قريب من ذلك الدعوة الى تقليص العلوم الدينية وجمع المقررات في كتاب واحد واعطائها حيزا ضيقا آآ وعدم الاكتراث بها وعدم تحميلها من آآ اسباب النجاح والدرجات ما يحصل به آآ ارتفاع كل مقالة تخالف ما جاءت به الانبياء ثم نتم هذه هذا الكتاب بعون الله فاستعن بالله. قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني والسبعون اذا اردت ان تعلم اليقين ان اهل الالحاد ليس عندهم عقل كما لا دين لهم وانه ليس عندهم الا المكابرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين بين يدي هذه هذا المجلس الاخير من سلسلة المجالس المتتابعة في شرح الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين ادعوكم يرعاكم الله الى تأمل ما تلاه امامنا جزاه الله خيرا من قول الله تعالى في قصة موسى وفرعون تأملوا في هذه النهاية البئيسة امام الملحدين في الاولين. فلما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين اعتراف اخير وهو في سكرات الموت وروحه تغرغر. والماء يملأ فيه رأى وابصر الامور على حقيقتها. لكن انى له ذلك الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. واي افساد في الارض اعظم من افساد العقائد حين كان يقول انا ربكم الاعلى ما علمت لكم من اله غيري وما رب العالمين وذلك اعظم الافساد واستخف قومه فاطاعوه فغرقوا بغرقه يقول الله عز وجل فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية قذفه البحر ليراه الناس ويقف على جثمانه اهذا الذي كان يقول انا ربكم الاعلى؟ ها هو جثة هامدة قد لفظها البحر لكن الله تعالى قال بعد ذلك وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون وهذا حق فان معظم الناس لا ينتفع بالدلائل ويغفل عنها والا لو تبصر الناس دلائل الكون والافاق ودلائل التاريخ والقرآن. لوجدوا فيها ما يغنيهم ويكفيهم. ولتبين لهم زيف والجحود في قدحهم في القديم او العتيق او ما اشبه ذلك من عباراتهم السخيفة كالرجعية وشبهها وشبهها فاعرض نموذجا من تفاصيل ما يدعو اليه الدين. ويحث عليه وما يحذر عنه. تعرف بها من المنكرين لها في فساد من عقول وانعكاس من ارائهم وسفاهة من علومهم وخسة من اخلاقهم وان كل قول او عقيدة او خلق او عمل ليس عليه امر الدين فهو مردود شعرا شرعا وعقلا. وفطرة. ليس هذا مجرد دعوة وانما هو مما يتفق عليه مما يتفق عليه العقلاء فالدين الاسلامي الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم وجميع الرسل يدعو الى الايمان بالله وملائكته وكتبه واليوم الاخر والاعتراف بوحدانية الله وتفرده بكل كمال وتفرده بالخلق والرزق والنعم الظاهرة والباطنة والقيام بعبودية الله ظاهرا وباطنا. والتوجه اليه وحده وخوفه ورجائه وحده. والانابة اليه في جميع النواب والملمات والشكوى اليه في كل المهمات والقيام بحمده وشكره واللهجي واللهج بذكره ودعائه والتعلق به وحده في كل شيء. وترك التعلق بالمخلوقين. فهل هذا خير ام الكفر بالله والجحود تعطيل لاوصاف وكفر نعمه والطغيان والاستكبار عن عبادته. وتعليق القلوب من مخلوقين رغبة ورهبة ورجاء كما ما هو حال الملحدين والدين الاسلامي يدعو الى الصدق في الاقوال والافعال. والى البر والنصح للخلق كلهم والقيام بحق الوالدين والاقارب ومن ومن الانسان بهم تعلق وصلة. ومن لهم حق عليه ويأمر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة. وصيام رمضان وحج البيت وحج بيت الله الحرام والقيام بشرائع الدين واهل الالحاد يقولون ويفعلون ما يناقض ذلك. والدين الاسلامي يأمر بالعدل في المعاملات كلها. والقيام بالحقوق كلها وينهى عن الظلم في الدماء والاموال والاعراض والوفاء بالعهود والعقود. ومراقبة الله في