بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقد تبين لنا من الوجه العشرين ان هؤلاء الفلاسفة قد حصروا العلم في المدركات الحسية ثم طبقوا عليها القوالب القانونية فزادوها ضيقا وصرفوا انظارهم عن بقية مصادر المعرفة. والواقع ان المعارف متنوعة ومصادرها متعددة فهناك المعارف الفطرية والمعارف العقلية والمعارف الحسية والمعارف النقلية تأمل فلاسفة فطمسوا الفطرة ولم يرفعوا بها رأسا وطالبوا بالغاء الفطرة و ان يستبدل بفطرة الله التي فطر الناس عليها فطرة مبدلة. مبناها على الشك خلوها الانسان من اي معارف سابقة فقد اهدروا هذا المصدر واما المعارف الحسية فقد زعموها وانتحلوها ولا ريب ان الحس والمشاهدة من مصادر المعرفة لكنهم افسدوا ذلك بان طبقوا عليها قوالب المنطق التي صاغوها فكان هذا من اسباب عدم الانتفاع بالحس والمشاهدة. لان المنطق كما ذكرنا انفا عن شيخ الاسلام انه لا يحتاج اليه الذكي ولا ينتفع منه البليد. ومن عرف هذا العلم المسمى بعلم المنطق ادرك كمدى عسره وانه لا يحسن التعامل معه الا بعض الاذكياء وانهم يضيعون اوقاتهم في تطبيقاته وانه يمكن في الواقع الوصول الى الحقائق دون اللجوء الى هذه الطرائق المنطقية واما العقل فهم يدعونه ولكنهم في الحقيقة لم يطبقوا العقل السليم. وانما استصحبوا مقدمات عقلية فاسدة اوقعتهم في الضلالات وبينا ان العقل الة واداة وان العقل ان لم يستنر بنور الله فهو كالعين ان لم تستن نور المصباح او لم يتصل بها ضوء الشمس. فكما ان العين لا ينتفع بها صاحبها. اذا لم يتصل بها نور الشمس او نور السراج فكذلك العقل ايضا لا ينتفع به صاحبه ان لم يهتدي بهدى الله ويستبصر بنور الله فهذه وبقي بعد ذلك اعظمها. واوثقها واحكمها وهو المعلومات النقلية المأثورة عن الانبياء التي فيها خبر الله وخبر رسوله. فهي الركن الركين وهي الحرز المكين الذي ينبغي ان يعول عليه. فان فيها من انواع الدلائل ما تطمئن اليه النفوس ونحن حديث عهد بذلك قبل قليل استمعنا الى هذه الايات العظيمة في صدر سورة يونس تأملوا ايها الكرام وقع هذه الايات العظيمة في قلوب المؤمنين. وكيف حشد الله تعالى من انواع الدلائل المقنعة الرصينة المتينة التي لا يسمعها صاحب قلب نقي الا وعلم انها من عند الله. وانها لا يمكن ان تكون من عند غيره. ولو كان من عند غير الله لوجدوا اختلافا كثيرا فاذا اراد الانسان ان يدرك مدى حقارة هؤلاء الفلاسفة والملاحدة فليتأمل في كتاب الله. ثم وليعجب ولا ينقضي العجب. ان يخرج قزم قميء من شق من شقوق الارض ليقول انا ربكم الاعلى. ما لكم من اله غيري وعجبا وما اعظم الله وما احلم الله وما احكم الله سبحانه وبحمده لا احد اصبر على هذا من الله. يسمع هؤلاء يفوهون بهذه العبارات الفجة. المتبجحة ومع ذلك يمهل سبحانه. ولو شاء اهلكهم في غمضة عين. لكنه حليم سبحانه وبحمده يبتلي عبادة ويقدر هذه المقادير. لتظهر معاني اسمائه وصفاته سبحانه وبحمده. فينبغي تأمل هذا الوجه العشرين لما فيه من الفوائد وان نعرف وظيفة العقل حتى لا نضل بالتعويل عليه وتقديسه كما فعل هؤلاء الاقوام فالنصوص يا كرام محارات العقول. لا محلات العقول. بمعنى