بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين يقول الله عز وجل الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور يخرجهم من ظلمات والشرك الى انوار التوحيد والعبودية. واما الملاحدة فانهم يخرجون من نور الفطرة السوية الى ظلمات الكفر والالحاد والزندقة. فحري بالمؤمن دوما ان يقوم مقام الشكر لله رب العالمين ان من الله تعالى عليه بالايمان وهدى قلبه وحبب اليه خصاله. فتلك نعمة لا يعادلها نعمة قد كان فضل الله عليك عظيما. اذ تحضرت من صلب رجل مسلم. وخرجت من رحم من حنيفة فصرت في عداد المسلمين في تلكم اللحظة التي ولدت فيها ولد في اركان الكرة الارضية الاف من البشر من المواليد سبق في علم الله ان يعيشوا هندوسا او بوذيين او يهودا او نصارى. وانت من غير سبق تدبير منك اختار الله الله لك ان تكون مسلما حنيفا. فيا لها من نعمة عظيمة. ثم ان الله تعالى اردف هذه النعمة بنعمة الايمان. والايمان قدر زائد على الاسلام. واخص منه. فلما قال بعض الاعراب امنا قال الله تعالى قل لم تؤمنوا ولكن قولوا واسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. فللإيمان بشاشة وله بهجة وزينة واسترواح في القلب اذا احس الانسان بحلاوة الايمان هان عليه كل شيء. ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب الرجل لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في بعد اذ نجاه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. هذه الحلاوة يجدها اهل الايمان. ويجدون بمناجاة ربهم لذة في عبادته. فاذا صف احدهم قدميه في محرابه وصوب بصره الى موضع سجوده ادرك من المعاني والمعارف ما لا يدركه هؤلاء المحجوبون المغيبون الغافلون يقول الله عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس. لهم قلوب لا يفقهون بها. ولهم لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون فاغتبط يا عبد الله بنعمة الله تعالى عليك. ان هداك للايمان وجعلك من اهل دينه. واكرمك باتباع نبيه صلى الله عليه عليه وسلم الذي امتن الله عليك امتن الله عليك به. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين لا زلنا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ في هذه المنازلة الايمانية مع اهل الالحاد فيما بنان الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه الادلة القواطع والبراهين على ابطال في اصول الملحدين. واذكركم بما تقدم تقريره فيما مضى. قرر الشيخ رحمه الله بان الله بان الله تعالى بعث الانبياء مبشرين ومنذرين. وجعلهم هداة الى كل علم نافع وعمل صالح. لا سيما امامهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي انزل الله تعالى عليه اليوم اكملت لكم دينكم عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وبين رحمه الله تعالى ان اعظم الناس انحرافا عن طريق انبياء هم ملاحدة الفلاسفة. وخصوصا ارسطو. وخصوصا ارسطو الذي كان خاتمة الاساطيل فلاسفة اليونان. كما بين رحمه الله الاصل الخبيث الذي قرره ارسطو وتابعه عليه تلامذته المشاؤون وهو ان من اراد الشروع في المعارك الالهية فليمحوا من قلبه جميع العلوم والاعتقادات وليشك في الاشياء ثم ليكتفي بعقله وخياله ويبني ذلك على المحسوسات والماديات. هذا هو الاصل الخبيث الذي انطلق منه هؤلاء الملاحدة. وقد شرع الشيخ رحمه الله اقتباسا من كتاب بيان تلبيس الجهمية لشيخ ابن تيمية في سر اوجه الرد على هؤلاء الملاحدة. فكان الوجه الاول ان هذه المقالة اشبه بكلام الجهال منها بكلام اهل العلم