حال قيام العبد بها. ليوفيها حقها عن شرورها ومفاسدها خوفا من الله ورجاء لثوابه. واهل الالحاد يأمرون بضد ذلك وليس في ضمائرهم خوف ولا مراقبة لله وانما هي التشبه وتشبه افئدة البهايم بل اضل فحيث ما دفعتهم الى الاغراض الخسيسة والظلم واغتنام الخيانة وتظييع الامانات ان دفعوا اليها. ليس عندهم دين ولا خلق ولا مراعاة ذمة. انما هي الاباحية المحظة عندهم خشية الا من مخلوق اقوى منهم. فهؤلاء كالانعام بل هم مظل وهؤلاء لم تنفعهم ادراكاتهم ولا مشاعرهم نفعا يجدي وبالجملة الدين الاسلامي يدعو الى كل خلق جميل. وعمل صالح وهدى مستقيم وطريق قويم وصلاح متنوع. فكل من خالفه وقع في ظد هذه الامور الجميلة وسقط في مهاوي الهلاك والاخلاق الرذيلة. فلقد تعس وانتكس من عبر عن عقائد عن عقائد الدين واعماله التي لا حياة للوجود الا بها بالرجعية. والرجوع الى القديم والعبارات الوسخة التي هي اكبر معبر عن سخافة عقول معبريها وسقوطهم في كل رذيلة وخلوهم من كل فضيلة. ولقد قال اخوانهم السابقون عن عن القرآن ومن جاء به ان هذا الى اساطير الاولين وقال ان هذا الا سحر مبين. وقال واذا رأوك ان يتخذونك الا مزوا. اهذا الذي بعث الله رسولا؟ وقال ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون الله اكبر لا سواء كما قال الله عز وجل افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون فلا يستوي الذين امنوا وعملوا وعملوا الصالحات والمفسدين في الارض لا تستوي الظلمات والنور ولا الظل ولا الحرور. وما سوي الاحياء ولا الاموات. فلا سواء بين الفريقين اهل الايمان مطمئنون بالله عارفون به سائرون على شرعه. ولهذا قال الله تعالى فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فاهل الايمان هم الامنون حقا في هذه الدنيا. لانهم متصالحون مع نفوسهم وفطرهم. لا يناقضون عقولهم فيحسون بالطمأنينة والسكينة لاتصالهم بخالقهم ومعبودهم. فاذا المت بهم الملمات وضاقت بهم ظوائق فزعوا الى ربهم. اما هؤلاء الملاحدة فالى اين يفزعون؟ لا يفزعون الا لامثالهم من المخلوقين يتعلقون بهم فيتعلقون بمهلكة ومضيعة. فلاجل ذا كان الفرق بين الفريقين فرق عظيم والبون بينهما بون شاسع قد ظلم نفسه من نحى شرع الله وتعلق بهذه النحلة الضائعة نحلة الالحاد وهنيئا لمن من الله تعالى عليه بالايمان وسكبه في قلبه واحس بحلاوته. فانه يدخل نعيما دنيويا قبل النعيم الاخروي ويذكر عن بعض الصالحين انه قال من ان ان في الدنيا جنة. من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. فقيل ما هي؟ قال جنة الايمان. فالايمان نعيم وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله والله لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من طيب العيش لجالدونا عليه بالسيوف. وقال اخر لتمر بي الاوقات اقول فيها ان كان اهل الجنة في مثل ما انا فيه الان انهم لفي عيش طيب وبهذا يتنقل المؤمن من نعيم دنيوي الى نعيم اخروي. حتى ما يلقاه من عنت وشدة وبلاء يستحيل في حقه نعمة كما حدث بذلك آآ صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا المؤمن ثم قال قال رحمه الله تعالى الوجه الثالث والسبعون ذكرنا فيما سبق ان اعظم ما يبطل الالحاد معرفة دين الاسلام والعمل به. وانه بطبيعته وبراهينه هواياته يضمحل معه كل باطن من كل وجه. خصوصا اقبح الباطل واشنعه واشده منافاة للعقل والدين وهو الالحاد وقد عرف اهله هذا منه انه بقاء له مع الدين. فتوسلوا بتنحية الدين عن المتعلمين. وابعدوه عن المدارس فان لم يتمكنوا جعلوا التعليم في الدين ضعيفا او اسما بلا مسمى. فهم عند التمكن ينحون الدين جملة ويدخلون في تعليم المدارس وصولا للحاد. فيخرج