ان النصوص قد تأتي بما يتحير منه العقل بمعنى لا يدرك كنهه وكيفيته. لكنه لا يحيله ولا يمنعه. لا يحيله ولا يمنعه ثم انتقل بعد ذلك الى الوجه الحادي والعشرين فقال قال رحمه الله تعالى الحادي والعشرون ان هؤلاء الماديين الملحدين لما سدوا على انفسهم بهذا الاصل الخبيث اكمل الطرق الموصلة للعلوم الدنيوية يعني نحن نضطر في الواقع في هذه الدروس الى يعني الزج ببعض الكلمات الاجنبية لان الحضارة الغربية هي الحاضنة لهذه الضلالات. الكلمة التي تعني اه او تترجم عندنا باسم نافعة واصحها واهداها واقومها واوضحها. وهي العلوم التي جاءت بها الرسل. ونزلت بها الكتب السماوية. وفطر الله عليها عقول العباد الا من فسدت فطرته بالعقائد الفاسدة فسد هؤلاء هذا فسد هؤلاء هذا الباب الناصح العظيم فسد سد هؤلاء هذا الباب النافع العظيم على انفسهم واتباعهم. وحصروا وحصروا علومهم ومعارفهم في الاسباب المادية فقط وتوسعوا فيها ومهروا واخترعوا وبلغوا حيث انتهت اليه معارفهم. وافهامهم وانقطعت بذلك صلتهم بالله ورسله وكتبه وبعلوم الرسل وبالهداية الصحيحة المثمرة لصلاح الظاهر والباطن والسعادة الدنيا والاخرة. فوقعوا في امر مريج تخبطت نظرياتهم وكلما اتفقوا او اكثرهم على على نظرية على انتظام الاسباب بعضها ببعض وارتباطها الوثيق حق حار في المواد الاولية وفي سبب الاسباب فينقضون ما اتفقوا عليه ويبطنون ما كانوا اسسوه ولا يزالون كذلك ما داموا لم ينفذوا من الاسباب الى مسببها ومن المخلوقات الى خالقها. فما داموا كذلك فانهم لا يستطيعون الاستقرار على رأي جامع لجماعتهم لجماعتهم ومسعد لهم في الدنيا والاخرة. ونهاية ما يصلون اليه يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. نسوا الله فنسيهم وتركهم في طغيانهم وغيهم وظلالهم فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. نعم هذا الوجه الحادي والعشرون في بيان اه حال هؤلاء الماديين الذين تنكبوا الطريق وحصروا علومهم في هذه الاسباب المادية. وقطعوا صلتها بالاسباب الايمانية وبما جاءت به الرسل. فان رسل الله جاءوا باصول المعاني واطرها ولو ان هؤلاء نظروا الى هذه العلوم المادية من هذا المنظار لانتفعوا وبورك لهم فيها ولكنهم لما كانوا يتشبثون بهذه المعلومات المتناثرة كثر اضطرابهم وتناقضهم وفساد ارائهم تأملوا ايها الكرام في هذه الحضارة المعاصرة. اعني الحضارة الاوروبية التي تسود العالم الان يجد انها مبتوتة بالايمان بل انها تجهر بان كل امر له صلة بالدين ينافي العلمية. ويفترضون ان العلم يقتضي اقصاء الدين ولهذا لا اقول مبررات مفسرات اقول له مفسرات تاريخية جرت بسبب تسلط كنيسة الجائرة الظالمة على اهل تلك البلاد والزامهم بامور باسم الدين ليس لدين الله تعالى بها فنشأ عن ذلك نفرة شديدة من هؤلاء الذين اعتمدوا على المعارف المادية من الدين. وصاروا ينبذون كل ما له صلة بالدين. وهذه من بواعث الالحاد في العصر الحديث وهي الخوف من الانتكاس الى الى تسلط الكنيسة. فصار هؤلاء الملاحدة يلجأون الى هذا السبيل فرارا من تلك الذكريات الاليمة. التي كانت تمارسها الكنيسة وباباواتها على الشعوب الخاضعة لسلطانها. حتى انها كانت تحرق بعضهم بعضهم تعاملهم معاملة وحشية. فادى ذلك الى هذه النفرة من امر الايمان والى ان والى ان يكون العلم مفصولا عن الدين لا صلة له به. وهذا هو الساعد فالناظر الان في المعارف الحديثة بمختلف فروعها وتقسيماتها يجد انها انصح التعبير منزوعة الدسم بمعنى انه ليس فيها اي اثر ايماني ولا صلة بالخالق سبحانه وتعالى بل لو ان احدا اه قال كلاما من هذا القبيل لعد ذلك اه مخالفا الاسلوب العلمي كما يقولون وسحبوا ذلك على جميع انواع المعارف الانسانية والنظرية والتطبيقية ويعني نموا انفسهم الى الثقافة وحتى ان جميع المصطلحات في الطب والعلوم الانسانية تتخذ من الكلمات الاغريقية اساسا فدعواهم مؤسسة او دعواهم العلمية مؤسسة على هذه الثقافة الاغريقية المبتوتة الصلة ما جاءت به الانبياء. فلذلك غاية ما يصل يصلون اليه كما وصف الله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. يعني اكثر ما يحسنون ان ييسروا امورهم الدنيوية والمعاشية وغير ذلك من المتع الحياتية فقط. هذا غاية انتهاهم واقصى مطالبهم. اما الاخرة التي اليها يصيرون واليها يرجعون. فلا حظ لهم فيها نسوا الله فنسيهم قال الله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ان اوروبا وما اتصل بها اه من حضارة وما تقوم به من عولمة تقوم على العلمانية وهي الى العالم لا الى العلم كما قد يتوهم بعض الناس فان العلمانية نسبة الى العالم وترجمتها الصحيحة علمانية معناها او ترجمتها الدقيقة هي الدنيوية اي ما يكون بازاء الدين فلما كانت الكنيسة آآ تفرض نوعا من التفكير على مواطنيها ورعاياها تذكيرا دينيا بزعمهم لا صلة له بالدين ولا بوحي الانبياء والمرسلين. اه نشأ ما يسمى اه رجال الدين والكهنوت وغير ذلك. فلما انتفض اوروبا على سلطنة على سلطة الكنيسة وقامت الثورة الفرنسية ونادوا اشنقوا اخر ملك بامعاء اخر قسيس وجدت العلمانية التي شردت عن الدين وعن الاله واتخذت من اقصاء الدين مسلكا لها فلهذا بما عندهم من العلم وحاق بهم بهم ما كانوا به يستهزئون. ثم جاء بعض الببغاوات من المجتمعات الاسلامية يريدون ان يحاكوا اوروبا فيما فعلت وهو قياس فاسد. قياس مع الفارق. فان دين الاسلام لم يأتي بشيء من هذا التضييق او الممانعة والمدافعة للعلوم الصحيحة. بل قد نمت وترعرعت كثير من العلوم. التي يحتاج اليها الناس من الطب والفلكي علوم الارض وغيرها في حاضنة اسلامية نقية فتوى ترعرعت وفشت دون ان ينشأ عن ذلك اي نوع من الفصام النكد بين العلم والدين؟ لكن هؤلاء الاغبياء ارادوا ان يستنسخوا النموذج الاوروبي على مجتمع يختلف عن المجتمع الاوروبي. وان يجروا مجتمعاتهم الى هذا الصراع الذي لا مبرر له. ثم قال الوجه الثاني والعشرون قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني والعشرون انهم حين اصلوا هذا الاصل الباطل الذي جعلوه ميزان العلوم كلها تجرأوا جراءة فظيعة على تحليل حياة الرسل. بناء على هذا الاصل وتجرهم بعقولهم الفاسدة وعلومهم القاصرة الى القدح للرسل واسقاط منزلتهم من قلوب السماعين لهم المستجيبين لدعوتهم حتى ابطلوا بذلك الوحي والرسالة والمعادن تصريحا وتعريضا وتدرجوا بذلك الى القدح في جميع الاديان. ولم يجعلوا للرسل للرسل ميزة على غيرهم. بل فضلوا وفلاسفتهم عليهم. فاصل هذه اثار اثاره الخبيثة. فاصل فاصل هذه اثاره الخبيثة وهذه ثمراتهم السمية المنتنة الحنظلية. كيف يليق بمن له ادنى معقول ان يصغى ان يصغي اليه؟ او يبني عليه شيئا من علومه ومعارفه فانه مفسد للاديان والعلوم ومخبط للاذهان فهو اعظم اصول الغي والضلال الله يهدي من يشاء الى الى صراط مستقيم. نعم هذا هو الواقع. وهذا هو الناتج. لما اصلوا هذا الاصل الفاسد وتنصلوا وتبرأوا من العلوم الفطرية اه تجرأوا على الرسل الكرام الذين هم صفوة الله من خلقه. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فنالوا منهم ووقعوا فيهم. قال الشيخ وتجرهم بعقولهم الفاسدة وهذا لفظ غريب تجرهم لكن قال في لسان العرب الجرهم هو الجريء في الحرب وغيرها. فمعنى تجرهم يعني تجرم فتجرهم بعقولهم الفاسدة وعلومهم القاصرة الى القدح بالرسل واسقاط منزلتهم. وكلكم يدرك جرأة هذه الشعوب الاوروبية الوارثة لهذه الحضارة الاغريقية على رسل الله حتى انه ال بهم الامر قبل سنيات الى الوقيعة في شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولما استنكر استنكر المسلمون ذلك عجبوا وقالوا كيف؟ هذه حرية الرأي والتعبير. لانهم قد اعتادوا على الوقيعة في عيسى ابن مريم عليه السلام وامه وسائر انبياء الله بالرسوم الكاريكاتيرية والسخرية. بل بباباواتهم ورجال الدين فيهم الى غير ذلك ونالوا من شخص نبينا صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ردة ردة الفعل الواسعة في العالم الاسلامي لماذا ذلك؟ لانهم اعتادوا على الوقيعة في الانبياء. هذا ما ادى اليه ذلك الاصل الفاسد. وصاروا صاروا يزرعون في نفوس ناشئة تعظيم هؤلاء الفلاسفة اعظم من تعظيم الانبياء. فاذا كتبوا التاريخ ابرزوا من يريدون ابرازه فعلوا آآ الدين والانبياء آآ شيء من التوابع واللواحق. بل تأملوا يرعاكم الله. حينما تدخلون في محركات البحث الشهيرة مثل مثلا ياهو جوجل او غير ذلك من المحركات وتنظرون في ترتيب الاهتمامات ربما تجد في اعلى القائمة يعني سياسة. ثم ممكن تجد سبور رياضة ثم تجده في اخر القائمة لان الدين ما عاد عندهم بمقدار ولا يؤبه له. هجرت الكنائس الاديرة وغير ذلك. لان انهم نبذوا الدين جملة وتفصيلا وما بقي يتعلق بالدين الا افراد قلائل. فهم يريدون ان يصدروا اه القدح في الانبياء والسخرية في الاديان الى آآ الامم الاخرى. ولا ريب ان المجتمعات الاسلامية شديدة المناعة تجاه هذا بحمد الله تعالى. ويوجد فيها من الممانعة الشيء الكثير. ولا يستجيب لهم الا سماعون. على شاكلتهم. كما قال الله تعالى وفيكم سماعون لهم. اما اهل الاسلام في القرى والارياف وحواضر المسلمين بعامة فهم بحمد الله باقون على الدين الصحيح لان دين الاسلام ولان القرآن لا يزال حيا نابضا في مجتمعاتهم. نسأل الله ان يعصمنا بعصمته ثم قال قال رحمه الله تعالى الوجه الثالث والعشرون ان العلوم المدركة بالحس اذا نسبت الى علوم الرسل كالعلوم المتعلقة الله واسمائه وصفاته وافعاله واحكامه واحوال الاخرة والجزاء على الخير والشر. وامور الغيب والاخبار بما كان وما يكون وما يسعد النفوس ويشقيها كانت كقطرة في بحر لجي. فامور الغيب التي تتوقف على اخبار الرسل ووحي الله وهدايته والخاصة ابطلها هؤلاء الملاحدة. اذ ظيقوا دائرة المعلومات جدا في مدركات حواسهم. فلهذا حاروا والطرب ولم يستقر لهم قرار على اقوال تتفق عليها ارائهم. لانهم انكروا العلم الحقيقي النافع الذي يزكي النفوس ويسعدها ويرقيها في مدارج الكمال. ومن المنكر والزور تخصيص علومهم القاصرة باسم العلم. فحيث اطلقوا العلم اطلقوا العلم ما ارادوا به علوم الفلسفة. وما نتج عنها ونفوا ونفوا العلم عما سواها. وهذا من باب المكابرات وقلب الحقائق العلم الحقيقي الذي اثنى الله عليه في كتابه علوم الرسل وهداية الوحي المنزل من عند العليم الخبير. وما سواها فاما فاما علوم ضارة واما قليلة النفع واما نافعة في امور الدنيا دون امور الدين. وقد نفخت رح الكبر في قلوب اصحابها واحتقروا ولاجلها علوم النافعة في الدين والدنيا فما اضرها واضر ثمراتها ونعوذ بالله من علم لا ينفع. اه هذا الوجه فيه معنى قد تكرر. وهو حصر هؤلاء للعلوم المدركة بالحس. وقد بين رحمه الله ان هذه العلوم مدركة بالحس ما هي الا قطرة في بحر اللجي عند مقارنتها بالعلوم التي اتت بها الرسل. فان العلوم الشرعية التي نطق بها انبياء الله ورسله في كتب الله وفي اقوال رسل الله. بحر زاخر بحر خضم لا ساحل له. من ولا زال آآ الامر كما جاء في الاثر عن القرآن لا يشفع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد. شيء عجيب وكذا ما نطق به من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. فحين يدعو هؤلاء الى التركيز على الماديات والمحسوسات واقتراح ما سواها فهم يهدرون بذلك اضعاف اضعاف ما يدعون الوصول اليه. ثم نبه الشيخ رحمه الله على امر واقع جار سار فاشل بيننا وهو تخصيص لفظ العلم على هذه العلوم المادية السنا الان بالفعل حينما يقال ما تخصص فلان؟ يقال علمي حينما يقال علمي ماذا يقصدون به؟ العلوم المادية فقط تطبيقية يعني يقصدون بكلمة علم وعلمي او يقصدون بها فقط علوم الطب والهندسة والمساحة وغير ذلك ويعتبرون ما سواها لا لا تسمى عند الاطلاق علما. مع انها هي الاحق بلفظ العلم. فان العلم هو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما وهذا ينطبق انطباقا اوليا على ناطق الكتاب وصحيح السنة. ففشت هذه الاصطلاحات وتوطنت بين المسلمين. بل وصور لناشئة المسلمين ان العلوم الشرعية علوم ثانوية علوم يشتغل بها من لا يحصل معدلا مرتفعا آآ او من يهيأ لينال وظيفة دونية واما الوظائف العليا والتخصصات النادرة فان لا شأن لها بامر الدين وينبغي ان يطلبها الاذكياء والنابهون الى لذلك قد استقرت هذه الاشياء ومن راجع مجريات الاحداث التي جرت في بلاد مصر ابان الاستعمار الانجليزي وخطة اقرار المعارف الحديثة آآ ومزاحمة الازهر في العلوم الشرعية. ادرك هذه الخطة التي نسجت بعناية وجرى ارسائها آآ بين ظهراني المسلمين. وهكذا وقع في معظم حواضر المسلمين آآ في وفي آآ غيرها من الجامعات الاسلامية العريقة جرى تقليصها جرى تقليصها وضموره