه السنن والى الله مشتكى من غربة الاسلام والسنة. الارتباط بين العلم والفتن تم والعلاقة بينهما عكسية فمتى ظهر العلم النبوي اختفت فتن ان لم يكن الاختفاء من واقع عموم الناس فمن واقع من علمها اه وحذر خاصته منه. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الخلاصة ان تحذير الامة من هذه الاكاذيب وهذا امر واجب ولا سيما اننا في هذا الوقت الذي اتكلم معكم فيه قد انتهت موجة تلك الفتنة. ووصلت الحالة الى انظر وزالت الظلة التي تصطحب الفتنة