المتعلمون ان لم يمكنوا فان لم يمكنوا من ادخال الالحاد فيها اجتهدوا في اضعاف علوم الدين. واقتصروا على العلوم العصرية ليذهب من قلوب ناشئة حب الدين ويسهل توجيههم الى نبذه والاستبداد به ضده. فان البصيرة في الدين اذا ضعفت القلوب الى غيره توجهت انهارت الاديان والاخلاق كما هو مشاهد معلوم في كل المدارس التي هي على الوصف الذي ذكرنا فيتعين على المسلمين وعلى ولاة امورهم ان يعتنوا غاية الاعتناء في علوم الدين واخلاقه. فان هذا من من افرض الفروض وبه يحصل كل خير ويندفع عظم الشر فان الناشئين في المدارس اذا خرجوا منها وقد تمكنوا من علوم الدين وصار عندهم حيرة صحيحة. وصار عندهم بصيرة احسن الله اليكم. وصار عندهم بصيرة صحيحة فيه فانهم ينفعون امتهم وينفعون غيرهم والا فليعلموا انهم رعاة وكل راع مسؤول عن رعيته. فهم مسؤولون فهم مسؤولون عن الناشئة المتعلمين في المدارس. فاذا لم يثقفوهم ثقافة دينية صاروا اكبر سلاح للاعداء على امتهم. فكيف اذا انصرفت قلوبهم عن الرغبة في علوم الدين واخلاقه الى الاقتداء الضار باعداء الاسلام في علومهم وسلوكهم وعاداتهم. فانه ما شاع الالحاد في البلاد الاسلامية الا بهذه الطريقة. فكيف اذا نصرتها قوة الولاة هم العون الاكبر للانحراف المدارس الابتدائية والجامعات وطردوا عنها الدين الابتدائية والثانوية والجامعات نعم وصاروا هم العون هم العون الاكبر لانحراف المدارس الابتدائية والابتداء والثانوية والجامعات وطردوا عنها الدين واظعفوه. فنرجوا الله ان يوفق ولاة المسلمين المرجوع اليهم لهذا الامر العظيم. الذي خطره كبير وشره مستطير والا فلا يلومن الا انفسهم. اذا خسروا الدين والدنيا والله المستعان. نعم نبه الشيخ رحمه الله في هذا على هذا المكر الكبار الذي اتخذه اعداء الاسلام لسلخ جيل من المسلمين عن دينهم وذلك حينما اه نشروا المدارس الحديثة وفرغوها من العلوم الدينية. وربما درسوا فيها تلكم المدارس التي يشرفون عليها اليها درسوا فيها النظريات الالحادية. اطعموها لهؤلاء الناشئة. فنشأوا قد تشربوا هذه النظريات الالحادية وصادفت قلبا خاليا فتمكنت بمعنى انهم لم ينالوا حظا من العلوم الدينية والعقائد الاسلامية المتينة التي تحصنهم من هذه النظريات حينئذ فانها تحل محلها وان لم يتمكنوا من تدريس هذه النظريات الالحادية فاقل احوالهم ان ينزعوا الدروس الدينية ولا يدعوا لها بدعوة ان هذا هو التعليم العصري وانه لا وجه لاقحام العلوم الدينية في المدارس العصرية. ولا ولا ان هذا المسلك سمة عامة في المناهج العلمانية التي تقصي الدين عن الحياة لا اقول تقصي الدين عن الدولة وحسب بل تقصي الدين عن الحياة. فان العلمانية كما وضحنا في درس مضى تعني دنيوية تعني الدنيوية يعني ما هو نقيض الدين فلذلك يستبعدون كل ما له صلة بالدين ويرون انه منافيا لمقاصد التعليم والحياة المدنية معدل الطالب او انخفاضه. وكل هذه المسالك وقعت في كثير من البلدان الاسلامية. وتولى كبرها المستعمرون. وقد نبهتكم فيما مضى الى خطة الدنوب في مصر وكيف استطاع ان يزيح العلوم الشرعية التي كان الازهر ودار علوم وغيرها من اه محاضن العلم. اه تقوم بها وصارت هذه المعاهد الدينية مجرد مأوى وملجأ لمن لم يجد موضعا له في الكليات العصرية. تولى طائفة من اتباع الترويج لهذا اه دون ذكر اسماء. لكنه جرى عبر عقود اه محاولة سلخ جيل من ابناء المسلمين عن دينهم لكن الله تعالى يأبى فاذا اراد الله ان يعز دينه هيأ من الاسباب ما يحصل به معرفة العلم الصحيح. ولهذا رأينا في مطلع هذا القرن الهجري اقبالا واسعا من ابناء المسلمين في جميع البلدان على تعلم الدين في في الجامعات في الجوامع والمساجد وقراءة الكتب. وحصل من