بالقراءة اسمه ميليشيا الالحاد قارب فيه فكر هؤلاء بالنظر والنقد وآآ نقل ما يفوهون به وما يؤلفونه وما يتخذونه من وسائل حديثة لترويج باطلهم ونقضه. وذكر فيه سمات ست من سمات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ايها الاخوة الكرام قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم امته من قوم من جلدتنا يتكلمون بالسنتنا دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها وقد وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال يقع وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا ذكر الفلاسفة والاتحادية يقول انه يقع في قلبي كثيرا ان هم الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم او كلاما هذا معناه كما ان الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله حينما يتحدث عن الملاحدة يقول هذا المعنى ايضا وهم حقيقون بهذا الوصف لانهم اشد اعداء الرسل دعاة على ابواب جهنم. من اجابهم قذفوه فيها واقول اليوم ان الملاحدة الجدد وهذا اصطلاح حديث نشأ بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الملاحدة الجدد كانوا او صاروا اشد بجاحة ووقاحة ونشاطا وسعيا في هذا الباطل ممن سبقوهم وقد رصد اه بعض اخواننا الباحثين حال هؤلاء حال هؤلاء الملاحدة الجدد الذين ينبضون للالحاد ويدعون اليه. وجعل لهم سمات متعددة تميزهم عن الملاحدة السابقين ذلك ان الالحاد الفلسفي دعك من الالحاد الشيوعية الذي قام على الحديد والنار وازهاق الارواح لكن الالحاد كان نوعا من الطرح البارد الذي يتبناه اصحابه ولم يكونوا يقعوا في شيء من اه اه الصداع اه مع مخالفيهم. بل كانوا يخافون على انفسهم اما هؤلاء الملاحدة الجدد فقد ذكر اخونا المهندس عبدالله العجيري وفقه الله وله كتاب قيم جدير هؤلاء الملاحدة الجدد. منها الحماسة الشديدة لنشر الحادهم. فهم يتذرعون بالمؤلفات بالمطبوعات بالمناظرات الفضائية. باقامة المؤسسات عابرة القارات لنشر كفرهم والحادهم كما انهم يتسمون بالخطاب العدائي وهم لا يتعاملون مع مختلف الفرقاء على ان هذا رأي ورأي اخر بل هم يتخذون خطابا كاسحا لا سيما مع اهل الايمان ثم انهم ايضا يوظفون مصطلح الارهاب للنيل من الاديان فيستغلونه كما استغله كثير من اعداء الدين للنيل من المؤمنين وان الارهاب اه منتج ديني ومن سماتهم التي ذكرها الهجوم الخاص اللاذع على الاسلام لان القوم يدركون انه لا يوجد على وجه الارض ملة ونحلة ودين وايدولوجية تضارع الاسلام وتمثل قناعة فلان عاما لدى بني ادم الا الاسلام. فهو خصمهم الحقيقي. ادركوا ذلك بالاستقراء. ولما يرون من انتشار الاسلام وانه اسرع اكثر الاديان انتشارا وقبولا بين العالم ومن سماتهم ايضا ما يظفونه على انفسهم من الجاذبية فلهم كما يقال في لغة العصر كاريزما خاصة تجد ان متحدثيهم ومنظريهم اوتوا من زخرف القول وما يخطف ابصار السذج ويستميل عقول عقول الفارغين فيتأثرون بهم لعباراتهم المفخمة آآ البراقة ولا ليس تحتها الا الداء الوبير ثم ان من اهم سماتهم ايضا وهذه آآ مهمة وخطيرة. التذرع بالعلوم الكونية. العلوم الطبيعية الفيزيائية وزعمهم ان العلم يصطف معهم ويقف معهم في مشروعهم الالحادي ضد الايمان فهذه امور ينبغي التنبه لها آآ لمن يتصدى لدراسة آآ هذه الظاهرة ظاهرة الملاحدة الجدد واني اوصي اخواني او بعضهم من طلبة العلم ولا يجب ان ينتدب لهذا الجميع لكن من وجد وانس من نفسه رغبة في مقارعة هؤلاء الذين هم اشد اعداء الرسل فعليه ان اه يزيد في اطلاعه على مكتوباتهم وادبياتهم ليتمكن من فهم خطابهم اه وقد برزت بحمد الله عديد من المؤسسات في الاونة الاخيرة اه في تتبنى الرد عليهم ونقض شبهاتهم اه منها مثلا اه مؤسسة تكوين ونماء ومركز الفكر المعاصر ويقينيات بعضها داخل المملكة وبعضها خارجها صدرت اصدارات كثيرة منها الكتاب الذي ذكرته لكم انفا ميليشيا الالحاد للمهندس عبد الله بن صالح العجيري وفقه الله وكتابات اخر له مفيدة نافعة وايضا ما كتبه آآ الشيخ عايض الدوسري جزاه الله خيرا وهو من اوائل من نبه لهذه الظاهرة في مقالة مطولة بعنوان عقولنا تحت القصد عقولنا تحت القصر ومما كتب ايضا في هذا الصدد آآ رسالة لطيفة بعنوان آآ البواعث او تأملات في البواعث النفسية اتحاد كتبها الاخ آآ ارشود ابن عمر التميمي وغيرها من الاصدارات الكثيرة التي تنتقد آآ نظرية التطور نظرية دارون وما شابهها سيحسن بطالب العلم ان يكون على وعي وبينة آآ بهذه المخرجات والرد على هؤلاء الدعاة الى ابواب في جهنم ونواصل ما كنا قد بدأنا فيه فاستعن بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ومن استن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين. اللهم اغفر لشيخنا ووالديه والمسلمين. قال رحمه الله تعالى الوجه الحادي والاربعون ان الله ايد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بامرين عظيمين قائمين قائمين الى يوم القيامة. كل واحد منهما يشتمل على براهين كثيرة قطعية تدل على وحدانية الله وصدق رسوله. احدهما شهادة الله له والثانية هذا القرآن قال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي يا هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. فاما شهادته لرسوله ولما جاء به فيقوله الذي انزله في كل كتاب وعلى لسان كل وشهد به وتيقنه اهل البصائر والالباب. ويفعله تعالى بما ايده من القوة والنصر وبفعله تعالى وبفعله تعالى بما ايده من القوة والنصر والتأييد واظهار واظهار دينه على الدين كله. وبما انزله في شرعه من الصادقة النافعة ولحكم والاحكام والهداية والارشاد بالصلاح المطلق في جميع الامور. فما بقي خير الا امر به ولا الا نهى عنه. وحذر ولا طيب الا حله ولا خبيثا الا حرمه. ومع ذلك في الاصول والفروع وبما جبل رسوله عليه من الاخلاق الحميدة التي هي على الاوصاف واكملها فجمع الله فيه وله من الخير والاوصاف الجميلة ما كان متفرقا في الكمل من الخلق. وفي جميع الشرائع وهي وهي مشاهدة محسوسة. يعترف المؤمنون بها ويعرفها غيرهم لا يمتلي فيها الا جاهل او مكابر. نعم الحمد لله ما احسن هذا الاستنباط. وهو ان الله سبحانه وتعالى قد اثبت نبيه صلى الله عليه وسلم شهادتين عظيمتين. احداهما شهادته له والثانية شهادة القرآن. فقال قل اي شيء اكبر شهادة فاجاب الله شهيد بيني وبينكم. فالله سبحانه وتعالى يشهد لنبيه صلى الله عليه وسلم بالصدق. ثم ثانيا واوحي الي هذا القرآن لانذركم به. لتبقى ليبقى معجزة خالدة ودليلا مستمرا اما الاول فقد اشار الشيخ رحمه الله الى جملة من دلائل النبوة. وكان قد قدم بالقول في ذكر دليل مشهور من دلائل النبوة وهو