مظاهر الفجور السياسي. رابعا على المستوى الاجتماعي. ونخص بالذكر ايضا ها هنا ثلاث اشكالات. المرأة والاسرة والشارع فاما المرأة فهي المحور الاول والاساس الذي يقوم عليه المشروع التفسيقي السياسي بكل اتجاهاته. وفي هذه القضية بالضبط تلتقي هذه الاتجاهات كلها مع المشروع الصهيوني انما سمي مغالطة بحرية المرأة. لم يكن القصد منه كما تدل عليه دلائل الواقع الممارسة عند هؤلاء. وكذا تنظيراتهم وتصريحاتهم الا اعتقال المرأة في حدود جسدها. ان المرأة في النظرية الليبرالية ليست الا متعة مطلقة من اي قيد انها مشاع جنسي. واحسب ان الشيوعية لم تلتقي بالرأسمالية كنظرية اجتماعية كما التقت معها في قضية المرأة هذه هي الحرية التي ينادون بها. ما اعطت غير امرأة لا تتجاوز حدود الديكور او الموديل الجسدي في الادارات والمؤسسات العليا والدنيا لماذا يحرص كل مدير او رئيس ان تكون له كاذبة ذات الوان واغصان لا كاتبا عاملا جاد اليس ذلك تقليدا للرجل الغربي الذي لا يمارس عمله وحياته ونشاطه كله الا من خلال المحركات الجنسية انه لا يشتري شيئا حتى يعرض عليه عرض الجنسية. حتى موسى الحلاقة ان يصور له في صورة امرأة عارية حتى السيارات حسب ما نبهني احد الظرفاء صارت تصمم كثير منها في هيئات ذات ارداف وخواصر. اي حرية للمرأة هذه؟ اليس هذا رجوعا الى عهود الغوام والقيام والاسترقاق؟ دعاة الحرية هؤلاء كذبة الفجرة هم اول المستغلين لقضية حرية المرأة في الاتجاه غير الصحيح وانها بعد ذلك لاداة واي اداة لتفسيق المجتمع. ولقد اجمع على ذلك المثقفون المنظرون والسياسيون الممارسون فان قياس التطرف الديني في بلد ما صار يقاس بمدى حرية المرأة في ذلك البلد. وما تصريحات المسؤولين عنا ببعيد واما الاسرة فقد سبق عنها كلام في سياق الحديث عن الاعلام. ولكن يكفي ان اشيرها هنا الى ان الاسرة هي المحضنة الوحيدة للتدين عندما تفسد كل المحاضن الاجتماعية او تستحيل بفعل بفعل استعماري او طغيان علماني او اي سبب من الاسباب ان الاسرة هي المقر الامين الواحد لاستمرار التدين في الناس. ومن هنا كان هدمها هدم اخر معاقل الدين في المجتمع فانظر اي خطر تحتوي عليه دعوة تغيير مدونة الاحوال الشخصية. ان المسألة ليست في الطلاق بيد من يكون ولا في النفقة كيف يجب ان تفرض ولا في القوامة متى تبدأ واين تنتهي. ولا العدل بين الزوجين كيف يطبق. كل ذلك انما هو اعراض للقضية. وليس جوهرا فيها لان الاجتهاد الشرعي قمين بمراجعة كل ذلك. ان لم يكن من حيث الحكم فمن حيث تحقيق المناط. لو حسنت النيات لتحقيق المناسب لناسنا وزماننا من خلال نبذ كل ما لم يعد صالحا من الاجتهادات السالفة وتجديد مفاهيم التحقيق والتنزيل للاسرة ان الجبهة العلمانية اذ ترفع شعارات مثل هذه واكثر انما تعمل على هدم المحضن الوحيد الاكثر فعالية والاكثر وامنع للتدين في المجتمع. ان الاسرة مؤسسة اجتماعية ممتازة. اهم ما فيها طبيعة العلاقات بين الزوجين من ناحية وبين من الاباء والابناء من ناحية اخرى اصولا وفروعا حيث تلعب القدوة دورا لا شعوريا هاما جدا. في استمرار السلوك الاصيل بالفعل جاءوا بالقوة بالمعنى الفلسفي للكلمتين وما كان بالقوة فانه لا بد يوما ان يخرج الى الفعل. وذلك هو معتمد الاصلاح الديني اذ هو ذلك المارد النائم الذي يوقظه الداعية في ذاكرة الفرد ووجدانه. فاذا به يتحول بصورة كاملة ومفاجئة في الظاهر من نمط للحياة الى نمط اخر. ومن فلسفة اجتماعية الى فلسفة اخرى. هي الاصدق تعبيرا عن حقيقته. لانها تمثل كانه المطمور بفعل التشويش الحضاري المدافع للامة في صورة الجبهة العلمانية ان الاسرة اذا هي حصن الحركة الاسلامية الممتاز. الذي اذا انهدم لا قدر الله فلا انتظار بعده الا لما اصلناه في المقدمة الثالثة ان اخطر ما تفقده الاسرة كمفهوم هو تلك العلاقات المتحدث عنها. طبيعة الزوجية القائمة على قداسة شرعية خاصة قال سبحانه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. وقال عز وجل هن لباس لكم انتم لباس لهن الى غير ذلك من الايات التي تنص على معنى الخصوصيات النفسية التي تصل الى الارتفاع بالعلاقات الزوجية الى ما فوق مستوى الاخوة الى ما يشبه حال الاتحاد النفسي والتمازج الوجداني العجيب. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. فهما شيء واحد اذا روحا ونفسا ووجدانا. وعن هذا المحضن الجميل تتوزع فروع الابناء والاحفاد ليكونوا اشد اخلاصا لتلك الرابطة المقدسة التي انتجتهم اجمعين. فاذا مفاهيم الجمال تتوارد في علاقات جديدة مشجرة تشجيرا بديعا مثل بر الوالدين والحب لهما والطاعة المبنية على استشعار التعبد لله ولو بصورة غير ارادية ولا ظاهرة في بعض الاحيان. وكذا الخدمة له مع مدى الحياة. الى غير ذلك من مفاهيم افتقدها الغرب اليوم. ولم يجد لها الا في بيئته بسبب ما لحق الاسرة هناك من دمار. حتى كتب احد الفرنسيين كتابا عنوانه كيف تتخلص من والديك ولقد عثرت على هذا العنوان بالفرنسية في احدى المكتبات التابعة لمركز ثقافي فرنسي شككت ان يكون على ظاهره حتى استخرجته لاتأكد بانه في تمام ظاهر الموضوع بكل وقاحة دون مجاز ولا استعارة من الوالدين اذا صار عندهم علما وفنا تؤلف فيه الكتب ان الاسرة في الاسلام كما قلت قبل شجرة خضراء من العلاقات الروحية الطاهرة. ماؤها الذي لا ينضب ابدا هو الحياء سيد المفاهيم الاخلاقية ان الاسرة الاسلامية هي اليوم اشبه بالغزال الذي يعيش في محمية محفوظة بالسياج الحياء. ذلك النسق الخلقي البديع السابق منظومتها اصولا وفروعا. فاي دمار يصيب هذه اللوحة الفنية الجميلة باحالتها على مزبلة التحقيقات المادية الرخيصة مناظرات الجنسية الهابطة