ذلك يقظة واسعة بحمد الله تعالى. فيصدق عليهم قول الله قول الله تعالى يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون يقيض الله تعالى من اسباب الهدى ما لم يكن في الحسبة ولكن هذا الامر القدري لا يكتفي التعلق به بل لا بد من السبب الشرعي ولهذا اه حمل الشيخ رحمه الله ذات امور المسلمين هذه المسئولية وان عليهم ان يعلموا ابناء المسلمين دينهم ويربونهم على العقائد الصحيحة والاخلاق الفاضلة وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. وانهم في حال اسلموهم الى هذه المناهج الخاوية من العلم والعقيدة والاداب والاخلاق فانما هم في الحقيقة اه ينشئون جيلا يكون سببا في اه هلاك المجتمع ويكون خطرا كبيرا وشرا مستطيرا. ولهذا حذرهم قال والا فلا يلومن الا انفسهم اذا خسروا الدين والدنيا. فامر التعليم والعناية بالناشئة مهم. وعلى كل من كان له ولاية خاصة او عامة من يعتني بتعليم اه مسائل الدين وتقريب العقيدة ميسرة الى اه النشء حتى ينشأوا مؤمنين بالله اه على شرعة الله ثم قال قال رحمه الله تعالى الوجه الرابع والسبعون قال شيخ الاسلام رحمه الله الرب تعالى اعرف من ان ترى واعظم من ان يجحد. ولهذا قالت الرسل لاممهم افي الله شك؟ وهو الغني بذاته عن جميع الموجودات. فان افتقار كنا ما سوى الله هو حكم وصفة ثبتت لما سواه. فكل ما سواه مسمى محدثا او ممكنا او مخلوقا او غير ذلك هو مفتقر محتاج اليه. لا يمكن استغناؤه عنه بوجه من الوجوه. ولا في حال من الاحوال بل كما ان غنى الرب من لوازم ففقر الممكنات من لوازم ذاتها. وهي لا حقيقة لها الا اذا كانت موجودة. فان المعلوم ليس بشيء فكل ما هو موجود سوى الله فانه مفتقر اليه دائما حال حدوثه. وحال بقايا وهذا يوجب افتقاره اليه دائما فعلم بهذا ان جراء الفقير فعلم احسن الله اليكم فعلم فعلم بهذا ان جراءة المخلوق الفقير على انكار الرب الغني القائم بنفسه من القائم بكل موجود او انكار وحدانيته او حق من حقوقه من اشخص الجنايات واضمها. وان هذا المخلوق الفقير من وجه قد تعدى حده وطوره. قال الشيخ فاذا كانت الرسل والانبياء ومن اتبعهم وهم امم لا يحصى عددهم الا لا يحصي عددهم الا الله. قد اخبروا بوحدانية الله قد اخبروا احسن الله اليكم. قد اخبروا بوحدانية الله وتفرده من صفات الكمال وهم مستيقنون ذلك لا يرتابون فيه وهم عدد كثير اضعاف اضعاف. اي تواتوى اي تواتر قدر قد اتفقت اقوالهم وافعالهم وهم عدد كثير اضعاف اضعاف اي تواتر قدر. احسن الله اليكم وهم عدد كثير اضعاف اضعاف اي تواتر قدر قد اتفقت اقوالهم وافعالهم وهدايتهم على ذلك علم انه هو الحق الذي لا ريب فيه وما سواه باطل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. فالغنى صفة ذاتية لله تعالى. لازم لذاته فهو الغني عما سواه ونحن المخلوقون كما عبر الشيخ رحمه الله الممكنات نحن مفتقرون الى الله. فالفقر وصف ذاتي لنا فكل مخلوق فهو مفتقر الى خالقه ولا ريب. فعجبا لهؤلاء المفتقرون الى الله عز وجل كيف ينكرونه. ولا غنى له عنه وهو ربهم الذي يربيهم بنعمه ولا قيام لهم الا به ومع ذلك ينكرونه. لو قدر ايها الاخوة الكرام ويا ايتها الاخوات الكريمات ومن بلغ ان صبيا قال لوالديه لا اريدكما انا ساذهب عنكما وهو لا يحسن ان ندبر امر نفسه اذا قيل هذا ناتج عن سفهه وطيشه وقلة خبرته اين يذهب؟ ومن يتولى امره؟ ومن يطعمه ويسقيه فرع عن ابويه هذا وهو مثال ادنى فكيف بهذا المخلوق الذي يتبرأ من خالقه ويدعي الاستغناء عنه وانه مكتمل بذاته دون الله عز وجل لا شك ان هذا من اعظم السفه وابطل الباطل قال رحمه الله تعالى الوجه الخامس والسبعون قال شيخ الاسلام في رده قول الفلاسفة ومن تبعهم من المنحرفين في قولهم ان العقل يجب تقديمه على السمع. واذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع. لان العقل مصدق مصدق للشرع في كل ما اخبر به. لان العقل دل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم يجب تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر. والعقل يدل على صدق الرسول دلالة عامة مطلقة ووجه خضوع عقل العقلاء المعتبرين للشرع انهم شاهدوا من براهين الرسالة واياتها المتعددة المتنوعة ما يضرهم اضطرارا لا محيد لهم عنه ان محمدا رسول الله حقا. فلو قدمنا شيئا مما قيل انه معقول على ما جاء به الرسول لعلمنا انه معقول فاسق بان لا يلزم تناقض قضايا العقل فاعظم القضايا التي حكم بها العقل قضية صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فمتى انكر هؤلاء الملاحدة هذه القضية الكبرى اليقينية؟ قطعنا انهم معاندون للعقل كما انهم معاندون للشرع. واذا تقرر ان العقل دل دلالة عامة مطلقة على صدق الرسول في كل خبر وحكم. كان ايراد المورود على بعض جزئيات الشريعة. معلوم معلوم معلوم وكان عملنا العام بصدق وكان علمنا العام بصدق الرسول في كل شيء يقضي على جميع الجزئيات ونهاية الامر ونهاية الامر ان يكون الذي وقع فيه الاشكال من المشتبهات. والمشتبهات يتعين ردها الى المحكمات وهو الاصل العظيم. المحكم الذي وردت عليه جميع البراهين اليقينية. وهو صدق الرسول وصحة ما جاء به والله اعلم. قال الشيخ واذا كان الامر كذلك فاذا علم الرجل بعقلي ان هذا رسول الله وعلم انه اخبر بشيء ووجد في عقله ما ينازعه في خبره قبل ان نمضي قد تقدم الكلام في في العلاقة بين العقل والشرع ومطلع هذا الوجه اه ساق فيه مقالة الفلاسفة ان العقل يجب تقديمه على السمع واما كلام شيخ الاسلام فهو ما بعده واذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع لان العقل مصدق للشرع فينبغي للقارئ ان يميز بين ما ذكره شيخ الاسلام حكاية عن الفلاسفة وهي جملة ان العقل يجب تقديمه على السمع. هذه عبارة الفلاسفة. واما تعقبه عليهم فهو من قوله. واذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع لان العقل مصدق للشرع في كل ما اخبر به. ولا ريب انه من المتقرر عند اهل الاسلام وعند اهل السنة والجماعة. خصوصا ان الشرع مقدم على العقل. اذ ان العقل اه الة قد يصيب هالعطب وقد تظل وان النقل وحي من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه غير ان المتكلمين الذين تأثروا بالمناهج المنطقية وافقوا المناطق والفلاسفة على دعوى تقديم العقل على النقد فجعلوا العقل سيدا والنقل مسودا جعلوا النقل تابعا والعقل متبوعا. وهذا عكس للحقائق الواجب الصيرورة الى خبر الله ورسوله واعتقاده حقا لا يقبل آآ الاعتراف ولما شقي هؤلاء القوم بسبب مسلكهم هذا لجأوا الى انواع التأويلات وصاروا يسلطون معاول التأويل على النصوص القرآنية والنبوية ليلووا اعناقها وتتفق مع مقدماتهم العقلية والله تعالى اعلم بما قال وهو سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا وارحم بخلقه من ان لبس عليهم فكيف يأتي اناس في اخر الزمان ليقولوا ليس مراد الله كذا وكذا مراده كذا وكذا فيستدركون على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخبروا به. فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يعظم النصوص. وان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا. وان نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم بربه اتقوا الناس وافصحهم بيانا وانصح الامة للامة. فاذا وجدت هذه المسوغات كان ذلك من اعظم مقتضيات قبول الخبر. فلا يتعرض له بشيء من الارادات والتشويشات ثم قال قال رحمه الله تعالى قال الشيخ اذا كان الامر كذلك فاذا علم الرجل بالعقل ان هذا رسول الله وعلم انه اخبر بشيء وجد في عقله ما ينازعه في خبره كان عقله يوجب عليه ان يسلم موارد النزاع الى ما هو اعلم به منه. والا يقدم رأيه على قوله ويعلم ان عقله قاصر بالنسبة اليه وانه اعلم بالله واسمائه وصفاته واليوم الاخر منه. وان التفاوت الذي بينهما في بذلك اعظم من التفاوت الذي بين العامة وبين اهل العلم بالطب. فاذا كان عقله يوجب ان ينقاد لطبيب يهودي في اخبروا به مقدرات اخبره به مقدرات الاغذية والاشياء فيما فيما اخبره به من مقدرات الاغذية او مقدرات الاغذية والاشربة نعم. احسن الله اليكم. فيما اخبره به من مقدرات الاغذية والاشربة والاغمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع مع ما في ذلك من الكلفة والالم بظنه ان هذا اعلم بهذا مني واني اذا صدقته كان اقرب لحصول الشفاء لي مع علمه بان الطبيب يخطئ كثيرا وان كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب. بل يكون استعماله لما يصفه سببا في ومع ذلك يقبل قوله ويقلده. وان كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه فكيف حال الخلق مع الرسل؟ عليهم الصلاة والسلام. والرسل صادقون مصدقون مصدقون. لا يجوز ان يكون خبرهم على خلاف ما اخبروا به قط وان الذين يعارضون اقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه الا ذو الجلال. فكيف يجوز ان يعارض ان ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضة له قط. انتهى. وقال ايضا والذين ادعوا في بعض المسائل ان لهم صريحا يناقض الكتاب قابله اخرون من ذوي المعقولات. فقالوا ان قول هؤلاء معلوم بطلانه بصريح معقول. فصار ما يدعي معارضة للكتاب من المعقول ليس فيه ما يجزم بانه معقول صحيح. اما بشهادة اصحابه عليه وشهادة الامة. واما بظهور تناقضهم ظهورا لارتياب فيه واما لمعارضة اخرين من اهل هذه المعقولات لهم بل من تدبر ما يعارضون به الشرع من العقليات بل من تدبر احسن الله اليكم بل من تدبر ما يعارضون به الشرع من العقليات وجد ذلك مما يعلم بالعقل الصريح بطلان. والناس اذا تنازعوا في العقول لم يكن قول طائفة لها مذهب لها مذهب حجة على اخرى. بل يرجع الى في ذلك الى الفطر السليمة. التي لم تتغير باعتقاد بغير فطرتها ولا هوى. واذا كان فحول النظر واساطين الفلسفة الذين بلغوا في الذكاء والنظر الى الغاية وهم ليلهم ونهارهم يكدحون في معرفة هذه العقليات. ثم لم يصلوا فيها الى معقول صريح يناقض الكتاب. بلى اما الى حيرة وارثياب واما الى اختلاف بين الاحزاب فكيف غير هؤلاء ممن لم يبلغ مبلغهم في الذكاء والذهن ومعرفة ما سلكوه من عقليات فهذا وامثالهم مما يبين ان من اعرض الكتاب وعارضه بما يناقضه لم يعارضه الا بما هو جهل بسيط او جهل مركب. فالاول كسراب بقيعة الاية والثاني في بحر لجي الاية واصحاب القرآن والايمان في نور على نور وذلك لان الايات والبراهين دالة على صدق انظروا انهم لا يقولون على الله الا الحق. وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله من الخبر والطلب. لا يجوز ان يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ واتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل المقرين بالرسل من المسلمين واليهود والنصارى. وغيرهم فوجب ان كل ما ما يخبر به الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز ان يكون في ذلك شيء مناقض لدليل عقلي ولا سمعي. فمتى علم المؤمن بالرسول انه اخبر وبشيء من ذلك جزم جزما قاطعا انه حق. وانه لا يجوز ان يكون في الباطن بخلاف ما اخبر به. وانه يمتنع ان يعارضه دليل قطعي ولا عقلي ولا سمعي وان كل ما ظن انه عارضه من ذلك فانما هو حجج داحضة. وشبه من جنس شبه الصوف وصفطائية السفسطائية. السفسطاء وشبه من جنس شبه. السفسطائية وشبه من جنس شبه السفسطائية. واذا كان العقل العالم بصدق الرسول قد شهد له بذلك انه يمتنع ان يعارض خبره دليل صحيح هذا العقل شاهدا بان كل ما خالف خبر الرسول فهو باطل. فيكون هذا العقل والسمع جميعا شهدا ببطلان العقل المخالف للسمع انتهى نعم يعني هذا تقرير بليغ وبيان بين في موقع عقلي بالنسبة للنقل آآ هو لا يحتاج الى تعليق ولكن الشيخ رحمه الله بين بان حال من اعرض عن الكتاب والسنة وعارضه بهذه المعقولات المدعات ما هو واقع في جهل بسيط او مركب والفرق بين الجهل البسيط والمركب ان الجهل البسيط هو عدم العلم بالكلية والجهل المركب هو ان يعلم الشيء خلاف ما هو عليه فلو قيل مثلا متى وقعت غزوة بدر وقال قائل لا اعلم. فهذا جهل بسيط فلو قال وقعت في السنة الخامسة لكان جهله مركبا. لانه علمه على خلاف ما هو عليه. فنظر الشيخ ذلك بما ورد في الايات ان الجهل البسيط كالسراب بقيعة. لانه يحسبه شيئا ولا لا لا شيء لا يوجد شيء واما الثاني فهو كالبحر اللجي. الذي تراكم عليه فاعمى بصيرته. اما العلم الذي هو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما فهو نور على نور. يهدي الله لنوره من يشاء نعم ثم قال قال رحمه الله تعالى وقال رحمه الله حين تكلم عن الفلاسفة ثم انه ليس عندهم من المعقول ما يعرفون به احد الطرفين فيكفي في ذلك اخوان رسله خلق السماوات والارض وحدوث هذا العالم والفلسفة الصحيحة المبنية على المعقولات المحضة توجب عليهم فيما اخرج به توجب عليهم يوجب عليهم تصديق الرسل فيما اخبروا به. وتبين انهم علموا ذلك بطريق يعجزون عنه عنها. وانهم اعلم بالامور الالهية والميعاد فيسعد النفوس ويشقيها منهم. وتدلهم على ان من اتبع الرسل الرسل كان سعيدا في الاخرة. ومن كذبهم كان شقيا في الاخرة انه لو علم الرجل من الطبيعيات والرياضيات ما عسى ان يعلم وخرج عن دين الرسل كان شقيا. وان من اطاع الله ورسوله بحسب طاقته كان سعيد في الاخرة وان لم يعلم شيئا من ذلك. ولكن سلفهم اكثروا الكلام في ذلك لانه لم يكن لم يكن عندهم من اثار الرسل ما به الى توحيد الله وعبادته وما ينفع في الاخرة. وكان الشرك مستحوذا عليهم. وكان منتهى عقلهم امورا عقلية. كلية كالعلم بالوجود المطلق وانقسامه الى علة وعلول وجوهر وعرض وتقسيم وتقسيم الاعراض. وجوهر وعرب احسن الله اليكم. وجوهر وعرض وتقسيم الجواهر ثم تقسيم الاعراض وهذا هو عندهم الحكمة العليا والفلسفة الاولى ومنتهى ذلك العلم بالوجود المطلق الذي لا يوجد الا في الاذهان دون الاعيان ليس فيها علم بموجود معين لا بالله ولا وبملائكته ولا بغير ذلك وليس فيها محبة لله ولا عبادة له فليس فيها علم نافع ولا عمل صالح ولا ينجي النفوس من عذاب الله فظلا على ان يوجب لها السعادة. نعم كل هذا تزييف لعلوم الفلاسفة وانه طائلة من ورائها وان الخلق لا ينتفعون بها وانما تورثهم الضلالة والشقاء وان الخير كل الخير فيما جاء به انبياء الله مبشرين ومنذرين. ففيه الهدى والنور اه كما اخبر الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا فتقع به الحياة. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا والنور يكتسح الظلمات. فسبيل الفلاسفة لا شك انه سبيل مفطن الى الضياع والتيه. واما سبيل الانبياء فهو الذي به شفاء الصدور. ولما كان المتكلمون من هذه الامة قد اصابهم لفحة من طريقة الفلاسفة ظلوا واضاعوا اعمارهم في تقرير العقائد بطريقة غير طريقة السلف فلم يجنوا من ذلك الا كثرة الاضطراب كما تقدم معنا في غير ما موضع والحمد لله رب العالمين