الايات التي تسمى المعجزات. واعلموا يرعاكم الله ان المتكلمين من والاشاعرة لا يعدون دليلا من دلائل النبوة الا الايات التي هي المعجزات وهذا تضييق لواسع. فان دلائل صدق نبينا صلى الله عليه وسلم اكثر من ان تحصر. لا تنحصروا فقط في هذه الخوارق للعادات بل هي متعددة. وقد اشار الشيخ رحمه الله ها هنا الى شيء منها. من ذلك مثلا تأييد الله تعالى له فان الله سبحانه وتعالى لم يزل ينقله من هزيمة الى نصر ومن نصر الى نصر ويكثر اتباعه ويوطأ له اكناف الارض فهل يعقل بحكمة الله في حكمة الله تعالى ان يخرج رجل الى الناس ويقول يا ايها الناس انا رسول من عند الله امرني ان اقول لكم كذا وكذا. وانهاكم عن كذا وكذا. واخبركم بكذا وكذا. ثم الله سبحانه وتعالى يمضي في الارض ويؤيده وينصره ويكثر اتباعه لا يمكن ان يكون ذلك الا لا يمكن ان يكون ذلك والا لكان في ذلك اعظم التلبيس على الناس. فلما وقع الامر على الصفة كان ذلك دليلا على صدقه والدليل على هذه على هذه المسألة قول الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من احد عنه حاجزين. فلما لم يقع ذلك دل على انه لم يتقول على الله شيئا انما اخبر بما امره الله تعالى به ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم مما اشار اليه الشيخ ها هنا البشارات السابقة فما من نبي بعثه الله الا بشر امته بمحمد واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به تنصرن. قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم النظر في شريعته وما جاء به فان من تأمل في شريعته وما يأمر به الناس من الايمان بالله ونبذ الشرك والصدق والامانة والعفة والصلاة والزكاة الاخلاق الفاضلة علم بان هذا لا يكون الا من عند الله. لو كان عنده اه هدف شخصي او اقليمي او قبلي لو كان يريد ان يبني امجادا شخصية لاختلف الخطاب ولذلك لما ورد كتابه الى هرقل عظيم الروم كان من شأنه هرقل ان طلب احدا من العرب يتبين امرها هذا النبي فوجد ابا سفيان وثلة من العرب كانوا قد قدموا للتجارة في المدة التي ماد فيها النبي صلى الله عليه وسلم قريشا بعد الحديبية اقامهم وقال ايكم اقرب له نسبا؟ فقال ابو سفيان انا امره ان يتقدم وامر اصحابه ان يصطفوا من ورائه. وقال اني سائله عن عن امور. فان كذبني في شيء فاخبروني فلم يكن لابي سفيان وكان ذاك مشركا بد من ان يقول الحق. لان لا يؤثر عليه كذب وهو من اشراف الناس قدم له ما يمكن ان نسميه في لغة العصر استبانة. مكونة من عشرة اسئلة. ثم قام بعد ذلك بتحليلها. وهذا موجود في السيرة بل هو اول حديث في صحيح البخاري. كتاب بدء الوحي اه فكان ان سأله جملة من الاسئلة ثم لما فرغ قال اني سألتك عن كذا فقلت كذا وسألتك عن كذا فقلت كذا جملة من الاسئلة هي طول المقام بتفصيلها. لكن الشاهد انه قال سألتك عما يامركم به فقلت انه يأمركم بتوحيد الله وترك عبادة الاصنام وبالصلاة والصدق وهذا ما جاءت به الانبياء. فعرف هرقل بثاقب عقله وفكره وعلمه ان هذا من عند الله ومن دلائل النبوة النظر في سيرته العطرة وشمائله الطاهرة واخلاقه الكريمة. فما من احد عرف النبي صلى الله عليه وسلم وسمع به الا عرف انه رسول من عند الله. لا بل ان ذوي الكراسة من العرب احدهم اذا رآه يقول فلما رأيته قلت ما هذا بوجه كذاب؟ لان الصدق يبين في قسمات الوجه فان وجه نبينا صلى الله عليه وسلم مرآة قلبه كان مرآة قلبه ذلك ان من الناس من قلبه كالحائط او كالخشبة لا يعطي انطباعا ولا يعرف ما وراءه ومن الناس من كونوا صادقا في تعابيره. حتى كان يوصف النبي صلى الله عليه وسلم في احواله المختلفة بما يشي عما في قلبه. يقال فسر حتى تهلل وجهه وآآ او حتى عرفت الكراهة في وجهه. حتى كأن وجهه مذهبة. الى غير ذلك من الفاظ الدالة على ان على صدقه صلى الله عليه وسلم. وان وجهه الشريف كان يعبر عما في قلبه. فكان الناس يعرفون منه الصدق. فهذه جملة من دلائل النبوة فدلائل النبوة لا تنحصر بواحد او اثنين او ثلاثة آآ بل هي متعددة هذه آآ شهادة الله تعالى له واما شهادة القرآن فقال قال رحمه الله تعالى واما شهادة هذا القرآن فان الله منذ انزله الى ان الساعة قد تحدى به الانس والجن. وانه لم يأتوا ولم يستطيعوا ان يأتوا بمثله. يقدحون به في هذا الدين لبلاغته العظيمة ما هو حسن اسلوبه واخباره بالغيوب. وما وما حكم به من الاحكام الاصولية والفروعية. وما هدى وارشد اليه من الصلاح والفلاح والكمال الديني والدنيوي. وما حذر عنه من الشر والاضرار والعقوبات العاجلة والاجلة. وما كان ما فيه من الاحكام التي تصلح لكل زمان ومكان وما شرع من الحقوق العادلة بين الخلق افرادهم وجماعاتهم الى غير ذلك من ايات في القرآن التي لا يمكن ان يعارضها علم صحيح ولا علم نافع. ولا عمل ولا عمل نافع. احسن الله اليكم. وكل خير لا شر فيه انه من فانه من احكامه ومما دل عليه. فليأتي المنكر بمثال واحد فليأتي المنكر بمثال واحد صحيح خارجين عن هذا الاصل. فمجرد وقوف الناظرين على هاتين الشهادتين العظيمتين. والتأمل بما اشتملتا عليه من البراهين القاطعة على ما لله من وحدانية وصفات الكمال والجلال كله. وعلى صدق ما جاء به الرسول. يكفي وحده في ابطال ما ناقضته اقوال الملحدين. لانه اذا اتضح الحق علما يقينا ان ما علم يقينا علم يقينا ان ما خالفه باطل فماذا بعد الحق الا الضلال؟ ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى صراط العزيز الحميد سنري هماياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين له لهم انه الحق. اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ فالحمد لله على ما بينه لعباده من الايات التي لا تزال مشاهدة ولا تزال متصرفة متنوعة شاهدة بصدقهم وصدق رسله وكذب به المكذبين لرسله. الله اكبر. شهادة القرآن. القرآن هو حجة الله البالغة. القرآن هو حبل الله المتين وهو وهو الجد ليس بالهزم وهو الفصل في جميع الامور. فالقرآن العظيم اه اية باقية ومعجزة كل من قرأه وتأمل ما فيه علم انه لا يكون الا من عند الله. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بينكم وفصل ما بينكم وآآ خبر ما بعدكم ففي القرآن العظيم من الدلائل ما يذعن له اصحاب الحجا والعقول لما فيه من العقائد الصحيحة والشرائع العادلة والاخلاق القويمة والاداب الرفيعة بل وحتى في سمكه ونظمه وتركيبه ما تخضع له البلغاء. فاعجاز القرآن لا ينحصر في في ناحية دون اخرى. بل هو معجز من وجوه متعددة وقد تحدى الله العرب ان يأتوا بعشر سور من مثله بسورة من مثله باقل من ذلك فلم يستطيعوا وهم ارباب البلاغة حتى ان احد اصحاب المعلقات لبيد بن ربيعة لما سمع القرآن استحى ان يقول بيتا من الشعر من الشعر بعد ذلك فلم يقل الا الحمد لله الذي لم يأتني اجلي حتى اكتسيت من الاسلام سربالا. ولم نزل الى يومنا هذا نسمع من القصص الكثيرة التي تدل على خضوع اصحاب الفطر السوية والعقول المستقيمة في القرآن العظيم لا بل ان بعضهم يخضع له ويتأثر به بمجرد سماعه قبل ان يفهم معناه. وتحفظون في هذا ويتداول الناس قصصا كثيرة تدل على ان مجرد وقع تلاوة القرآن على النفوس والاذان انه يشعر المتلقي بان هذا الكلام ليس من جنس كلام للبشر هذا امر يطول سرده وذكره. فهذه فهاتان الشهادتان من الله تعالى شهادته بنفسه. وشهادته بكتابه الذي يظل الى يوم القيامة او الى قرب قيام الساعة مما يدل على صدقه. واذا صدق واذا بصحة هذه القضية فما سواها او فما يعارضها باطل. واعظم ما يعارضها دعاوى الملحدين. نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني والاربعون النظر الصحيح الى ما يأمر به الدين والايمان من تلقي احوال الحياة والتطورات متنوعة وما يتلقاه اهل الالحاد والايمان بالمادة والطبيعة. فانه لا بد للافراد والجماعات من حصول نعم ومسار ومضار فالايمان والدين الصحيح يأمر عبد النعم والمسار بشكر المنعم والثناء عليه والاستعانة به على مقاصد الحياة الدينية والدنيوية. واداء حقوق النعم من كل وجه. وعند المكاره يأمر بالصبر والرضا والاحتساب. ورجاء الاجر مع السعي في دفعها قبل نزولها. وتخفيفها ودفعها بعد نزولها. فيكتسب المؤمن الخير وراحة القلب في كل الحالات وهذه هي الحياة الطيبة مع ما يرجو ويطمع فيه من الثواب العاجل والاجل. اما الملحدون فلما كانت الدنيا هي غايتهم له يعملون ولها يطلبون ولا غاية لهم سواها ولا ايمان لهم بغيرها فانهم يتلقون التطورات المختلفة كما تتلقاها البهائم بقلوب جشعة ونهم كنهم الانعام او اعظم لا يشكرون على النعمام بل يكفرون ويبطرون ويطغون ولا يصبرون ولا يصبرون على المحن بل يجزعون ويألمون كما تألم البهايم. فتجتمع عليهم الالام الظاهرة والالام القلبية الباطنة. قال تعالى والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام. والنار مثوى لهم. فاثار الايمان الصحيح في العاجل والاجل خير وسعادة وفلاح واثار الجحود شر وضرر وعواقب وخيمة. افرز الشيخ رحمه الله هذه القضية بوجه مستقل عظيم يا اهميته. اعني بذلك اه هذا الفرق الهائل الكبير بين حال اهل الايمان وحال الملحدين عند السراء والضراء ومن تأمل في الخلفيات النفسية والبواعث النفسية لكثير من الملحدين وجد انها راجعة لصدمات نفسية ونوع من النقمة والتغير على مجريات القدر. ينشأ عندهم رد فعل عنيف ويتشفون بالتفوه بهذه الالفاظ التسخطية والمقالات الفاجرة فلما اضطرب عندهم الميزان ولم يحسنوا ان يتلقوا النعم والنقم او الحسنة والسيئة بما ينبغي حصل لهم هذا الزلل العظيم. فاهل الايمان مدركون ان سنة الله تعالى في خلقه في مؤمنهم وكافرهم برهم وفاجرهم انه يبتليهم بالسراء والضراء فنحن نرى بام اعيننا ان الانسان من حيث هو انسان يصاب بالسراء والضراء. يقول الله عز وجل فاما الانسان اذا ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. فيقول ربي اكرمك واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه يعني ضيق عليه رزقه فيقول ربي اهانني كلا ما معنى كلا في هذا السياق؟ اي ليس الامر كما تظنون. ليس عطاؤنا دليل كرامة وليس منعنا دليل هو ان باطلاق كلا. بل العبرة بما يكون بعد ذلك. فمن قابل النعمة بالشكران وقابل المصيبة بالصبر والسلوان فهو الكريم على الله ومن عكس فالعكس. فمن قابل النعمة اه بالبطران وقابل البلاء بالتضجر سخط فهو الهين على الله وتأمل بين مثالين اه متقابلين هذا سليمان عليه السلام اتاه الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده. حتى انه كان في ضحوة بين اصحابه فقال ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن انا اتيك به. قبل ان تقوم من مقامك. يعني ما ما يأذن الظهر الا هو عندك. عرش بلقيس واني عليه لقوي امين. لكن تم عرض اكثر اغراء. قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك سبحان الله يعني في غمضة عين وانتباهتها واذا بعرش ملكة سبأ ينقل من صنعاء اليمن الى بيت المقدس ربما ثلاثة الاف او فاذا بهم فلما رآه مستقرا عنده ماذا قال؟ انظر المؤمن كيف يقابل النعمة؟ فلما رآه مستقرا عنده رأسا قال هذا من فضل ربي ها ليبلوني اأشكر ام اكفر؟ وكثير من الناس حينما تقع له النعمة يفقد الجاذبية بين السماء والارض لا يتوازن المسكين لا يدري اين هو لكن المؤمن الثابت القلب الثابت الجنان ينظر بنور الله ينظر ما وراء هذه العطية وهذه المنحة. ليبلوني اأشكر ام اكفر؟ قابل ذلك بمثال قارون قارون اتاه الله من الكنوز. ما ان مفاتحه يعني مفاتيحه لتنوء بالعصبة اولي القوة لكن قال له قومه لا تفرح يعني لا تفرح فرح اشهر وبطر ان الله لا يحب الفرحين. فماذا قال؟ شبخ بانفه وقال انما اوتيته على علم عندي هذا بحذقي وكياستي وحسن تدبيري كما ترى من بعض الناس الان تجرى معهم المقابلات في الفضائيات يتفق على اريكته. ويسأل عن نجاحاته. ولا يقول ربع كلمة يشكر فيها الله. او ان الا يقول هذا من فضل ربي. وان يقول فعلت وقلت وخططت ويأخذ في ذكر امجاده الشخصية. والمسكين لا يعلم ان ما جرى له انما هو ابتلاء من عند الله فماذا كان حاله؟ فخسفنا به وبداره الارض. انظر كيف اذله الله فهو يتجول بها الى يوم القيامة هذا في حال النعمة في حال الضراء. انظر كيف صبر يعقوب عليه السلام. مر به من المعاناة ما بلغ ان ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. ومع ذلك يقول لبنيك يا بني اذهبوا تتحسس من يوسف واخيه. ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون عليه صلوات الله وسلامه. انظروا عظيم صبره وحسن ظنه بالله. قال واعلم من الله ما لا تعلمون هكذا يكون المؤمن في حال السراء وفي حال الضراء. وغير المؤمن في حال الضراء يبلغ به الامر والعياذ بالله الى تسخط وشق الجيوب وضرب الخدود بل ويبلغ به احيانا الى الانتحار. كما تعرفون هذا في الوقائع العالمية. معدلات الانتحار وكثرتها لمجرد ان تهجره حبيبته او يخسر صفقة او لا يحصل مراده يبادر اه يبادر ربه بنفسه فيقتلها كان يلقي نفسه من شاهق او يطرح بدنه في بين سكة القطار او يحتسي سما او غير ذلك عافانا الله واياكم. فهذا فرق بين بين اهل الايمان واهل الالحاد في تلقي النعم والمصائب. اه باتوا او وصلوا الى حالة اسوأ من حالة الانعام التي تقبل على المتاع والعلف فتأكله بنهم لا يعني بل هم اسوأ من ذلك فربما كانت البهائم خيرا منهم كما قال الله تعالى بل هم اضل. والحمد لله رب العالمين