والعقل. الوجه الثاني ان في اثار الانبياء والمرسلين غنية وكفاية عما فيدعيه هؤلاء المتخرصون الوجه الثالث ان الفلاسفة هم اجهل الناس بالالهيات. وان كان عندهم علم رياضيات والطبيعيات الا انهم اخسر الناس صفقة في الالهيات. واكثرهم اضطرابا. الوجه الرابع ان المطالبة باستحداث فطرة اخرى اما ممتنع واما باطل. فيكون ممتنعا اذا كان اغلبهم ان يغير الانسان خلقته بما اتاه الله من من ادوات والات. فهذا لا يمكن حصوله. واذا كانت مطالبة بتغيير ما فطر الله عليه الناس من من العلوم والمعارف فلا ريب ان هذا عين الباطل. الوجه الخامس ان حقيقة الايمان تسليم وقبول وانقياد. لانه مشتق من الائتمان فلا يجوز ان يكون الايمان مشروطا بقبول العقل. والا لما كان ايمانا. الوجه السادس ان هذه الدعوة التي يسميها الشيخ رحمه الله الوصية ان هذه الدعوة تؤدي الى تقويض دعائم الخير والصلاح وحصول الفوضى في العقائد والشرائع والاخلاق. لانها تقوم على محو ازالة جميع ما فطر عليه ابن ادم من معرفة الحسن والقبح والخير والشر. فالامر يتعدى امر العقائد الى ما يتعلق بالاخلاق والمصالح وغيرها فيؤدي ذلك الى انفراط عقد النظام في العالم كله. الوجه السابع ان هذه الدعوة ابطال للرسالات الالهية. ولا يليق بحكمة الله ورحمته. اه ترك العباد هملا فان الله تعالى قد امتن عليهم بارسال الرسل. فكأن مؤدي هذه الدعوة التي يدعيها هؤلاء الفلاسفة ان لا حاجة السماوية ولا لارسال الرسل ولا لانزال الكتب. وهذا مما لا يليق بحكمة الله ورحمته ان يقع في الوجه الثامن ان هذه الدعوة المزعومة باطلة شرعا وعقلا. وقد تقدم بيان ذلك ثم الوجه التاسع ان هذه الدعوة سبيل سبيل الى وقوع الاباحية والانحلال عن من العلوم والاداب والاخلاق ومعول للشيوعية بالفعل هذه الدعوة التي ترمي الى القضاء على جميع المحكمات والمسلمات ووضعها في موضع الشك النظر تؤدي الى تحلحل الانسان من كل قيمة ومن كل خلق ومن كل معتقد. وهذا هو ما ترمي اليه الشيوعية التي كانت سائدة في القرن الماضي في البلاد الشرقية. وصار لها تطبيقات اجتماعية وعملية واحالت بعض المجتمعات الى ما يشبه الحياة البهيمية. واما الوجه العاشر فان يقال على وجه التنزل مع المخالف. ايهما اولى ايهما اولى؟ ما تدعونه من هذه الدعوة العريضة؟ ام ما قد استقرت العقول والفطر؟ فلا ريب ان السيرورة الى العلوم والمعارف الثابتة التي جاءت بها الانبياء مؤيدة لما في النفوس المستقيمة والعقول السليمة آآ خير واعظم واولى من هذه المجازفة التي ينادي بها الملاحدة القاء الناس في التيه والضياع. واما الوجه الحادي عشر فهو ان هذه الدعوة معاندة صريحة لي الامر بالايمان. فان ربنا سبحانه وتعالى قد امر عباده بالايمان. قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل ابراهيم واسماعيل الاية. ووجه الخطاب ايضا لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال قل امنا بالله وما انزل الينا وقال لجميع المؤمنين قولوا وقال لجميع المؤمنين امنوا بالله ورسوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يستفتيه قل امنت بالله ثم استقم. وهؤلاء يقولون لا تؤمن بشيء لا تثبت شيئا لا تتبع رسولا لا تؤمن بكتاب هذه دعواهم. الامر الثاني عشر او الوجه الثاني عشر فيما مر بنا ان المطالبة بمحو العلوم الفطرية او التشكيك فيها مطالبة مستحيلة ممتنعة فان هذه امور امور مغروسة في الفطر مطالبة اخراجها وازالتها امر ممتنع. حتى ان كبار الكفار لا يستطيعون التخلص منها داخليا وان تظاهروا بذلك خارجيا. فقد قال الله تعالى عن ال فرعون وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال عن بني اسرائيل الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وقال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. ونبهنا على ان الانسان ينبغي عند مخاطبته لهؤلاء الملحدين ان يجبههم بهذه الحقيقة التي في دواخلهم فانهم يعرفونها. وليكن قل لاحدهم ما قال موسى لفرعون. لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. فهم وان تظاهروا هذا فانه في حقيقة الامر مقرون بخلافه. وايضا نبهنا ايها الكرام على انه لا ينبغي للمؤمن الموحد الحنيف ان يتخلى عن سلاح الايمان وحجة القرآن. بدعوى لا تناقشني بالكتاب الكتاب والسنة وانما ناقشني بالعقل. لا فقد قال الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. وقال آآ وهذا كتاب انزلناه مبارك. فلا يجوز ان نتخلى عن بركته. وقال سبحانه واوحي الي هذا هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في المواسم يقول الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي. فان قريشا منعوني ان ابلغ كلام ربي. هذا مشروع محمد صلى الله عليه وسلم. ومشروع امته من بعده. فكيف يليق ان نستبدل به مشروعا اخر؟ وان نرتضي ان نطرح هذا البلاغ بدعوى اننا لا نجادل هؤلاء بالنصوص والادلة. فان كلام الله تعالى امنوا للادلة العقلية والنقلية والوجدانية وسائر انواع المؤثرات. وكم من انسان امن بسبب اية كم من انسان امن بسبب اية لسماعه للقرآن فلا يجوز ان نبتلع الطعم نسايرهم ونوافقهم على هذا وقبل الشروع في قراءة هذه الليلة حضرني قصة قرأتها قديما وهو ان احد المنصرين الذين كانوا يريدون ان وبالقرآن العظيم وكان مبتعثا من بعض الارساليات التنصيرية آآ اراد ان يدخل الى المسلمين اه بالطعن في القرآن العظيم. فاستعرض فهرس المصحف فاذا به فاذا به يجد سورة اسمها سورة الجن. فقال حسنة هذا مدخل لكي اقول للناس ان كتابكم يتضمن الخرافات وذكر الجن والعفاريت وغير ذلك. فتوفر على قراءة هذه السورة ليلة من الليالي فاذا به يقرأ قل اوحي الي انه السمع نفر من الجن. فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي الى الرشد به ولن نشرك بربنا احدا وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وانه كان يقول في هنا على الله شططا وانا ظننا ان لن تقول الانس والجن على الله كذبا وان وان واخذ يقرأ في هذه ايات حتى طأطأ رأسه وخضع للقرآن واعتنق الاسلام. اسلم من حيث اراد ان يطعن في الاسلام قرأ كلام مؤمن الجن هذا الكلام المتين الرصين. الذي نقرأه في هذه السورة العظيمة. المضمخ بتوحيد رب العالمين وتعظيمه واجلاله فكان مصداقا لما جاء في الاثر ان القرآن يعلو ولا يعلى عليه. وهكذا فعلينا ايها الكرام ان نجاهد به كما قال ربنا وجاهدهم به جهادا كبيرا. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين. استعن بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ومن استن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين. اللهم اغفر لشيخنا ووالديه والحاضرين قال المصنف رحمه الله تعالى الوجه الثالث عشر ان المقصود الاعظم من تأصيل هذا الاصل الخبيث الكفر فيما جاءت به الرسل والانحلال عنه. والا فاهله من اكذب الناس. فانهم متمسكون غاية التمسك بما عليه ائمتهم الملحدون واقوالهم وعقائدهم مقدمة عندهم عندهم على ما جاءت به الرسل. ويتعصبون لها غاية التعصب فلو كانوا صادقين محقين لوجب عليهم ان يمحوا من قلوبهم اقوال ائمتهم وعقائدهم التي ما زالوا متمسكين بها ومقلدين لها تقليدا اعمى. فالغرظ من كلامهم معروف وهو قصدهم الانحلال من الدين الصحيح. والتمسك باقوال هؤلاء الظالمين. نعم هذا الوجه لفتة اه قوية. وتنبيه على اه طريقة في هؤلاء في استدلال الناس. فانهم يدعون الناس الى التجرد من كل معلومة سابقة وان يبقى احدهم اه خلوا اه قابلا لكل شيء. بينما هم في انفسهم لا يفعلون هذا. فانه من اشد الناس تعصبا لما هم عليه من الباطل. وانما يستدرجون اغمار الناس للقبول بهذه الخطة لكي يسهل عليهم اصطيادهم. بينما لا يعاملون انفسهم هذه المعاملة. فلا يصح ان ان يسلمهم الانسان القيادة والحقيقة اننا نجد هذه الدعوة موجودة بدرجات متفاوتة عند بعض الكتاب فكثير منهم تعي التجرد والموضوعية الانخلاع من التقليد وغير ذلك. وهو في الحقيقة من اشد الناس تعصبا وتحزبا وانما يريد ان اه يخلع مخالفه عما هو عليه ليسهل عليه اقتناصه. فمن كان يعلم انه وعلى حق في مسألة من المسائل فليتشبث بالحق وليعض عليه بالنواجذ. اما اذا كان الامر من الامور الفرعية التفصيلية التي يحتمل فيها الامر للاجتهاد فليفتح الانسان ذهنه وليستمع الى مختلف اقوال وينظر ايها اسعد بالدليل فيتبعه. فهذا هو فيصل التفرقة بين هذا وهذا. والامر الذي يحاولونه من الامور القطعية ومن المحكمات اليقينية التي لا تقبل النقاش. بخلاف ما قد يقع من الخلاف بين الفقهاء في في امور فرعية يكون بعضهم احب بالدليل من بعض. ثم ذكر الوجه الرابعة عشر قال رحمه الله تعالى الوجه الرابع عشر قال الشيخ ومن المعلوم ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال انا عندي لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال. هكذا هكذا عندكم طيب اعد قال الشيخ ومن المعلوم ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال. وانما يحب الدين والعلم واليقين وقد ذم الحيرة بقوله قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله استهوته الشياطين شياطين في الارض حيران. له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنام. قل ان هدى الله هو الهدى. وقد امرنا وقد امرنا ان نستهديه الصراط المستقيم. المتضمن للعلم بالحق والعمل به والقرآن. والقرآن هو الشفاء اول هدى والنور. والشك والحيرة ليست محمودة باتفاق المسلمين. وغاية ما يكون ان ان من لم يكن عنده علم بالشيء فالواجب عليه ان يسكت ويطلب العلم من طرقه. وهؤلاء الملحدون الشاكون المشككون الذين يأمرون بمحو الحق الذي في القلوب لتتوجه القلوب الى غيره مخالفون لكتاب والسنة. ولاجماع العقلاء المعتبرين متابعين لائمتهم الضالين انتهى. نعم اه قوله ها هنا قال الشيخ يريد به شيخ الاسلام ابن تيمية وكانه رحمه الله اذا نقل اه النقل بحروفه قال قال الشيخ. واذا اغفل ذلك فانه ينقله بمعناه اه المعنى الذي قال الشيخ رحمه الله في هذا الوجه ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال فان هذه مذهومة وانما الله تعالى اطيادها واستدل بهذه الاية البينة. قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد وعلى اعقابنا بعد اذ هدانا الله. هذا الاستفهام استفهام للانكار والتعجيب. كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى الى الهدى ائتنا. قل ان هدى الله هو الهدى. اي ان ذلك الانسان تتجاذبه دعوات اصحاب الهدى ودعوات اصحاب الضلال فهو واقع في حيرة. فلا ريب ان هذه الحيرة مذمومة. وان الواجب عليه ان ينحاز الى الهدى ونحن مأمورون بطلب الهدى من الله. وفي الحديث القدسي الذي يقال عنه انه فخر حديث اهل الشام يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم. وهذا المعنى احيانا يغفل عنه طالب العلم فعليك يا طالب العلم دوما ان تسأل الله الهدى فاذا كنت تقول في الصلاة اهدنا فاستشعر معناها حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما امر عليا ان يسأل الله الهدى والسداد قال واذا ذكرت الهدى فاذكر هداية الطريق. واذا ذكرت السداد فاذكر سداد السهم. لان تقريب المعاني معنوية بالصور الحسية يعين الانسان على التصور. فكما انك اذا سلكت دربا اه لا تدري يؤدي الى ام لا اه تسأل الله اللهم اهدني كما قال موسى لما خرج تلقاء مديا عسى ربي ان يهديني سواء وكما انك اذا صوبت سهمك تريد ان يصيب كبد الهدف فكذلك سل الله عز وجل الهدى فلا هادي الا من هدى الله. هو سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء. فدعوة الانبياء تقوم على الاستفتاء قول الله تعالى ودعوة هؤلاء الفلاسفة الضلال مؤسسة على الحيرة والشك. واعلموا يا رعاكم الله ان الملاحدة صنفا صنف اه يقال عنهم لا ادريون كما يقولون. لا ادريون بمعنى انهم يقولون نحن لا نؤمن بوجود الخالق ولكننا ايضا لا نستطيع ان نقيم الدليل على فهم لا ادريون لا يدري. وهذا نوع من الالحاد السلبي. وهناك الحاد ايجابي او الحاد عدواني صدامي وهو آآ الملاحدة المتمحضون الذين يجزمون بانكار الله تعالى اجهز فهؤلاء الملاحدة ينكرون وجود الله بلا دليل ولا برهان وانما بمجرد الظن وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وما لهم بذلك من علم. ما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون هكذا الاية. فهؤلاء لا يؤمنون بالله عز وجل بل يزيدون عن ذلك ينكروا وجوده. فالحيرة والشك لا ريب انها مذمومة. فكيف تكون مشروعا لاحد ان يدعو الناس وكيف يقبل عاقل ان يصير الى حظيرة الحيرة والشك ويدع حظيرة الايمان والتصديق والطمأنينة الخامس عشر قال رحمه الله تعالى الوجه الخامس عشر انه لو فرض وقدر ان الانسان يمحو ومن قلبه كل عقيدة ويصير القلب خاليا من الحق والباطل. ثم يزن بعقله المستقيم العقائد الصحيحة النافعة التي جاءت بها الرسل بما يضادها من العقائد الاخر. ويزنها بحق وعدل وانصاف وفهم صحيح. فانه يظهر له الفرق العظيم له ان ما سوى ان من سوى بينما جاءت به الرسل وبين غيره كالمسوي بين الليل والنهار. والظياء والظلمة. فكيف من فضل الالحاد على دين رب العباد. فان الحق بطبيعته وبراهينه يمحق الباطل ولا يبقى له معه قرار. نعم اه اه هذه مقارنة اه بميزان العقل الصريح وحين نقول العقل الصريح فهو العقل من الشبهات والشهوات. هذا العقل لو قارن بين ما جاء به الانبياء وبين العقائد الاخرى الباطلة لا تبلغ حد الالحاد فانه يجد الترجيح واضحا في ان ما جاءت به الانبياء هو الحق والصواب والمقنع. فكيف اذا كانت المقارنة بين ما جاءت به الانبياء وبين الالحاد لا ريب ان البون شاسع. ثم قال قال رحمه الله تعالى الوجه السادس عشر ان الامور اليقينية والحقائق الصادقة يستحيل ان تقدح فيها الشبهات. والتشكيكات بوجه من الوجوه. وقد وقد علم الادلة والبراهين المتنوعة نقلا وعقلا وفطرة ان ما جاءت به الرسل هو الحق واليقين والدين الحق. وبراهين ذلك فلا تحصى كثرة وقوة ووظوحا. وقد وقد صنفت الكتب الكبار والصغار من اصناف الطوائف في تحقيق صدق الرسل ما جاءوا به وانه الحق والهدى. وان كل ما نفاه وخالفه اذا قيس به وقرن معه وبطل. ولم يكن اليه نسبة بوجه من الوجوه. فمتى علم المنصف فمتى علم المنصف ذلك عرف انه ليس بعد الحق الا الظلام والمحال وان تأصيل هؤلاء الملحدين هذا الاصل الفاسد من اكبر ما يدل على فساد اديانهم وسفاهة عقولهم سوء مقاصدهم هذا حق ومن شواهده قول الشاعر كناطح صخرة يوما ليوهنها واوهى قرنه الوعل. فهؤلاء الذين يريدون ان يناطحوا ما جاءت به الانبياء من حقائق الايمان بانواع الشبهات والتشكيكات انما يحاولون امرا مستحيلا ممتنعا. فان هذه الامور اليقينية كامثال الجبال الرواسي الثوابت لا يمكن لهذه اه الشبهات ان تتلمها وان تنال منها. وشواهد ذلك عند العالمين فانه قد صنفت كما قال الشيخ رحمه الله الكتب الكبار والصغار من اصناف الطوائف على ابطال آآ اصول الملحدين. السابعة عشر قال رحمه الله تعالى الوجه السابع عشر ان العلوم النافعة التي اتفق عليها اتباع الرسل واهل الهدى مدارها على امرين احدهما ان يعرف ما اخبرت به الكتب السماوية والرسل عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر وسائر الغيوب وما اخبرت به وحكمت به من الاحكام التي يتعبد يتعبد المكلفون بها ويتعاملون ويعتقد ذلك ويعمل الثاني معرفة ابراهيم ذلك العقلية والسمعية والنظرية. والوقوف على اسرارها وحكمها. فهذه العلوم النافعة التي خلق الله لها وارسلت بها وارسلت الله لها الخلق التي خلق الله لها الخلق وارسلت بها الرسل وتتوقف السعادة والفوز والفلاح عليها فالسعي في ازالتها من القلوب اعظم معاندة ومشاقة ومحاربة الله ورسله. وانما المطلوب الاعلى حصولها في القلوب وثبوتها فتبا لطائفة زائغة. قدمت مقالات الملاحدة على كلام الله ورسوله. نعم الناظر فيما جاءت به رسل الله يجد انها تتضمن امرين. الامر الاول عقيدة وشريعة مطلوب من بني ادم ومن اتباع الانبياء ان يعرفوا ما اخبرت به الكتب التي انزلها الله وما بعثت رسل الله تعالى من الاصول الخمسة. وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والقدر تابع للايمان بالله. لهذا يقال الاصول الخمسة. اضافة الى هذا الايمان العلمي الايمان وهو الشريعة التي يتعبد لله تعالى بها. اما الامر الثاني الذي جاءت به الانبياء فهي البراهين والدلائل الدالة على صدق ذلك الشيء. واحقيته. فهذا هو الذي يحصل به سعادة العالم. ونجاح امر الناس واما من اراد نقضها وتقويضها فانما هو في الحقيقة آآ يريد فساد امر العالم فهذه الطائفة طائفة اسفة حاولت هذا فتبا لطائفة زائغة قدمت مقالات الملاحدة على كلام الله ورسوله الثامنة عشر قال رحمه الله تعالى الوجه الثامن عشر ان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاءوا بمحق ما يقع في القلوب مما ينافي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتوابع ذلك وازالة كل شبهة تعرض للقلوب تقدح في هذا الاصل او تخل به بالبراهين القاطعة الواضحة ليكون الايمان صحيحا والقلب سليما من الشبهات والشكوك والايرادات الفاسدة والقرآن والسنة مملوءان من ذلك. وهؤلاء الملحدون يريدون نقيض نقيض ذلك. فهم ائمة الكفر والجحود ادوا الله ورسله اعظم محادة. نعم رسل الله تعالى بعثوا بالطمأنينة والسكينة. الا بذكر الله تطمئن ان القلوب ومقالات هؤلاء الملاحدة انما تزرع الشك والحيرة والقلق والاضطراب في نفوس اتباعها. وهذا امر مشاهد فتجد ان اهل الايمان في سكينة وطمأنينة ورضا حتى وان لم يحملوا اقلاما حتى وان لم يضعوا سوادا انكم لترون بعض الشيوخ والعجائز ممن لم يتلقوا تعليما ولا درس عندهم من اليقين طمأنينة والايمان ما ليس عند كثير من حملة الاقلام واصحاب الالقاب من هؤلاء الفلاسفة الذين درسوا في المشرق والمغرب صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين