بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى الوجه الثالث والاربعون يقول الملحدون الترقي شامل لكل شيء وقصدهم بذلك ابطال الاديان وان افكارهم المنحرفة عن الحق ما زالت تترقى حتى في نبذهم الدين. واختيارهم للجحود وهذا تكذبه الاديان كلها. والواقع يشهد بكذبه واهل العقول الصحيحة متفقون على ان الترقي المشاهدة الان انما هو منحصر في الصناعات والمخترعات. وما يحدث عنها من الامور المادية. واما تلقي الارواح والاخلاق فانه بالعكس فان المادة التي يشترك فيها البر والفاجر والمؤمن والكافر قد قد ترقيا عظيما وخصوصا في هذا القرآن. واما الاديان والاخلاق فانها في هذا الوقت هبطت هبوطا عظيما. ولهذا لما كان النوع الاول الخيالية خاليا من الدين والايمان صار هذا الترقي الدنيوي الصناعي ضرره كبير من وجهين. احدهما انه صار سببا كثير من الخلق وظنوا بجهلهم ان الترقي الدنيوي دليل على ان اهله اولى بكل خير من غيرهم. وجهلوا بل ظلوا ظلالا فان الانسان قد يكون من امهر الخلق في امور الطبيعة وهو من اجهل الخلق في الدين والاخلاق والامور النافعة في العاجل والاجل. الوجه الثاني ان هذه المخترعات حيث خلت من رح الدين ورحمته وحكمته صارت نكبة عظيمة على البشر. مما ترتب عليها من الحروب التي لا نظير لها والقتل والتدمير وتوابع ذلك وعجز ساستها وعلماؤها ان ينظموا للبشر حياة مستقرة عادلة طيبة. بل لا يزالون هنا ينتقلون من شقاء الى شقاء اخر. وهذا امر حتم لابد منه. وجريان الاحوال يدل عليه. فالخير كله في الدين الصحيح والشر كله في الانكار والجحود. والله اعلم يؤيد هذا ويوضحه توظيحا بينا واقعا. نعم هذه قراءة واعية للواقع وابتدأ الشيخ رحمه الله بنقد هذه العبارة وهو ان الترقي شامل لكل شيء. يعني كثيرا ما تسمع مثل هذه العبارات الواسعة التي بلا خطام ولا زماء. يطلقها بعض الناس وقد تكون كلمة حق اريد بها باطل. يقول يا اخي نحن في زمن كل شيء تطور الى اخره. هذا كلام يحتاج الى فحص لا يجوز ان ان نستقبله دون تمحيص. لان قائله ربما يريد ان يتوصل به الى تقرير باطل من من انواع الباطل ومن تأمل في الواقع المعاصر اه وجد انه قد وقع فعلا ترق في الصناعات والمخترعات هذا لا ينكره احد قطعا. فقد فتح الله تعالى عليهم ابواب كل شيء كما وصل فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة ولكن في الوقت نفسه وقع انحطاط في الجوانب الخلقية وايضا هذا امر لا ينازع فيه عاقل ومنصف فلا اظن زمنا من الازمنة جرى في اركان الكرة الارضية الاربع من الظلم والتفسخ وانحطاط الاخلاق وانواع الشذوذات والفجور والعهر الربا ما يقع في هذه الازمنة شيء عجيب يعني لان كان يقع في مطاوي التاريخ بعض الاحداث التي فيها اشهر وبطر آآ سفك دماء او فجور وعهر وغير ذلك في وقائع معدودة. الا انه في هذا الزمان صارت عولمة لهذه المظاهر فصار الصغير والكبير والغني والفقير كلهم يمارسوا انواع الرذائل والانحطاط الى ان بلغ الحال ان صارت الدعوة الى المثلية كما تسمعون اكرمكم الله والمكان. اي مذهب المثليين صارت دعوة محل ترحيب وصارت الامم المتحدة تتبنى قرارات مثل ما القرارات السيدا وغيرها. يعني نوع من الشرعنة والتقنين القبول لامور منافية للفطرة. فهل قالوا عن هذا ترقي لا والله انه عين الانحطاط ولا يسلم قولهم اننا كل شيء يترقى ويتطور. لا هناك ما ينحط وينحدر. هذا هو الواقع. ولذلك نشأ عن هذا هذا التلازم امران خطيران الامر الاول انه لما وقع هذا التطور في المخترعات والصناعات ادى هذا الى غرور وزهو كما وصف الله تعالى حال حالا فقال حتى اذا اخذت الارض زخرفها وزينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا. فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس هذه سنن الله عز وجل يمهل ويمهل ويغتر اصحاب الدنيا ببهرجها يقول الله عز وجل فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وهذا هو واقع الناس واقع كثير من بني ادم لما رأوا هذا التطور وهذه الاختراعات والصناعات وقعت في نفوسهم انهم مسكوا بمقاليد القدم وان الامر في قبضتهم اغتروا والله يمهلهم ويستدرجهم الى ان ان يحل بهم المثلات الامر الثاني انهم عموا وصموا عن الاثار المدمرة لهذه المخترعات التي لم تظبط بالقيم والدين والايمان والاخلاق. فعادت وبالا عليهم. انظروا هذه المخترعات من الاسلحة الفتاكة سواء كانت كيميائية او كانت بيولوجية او كانت آآ نووية. كيف تهدد البشرية الان؟ وتهدد صانعيها يكفي ان تعلم انه في الحربين العالميتين الاولى والثانية هلتا اللتان جرتا في القرن المنصرم هلك سبعين سبعون مليون انسان سبعون مليون انسان هلكوا بسببهما فعادوا وبالا عليهم. لانها قد يعني انحلت عن عقد الايمان. فهذا هو ما جنوه بايديهم فلهذا علينا ايها الكرام ان نميز بين الثوابت والمحكمات وبين المتغيرات تم ثوابت محكمات غير قابلة للتغيير ومن سمى آآ ما يطلبه تطويرا فانما هو في الواقع يريد تحريفا يريد تبديلا لان هذه اسس لا يمكن ان يتعرض لها بالتغيير. وهي امهات العقائد وامهات العبادات وامهات المعاملات وامهات الاخلاق. هذه لا يمكن ان تكون في مهب الريح. لا يمكن ان تكون في مزاد علني. يتاجر فيه اصحاب الالسنة اه الذلقة الذين يموهون على الناس ويلبسون عليهم بالدجل وزخرف القول ثم انتقل الى الوجه الرابع والاربعين قال رحمه الله تعالى وهو ان الماديين رؤساؤهم وعلماؤهم لا زالوا مكرسين علومهم وجهودهم وامالهم في حل لمشاكل الحياة. وقد عجزوا عنها كل العجز. فكلما حلوا مشكلة نتج عنها مشاكل. وكلما وجهوها من جهة تبين فيها النقص والخلل والاضطراب. اما هذا الدين الاسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فان جاء به محمد السلام عليكم. الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فانه هو الطريق الوحيد الذي تنحل به جميع مشاكل الحياة. واحدة بعد الاخرى وتزول به الشرور والاضرار وتحصل به الخيرات. ولنذكر نموذجا من المشاكل التي اضطرب فيها الخلق اضطرابا عظيما ولا سبيل لهم الى الراحة والاستقرار حتى يفيئوا الى الدين. فمن اعظمها مشكلة العلم فانه اذا صحت العقائد والافكار وصلحت الاعمال المبينة عليه. المبنية. المبنية عليه. احسن الله اليكم. وقد كانت الشريعة وقد كانت شريعة الاسلام تحض على العلم وترغب فيه وتأمر بل تفرض على العباد ان يتعلموا جميع العلوم النافعة في امور دينهم وفي امور دنياهم. ومع حظها وترغيبها في العلوم فقد تكفلت ببيانها وتفصيلاتها. فقد بين الله في كتابه وعلى لسان رسوله جميع ما يحتاجه العباد بين اصول الدين ومسائله وما وما يرغب فيه وما يحذر عنه. وبين ما يناقضها من اقوال اهل الالحاد تجد اقوالهم تضمحل وتتلاشى ويظهر بطلانها بهذه المقابلة. فان الظد يعرف بظده. فلولا الليل ما عرف النهار ولولا الباطن من علوم العقائد والاخلاق والاحكام والاصول والفروع والعلوم المتعلقة بالافراد والجماعات. اما العلوم الدينية فقد فصلتها تفصيلا بعد ما اصابتها تأصيلا والعلوم الدنيوية اسس اسست لها الاصول والقواعد وهدت اليها وارشدت لها العباد فما من بعلم نافع الا بينته. وبهذا يسير العلم الصحيح على الطريق المستقيم. ويتساعد علم الدين وعلم الدنيا. وما يتعلق بالروح وما يتعلق بالجسد. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم والله يقول الحق. وهو يهدي السبيل. فجمع فجمع هذه الاية فجمع فجمع احسن الله اليكم. فجمع هذه الاية فجمع في هاتين الايتين احسن الله اليكم. فجمع فيها هاتين الايتين بين علم المسائل الصحيحة. وهي الحق النافع وبين علم البراهين والدلائل. وهو هداية السبيل الموصلة الى كل في علم المبرهنة على جميع المبرهنة على جميع المعارف. واما الماديون فهم يخصون بالعلم علوم الدنيا التي هي وسائل لغيرها ويقدحون وينكرون العلوم الدينية التي لا تنفع علومهم بدونها. ولا يترجح خيرها على شرها حتى تستند اعتمد عليها وبهذا تخبطت علومهم وبقوا وبقوا في امر مريج متناقضين متضاربة اراءهم غير مستقرة افكارهم فلم يحلوا مشكلة العلم بوجه من الوجوه. بل علومهم القاصرة اطعنتهم واستكبروا اطغتهم. اطغتهم واستكبروا وبها على علوم الرسل وعلى الحق الصريح المبين. ومن المشاكل مشكلة الغنى والفقر. وقد تقدم ان هذا الدين حل حلا تتم به الامور وتحصل الحياة الطيبة وانه كما امر بسلوك الطرق المشروعة في اسباب الرزق المناسبة لكل زمان ومكان هو شخص فقد امر بالاستعانة بالله في تحصيلها. وان تجتنب الطرق غير المشروعة وان تقوم بواجبات الغنى المتنوعة وكذلك عند حلول الفقر امر بالصبر وتلقي ذلك بالتسليم. وعدم التسخط مع السعي في طلب الرزق بانواع المكاسب والاعمال ونهى عن البطالة والكسل الذي يضر في الدين والدنيا. ومع امره بالصبر وفعل الاسباب الدافعة للفقر. والمخففة لهم فقد نهى عن للخلق في دمائهم واعراضهم واموالهم والتوثب على حقوقهم بغير حق. كما هو دأب الفقراء الذين لا دين لهم. ومن ذلك السياسات الكبار والصغار امر بحلها. وذكر الطرق الموصلة الى ذلك بفعل ما توضحت مصلحته. وترك ما تبينت والمشاورة في الامور المشكلة والمشتبهة في كل قليل وكثير. وهذه اصول لا يمكن بسطها في هذه الرسالة المختصرة ولكن نموذج منها يكفي اللبيب ومع ذلك مشاكل الحقوق والمعاملات. ومن ذلك ومن ذلك مشاكل الحقوق والمعاملات. فقد بات الدين فيها بغاية العدل وامر بالقيام بالحقوق على اختلاف انواعها. الحقوق الراتبة والحقوق العارضة وهي في اكمل ما يكون من الحسن وبها يندفع الضرر والشر والخصام. ومن احسن من الله حكما لقوم لقوم يوقنون. وبالجملة فما من مشكلة كبيرة ولا صغيرة الا بينت على الا بينت الا بينت على الشريعة الاسلامية المحضة. تمت امورها واستقامت احوالها وصلحت من جميع الوجوه لا فرق بين مكافأة المحسنين في الدنيا والاخرة ومعاقبة المجرمين كذلك والله اعلم. هذا الوجه بين فيه الشيخ رحمه الله اه حقيقة قطعية وهي ان هؤلاء الماديين آآ لم يهتدوا للخلاص من المشاكل المختلفة بمسلكهم الذي آآ فروا فيه عن منهج الله تعالى اكتفوا فيه بما تحيه عقولهم وتزينه لهم ارائهم وان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الكفيل بحل جميع المشاكل والشاهد التاريخي دليل على هذا. وقد ضرب الشيخ اربعة امثلة واعتبرها نموذجا لغير لغيرها. والا فبسط ذلك يا طول تمثل بقضية العلم وكيف ان وما هو مفهوم العلم بالاسلام؟ وان العلم المحمود في الاسلام هو كل علم نافع وانه ينقسم الى قسمين علم ديني وعلم دنيوي العلم الديني فقد جاءت الشريعة به تأصيلا وتفصيلا واما العلوم الدنيوية فقد اكتفت الشريعة بالادلة العمومية الدالة على الترغيب في كل علم نافع وهذا يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك. وفي قول الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. وتعاونوا البر والتقوى الى غير ذلك من العمومات. فلم ينشأ في شريعة الاسلام خصومة بين العلم والدين. ولم تقع هذه المشكلة قطعا في تاريخهم بل كان العلم والدين يرفد احدهما الاخر اعني بالعلم بالمعنى الاصطلاحي المعاصر فكان يرتد احدهما الاخر متساوقان متوازيين ليس بينهما تعارض ولا اضطراب. بخلاف ما في بلاد اوروبا وغيرها حينما حرفوا شريعة الله اما المثال الثاني ما هو مشكلة الغنى والفقر ولا شك ان الفقر مشكلة عالمية. ومع ذلك لم يتمكن العالم الحديث من معالجة الفقر معدلات الفقر في العالم في ازدياد قد عاشت المجتمعات الاسلامية طوال القرون الشريعة تحلها بالطرق الشرعية فاوجدت الزكاة والصدقة وحثت على التكسب وانواع التجارات وتكافل المسلمين فيما بينهم الحقوق وحرمت السرقة والاختلاس والغصب والاحتكار الى غير ذلك من التشريعات التي تحفظ الحقوق وتقطع الظلم فليس لي عرق ظالم حق وكذلك مثل بمثال ثالث يتعلق بالسياسات العامة فبين ان الشريعة اتت بفعل كل ما فيه مصلحة وترك ما ما فيه مفسدة وبالاخذ بالراجح ترك المرجوح الى غير ذلك سواء في في الامور العامة الكبرى التي آآ تجتاح الناس عامة او في الولايات الصغرى التي يختص بها الافراد ثم رابعا ما الثلاث بقضية الحقوق والمعاملات وكيف ان الشريعة حفظت الحقوق اه وزعت الواجبات فثمة حقوق وواجبات. ومن تأمل ايها الكرام في خطبة النبي او في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لوجد فيها اصولا عظيمة خير مما يسمونه اليوم بالاعلام العالمي لحقوق الانسان لو تأملت في الجمل المعدودة التي اعلنها النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا ثم انتقل الى الجانب الاقتصادي. يعني هذا هو الجانب الامني. الجانب الاقتصادي قال وان ربا الجاهلية موظوع تحت قدمي كهاتين ثم انتقلا الى الجانب الاجتماعي فقال واستوصوا بالنساء فانكم اخذتموهن بامانات الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله وانا لكم عليهن الا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه وان له عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. انظر كيف يوزع الحقوق والواجبات. ثم انتقل الى الجانب الدستوري فقال واني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله. هكذا جاءت الشريعة بكل ما فيه خير وصلاح ولهذا قال الله عز عز وجل افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ وانما هبطت المجتمعات الاسلامية في ردهات الظلم والفقر والجهالات لما الغت الحكم بشرع الله في كثير من اه دولها واستبدلتها بالقوانين الاوروبية القانون الفرنسي الانجليزي الالماني الى غيره واستعاضت بها عن شريعة الله والله تعالى يقول فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت تسليما وقال بعد ان ذكر القرآن بعد التوراة والانجيل وانزلنا اليك الكتاب بالحق لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. فاحكم بينهم بما انزل الله. ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق. ثم قال بعد ذلك واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما آآ انزل الله اليك ثم قال افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما قوم يوقنون فكل خير قد دل امته عليه وكل شر قد حذر امته منه الوجه الخامس والاربعون. قال رحمه الله تعالى ان هؤلاء الملحدين روجوا الحادهم بتحسين ما هم عليه باوصاف اذا سمعها الجاهل حالته واغتر بها وظن صدقها. وكل منصف عارف يعرف كذبها وبطلانها. فزعموا تجديدا ورقيا وتقدما الى الامام فزعموها. احسن الله اليكم. فزعموها تجديدا ورقيا وتقدما الى الامام. وما اشبه ذلك من العبارات التي بها الجاهلون. واما البصير العاقل فيعلم ان كل ما كل تقدم ورقي وروحي ومادي فالدين قد اتى به على اكمل الوجوه واسلمها من الظرر والفساد. فان الدين كما امر باصلاح الدين باصلاح الدين. فقد امر باصلاح الدنيا. الاصلاح الحقيقي النافع دعا عاجلا واجلا عكس عكس ما كذب ما كذب عليه اعداءه بانه مخدر مفتر فالدين اعظم قوة اعظم اعظم قوة تدفع العباد الى التقدم الصحيح. كما قد فصل في موضع اخر. فمحاسن الدين الاسلامي ارسى من الجبال الرواسي واغلى من الدراري واجلى نورا من الشمس المشرقة لا يقابلها ضدها ولا يقاومها الباطل المبهرج. قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. ولولا ان الباطل قد زخرف وروج بالعبارات والدعايات المتنوعة. ونصرته الدول المنحرفة لم يقبله عاقبا ولا اصغي اليه ولا اصغى اليه لبيب. ولعرف الناس انه اعظم ظلمة من الليل. واضعف من كل ضعيف. واذا اردت ان تعرف ذلك فقابل عندما ظهرت براهين الحق هذا الظهور في قوتها وحقيقتها ووظوحها وصدقها وحسنها. وهذا من الحكمة في مقابلة الباطل للحق كما ان الحكمة ان يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من ضده والصحيح من الفاسد. ليهلك ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. وبهذه المقابلة وظهور الحق تجد الحق يشبه بعضه بعضا. ويشد ويشهد بعضه ببعض في غاية الاحكام والاتقان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وتجد الباطل يبطل بعضه بعضا واهله في غاية التناقض بل تجد الواحد منهم متناقضا متهافتة اقواله ثم انظر الى الحق ووظوحه ووظوح ما دل عليه من الكتاب والسنة. وما يؤيد ذلك من الفطر المستقيمة والعقول الصريحة. قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فالحق مسائله هي الصدقة النافعة الصادقة احسن الله اليكم. هي الصادقة النافعة واحسن التفسير تفسيره وحدوده الواضحة واما ضده فان مسائله باطلة وظلال. وحدوده في غاية القلق وللالتواء والصعوبة والهذر الكثير الذي ليس له حاصل ولا معاني يحصلها القارئ بسهولة اذا وصل اليه وجده. كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب او كظلمات في بحر في بحر لجي يغشاه موج. من فوقه موج من فوقه سحاب. ظلمات بعضها فوق بعض ظلمة الضلال والجهل المركب والبسيط وظلمة الكبر والغرور. نعم نبه الشيخ رحمه الله في هذا الوجه مغالطة اه كبيرة وفخ يقع فيه كثير من السذج والبسطاء حينما تروج اه بينهم بعض العبارات البراقة والمزخرفة فيغترون بها. فيقال عن شيء ما بانه تقدم ورقي وتجديد. ونحو ذلك يقابل الحق بالقاب معاكسة كان يقال مثلا رجعية وتخلف وجمود الى غير ذلك فيغتر بعض الناس بعض السذج وضعاف العقول يغترون بمثل هذا التهويش فيتأثرون به وينشأ عن ذلك نفرة من الحق وهذا مسلك آآ لم يزل اهل الباطل يتخذونه للتمويه على الغوغاء والدهماء من الناس وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون هذا اللغو لا يزال يتخذ بالماكينات الاعلامية العامة. في قلب الحق الى باطل والباطل الى حق. لكن كل البصائر قل البصائر والالباب يدركون الحقائق من وراء الالفاظ ولا يغترون بتمرير بعض الكلمات اه عليهم بل ينظرون الى الحقائق. فلهذا من نظر في هذه الشريعة وما جاءت به علم انها الحق. ورأى ان الدعاوى التي يدعيها آآ المبطلون انما هي في الواقع لتسليك امر معين والوصول الى مآرب شخصية وغير ذلك يسمى الربا مثلا اقتصادا. وتسمى الخمور مشروبات روحية. يسمى الكذب والحيلة والخداع مثلا شطارة ومهارة وغير ذلك هذه الالفاظ لا تغير الحقائق فعلى الانسان ان يعتصم بالحق ولا يغتر بمثل هذه العبارات فانها لن تورثه الا الندم. كسرى بن بقيعة وهي الصحراء الجوية يحسبها الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا. كم من اناس افنوا اعمارهم يتبعون السراب امبو وسلخوا عقود من الزمن وهم يلحقون سرابا ليس بشيء. فيتبين لهم في اخر عمرهم وربما يموتون ولم يتبين لهم انه ليس بشيء لكن يرى ذلك حقيقة حينما يسلم الروح لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد كاني بهذا الملحد الذي ينكر وجود الله حينما تتنزل ملائكة العذاب لقبظ روحه ينطبق عليه هذا المعنى. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ثم انتقل الى الوجه السادس والاربعين. قال رحمه الله تعالى الوجه السادس والاربعون ان يقال انه ممتنع كل الامتناع ان تتهذب النفوس وتكتسب الفضائل بعلوم المادة المحضة واعمالها والتجارب والتجارب والمشاهدة اكبر برهان على ذلك فانها مع تطورها وتبحرها عجزت عجزت كل العجز عجزت كل العجز عن تهذيب النفوس واصلاحها الذي يتوقف وعليه صلاح البشر. وانما الذي يتكفل بهذا الاصلاح ويتولى هذا التهذيب الصحيح. ويوجه الافكار الى العلوم الصادقة. ويوجه الاعمال الى الخير عن الشر هو ما جاء به الدين الاسلامي فهو مصلح العقل للعقائد والاخلاق ومهذب للافكار وحاث على الفضائل وزاجر على الرذائل فروح ما عاد اليه الدين الايمان الايمان بالغيب الايمان بالغيب الذي يدخل فيه الايمان بالله وبما له من اسماء الحسنى والصفات والافعال ويدخل فيه الامام بالملائكة وبالجزاء العاجل والاجل. على الاعمال حسنها وسيئها التي لا تعرف التي لا تعرف الا من جهة الرسل فعلم بهذا انه فعلم احسن الله اليكم. فعلم فعلم بهذا انه يتعذر الاصلاح الحقيقي بغير الايمان الصحيح والدين الاسلامي. فعلوم المادة وان ارتقت فوق ما يعلمه الناس اضعافا مضاعفة فانها لا تبلغ قريبا من علوم الانبياء. ولا تصل الى ما وصلت اليه ولا تذعن لها النفوس. ولا يكون لها من تأثيره على النفوس ما ما لعلوم الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. فان النفوس لا تذعن الا عند ايمانها بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبنون ذلك يمتنع الاذعان كما هو معلوم من الطباع البشرية. نعم اه هذا المعنى ايضا معنى مهم وبه يتبين الفرقان بين طريقة اهل الايمان وطريقة الملاحدة فاهل الايمان يعولون على حقائق الايمان في تهذيب النفوس. فان غاية ما تسعى ما يسعى اليه الفرد وتسعى اليه البشرية حصول الكمال الانساني المتاح ومهما حاولت العلوم المادية ان تهدد النفوس فانها لن تصل الى المبتغى. بخلاف الخطاب الايماني الذي يلامس العصبة الحساس داخل النفس. اضرب لكم مثالا انظروا الان كم تبذل الدول من جهود اعلامية للتمثيل من التدخين. وبيان اضراره حتى بلغ الحال بهم ان يضعوا على علبة الدخان التدخين سبب اساسي للاصابة بالسرطان. ومع ذلك فتجارة التبغ تجارة رائجة شركاتها شركات عملاقة. لم تتعظ البشرية بمجرد هذه الارقام والاحصاءات والبيانات العلمية المجردة وحينما يوعد المؤمنون بموعظة الايمان عن ضرر الخبائث يكفون عنها الخمر بذلت الدول الغربية للتحذير من الكحول اموالا طائلة وحملات متتابعة لبيان خطر الكحول ثم انهارت جميع الجهود ويعني كما يقال رضوا بالامر الواقع واستسلموا له اما القرآن العظيم فينزل ايات يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ ما انقرعت اسماءهم حتى قالوا انتهينا انتهينا كان الد شيء لدى العرب في جزيرتهم القاحلة حيث لا متع ولا رفاهية ان يحتسوا الخمر ومع ذلك لما نزلت هذه الايات كانوا قد اجتمعوا على الشراب فاراقوا ما بين ايديهم من قنان الخمر. وحتى ان بعضهم كان قد شرب او بعضهم قد رفع الكأس الى فيه بل ان بعضهم قد شرب فادخل اصبعه في حلقه وقاء ما شرب انظروا كيف تكون الاستجابة بخطاب الايمان بواعث الايمان. فمهما حاولت العلوم المادية تهذيب الناس وتربيتهم قطع دابر وغير ذلك من مشاكل البشر لن تبلغ ما يبلغه الايمان. وهذا امر واضح. انظروا كيف مثلا يقعون في الاعراض حرمات ولا يردعهم رادع حتى بات ذلك عندهم كما اسلفنا مقننا. فالزنى عندهم مباح لانه علاقة حب وغرام. بل بلغ الامر الى ان تكون علاقات المثليين. محل ترحيب ويزايد عليها في الانتخابات الامريكية وغيرها. هذا ما جرى في الواقع. بينما الايمان ينهى عن الزنا. ولا تقربوا الزنا يكف الناس عن الزنا واختم بهذه آآ القصة قبل التوقف يقال ان رجلا خلا بامرأة في ليلة مقمرة كثيرة النجوم فقال فقال الرجل للمرأة اني احبك قالت وانا والله احبك قال واحب كذا وكذا فقالت وانا احب ذلك ايضا وقال وقد اخذته الرغبة. قال فما يمنعنا ولا يرانا الا الكواكب فقالت له فاين موكوكبها؟ انظروا يا كرام يعني هذا هذا هذه الموعظة كيف لامست شغاف قلبه؟ مع انه كان في اوج الشهوة والرغبة لكنها ذكرته بامر مختزنا في قلبه. قال لا يرانا الا الكواكب. المكان خال. قالت فاين موكوكبها اي الله سبحانه وتعالى. ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. والحمد لله رب العالمين