هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم فرغت من الحديث عن فواتح سور الثناء والنداء والدعاء والامر والخبر والشرط والاستفهام وبدأت الحديث عن فواتح القسم فحدثتكم عن فاتحة الصافات التي اقسم الله تعالى فيها على وحدانيته وفاتحتي النجم والضحى التي اقسم الله تعالى فيها على صدق رسالة رسوله صلى الله عليه وسلم. وساحدثكم في هذه الشذرة عن فواتح السور التي اقسم الله تعالى فيها على وقوع البعث في قوله جل وعلا والذاريات ذروة والطور والمرسلات عرفا والنازعات غرقا والسماء ذات البروج والسماء والطارق والفجر والشمس وضحاها. وساكتفي في حديثي عن هذه الفواتح بمسألة المسألة الاولى ان اهل التأويل اختلفوا في تفسير هذه الفواتح فالذاريات فيها اقوال هي الرياح الملائكة الكواكب والطور فيه اقوال هي كل جبل عظيم. طور سيناء الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام عند من جعله غير طور سيناء والمرسلات فيها اقوال هي الملائكة الرياح ايات القرآن الانبياء نوازع النفس الى التوبة وعرف فيها اقوال هي عرف الخيل والمعنى والمرسلات متتابعة كشعر العرف. او العرف الذي هو ضد النكرة اي المعروف والنازعات فيها اقوال هي الملائكة النجوم الارواح الخيل الغزاة الاقواس الوحوش وغرقى فيها اقوال هي الاغراق وهو بلوغ الغاية من قولهم اغرق في الشيء اذا بلغ الغاية فيه الغروب الغياب الغرق. والبروج في قوله تعالى والسماء ذات البروج فيها اقوال هي منازل الشمس منازل القمر الكواكب العظام قصور عظام في السماء. والطارق في قوله سبحانه والسماء والطارق فيه اقوال هي النجوم عموما نجم معين معروف الشهب الثاقبة والفجر فيه اقوال هي اول النهار صلاة فجر فجر يوم النحر فجر اول ايام ذي الحجة فجر اول ايام محرم شهر محرم لانه فجر العام العيون التي تنفجر بالماء. والضحى في قوله تعالى والشمس وضحاها فيه اقوال هي ضوء الشمس حرارة النهار كله. المسألة الثانية ان التأمل والتدبر فيما اقسم الله تعالى به من مخلوقاته في هذه الفواتح وربطها بالمقسم عليه وهو وقوع والحشر تظهر معه معان عظيمة من احكام هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم الحميد ومن ذلك ان يوم البعث والجزاء حق ابلج واظح وظوح الشمس والنهار والظحى والبروج والنجوم ثابت ثبات الجبال العظيمة الراسية الراسخة. ولذلك اقسم الله عليه بالطور وبالشمس وضحاها ببروج السماء ونجومها وشهوبها ان يوم البعث والجزاء مطبق على الناس طارق لهم غاش هم كغشيان السماء للارض ولذلك اقسم الله على وقوعه بالسماء في فاتحتي البروج والطارق ان من لوازم يوم هلاك كل مخلوق في هذه الدنيا. فالموت اول منازل الاخرة. ولذلك اقسم الله تعالى عليه بفئة من ملائكته هي النازعات التي تنزع نفوس المكذبين بيوم الدين. نزعا شديدا تغرق فيه فتبلغ المدى والغاية في الشدة والعنف ان يوم البعث يبدأ بالنفخ في الصور نفخة الصعقة ثم النفخ فيه نفخة القيام والنظر في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون ولذلك اقسم الله بالرياح الذاريات ذروة والمرسلات عرفا التي تبدأ بها رحلة حياة الارض حين الله نواقح فتحمل السحاب الثقال وتجري بها في يسر وسهولة حتى تبلغ البلد الميت الذي تعرفه الذي قسم الله رزقه فيها فتحييه بالغيث. فحياة الارض في الدنيا تبدأ بالنفخ وخلق ادم وعيسى عليهما السلام كان بالنفخ والبعث يوم القيامة يكون بالنفخ تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين