الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قد تقدم معنا بيان ان توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الالوهية وان توحيد الالوهية متضمن لتوحيد الربوبية الربوبية ما بين التوحيدين تلازم لا انفكاك فيه ونواصل في آآ بيان ابيات هذه المنظومة فقال الناظم رحمه الله وقد حوته لفظة الشهادة فهي سبيل الفوز والسعادة. من قالها معتقدا معناها. وكان عاملا بمقتضاه في القول والفعل ومات مؤمنا. يبعث يوم الحشر ناج امنا. فان معنىها الذي عليه دلت يقينا وهدى اليه ان ليس بالحق اله يعبد. الا الاله الواحد المنفرد. بالخلق والرزق وبالتدبير. جلا عن الشريك والنظير وبشروط سبعة قد قيدت. وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها. العلم واليقين والقبول. والانقياد فادر ما اقول. والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه. احسنت احسنت. نعم قال رحمه الله تعالى وقد حوته اي توحيد القصد والطلب لفظة الشهادة. لفظة الشهادة هي قول المرء اشهد ان لا اله الا الله بمعنى اشهد اي اعترف واقر جازما هذا معنى كلمة تشهد والشهادة او المشهود به لا اله الا الله فما معنى هذه الكلمة؟ لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله وذلك ان كلمة اله على وزني في عام لكنه فعال هل يراد به فاعل ام يراد به مفعول اي بمعنى هل اله هنا بمعنى اله ام بمعنى مألوه؟ الثانية هنا على وزن فعال ويراد به مفعول وهذا كثير في لغة العرب. كما نقول كتاب والمقصود مكتوب فراش والمقصود مفروش غراس مقصود مغروس بساط والمقصود مبسوط وهكذا فالهنا على وزن فعال والمراد مألوف اي الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما وهذه هي حقيقة التعبد والتأله لله تعالى. اذ انها مأخوذة من اله يأله الوهة والتأله هو مأخوذ من الوله وهو التعلق والانجذاب العبد مجبول على التعلق بخالقه. والانجذاب اليه ومحبته. لكنها محبة مقرونة بتعظيم لهذا اذا قال قائلنا لا اله الا الله اي لا معبود الا الله وانما قيدناها بقولنا بحق بحق بوجود الهة مدعاة ليس قولنا لا وهذه نافية تنفي وجود جميع الالهة. هناك الهة ام لهم الهة تمنعهم من دوننا لكنها الهة بباطل فهي نافية للجنس. اي لا اله بحق الا الله فهذه كلمة التوحيد التي هي اول الاسلام واوسطه واخره لا لا يحكم باسلام امرئ حتى يتلفظ بها. حتى انه لو زعم انه مقر بها في الباطن وابى ان يتلفظ بها في الظاهر لحكمنا بكفره. وهل نحكم بكفره ظاهرا ام باطنا بل نحكم بكفره ظاهرا وباطنا. كما قرر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. لان الذي يأبى ويمتنع عن التلفظ بها. مع امر الله تعالى بذلك يكون ذلك دليلا على عدم ايمانه. اذ الايمان كما سيأتي في فصل مستقل يكون بالقول بالعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. وقد امر الله عباده بالقول فقال قولوا امنا بالله ما انزل الينا الاية. بل امر نبيه بذلك فقال قل امنا بالله وما انزل الينا علينا فدل ذلك على انه لابد ان تقال هذه الكلمة بينة واضحة وان يكون ذلك اه مع العلم كما قال رحمه الله من قالها معتقدا معناها وكان عاملا بمقتضاها اذ ان كلمة التوحيد ليست مجرد شعار تملأ به الاجواء بل لا بد من العلم بمعناها والعمل بمقتضاها ولما كان العرب على قريحتهم كانوا يدركون معنى لا اله الا الله آآ بداهة حتى قيل حتى سأل اعرابي فقال الى ما يدعو يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا له يدعو الى شهادة ان لا اله الا الله. فقال على البديهة والله لتقاتلنكم الروم والعجم كيف فهم ذلك ادرك بان افراد الله بالعبادة سيتعارض مع مصالح واهواء الروم والعجم وكل اصحاب الحظوظ الدنيوية والامتيازات فلاجل ذلك استنبط من هذا انه سيقاتلهم والعجب وهي فعلا كلمة ثقيلة فارقة. فلهذا كان كانت هي فيصل النزاع بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه ولما اتى اليه عتبة بن ربيعة عرض على النبي صلى الله عليه وسلم انواع العروض المختلفة ان كنت تريد كذا كذا وان كنت تريد كذا وعرض عليه جميع المطامح الدنيوية من الجاه والسلطان والمال والزوجة الحسنة بل حتى والطب ان كان به شيء فقال افرغت يا ابا الوليد؟ قال نعم. قال فاسمع فتلى عليه صدر سورة فصلت حتى اذا بلغ قول الله تعالى فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. قام ووضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم لانه ادرك ان هذا قول حق فكان النبي صلى الله عليه يدعوهم الى توحيد الله كما كان اخوانه من الانبياء والمرسلين فكثير من المسلمين اليوم يملأون الجو بلا اله الا الله ولا يدركون معناها ومقتضاها فمعناها لا معبود بحق الا الله ومقتضاها ان لا يصف شيئا من انواع العبادة الى غير الله فأي فائدة لمن قال لا اله الا الله وعبد غير الله هذا تناقض وابطال لما لما قال فلا يغني عنه شيئا فلهذا قال الناظم وقد حوته اي توحيد القص والطلب لفظة الشهادة. فهي سبيل الفوز والسعادة. من قالها جمعناها وكان عاملا بمقتضاها في القول والفعل ومات مؤمنا والقول يرعاكم الله يتضمن قول القلب واللسان فقول القلب هو اعتقاده. وقول اللسان هو استعلانه بهذه الشهادة والفعل اي العمل هو عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح. فعمل القلب هو ما يتحرك به القلب من النيات والايرادات كالخوف والرجاء والحب والتوكل وقول وعمل اللسان هو ما يلهج به اللسان من العبادات القولية كالدعاء والتسبيح والذكر بانواعه المختلفة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم عمل الجوارح ما تقوم به الاركان الاربعة من انواع العبادات لهذا قال في القول والفعل ومات مؤمنا فان من شرطه لما سيذكر ان يموت عليها من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة لهذا قال يبعث يوم الحشر ناج امنا نعم فمن مات عليها فانه يبعث يوم القيامة من اهل النجاة وينجي الله الذين آآ امنوا بمفازتهم وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون. فيقومون امنين يوم القيامة بفضل هذا التوحيد ثم لما ذكر فضلها وفضائل التوحيد كثيرة وعظيمة ويطول المقام بذكرها ويكفي ان التوحيد اه سبب لدخول الجنة. وان من وحد الله تعالى فلا بد ان يدخل الجنة. ان عاجلا او اجلا حتى ولو كان عليه ذنوب ثقال فان من حقق التوحيد دخل الجنة فان من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب يدل عليه الحديث المشهور ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان ان انه رفع له سواد عظيم فقيل له وهذه امتك وفيهم سبعون الفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيته. فجعل الصحابة يدكون في هؤلاء من يكونون حتى قال بعضهم هم الذين ولدوا في الاسلام لم يعرفه الجاهلية وقال بعضهم من صحب النبي النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اي الذين حققوا التوحيد وتحقيق التوحيد يكون هكذا بان يسلم الانسان وجهه لله فلا يتعلق باحد سواه. قبلته واحدة ووجهه لله رب العالمين. فمن حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب. ومن اتى بحسنة التوحيد فانه لا يخلد في النار. بل حتى لو طاله عذاب فان مآله الى الجنة واعتبروا بحديث صاحب البطاقة فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه ينادى برجل من امته يوم القيامة على رؤوس الخلائق. فينشر له تسعة تسعون سجلا من الذنوب والخطايا حتى يظن انه قد هلك فيقال له ان لك عندنا شيئا انك لا تظلم فيبرز له بطاقة. فاذا مكتوب فيها لا اله الا الله. فيقول في نفسه ما عسى ان تصنع هذه البطاقة بجنب هذه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت السجلات في كفة والبطاقة في كفة السجلات وثقلت البطاقة لان هذا الرجل وان كان قد الم بذنوب كثيرة وخطايا متنوعة بلغت هذا المبلغ من حيث الكم. الا انه من حيث الكيف اتى بتوحيد عميق نقي من من محبة الله ورجائه والتوكل عليه فثقل هذا التوحيد في هذه الذنوب والمعاصي. فكيف بانسان عافاه الله من الذنوب والمعاصي؟ وحقق التوحيد كيف يكون حاله؟ هذا هو صاحب القلب السليم الذي سأل ابراهيم ربه اياه فقال ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. بعض الناس يظن ان القلب السليم هو القلب المخموم اللي ما فيه غل ولا حقد على احد طيب القلب مغفل ساذج لا صاحب القلب السليم كما عرفه ابن القيم رحمه الله هو الذي سلم من كل شبهة تخالف خبر الله ورسوله ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله ويدخل في ذلك ضمنا ان يكون الانسان سليم الصدر على المسلمين من الظن والحقد والغل وغير ذلك. لكن اعظم شيء واجله هو سلامة القلب من الشبهات المضلة والشهوات العمية. فاذا كان القلب كذلك فذاك صاحب القلب السليم قال رحمه الله فان معناها الذي عليه دلت يقينا وهدت اليه شرع الان في بيان معناها بين بان ما سيقرره ان ذلك من باب اليقين لا شك فيه ولا تردد دلت يقينا وهدت اليه ان ليس بالحق اله يعبد الا الاله الواحد المنفرد لهذا قلنا لا معبود بحق الا الله قال يوسف عليه السلام مخاطبا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من الا اسماء سميتموها انتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان فجميع هذه الاسماء مجرد اسماء خاوية وزخارف. لا ليس شيء تحتها ولا وراءها قال الله تعالى افرأيتم اللات والعزى؟ ومن اتى الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة اذا ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم مجرد اسماء وعناوين ولافتات ليس ورائها شيء لا اثر لها في نفع ولا ضر لكن انتم نفختم في صورتها وتعلقتم بها وتلاعب عليكم الشيطان فتوجهتم اليها بالعبادة وسلك لكم هذه الدعوة الزائفة ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان ليس بالحق اله يعبد الا الاله الواحد المنفرد المنفرد بما بالخلق والرزق وبالتدبير جل عن الشريك والنظير. اي لما كان سبحانه وبحمده هو المنفرد بالخلق فلا خالق هو المنفرد بالرزق فلا رازق سواه. هو المنفرد بالتدبير فلا مدبر سواه. فلازم ذلك ان يفرد بالعبادة سبحان الله اه كيف يقول الله تعالى هو الذي يخلق ويرزق ويملك ثم يعبد غيره آآ قال الله تعالى ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء الله لهم مثل هذا المثل. يعني ارقائكم الذين اشتريتهم اشتريتموهم بحر اموالكم هل ترتضون ان يقاسموكم ويساووكم ويقولون لا هؤلاء اشتريناهم بحر اموالنا فهم عبيدنا فكيف ترتضون ان يكون مع الله شريك والله هو الخالق والله هو المالك. والله هو الرازق. هذا امر اه تدفعه العقول السوية والفطرة المستقيمة والله تعالى لما كان منفردا بالخلق والرزق والتدبير ناتج ذلك جل عن الشريك والنظير والقرآن مملوء بهذا المعنى يبدأ الله تعالى فيه ويعيد ولا يملك المشركون له ردا. وقد كان من الاحناف وقد كان من الاحناف الذين كانوا لا اقصد الاحناف اتباع ابي حنيفة. وانما من كانوا على الحنيفية في الجاهلية من كان يقول لهم وهو عمرو بن عدي آآ من كان يقول لقريش هذه الشاة خلقه الله وتأكل من ارض الله وتشرب من ماء الله وتذبحونها لغير الله وصدق رحمه الله يعني يعجب من حالهم كيف ان هذه الشاة التي تقرون ان الله هو الذي خلقها والله هو الذي اطعمها وسقاها ثم تذبحونها لغيره. هذا تناقض بين ثم شرع رحمه الله في بيان الشروط السبعة التي لا تتحقق لا اله الا الله الا بها والشرط في في عند الاصوليين هو ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم. وليس المقصود بهذه الشروط السبعة ان يكون الانسان قادرا على عدها لا المقصود ان تقوم فيه. شعر بذلك او لم يشعر فان من الناس من تتحقق فيه هذه الشروط السبعة ولو طلب منه ان يعدها ما عدها. ولا حفظها لكنها قائمة متمثلة فيه. ومن الناس من قد يعدها بلسانه وهو ابعد الناس عن التوحيد العبرة بتحققها قال وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت. بمعنى ان هذه السبعة انما سبعت اه باستقراء الكتاب والسنة لا ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وقال شروط لا اله الا الله سبعة واحد اثنين ثلاثة اربعة لا لا. وانما علمت بالتتبع والاستقراء فانه لم فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها فان قائل لا اله الا الله لا ينتفع بلا اله الا الله الا اذا استكمل الشروط ولما سئل وهب ابن منبه وهو من مسلمة اهل الكتاب وقيل له اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن اذا اتيت بمفتاح ليس له اسنان لم يفتح لك المفاتيح فيما مضى كان لها اسنان ولها يومنا هذا. على اختلاف انواع المفاتيح تكون مسننة. فالمفاتيح المعدنية كما ترون موشرة والمفاتيح الخشبية فيما مضى كان يغرز فيها اعواد من الخشب فقال ان اتيت بمفتاح له اسنان فتح لك وان اتيت بمفتاح لا اسنان فيه لن يفتح لك فكان هذا جوابا بديعا في بابه. فلا بد ان يأتي بمقتضاها. ما هذه الشروط السبعة؟ العلم واليقين والقبول والصدق والاخلاص والمحبة اما دليل العلم وقد تقدم معنا معنى معنى معنى العلم وهو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما فيدل عليه قول الله تعالى قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فامر الله تعالى بالعلم وقال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم ويقول الله تعالى وقال الذين اوتوا العلم والايمان. وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم وقال سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم العلم هذا شرط في الاعتقاد واعتقاد بلا علم لا فائدة فيه ولا يتصور. لان الاعتقاد هو حكم الذهن الجازم. وكيف يحكم الذهن جزما بامر لا يعلمه لابد من العلم بمعناها اليقين لا بد من اليقين واليقين مناف للشك والتردد فلابد ان يكون الانسان مستيقظا كما جاء في حديث من قال لا اله الا الله موقنا من قلبه فلابد ان يكون موقنا. فان كان شاكا مترددا لم ينفعه ذلك ولهذا كان من انواع الكفر كفر الشك كقول صاحب الجنتين ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا. فجعل الامر محل شك وتردد والقبول لا بد ايضا من القبول المنافي للرد والاعراض. قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وهو يدل ايضا على على ما بعده وهو الانقياد. فلا بد من الانقياد والتسليم والخضوع. فاما الاباء والاستكبار فانه مناف لها فلهذا كان كفر ابليس من هذا النوع وهو كفر كفر الاباء والاستكبار لابد ان ينقاد الانسان وان يطيع فلا ايمان بلا طاعة. من يطع الرسول فقد اطاع الله فهذا من شرطها كذلك الصدق وهو المنافي للكذب والصدق هو المطابقة للواقع وبهذا لم يكن المنافقون مع نطقهم بالشهادة لم يكونوا مؤمنين. اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله اعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. لانهم كانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله لكنهم كاذبون في ذلك. فالنفاق هو اظهار الايمان وابطان الكفر كذلك الاخلاص لابد ان يكون الاتيان بها على وجه الاخلاص. فان كان فيه شائبة شرك فلم تنفعه تلك الشهادة وهذا ينطبق على كثير من الناس الذين يملأون الجو بلا اله الا الله ثم يدعون غير الله او يذبحون لغير الله او يرجون الله فيما لا يقدر عليه الا الله شائبة الشرك مبطلة للتوحيد قال الله تعالى في الحديث القدسي يعني اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وقال الله تعالى لنبيه قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين. وامرت لان اكون اول المسلمين وقال تعالى لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فلا بد اذا من الاخلاص. ثم تاجها المحبة لا بد ان تكون مقرونة بالمحبة فان حقيقة التأله هو الوله والمحبة. فالمحبة هي الوعاء الجامع والاطار الضام لذلك كله فالمؤمن يحب الله تعالى. محبة لا تدانيها محبة. ولا يبلغها اه تعلق باحد سواه يقول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فاولئك ما كانوا كانوا يحبون الله لكن لم يكونوا يفردونه بالمحبة فكانوا يحبون الله ويحبون غير الله من الانداد والالهة كمحبتهم لله. فوقعوا في شرك المحبة لكن المؤمنين افردوا الله بالمحبة التي لا يشركه احد فيها سواه وهي محبة العبادة. والذين امنوا اشد حبا لله وختم ذلك بالدعاء لمخاطبه. فقال وفقك الله لما احبه وللحديث صلة ان شاء الله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين