وعيون كل الناس كاملة تحت الشمس واذ لم يعد احد من الناس يرى في ذلك منكرا فهذه العمري هي الديوثية الاجتماعية. وانها لنذير خطير من النذر المقصود في قوله تعالى وصار الفرد لا يتأذى من رؤية امه او زوجته او اخته او بنته تسير في استهتار لكل القيم مع ابناء الافاعي الى وكيف يتأذى من ذلك؟ وهو عينه الذي يقودها بكل بلادة وصفاقة. الى الشاطئ كل صيف لتتعرى امام عينك واما الشارع فهو في الحقيقة افراز الفساد فيما سبق من عناصر تعليمية وثقافية وفنية واعلامية واجتماعية انه صالة العرض الدائمة لكل ما ذكر وغيره. ولذلك فان اشاعة الفاحشة فيه مقصد سياسي لتكريس منتجات مؤسسات الفجور دور المؤسسي من ناحية ولتعويض العين الاجتماعية على مظاهره المقرفة حتى تصبح من المألوف اليومي. فلا تستنكره بعد ذلك فعليا ثم في مرحلة اخرى شعوريا وهو معنى التطبيع النفسي مع المنكر ان الناظر في كبريات مظاهر المنكر في الشارع كمفهوم اجتماعي نجدها منحصرة في الامور التالية. وما سواها يمكن رده اليها وهي الموضة والخدمية واللغة والخمارة والنوادي الليلية فاما ما يسمى بالموضة فهو سلوك نفسي يدل على حضور عقدة النقص في الشعور او اللاشعور الفردي والجماعي تجاه الاخر لذلك تمارس كوسيلة للتعبير عن المماثلة او المواكبة للاخر المتقدم او المتحضر وبما انها اسلوب شكلي محض اي ليس مواكبة حقيقية فانها لا توجد غالبا الا في صفوف النساء او المراهقين من الذكور والاناث مطلقا او الذين يعانون من تأخر سن المراهقة من الجهول ان النفسية الصارخ بالموضة في شكله نفسية منهزمة. فارغة من اي بديل حضاري يملأ الوجدان ويعمرها بالذات المستقلة. انها فقدان الثقة في المؤسسات الاجتماعية كالاسرة والمدرسة وكل البنيات الاجتماعية التي تربط الفرد بذاته بصورة او باخرى ومن هنا حالة الهم والتوهم وانفصام الشخصية الذي يعاني منه هؤلاء لذلك فان الشخصية الاجتماعية الهامة والحيوية تكون مطية ذليلة لتمرير كل اشكال الموضات المدسوسة على الامة والمدمرة للاخلاق والحياء العام. سواء تعلقت بشكل اللباس لدى الجنسين او طريقة حلق الشعر وتسريحه او طريقة المشي واللعب في الشوارع او اي شيء اخر. الا انه مما لا شك فيه ان اللباس المتعلق بالمرأة هو ام البلايا في ابداعه الموضة المفروضة على اصالة هذه الامة واذواقها وكفى به فجورا مدمرا لكل ما بقي من الحياء الاجتماعي واما الخدمية فهي الارتباط الجنسي بين اثنين او اكثر على غير اساس شرعي قال عز وجل عن النساء محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان وقال عز وجل عن الرجال محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخدان وهذه الظاهرة الغربية قد تفشت في المجتمع المغربي مع الاسف بشكل رهيب. سواء على مستوى العزاب او الازواج. انه الدمار والخراب الذي ليس بعده خراب. عندما تموت مفاهيم الرجولة والعفة والكرامة والغيرة. ويحل محلها جميعا مفهوم واحد هو الديوث يد الاجتماعية واعني بها فقدان الحس بالغيرة على محارم الله. ليس على مستوى الازواج والبنات او الاخوات فهذه هي الديوثية الفردية. ولكن على مستوى المجتمع كله نعم ان هذه من تلك. ولكن عندما تصبح الظاهرة صورة مألوفة في الشارع فتلك هي قمة الديوثية. اذ وصلت الى صباح الادنى من الدركات السفلى. حيث صارت اعلانات واشهارات بعدما كانت سرقات واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ان الخدمية نتيجة طبيعية لما تبثه وسائل الاعلام واصناف الفنون المنتشرة ودور السينما والثقافة الفرنكوفونية من والتضليل وقتل للحاسة النقدية في المجتمع ومن الظواهر الاخرى في الشارع اللغة الفاجرة. والمقصود بها العبارات العارية الفاضحة. اي الكلمات الجارية في استعمال كثير من الناس اما لا تطيق الاذن سماعه. وهو ما يمكن التعبير عنه معجم العورة. فهذه ظاهرة شارعية اخرى قد استفحلت ولم تعد مقتصرة على صنف المراهقين فقط. بل صرت تواجهها لدى الكثير من الكهول ايضا نساء ورجال ان هذا القاموس المنحط يساهم بصورة كبيرة في محاربة الحياء العام. ومسح اثر الدين في الناس الى درجة ان يصبح الخطاب الديني شيئا غريبا في المجتمع لا يبدأ الا لينتظر متى ينتهي. وما عساه الذوق الذي تربى على القاذورات ان يجد في الخطاب الى الملل والسآمة اضف الى ذلك قاموس الكفر الصراح القائم على سب الرب والدين خلال المشاجرات العامة بين المسلمين في الشوارع الراقية والشعبية على السواء على ملء اسماء المسلمين ومن تلك الظواهر ايضا شيوع الخمارات على ارصفة الشوارع باغلب المدن المغربية. وقد يحدث ان يقصد المسافر الى المدن المغربية ركنا هادئا يرتاح فيه فلا يجد الا خمارة او مرقصا. وقد بلغ الفجور باصحاب الخمارات ان لم تعد تغلق ابوابها على روادها كما كان يحصل في زمن سابق ولكنها اليوم مشرعة الابواب على الشعب كله لايلافه كذلك كرها حتى يرضى. بل ان انهم يشربون على الارصفة في فضاء الله الفسيح. ناهيك عن الاشهارات الملونة التي توزعها المؤسسات التجارية الكبرى على نحو ما تفعله اسواق الجملة الجديدة المتمركزة بضواحي المدن الكبرى ولا شك ان الخمر من المدمرات للدين والتدين في الامة. بل انها من اهم العوامل التي تثني التائب عن توبته. وربما بقي كذلك الى الابد ولهذا فان السلطات المغربية مصرة ايما اصرار على مواصلة مشاريع الخمر صناعة وتوزيعا وتوسيعا بل ان رخصة لفتح خمارة لهي اسهل. من حيث الاجراءات القانونية من رخصة لبناء مسجد وكم من عريضة استنكارية قدمها المؤمنون في هذا البلد للسلطات المعنية ولكنها لا تلقى الا الاذان الصماء. بل ربما اجهضت قبل ان تصل مستودعها من سلة المهملات ومن اخطر الظواهر بالشارع العربي ظاهرة المراقص والنوادي الليلية. او ما يسمى في الترجمة الحرفية عن الفرنسية بعلب الليل اما هذه فاوكار الفساد المبين. وانها لظاهرة لم تكن بالمنتشرة الى عهد قريب جدا. فاذا بها تستفحل بعد تشجيع ودعوة خبيثة على الاهتمام بالسياحة. واذا بها تتناسل مثل الخلايا السرطانية والعياذ بالله على طول الشوارع الفسيحة. وقد علم الله ثم دعاة الشر ان الضحايا الاوائل لهذه الشباك العفنة انما هم الشباب المسلمون وماذا اريد لهم سوى ذلك المصير المشؤوم واي مجتمع يتحمل كل هذا الانزال التفسيقي المدمر. ولا تعصف به ريح الخراب