علم منه عز وجل بمن سيكون من اهل الجنة سببا ومن سيكون من اهل النار سببا. فاذا الله عز وجل قدر الامور على ما هي عليه. ولكنه مع تقديرها انتبه. علم علم الاشياء علم الاسباب وعلم كيف ستكون وعلى اي حال ستكون اذا قول الله هؤلاء في الجنة ولا ابالي. وهؤلاء في النار ولا ابالي. انما هو من باب الحكم النهائي المعلوم سببه من عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ثم نبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين الكتابين وقال فرغ ربكم من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد شغال لا نزال والحمد والمنة في شرح قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى الله عز وجل ووصلنا الى مسألة الى مسألة ان قلت هل الجن يدخلون في هذا الميثاق الاول او لا؟ اليس كذلك طيب بقي علينا شيء يسير مبسط ان شاء الله في هذا في هذه القطعة وهي ان نقول مستعينين بالله عز وجل ان قلت كيف نطق بنو ادم بالوحدانية والشهادة وهم في عالم الذر. لم يتكونوا بعد ولم يكمل خلقهم فنقول ان هذا سؤال من لا يعرف عظيم قدرة الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره. فالله عز وجل قادر على ان يستنطقهم ولا يعجز ذلك ولا يعجز قدرته عز وجل ان يستنطقهم في اي طور من اطوار حياتهم. او خلقهم كما قال الله عز وجل وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء فالله عز وجل قادر القدرة الكاملة على ان يستنطقنا ونحن في عالم الذر. ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارظ عز وجل فلا ينبغي مثل هذه الاسئلة التي تشكك العبادة في قدرة الله عز وجل ومن المسائل ايضا ان قلت ما حكم من انكر هذا الميثاق الاول ما حكم من انكره الجواب انكاره لا يخلو من حالتين اما ان يكون قد انكر اصل وقوعه فلا جرم ان هذا كافر خالع الرفقة الاسلام من عنقه بالكلية لانه مكذب لله عز وجل فيما اخبر به في كتابه واخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته فاذا قال الانسان انه لم يكن شيء من ذلك مطلقا ونحن في عالم الذر. ولم نستخرج من ظهور ابائنا ولم يستنطقنا الله عز وجل فان هذا كافر ولانه مخالف لما اجمع عليه المسلمون بالضرورة فهو مخالف للاجماع القطعي. والمتقرر في قواعد اهل السنة ان من خالف الاجماع القطعي فقد كفر واما اذا اثبت اصله ولكنه خالف في صفته او او هيئته وكيفيته التي وقع عليها فهذا مما يسوغ فيه الخلاف. فلا بأس فيه ولا حرج لان هذا الخلاف في صفة هذا الميثاق الذي وقع وكيفية حدوثه هو من الخلاف الدائري في مذهب اهل السنة والجماعة كما ذكرت لكم سابقا فلا بأس ولا حرج على الانسان ان يخالف في شيء في في صفة هذا الميثاق. واما ان ينكر اصل وقوعه ان هذا لا يبقيه في الاسلام واما اذا خالف في صفته او كيفية وقوعه فانه لا حرج. ولان لان المتقرر عندنا ان كل خلاف ان كل خلاف في مذهب اهل السنة انفسهم فهو من جملة المسائل العقدية الخفيفة وقريب من هذا ايها الاخوان وقريب من هذا من انكر رؤية الله عز وجل في العرصات فان انكارها لا يخلو من حالتين اما ان يكون قد انكر اصل وقوعها فهذا كافر هذا كافر ولكن اذا اقر باصل وقوعها ولكن اختلف في من يرى الله هل يراه المؤمنون والكفار والمنافقون؟ ام المؤمنون والمنافقون؟ ام المؤمنون فقط؟ فالخلاف في من يراه خلاف دائر في مذهب اهل السنة والجماعة فلا حرج ولا بأس به واما اذا انكر اصله فهو كافر وهذه مسائل طيبة لو لو ان الانسان تتبعها وهي المسائل التي اتفق اهل السنة على اثبات اصلها واختلفوا في في صفة وقوعها او في حقيقتها ومن المسائل ايضا اعلم رحمك الله ان استنطاق الله عز وجل لبني ادم في عالم الذر بالتوحيد دليل على اهمية التوحيد على انه اعظم المطالب على الاطلاق الله لم يستنطقنا في عالم الذر باي شريعة من الشرائع الا بوحدانيته والاقرار الوهيته وربوبيته عز وجل فهذا فهذا الاستنطاق من الادلة الدالة على اهمية التوحيد ومن المسائل ايضا ان هذا الاستنطاق دليل على انه ينبغي ان نبدأ بتقرير التوحيد في قلوب الناس قبل اي شريعة من الشرائع فلا ينبغي لنا معاشر الدعاة ان ان نشغل الناس بما لا بما بشيء غير التوحيد. فلابد ان نبدأ بتقرير التوحيد في قلوب الناس اولا. كما بدأ الله عز وجل باستنطاقنا بامر التوحيد واشهادنا عليه. وكذلك الرسل عليهم الصلاة والسلام. ايضا بدأوا اممهم بالدعوة الى التوحيد. فهذا نوح يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وهذا وقال ها هود لقومه وصالح لقومه. وجميع من بعث الله عز وجل انما زبدة رسالة دعوته وبعثته هي الدعوة الى التوحيد فبعض الجماعات التي تدعونا الى الوصول الى قمة الهرم السياسي اولا قبل ان نقرر التوحيد. وبعد وصولنا الى اعلى قمم السياسات اطيعوا ان نثبت واقع التوحيد في واقع الناس هذه دعاوى بدعية باطلة لا اساس لها من الصحة بنيت على غير على غير الحق فعلى الدعاة وفقهم الله ان يكرسوا جهودهم في تقرير التوحيد في قلوب الناس لا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه البدع تنوعت فيه الشبهات ولذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال انك تقدم على قوم من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة وفي رواية الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. اخر مسألة في هذا في هذه القطعة ان قول الله عز وجل لنا في عالم الذر الست بربكم؟ قالوا بلى دليل على اهمية التعليم بالسؤال والجواب وهي من افضل من افضل طرائق التعليم في الحقيقة فان الطالب يفهم المسألة التي تريدها ايسر طريق. فلا ينبغي للشارح او المعلم ان يدرج كلامه ومعلوماته درجا هكذا من غير فصل مسألة او سؤال. فان الطالب يبقى في حيصة بئس لا يدري عن اول المسألة من اخرها فينبغي لنا ان نعلم الناس او فينبغي لنا ان نجعل من طرائق تعليمنا للناس ان نعلمهم عن طريق السؤال عن طريق السؤال والجواب الله اعلم حد عنده سؤال في هذه القطعة نعم عبد المجيد عندك شي طيب ثم انتقل بعدها الامام الطحاوي رحمه الله تعالى الى قطعة تتعلق بباب القدر ايضا فقال رحمه الله تعالى وقد علم الله فيما لم يزل وقد علم الله فيما لم يزل هذي تخلونها في بداية درس جديد وقد علم الله فيما لم يزل من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه انتهى كلامه. اعيد مرة اخرى. وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة. فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه الكلام على هذه القطعة في جمل من المسائل المسألة الاولى ان فيها دليلا على اثبات عموم علم الله عز وجل بكل شيء فالله عز وجل بكل شيء عليم ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهذه المرتبة وهي مرتبة العلم من اعظم مراتب الايمان بالقضاء والقدر فمن انكر علم الله عز وجل جملة او تفصيلا او وقع في انكار بعض تفاصيله فانه كافر لا حظ له في الاسلام. فالله عز وجل يعلم الاشياء على صفتها سواء اكان علما كليا او علما جزئيا كما قال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو وهذا العلم الكلي لاجمالي وما تسقط من ورقة الا يعلمها هذا العلم التفصيلي الجزئي. وقال الله عز وجل المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض هذا الكلية لاجمالي ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا وهذا هو العلم التفصيلي الجزئي. فالله يعلم الكليات والجزئيات ولا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الارض فمن لم يؤمن بعلم الله عز وجل وعمومه فما هو مؤمن بالقضاء والقدر ابدا فما هو مؤمن بالقضاء والقدر؟ قال الله عز وجل الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير المسألة الثانية لقد اجمع اهل السنة والجماعة على مقتضى ما قاله الامام الطحاوي في هذه القطعة وان هذا الامر وهو قضاء من سيكون في الجنة. ومن سيكون في النار كله من القضاء الذي قد تم فرغ منه وجفت منه الاقلام وطويت منه الصحف. وانتهى الله عز وجل منه رضي الله تعالى عنه قال ان الله تبارك وتعالى استخرج ادم استخرج ذرية ادم من ظهره وفي رواية قبض قبضة فقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي. ثم قبض فقبضة بيده الاخرى وقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي ولا ابالي. وفي هذا كله باجماع العلماء رحمهم الله تعالى فجميع من سيدخل الجنة قد علم اسمه واسم ابيه واسم قبيلته وكل من يدخل النار قد علم اسمه واسم ابيه واسم قبيلته فلا يزاد في عدد اهل الجنة على ما قضى الله عز وجل من عدد اهلها. ولا ولا ينقص فيهم منهم احد ولا يزاد في عدد اهل النار ولا ينقص منهم احد. وهذا الاجماع مستند الى جمل من النصوص في السنة كثيرة فمن ذلك ما روى الامام البخاري رحمه الله تعالى من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما. قال قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فيما قال فقال رسول قال يا رسول الله ارأيت ما يعمل الناس اليوم اشيء فرغ منه ام فيما يستقبلونه مما جاء به نبيهم وقامت به الحجة عليهم. قال لا بل شيء قضي عليهم وفرغ منه. واقرأوا ان شئتم فاما من اعطى واتقوا قال وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. الايتين بعدها. فهذا امر قد تم وفرغ منه. فاذا كنت تعمل بعمل لاهل الجنة وختم لك بعمل اهل الجنة فانت في علم الله اصلا من اهل الجنة ويسر الله عز وجل لك في حياتك عمل اهل الجنة ونعوذ بالله من الاخرى ومن ذلك ايضا ما روى الامام البخاري من حديث عمران بن حصين ايضا قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ايعرف ايعرف اهل الجنة من اهل النار؟ فقال نعم قال نعم. قال فلم يعملون يعني ما الداعي الى العمل اذا كان الامر قد تم وفرغ منه؟ فقال صلى الله عليه وسلم كل يعمل لما خلق او يسر له. او كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ايضا ما رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى في في صحيحه من حديث علي رضي الله تعالى عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة في بقيع الغرقد واذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طأطأ رأسه يمكث الارض بعود معه. ثم قال صلى الله عليه وسلم فما منكم من احد او قال ما من نفس منفوسة الا وقد علم مقعدها من الجنة او من النار ما من نفس منفوسة او قال ما منكم من احد او ما من نفس منفوثة شك الراوي الا وقد علم مقعدها من الجنة او النار والا قد كتبت شقية او سعيدة. فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له فاما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل الشر او كما قال صلى الله عليه وسلم ومنها كذلك ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. الحديث المعروف. قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوم النطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله والشاهد الان وشقي او سعيد. هذا شيء قد فرغ وتم وانقضى وشقي او سعيد. ثم قال صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى كما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب. اي كتاب؟ ما سبق في علم الله عز وجل انه ليس من اهل الجنة في سبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. فيدخلها والذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار. حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد من حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان من اهل الجنة فيسر لعمل اهلها ومن كان من اهل النار فيسر لعمل اهلها وانما الاعمال بالخواتيم. او كما قال صلى الله عليه وسلم فكل هذه الاحاديث وغيرها كثير في السنة. تدل دلالة قطعية لا تدع ريبا في قلب من يؤمن بالله عز وجل ان هذا امر قد قضي وفرغ منه انه امر قد قضي وفرغ منه ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين قبل خلق السماوات والارض خمسين الف سنة كما في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ومن جملة المقادير تقدير من سيكون من اهل الجنة ممن سيكون من اهل النار. وفي حديث الحكم ابن سفيان عن ثابت البناني عن انس بن مالك ابي نظرة ان رضي الله عنه ان رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابو عبد الله دخل انه دخل انهم دخلوا عليه وهو يبكي انهم دخلوا على ابي عبد الله هذا الصحابي وهو يبكي. فقالوا ما يبكيك اولم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ خذ من شاربك حتى تلقاني. يعني انك من اهل الجنة فقال نعم قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله قبض بيمينه قبضة وقبض بيده الاخرى قبضة فقال للذين في يمينه الى الجنة برحمتي وقال للذي في شمالهم في يده الاخرى الى النار ولا ابالي وهذا الحديث رواه الامام احمد وقال الامام الهيثمي الهيثمي رحمه الله رجاله رجال الصحيح. وروى الامام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه باسناد جيد ان شاء الله. من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال للذي في يمينه هذا كتاب من الله تعالى فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم ختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وقال للذي في شماله وهذا كتاب من الله عز وجل. فيه اسماء اهل النار اسماء ابائهم وقبائلهم فختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص. فقال اصحابه يا رسول الله ففيما العمل اذا؟ ففيما العمل اذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم سدد وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة العباد فريق في الجنة وفريق في السعير. وقد حسنه الامام الترمذي وقال غريب صحيح وقال الامام الحافظ في الفتح اسناده حسن وقال الامام الالباني رحمه الله تعالى حديث حسن فهذه الاحاديث تطلعنا على صحة ما قاله الامام الطحاوي. من ان عدد اهل الجنة قد فرغ منهم وعلموا. وان عدد اهل النار قد منهم وقد علموا وقد طويت الصحف وجفت الاقلام من هذا من هذا الامر وكأني بكم قد اشكل عليكم ما اشكل على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجواب هذا الاشكال الذي في اذهانكم ستجدون جوابه في المسألة الثالثة في المسألة الثالثة ان قال قائل هل الايمان بهذه المسألة القدرية يوجب ان نترك العمل اتكالا على ما كتب لنا فبما اننا وان عملنا بعمل اهل الجنة ان كنا من اهل النار فسيختم لنا عمل اهل النار فلا نستفيد كثير شيء من تلك الاعمال التي نقطعها في حياتنا اذا كان سيختم لنا بعمل اهل النار وان كان الله عز وجل يعلم اننا من اهل الجنة فمهما تقحمنا فيه من الذنوب والمعاصي فان ان الله سيختم لنا بخاتمة خير تنقلنا الى صفوف اهل الجنة. فاذا مد الى العمل وما الداعي الى ترك الذنوب والمعاصي قد يقن قد ينقدح في ذهن الانسان شيء من ذلك. ونحن على قلة علمنا وضعف ايماننا ويقيننا بالله عز وجل كيف فلا ينقدح في اذهاننا من قدح. في اذهان من هم اكمل لامتي ايمانا واعمقها علما اعرفها بالله عز وجل ورسوله. ولذلك لما سمع الصحابة هذه الاحاديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ماذا؟ قالوا ففيما العمل الجواب عن هذا الجواب عن هذا انه لا ينبغي ان ينظر الى المقادير مجردة عن اسبابها. فان اعظم الخلل الذي يجعل هذا ينقدح في قلوب الناس انما هو فصل التقدير عن سببه. فمتى ما فصلت ايها المسلم الموحد المقادير عن اسبابها سينقدح في ذهنك هذا هذا الاشكال لكن متى ما كنت قارنا القدر باسبابه. فاعلم انه لا يمكن ان يتطرق في قلبك شيء من ذلك ابدا. اذا لا يمكن لابليس ان يقدح او ينفخ في قلبك هذه الشبهة الا اذا قدر على فصل المقادير عن اسبابها في ذهنك وعقلك. لكن ما دامت المقادير مربوطة باسبابها فوالله لن يستطيع ابليس ان يصل الى ما وصل اليه من غيرك كممن زرع في قلب هذه الشبهة وصارت سببا بعده عن الله وتركه للعمل وتقحمه للذنوب والمعاصي واضرب لك مثالا او لم يقدر الله عز وجل الجوع وعلم قبل خمسين الف سنة من خلق السماوات والارض اعلم انك تجوع؟ اكسب جوعك في كتاب وقد طويت الاقلام وجفت الصحف؟ الجواب بلى. اويحملك ايمانك بعلم الله انك ستجوع لا تطرق الاسباب التي بها تشبع الجواب لا. لما؟ لانك وفقت لانك ربطت القدر بماذا؟ بسببه فوفقت للذهاب للطعام الذي جعلك تبحث عن الطعام هو انك تقنع اقنعت نفسك ان علم الله باني قد جعت لا يسوغ لي ان اترك ان اترك ايش القدر الثاني وهو السبب. ولذلك من يفرق بين الاقدار واسبابها هو مؤمن ببعض باب القدر وكافر ببعض لان السبب من جملة قدر الله عز وجل اولم يعلم الله عز وجل في قدره السابق الذي كتبه في لوحه المحفوظ. في لوحه المحفوظ. انك ستشبع في يوم من الايام الجواب بلى. او ايمانك بانك ستشبع. يجعلك لا تطرق الابواب التي بها تملأ بطنك حتى تشبع. الجواب لا نتصور ان احدا يقول بما ان الله علم انني ساشبع وقدر ذلك وقضاه فانني اتكل على كتابي وادعو وادعو العمل او تسمعون احدا يقول هذا؟ الجواب لا. اذا المشكلة القدرية في هذا الامر الابليسي الملعون وهو فصل القضاء عن عن اسبابه. والاسباب من جملة القضاء والقدر. فالذي قدر ان تجوع قدر ها ان تشبع وهذا الشبع مبني على اسباب. ولذلك لو جاءنا رجل في مثال اخر يقول اذا كان الله عز وجل قد قدر لي في سابق علمه انه يولد لي فانني لا اتزوج. لو سمعتم واحدا يقول هذا افيكون كلامه مقنعا؟ الجواب لا. لم؟ لانه فصل القدر عن سببه اذا هذه المشكلة اصلها يأتي من فصل المقادير من فصل المقادير عن اسبابها ولذلك كل من فصل القدر عن سببه جاءت هذه المشكلة في ذهنه. ولذلك لما ثارت هذه المشكلة في اصحاب رسول الله دلهم على العمل الذي هو ايش؟ السبب يقول انتبهوا لا تفصلوا بين القضاء وسببه قالوا اذا ففيم العمل لانهم لم يطالعوا في وقت السؤال الا القضاء فقط. سحب اذهانهم الى الى الشيء الذي يحميهم من هذا السؤال او توغل هذه الشبهة فقال اعملوا فكل ميسر لما لما خلق له فانتبهوا يا امة محمد من فصلي هاء من فصل الاقدار عن اسبابها فان هذا هو مبدأ الخلل فالله عز وجل قدر اهل الجنة نعم. لكن هذا التقدير ليس جزافا بلا علم. انتبهوا هذا التقدير ليس جزافا ولا اختيارا محضا. لا الله عز وجل عادل العدل المطلق ولا يظلم احدا. لكن لانه يعلم العباد ويعلم ما سيعمل العباد علم ان هذا الرجل سيعمل بعمل اهل النار فكتبه في سابق علمه انه من اهل النار. فلم يكتبه من اهل النار هكذا وانما كتبه لعلمه السابق بانه سيكون في الدنيا من اهل ممن يعملون بعمل اهل النار. فاذا الذين يشكلوا عليهم هذا الامر يظنون ايظا ظنا اخر في الله عز وجل يوجب لهم سوء الظن في الله وهو ان الله اختار هكذا. اختيارا من غير نظر الى ما سيعمله الانسان. هذا مزلق اخر في هذا الباب ايضا. اذا كم صار عندنا من مزلق؟ مزلقان في مسألة ترك العمل اتكالا على ما قضاه الله عز وجل وقدره انا كمدرس قد اقول لاحد طلابي في بداية العام سوف تنجح واقول لطالب اخر سوف ترسب هل اخترت هذا للنجاح وهذا للرسوب هكذا جزافا من غير سابق علم باحوال هذا من ذكائه وفطنته وحرصه مذاكرته ومتابعته احترامه لاساتذته وسؤاله عما يشكل عليه بحسب خبرة في السنوات السابقة له فبنيت على هذه الخبرة والعلم السابق انك ستنجح هل قولي بانه سينجح وهذا سيرسب ظلم لهذا او ظلم لهذا؟ الجواب لا. وانما حكم على هذا بالنجاح بالنجاح لسبق علمنا فيه وحكم على هذا بالرسوب لسبق علمنا فيه. فاذا كنا نحن على ضعف علمنا وقصوره قد نحكم. بالاشياء قبل كوقوعها لعلم سابق باسبابها. فكيف بربنا عز وجل كيف بربنا عز وجل الذي يعلم ما ستكون عليه الحال ومن ستكون وباي اسم ستسمى؟ وهل انت ستكون شقيا او سعيدا هل ستؤمن او تكفر؟ هل ستصلي او تترك؟ هل ستقوم بشرائع الاسلام او لا؟ كل ذلك ما يخفى على الله وليس يستجد على الله عز وجل من اعمالك شيء فلانه يعلم من انت ويعلم اعمالك قال هذا من اهل الجنة ولانه يعمل الرجل الاخر ويعلم احواله قال هذا من اهل النار. فالذين يقولون سنترك العمل اساءوا الظن بالله لان هم اعتقدوا ان هذا الاختيار جاء عن غير علم سابق بالمختارين علم سابق بالمختار يعني بالعبد فاذا هذا الامر فيه مزلقان عظيما. اوقع هؤلاء في هذه الشبهة وفي وفي حبال ابليس الاول انهم نظروا الى القدر محضا مجردا عن اسبابه المزلق الثاني انهم ظنوا ان اختيار الله عز وجل لاهل الجنة من اهل النار انما جاء جزافا من غير سبق طيب اسبابه ما بعد وقعت الى الان نقول لا ما بعد وقعت باعتبارك انت لكن عند الله قد سبقت في علمه قد سبقت في علمه فلا حق لك ان تقول يا رب اخلقني وساكون من اهل الجنة يا رب لو خلقتني ساكون من اهل الجنة. يا رب لو انك ما كتبت انني كذا ساكون من من اهل كذا. هذا كله من باب سوء الظن في الله عز وجل ولذلك قد علم الله عز وجل ان هذا يولد له لان الله علم سابقا انه سيتزوج وسيطأ زوجته وستحمل. فكتب انه سيولد له فاذا كتابة الولد ليست هكذا جزافا من غير معرفة باسباب سابقة. لما علم الله الاسباب على ما هي عليه في علمه الازلي كتب الولد فاذا كتابة الولد مبنية على علمه بماذا؟ بالاسباب فلو قال هذا الرجل اذا علم الله عز وجل انه يولد لي فلا حاجة الى الوطء. فانه يكون احمق وكذلك نقول ايضا اذا علم الله عز وجل ان هذا ينبت له زرع فقد علم الله عز وجل سابقا قبل تقدير الزرع انه سيتملك ارضا. وسيحرص على بذرها. وسيسقيها ثم ينبت له الزرق فتقدير نبات الزرع ليس هكذا. وانما كان مبنيا على علم الله عز وجل السابق بان العبد سيقوم بالاسباب التي تنتج له هذا الاثر تنتج له هذا الاثر. وكذلك اذا علم ان فلانا يشبع بالاكل. ويروى بالشرب وهذا يموت بالقتل فلا يؤخذ القدر السابق بمعزل عن النظر في قدر الاسباب يا سلام انتهى كلام بنت انا قلت قال ابن تيمية هذا من كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قال ابو العباس فلا يؤخذ القدر السابق معزل عن النظر في قدر الاسباب. فالله عز وجل لم يجعل هؤلاء في الجنة الا لعلمه بانهم في الدنيا سيعملون بعمل اهل الجنة. ولم يجعل هؤلاء في النار الا لعلمه السابق بانهم اذا وجدوا في هذه الدنيا سيعملون بعمل اهل النار. فالظلال في هذا الباب مبني ميم على شبهتين شيطانيتين. الشبهة الاولى فصل الاقدار عن اسبابها. الشبهة الثانية ان اختيار لاهل الجنة من اهل النار جزافا من غير علم بسبق بسبق اسباب هذه واسباب دخول هذه لكن اذا امنا واعتقدنا الاعتقاد الجازم ان الله عز وجل هو الذي قدر دخول الجنة وقدر اسبابها فحينئذ هذا يحتم علينا ان نسلك الاسباب اذا كنا نريد الاثار فانك لو رأيت انسانا قد مشى الى جهة الشرقية وهو يريد مكة. فنقول له ان مكة من وراء ظهرك. فقال اتركوني وشأني فان كان الله عز وجل قد قدر علي ان اصل مكة يوما من الايام فساصلها حتى وان كانت من خلفي اذا كانت خلفك كيف تصلها وانت كلما اتجهت الى الشرق ابتعدت عنها فهكذا الذي يتقحم اسباب دخول النار وهو متجه للنار اصلا. والجنة من وراء ظهره ثم يقول ان ها ان كان الله قد قدر ان اكون من اهل الجنة فساء اصلها وان لم اعمل بعملها هذا غير مقبول. متى علمنا انه غير مقبول لما قارنا بين ماذا وماذا؟ بين الاقدار واسبابها فالذي قدر الدخول هو الذي قدر الصلاة. وامر بها. الذي قدر الدخول هو الذي قدر الايمان وامر به. وجعله سببا لها والذي قدر دخول النار هو الذي خلق الكفر وقدره. الذي قدر دخول النار هو الذي قدر البدعة والمعصية والكبيرة التي توجب للناس دخولا دخول النار. فمن اراد ان يدخل الجنة فليسلك قدر اسبابها فلا نزال في تلك الدنيا نتنقل من قدر الى قدر حتى نصل الى القدر الاعظم وهو دخولها. ومن اراد ان يهرب من النار فلا يسلك طريق قدر دخولها واسباب قدر دخولها فان من سلك طريقا احد الدارين يصلها ولا يلومن الانسان بعد ذلك الا الا نفسه الا نفسه وقريب من هذا مشكلة في مسائل الدعاء. قد تثور في ذهن بعض الناس وهي ان العبد يقول ما الداعي للدعاء لان الله اذا كان قد قدر ان يحصل لي المدعو بدون دعاء فسيأتيني ولو لم ادعو وان كان الله ها لم يقدره لي فلا يداني لي للوصول اليه حتى وان جلست ليلي ونهاري ادعو هذه مشكلة ايضا قدرية اخرى في باب الدعاء لما؟ لانه نظر الى العطاء الرباني ولم ينظر الى اسبابه. ونظر الى المنع الرباني ولم ينظر الى اسبابه اذا انفصل بين وبين اسبابه ولذلك عطاء الله عز وجل يكون عطاء ابتدائيا ومنعه منع ابتدائي لكن هناك عطاء اخر ايش؟ عطاء جزائي كن سببين وهو عطاء موقوف بين السماء والارض حتى تدعو فمتى ما دعوت نزل عليك العطاء. ويأتيك بعض العطاء ابتداد هل انت ان تكون مسلما عطاء الله للاسلام عطاء ابتدائي من غير دعاء. ان تكون ابيضا ان تكون ذا حسب ونسب. ان تكون بين ابوين مسلما. هذه نعم عظيمة اعطاكها الله عز وجل ابتداء فهذا نوع من عطاء الله تفضلوا به على من يشاء من عباده. لكن هناك عطاء اخر غفلت عنه عقول من يسأل في هذه مسألة وهو العطاء الجزائي فلما تلزم نفسك بقسمين اما ان يكون قدر فلا داعي للدعاء واما ان يكون لم يقدر فلا حاجة الى الدعاء. ففي كلا الصورتين لا حاجة الى الدعاء. لم لم تفرض فرضا ثالثا وهو انه قدر بالدعاء فيزول عنك الاشكال فاذا ما تأتي لمشاكل القدر. واقسم بالله على حسب التتبع والاستقراء. ما تأتي مسائل مشاكل القدر الا اذا فصلت عن الاسباب متى ما فصلت في مسائل القضاء والقدر متى ما فصلت في هذا الباب قضاء الله وقدره عن الاسباب وقعت عليك المشكلة ولذلك وصيتي لكم يا اخواني ان تحرصوا على تعليم الناس هذين الامرين لان كثيرا من الناس الان قد وقع في قلبه شيء من هذا الريب والشك وهو انه اذا كان الله قد قضى اهل الجنة من اهل النار فلما؟ فلما العمل؟ فالمشكلة عنده في الايمان ولا في الاسباب؟ المشكلة عنده فالاسباب فاذا بين له ان هذه المشكلة تزول اذا امنت امنت بالامرين على على وجه واحد في وعلمت ان الله قضى الامرين اصل القدر وسببه حينئذ يخف عليك هذا هذا الامر فما قدره الله عز وجل وعلمه من احوال العباد وعواقبهم فانه انما قدره باسباب قد سبق علمه قد سبق علمه بوقوع فرتب هذه النتائج على سابق سابق علمه سبحانه وتعالى. انتهى الوقت ثلاث دقايق طيب على كل حال اه من ظل في هذا الباب نجعلها الدرس القادم ان شاء الله. فهمتم كلامي من يستطيع ان يعيد لي سببي؟ سببي الضلال في هذا الباب نعم التفريق بين الاسباب والقضاء. ماشي. والثانية ظنهم ان الله قد جزافا من غير علم بسابق احوال العباد وعاقبتهم. احسنت والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه