اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا يسر الثقافية بادارة مساجد محافظة مبارك الكبير ان تقدم لكم الفردوس الاعلى جعلني الله اياكم من اهلها يلقيها علينا فضيلة الشيخ الدكتور محمد هشام طاهري. الحمد لله الكريم الرحمن نحمده سبحانه رفع شأن الجنان وجعل الفردوس فوق العنان. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والاحسان واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم يقوم الناس للديان. اما بعد فايها الاخوة الاحبة ان دارنا التي كنا فيها وجاهد ابليس ووسوس وقاسم حتى اخرجنا منها هي الجنة وهي التي كنا فيها وان ابليس لم ييأس ولن ييأس يحاول ليس فقط حاول في اخراجنا بل يحاول الا نرجع اليها ولكن ولكن الله جل وعلا بمنه وجوده وكرمه ارسل الرسل مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب وبين لهم ما اعد لهم من فضل وجود وكرم واحسان كل ذلك حتى ترتفع الهمم عن الدنيا الدنية. وتعلو الهمم وتتعلق بالجنان ولذلك يقول الله جل وعلا مخبرا عن حال اهل الجنة ولكل درجات مما عملوا درجات ليست درجة واحدة بل هي درجات بحسب اعمالهم لا يكون فيه اهل الشر مثل اهل الخير. ولا يكون فيه اهل الصلاح مثل اهل الطلاح. ولا يكون في اهل التقى مثل اهل الفسق الله جل وعلا اكرم من ذلك واجل. افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون. فلا لا شك ان الله سبحانه وتعالى الذي وعد الثواب والجنة. وجعل اهل الجنة كلهم مشتركين في الا انه سبحانه وتعالى فرق بين منازلهم فروقا عظيمة كبيرة جليلة فان بينهم من الفرق ما لا يعلمه الا الله. مع انهم كلهم قد رضوا بما اتاهم مولاهم وهم يحسب كل واحد منهم انه في نعمة وعافية. لكن الفردوس الاعلى جعل جعلني الله واياكم من اهلها التي اعدها الله للمقربين من عباده. وللمصطفين من خلقه واهل الصفوة من اهل وداده ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. امنوا وعملوا الصالحات. وانما اتى بصيغة الماضي امنوا وعملوا كناية ودلالة على لزوم الايمان كانه امر ثابت متقرر ماضي الذي تقرر وثبت. فاذا ثبت الايمان وتقرر في القلب. والعمل واصبحت سجية في العبد فانه يكون من اهل جنان الفردوس خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. امنوا بقلوبهم وعملوا طالحات بجوارحهم وشمل هذا الوصف عملوا عملوا الصالحات جميع امور الدين. والمراد بالجنات في هذه الاية وجنة الفردوس جاءت في ايتين في كتاب الله. في سورة الكهف وفي سورة المؤمنين. والمراد بجنات الفردوس اعلى الجنة كما جاء تفسير ذلك من نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. واوسط الجنة وافضل وهذا الثواب لمن كمل مع الايمان والعمل الصالح انه حصل التقوى ويحتمل ان يراد بالفردوس جميع منازل الجنان فان الجنان اربع كما ذكر ذلك ربنا جل وعلا في كتاب وكما بينه نبينا صلى الله عليه واله وسلم جنة المأوى وجنة النعيم وجنة عدن وجنة الفردوس. لكن ما الفردوس في اوسطها والجنان اخرى حولها والفردوس اعلاها رفعة وما حولها دون ذلك ويحتمل في قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا يحتمل ان يكون المقصود بالفردوس المعنى اللغوي. لان الفردوس في اللغة العربية الاشجار الكثيفة الملتفة العظيمة العالية. فيشمل هذا الثواب كل طبقات اهل الايمان من المقربين والابرار والمقتصدين. ولكن الصواب من ذلك ان الفردوس ها هنا مقصود به امرا الصن المقصود بالفردوس ها هنا امر خاص فان في الفردوس نعيم القلوب والارواح والابدان وفيها ما تشتهيه انفسه وتلذ الاعين من المنازل الانيقة والرياض الناظرة ولاشجار المثمرة والطيور المغردة المشجية والمآكل اللذيذة والمشارب الشهية والنساء الحسان والخدم والولدان والانهار السارحة والمناظر الرائقة والجمال الحسي والمعنوي فوق ذلك كله النعم دائمة. وفوق ذلك كله رضا الله جل وعلا على العباد تقر جعلني الله واياكم من اهل الفردوس وقوله جل وعلا في هذه الاية خالدين فيها نعمة بعد نعمة. فان هذا من تمام النعيم ان النعم فيها لا تعد وفوق ذلك لا تنفد فنعم الجنة لا تعد من حيث الرقم. ولا تنفد من حيث الزمان. فاي نعمة اجل من هذه ان تكون في نعم غير محصورة عدا وغير مقطوعة زمانا وهذا من معاني قوله تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة وقوله جل وعلا ايضا لا يبغون عنها حولا. دليل على ان اهل الجنان مستقرين فيها ما من انسان في الدنيا الا ويتمنى التحول الملك يتمنى لو يملك اكبر من هذا ومن ملك عشر سنين يتمنى لو يملك عشرين سنة. ومن ملك جبلا من ذهب يتمنى لو يملك جبلين من ذهب ونتأمل هذا الشيء العجيب ان اهل الجنة لا يبغون عنها حولا. لا تحولا ولا انتقالا لانهم لا يرون الا ما يعجبهم ويبهجهم ويسرهم ويفرحهم ولا يرون نعيما فوق ما هم فيه. فلذلك تنقطع عنهم المرادات التي فيها التحولات والله جل وعلا بين كيف ننال هذا الفردوس قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون يا اهل الايمان من اراد منكم الجنان وعلى وجه الاخص في الفردوس الذي هو في العنان فلا بد ان يتصف بهذه الصفات التي جاءت في سورة المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم صلواتهم قراءتان يحافظون اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. وهذا تنويه من الله تبارك وتعالى بذكر عباده المؤمنين وذكر فلاحهم وسعادتهم وبأي شيء وصلوا ذلك؟ وفي ظل ذلك الحث على الاتصاف بهذه الاوصاف الجميلة والترغيب في الجنة فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الايات. يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الايمان زيادة ونقصا كسرة وقلة ويعرف اين مقامه غدا اولئك هم الوارثون اي الموصوفون بتلكم الصفات العظيمة الجليلة. هم الوارثون الذين يرثون الفردوس الجنة واوسط الجنة فهم حلوا في هذه الدنيا بحلل الايمان فكان الجزاء من جنس العمل ان الله جل وعلا حلاهم من جنان الفردوس