اه حتى باتت لا يقصدها الا من يعني ضعف تحصيله. ولم يعد مؤهلا لشغل المواقع الكبيرة. هكذا فعل هؤلاء بخطة ماكرة سلبوا وسرقوا اسم العلم. اه من العلوم الشرعية المستمدة من الوحي الالهي. وكل علوم سوى علوم الوحيين فهي اما علوم ضارة واما قليلة النفع واما نافعة فعلا لكنها مما تدعو الشريعة الى تحصيله. فان العلوم نوعان اما فعلم مراد لذاته وهو ما جاء به الوحي الناطق واما علوم مرادة لغيرها وهي العلوم النافعة ذكرنا انفا من علوم الطب والهندسة والرياضيات وغير ذلك فانها علوم مطلوبة. ومما يحتاج اليه الناس فهي اذا اقترنت بها النية الصالحة صارت آآ علوما نافعة لصاحبها ولعامة المسلمين ثم انتقل الى الوجه الرابع والعشرين قال رحمه الله تعالى الوجه الرابع والعشرون انه عن هذا انه عن هذا الاصل الخبيث الباطل حكموا حكما فظيعا باطلا وهو ان الرجوع الى الماضي رجعية فاسدة. وان ان وانه يجب اهدار كل اهدار كل قديم. وهجنوا بعباراتهم متنوعة كل قديم ليصل بذلك للقدح فيما جاءت به الرسل. ونزلت به الكتب وقالوا عن البشر لم يبلغوا سن وقالوا عن البشر لا. وقالوا ان البشر لم يبلغوا وقالوا ان البشر لم يبلغوا سن الرشد الا في هذا الوقت. الذي فيه علوم المادة وانحلت الاخلاق وشاعت الاباحية والفوضوية الضارة المهلكة حتى تفاقم الشر وعم الطغيان واضمحل وهذا من اعجب العجائب كيف يكون الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وخصوصا سيدهم امامهم محمد صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم اجمعين ومن وعليهم اجمعين. وعليهم اجمعين. ومن اهتدى بهداهم من ائمة الهدى ومصابيح الدجى. وخواص الخلق لم يبلغوا وهم الذين كانوا على الهدى المطلق وبهم هدى الله البشر وارشدهم الى كل علم نافع صحيح وعمل صالح وخير وشر ورشد وصلاح كيف يكونون هم واتباعهم ومن سلك طريقهم من الهادين المهتدين لم يبلغوا سن الرشد. وهؤلاء الزنادقة ملاحدة هم الذين بلغوا سن الرشد. سبحانك هذا بهتان عظيم. ويكفي تصور هذا القول وتصور احكامه ولوازمه. معرفة معرفة ببطلانه فان اكبر الدلائل على رشد الرشيد وسفه السفيه تصرفاته ونتائج اعماله وثمرتها انظر الى اخواني الرسل واتباعهم كيف هدوا الى كل هدوا كيف هدوا الى كل عقيدة صالحة نافعة والى كل خلق جميل الصالح وكيف نهوا وكيف نهوا وحذروا عما يضاد ذلك ويناقضه؟ وكيف نشروا الصلاح والرحمة والحكمة ينبغي ينبغي ان ان تكون انظروا انظر الى احوال الرسل واتباعهم كيف هدوا وكيف نهوا؟ وان كانت مشكولة النسخة بالضم لكن الصواب كيف هدوا وكيف نهوا لتتسق مع ما بعدها؟ وكيف نشروا؟ نعم. احسن الله اليكم. وكيف نشروا نبدأ من الدهش انظر الى احوال الرسل واتباعهم كيف هدوا الى كل عقيدة صالحة نافعة. والى كل خلق جميل وعمل صالح. وكيف له وحذروا عم فيضاد ذلك ويناقضه وكيف نشروا الصلاح والرحمة والحكمة على البلاد والعباد. وكيف تم بارشادهم الصلاح الذي ليس بعده صلاح والسعادة العاجلة والاجلة والفلاح فهل تجدوا علما نافعا او خلقا فاظلا او خيرا ناميا او شرا او ظررا مرفوعا الا الرسل وارشادهم وهدايتهم وسعيهم. نعم حسبك. اه هذا الوجه الرابع والعشرون. اه نبه الشيخ فيه على اه اثر من اثار هذا الاصل الخبيث. الذي يدعيه او يدعو اليه الملاحدة. وهو وصف كل امر ماض بالرجعية. وقد كان هذا اللفظ شائعا في عقود مضت وهو ان يوصف المتمسكون بالسنة والشريعة الدعون الى الاسلام بوصف الرجعية. بمعنى ان الرجوع دعاء الى الماضي نوع من المذمة. الخطأ وان محل المحمدة والثناء هم التقدميون الذين يتقدمون نحو المستقبل فيجعلون هؤلاء بازاء هؤلاء. ويشوهون صورة المتمسكين بالدين عن طريق الصحف والمجلات السيارة في ذلك القرن في القرن المنصرم. يرسمون الكاريكاتيرات المتنوعة للسخرية من اصحاب العمائم المناصب الدينية حتى تهبط في في اعين الناس وفي اه يعني في عند النشء. كذلك ايضا هذه اللفظة التي يبدو ان الشيخ رحمه الله اخذها من بعض هؤلاء الكتاب وهي دعوة ان البشرية لم تبلغ سن الرشد الا الان. ويتعجب الشيخ وحق له كيف يقال ان البشرية الان قد بلغت سن الرشد؟ لما اكتشفت هذه المعارف الحديثة والعلوم والتطبيقية اي ان ما كان اي ان البشرية زمن الانبياء زمن محمد صلى الله عليه وسلم كانت بعد لا تزال لم تزل لم تبلغ سن الرشد والله تعالى يقول لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى لتأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة. فعند هؤلاء ان تلك الحقبة التاريخية كانت حقبة خداج كانت مرحلة غير ناضجة. حتى جاء هؤلاء وترقوا بالعلوم المختلفة وبلغوا بالبشرية سن الرشد هكذا يسربون هذه هذه المعاني بزخرف القول وبهرج العمل. فهذا لا ريب انه قد يفوه به بعض من لا اه يدرك ما يقول وقد يقوله بعض ما من يعني من يقول فاذا اعتقد احد بان ان هذا الزمان خير من زمان محمد صلى الله عليه وسلم فقد اعظم القرية. وقد قال صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فكيف يقال ان البشرية لم تبلغ سن الرشد الا في هذا الوقت. هذه دعوة اه دائرة وكذلك حينما يقول بعض العقلانيين ان العصر الذهبي للامة الاسلامية هو في عصر لماذا؟ لان المأمون مكن لهؤلاء المعتزلة العقلانيين ويعني حارب اهل الاثر والسنة. لا والله ما ذاك العصر الذهبي بل هو العصر الخشبي والعصر الذهبي هو عصر محمد صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة والتابعين خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فعلينا ان نتحوط عند سماع هذه العبارات التي تلقي بظلالها في النفوس عظموا ما ما حقه التهويل وتهون ما حقه التعظيم. وشبيه بذلك قول المتكلمين حينما يقارب بين مذهب السلف ومذهب الخلف يقول قائلهم طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم. ولعمر الله تلك قسمة ديزا فطريق السلف اسلم واعلم واحكم. وهم حينما قاموا بهذه القسمة ارادوا نوع من التربية لكي يعززوا مقالة المتأخرين من المتكلمين الذين سلكوا مسلكا سوى مسلك السلف ان يكتفوا بان يضفوا على السلف اه صفة الدروشة والسذاجة والايمان العام الذي لا تحقيق فيه ولا تدقيق. فقالوا السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم. ولا والله فان السلف كانوا اعمق الناس علوما واقلهم تكلفا انضجهم عقولا واكملهم ايمانا. والحمد لله رب العالمين