العرش من الله تبارك وتعالى حال نزوله الى السماء الدنيا. كما رجحه ابو العباس ابن تيمية في شرح حديث النزول وهو كتاب مؤلف مستقل من ست مئة صفحة شرح فيه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله حديث النزول ورد على الطوائف التي تنكر هذه الصفة. فجزاه الله الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم والله ينزل والله ينزل دون كيف للسماء في اخر الليل في اخر الثلث الاخير بليلة. فيقول هل من فيقول هل من سائل داع؟ وهل من تائب مستغفر من زلتي؟ نعم وهذه صفة النزول لله تبارك وتعالى. وفيها جمل من المسائل. المسألة الاولى اجمع اهل السنة والجماعة على ان لله نزولا في هذا الوقت يليق بجلاله وعظمته لم يخالف في ذلك احد من اهل السنة والجماعة. ولا يجوز ان تسمح لعقلك ان يفكر في اي معنى من معاني النقص في هذه الصفة التي نثبتها لله عز وجل. فلله نزول يليق بجلاله وعظمته. وهو وان اتفق مع نزول المخلوقين في الاثم الا ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات المسألة الثانية هذه الصفة قد اثبتتها السنة المتواترة. فقد روى ثمانية وعشرون صحابي بل اكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم اثبات هذه الصفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة وغيره ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له. وفي صحيح الامام مسلم من يقرض غير عدو ولا ظلوم حتى ينفجر الفجر وهذا من جملة الاحاديث المتواترة لانه قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر اكثر من ثمانية وعشرين صحابيا وقد الامام الصابوني رحمه الله تعالى في شرح عقيدة اهل الحديث. المسألة الثالثة هل هذا النزول يقتضي خلو العرش من الله تبارك وتعالى؟ هل هذا النزول في هذا الوقت يقتضي خلو العرش من الله تبارك وتعالى؟ الجواب في هذه المسألة خلاف بين اهل العلم وهو خلاف في داخل دائرة اهل السنة والجماعة. والاولى والاسلم الا نخوض فيه مطلقا. ولكن بما ان الخلاف قد نقل الينا فنقول ان القول الصحيح. والرأي الراجح المليح انه لا وعنا وعن المسلمين خير الجزاء فالقول الصحيح في هذه المسألة هو ان الله ينزل الى السماء الدنيا ولا يخلو العرش منه. فان قلت ولماذا؟ نقول لان ان الصفتين قد اثبتتها الادلة ولا محال على الله عز وجل. فان الادلة اثبتتها والادلة لا تأتي بمحالين. وان ان كان الجمع بين الاستواء والنزول في حق المخلوق غير متصور فالمتقرر عندنا انه ليس كل شيء تعارض في حق المخلوق لا بد وان يتعارض في حق الخالق لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذا اول امر لا بد ان تعلمه وهي ان ادلة اثبتت ان الله مستو على عرشه وفي نفس الوقت اثبتت انه ينزل الى السماء الدنيا فهما صفتان لا تعارض بينهما في حق القدير القدرة المطلقة والقوي القوة المطلقة والذي ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته عز وجل ومن المسائل ايضا ان قلت هل نزوله الى السماء يتنافى مع علوه؟ فاننا نثبت ان لله العلو المطلق وفي نفس الوقت نثبت ان الله ينزل الى السماء الدنيا فهل علوه يتنافى مع نزوله؟ او نزوله يتنافى مع علوه؟ الجواب قد لا يتنافى علو الله عز وجل مع نزوله مطلقا. وذلك لعدة امور. الامر الاول ان الادلة جمعت بين الصفتين الادلة لا تأتي بمحال. فالادلة اثبتت ان الله عز وجل عالم العلو المطلق. وفي نفس الوقت اثبتت انه ينزل الى السماء الدنيا فحيث جمعت الادلة بينهما فالادلة لا تأتي بمحال. الجواب الثاني ان صفة العلو وان تعارف في حق المخلوق مع صفة نزوله فليس كل شيء يتعارض في صفات المخلوق لابد وان يتعارض في صفات الخالق. لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاذا نثبت ان الله عز وجل مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته. وفي نفس الوقت لنثبت ان الله ينزل الى السماء الدنيا ولا تعارض عندنا بين الصفتين. وكذلك نثبت ان الله عز وجل عال على خلقه العلو المطلق الذي يليق بجلاله وعظمته وفي نفس الوقت نثبت انه ينزل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وعظمته ليس عندنا شيء ولا مطلق تعارض بين هاتين الصفتين لان علوه ليس كمثله شيء ونزوله ليس كمثله شيء. وانما تتعارض هذه الصفات وامثالها في حق من اجعلوا علو الله كعلو المخلوقين او يجعل شيئا من نزول الله كنزول المخلوقين فمن شبه علوه ونزوله بما يخص المخلوقين حينئذ ربما يقوم في ذهنه هذا التعارض. واما من يجعله علوا لائقا بجلال الله ونزولا لائقا بجلاله فانه ابدا لا يتعارض شيء من ذلك في ذهنه ولا عقله مطلقا والله اعلم مسألة ان قلت اننا نعلم ان الارظ على شكل الكرة وانها تدور حول الشمس وان ثلث الليل الاخر ان ارتفع عن بلد فانه يحل في بلد اخر. فهذا ان يكون الله عز وجل نازلا في هذه البلد في هذا الوقت. واذا انتقل ثلث الليل الاخر الى الجهة الاخرى من الارض فان الله ينزل فيها فهذا يقتضي ان يكون نازلا دائما وابدا اذ ان ثلث الليل الاخر لا يرتفع عن الارض كلها جملة واحدة. وانما اذا ارتفع عن رقعة من الارض حل في بقعة اخرى. فكيف ذلك؟ الجواب هذا من التنطع الفكري الذي يمليه الشيطان. والنفس الامارة بالسوء لا يجوز لك ان تفرض هذا السؤال على نفسك ولا على عقلك ولا على قلبك مطلقا. ولا يجوز لك ان تفتح ثغرة من ثغرات قلبك لقبول هذا سؤال جملة ولا تفصيلا لا يحل لك ان تقحم عقلك العاجز الضعيف في التفكير في كيفية هذه الصفة. فان اغلى السنة مجمعون على حرمة في كيفية شيء من صفات الله عز وجل. وانما يسعك ان تسلم للدليل وان تذعن لما اثبتته اثبته الوحي. والله عز وجل اعلم بنفسه واعلم بصفاته ونبيه صلى الله عليه وسلم اشد تعظيما منك لربه. فالذي قال ان الله ينزل هو النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ابدا ان يثبت النبي صلى الله عليه وسلم لربه شيئا بلا وحي ولا يمكن ان يكون في اثباته شيء مما يوجب لربه الذي امرنا بعبادته فاياك ان تفتح قلبك لمثل هذه الواردات الابليسية على شيء من صفات الله فانه من تقحم العقل العاجز الضعيف في هذا العالم الكبير المسمى بعالم الغيب. وانما عليك ان تؤمن بان الله ينزل اذا كان ثلث الليل الاخر في هذه البقعة ولا شك شأن لك بما زاد على ذلك فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم بالله عليك ما السماوات وعظمتها والارض وعظمتها عند الكرسي الذي هو محط قدمي الرب حتى يتكلف الله عز وجل ان يكون نازلا في ثلث الليل الاخر حيثما انتقل في اي بقعة من بقاع الارض. فان قلبه لو عظم الله حق تعظيمه وعرف كبير قدرته لما ورد عليه هذا السؤال لابليس ولما تشرب هذه النفخة الشيطانية الملعونة فلذلك لا يجوز لك ان تفرض هذا السؤال على قلبك لانه من جملة التفكير في شيء من كيفيات صفات الله واهل السنة يفوضون كيفية الصفة لله عز وجل ويعصمون عقولهم وقلوبهم من التفكير في شيء من ذلك والله اعلم نعم احسن الله اليكم والعرش لا يخلو بوقت نزوله اذ ليس ثما فان قلت فان قلت وماذا قال اهل البدع في صفة النزول فنقول كعادتهم لم يؤمنوا بصفة النزول الحقيقي لله عز وجل وانما حرفوها وعطلوها. فمنهم من قال ان الذي ينزل انما هو امره ومنهم من قال بان الذي ينزل ملك من الملائكة فقط بامر الله عز وجل. واظيف النزول الى الله لان الملك نزل بامره لان الملك نزل بامره. كما لو ارسل الملك احدا من الرسل فانهم يقولون جاءنا الملك لان الرسول انما جاء بامره فيقولون ان الله عز وجل لا وانما الذي ينزل ملك من ملائكته واضافة النزول الى الله انما هي اضافة امر لا اظافة صفة. ومنهم من قال بان الذي ينزل انما هي رحمة من رحمات الله عز وجل. فهذه ثلاث تحريفات وتأويلات باطلة. فمنهم من قال بان الذي ينزل ملك ومنهم من قال بان الذي ينزل امره وانما ومنهم من قال بان الذي ينزل انما هي رحمته. وقد اجاب اهل السنة عن ذلك بعدة اجوبة الجواب الاول ان هذا خلاف الادلة. فان الادلة انما اظافت النزول الى الله عز وجل. الجواب الثاني انه اقحام شيء في الكلام والكلام تام بدونه والاصل عدم التقدير. فاذا قلنا ينزل ربنا الى السماء الدنيا فالكلام تام مفهوم. واذا كان الكلام تاما مفهوما فاننا لا نحتاج الى تقدير. فاننا انما نحتاج الى التقدير اذا كان الكلام مجملا يحتاج الى اضافة كلمة المظمرة واما اذا كان الكلام تاما فان الاصل عدم التقدير والاصل عدم الاظمار كما نص على ذلك اهل السنة والجماعة. الجواب الثالث ان انه جرى على خلاف فهم السلف الصالح فان السلف مجمعون على ان النزول هنا انما هو نزول الله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته والمتقرر عند العلماء ان كل فهم جرى على خلاف فهم السلف الصالح في مسائل الاعتقاد والعمل فانه باطل. والجواب الذي بعده انه لا ان يقول الملك من يدعو؟ الملك من يدعوني؟ فان دعاء الملك دون دعاء الله عز وجل كفر اكبر مخرج عن الملة بالكلية كيف فكيف يتجرأ ملك من الملائكة ان يقول من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له والدعاء والسؤال والاستغفار لا يجوز صرفها لا لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح لانها من جملة التعبدات المحضة التي لا يجوز صرفها الا لله تبارك وتعالى. فاذا هذه الاقوال انما يقولها الله ولا يحق لا للامر ولا للرحمة ولا للملك اي يقولوا شيئا من ذلك فهذه فهذه فهذه الاجوبة دليل على بطلاني تحريف هؤلاء لهذه الصفة العظيمة والله اعلم