والفرح المذموم فهو الفرح بالدنيا اشرا وبطر قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون. نعوذ بالله من ذلك اتيحت لهم الدنيا واتتهم من كل حدب وصوب فاشروا وبطنوا واستعملوا نعمة الله عز وجل في معصية الله عز وجل ويرون الدنيا تزيد والشكر ينقص ويظنون ان زيادة الدنيا نعم عليهم ولا يشعرون ان ذلك استدراج والاستدراج معناه ان الله تعالى يدني العبد الى العذاب درجة درجة من حيث لا يشعر يقول بعض السلف في معنى الاستدراج يبتليهم بالنعم ويسلبهم الشكر ولا قوة الا بالله والشكر هو الاعتراف بنعمة المنعم مع التذلل والخضوع ومن لازمه القيام بطاعة الله عز وجل قولا باللسان واعترافا بالجنان وعملا بالاركان والشكر يا اخوة وهذا هو الذي يفرح به يا اخوان اما الدنيا فما ياتي منها من حلال فان المسلم قد يفرح به لانه يستغني به عن الناس وهذا فرح مباح واما ان يكون فرحه اشرا وبطرا وكبرا وتأتيه النعم ويقابلها بعدم الشكر فهذا ولا قوة الا بالله هو عين الخذلان قال صلى الله عليه وسلم اذا رأيت الله ينعم على العبد وهو مقيم على معصيته فاعلم ان ذلك استدراج