ولا يلزم العكس ما من اسم من اسماء الله الحسنى الا وهو متظمن لوصف لا يمكن ان يكون اسم مجرد لا يدل على وصف كما المعتزلة فاسماء الله الحسنى متضمنة للاوصاف فليس فوقك شيء هذا العلو اجمع عليه اهل السنة والجماعة. ونازع فيه المخالفون على اختلاف مشاربهم فمنهم من قال الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون وهم حلولية الجهمية بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يقول المصنف رحمه الله تعالى واجزل له المثوبة والاجر الاول المفدي بالابتدائي والاخر الباقي بلا انتهاء. الاحد الفرد القدير الازلي الصمد البر المهيمن العالي. علو وعلو الشأن جل عن الاضداد والاعوان اليهم بعلمه مهيمن عليهم. وذكره للقرب والمعية لم ينفر العلو والفوقية. فانه العري في دنوه هو القريب جل في علوه. نعم حسبك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لا زال الناظم رحمه الله بصدد ذكر الاسماء والصفات المندرجة في توحيد المعرفة والاثبات فقال فيما قال رحمه الله الاول المبدي بلا ابتدائي والاخر الباقي بلا انتهاء اما اسم الله الاول فهو من الاسماء الحسنى وكذلك الاخر فقد دل عليهما قول الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم فهذه الاسماء الاربعة تضمنت احاطة الله تعالى الزمانية والمكانية بخلقه وقد تولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسير هذه الاسماء الاربعة بما لا يحوج الى تفسير غيره. فقال في مناجاته اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن. فليس دونك شيء فهذا التفسير النبوي لهذه الاسماء الاربعة خير من غيره فهو اولى من قول الناظم رحمه الله بلا ابتدائي. وهي عبارة الطحاوي ايضا قديم بلا ابتداء آآ هو الاول بلا ابتداء بلا انتهاء تفسير النبي صلى الله عليه وسلم آآ مقدم على ذلك كله. فاسم الله الاول مأخوذ من الاول. والاول هو آآ الرجوع فاليه مرجع كل شيء كما انه سبحانه وتعالى غير مسبوق بل هو سبحانه الاول كان الله ولم يكن شيء فهو الاول ليس قبله شيء قال المبدي الله تعالى هو المبدي وهو المعين فهو كما انه الاول فهو يبدأ الخلق ثم يعيده فهو الذي جعل لكل شيء من المحدثات مبدئا ومنتها اما هو سبحانه لم يكن قبله شيء ولا يكون بعده شيء وقد جاء في الحديث ان الله تعالى ينادي يوم القيامة انا الملك انا الجبار اين المتكبرون؟ اين المتجبرون لمن الملك اليوم فلا يجيبه احد فيجيب الجبار نفسه لله الواحد القهار فهو سبحانه الاول وهو الاخر والتعبير بالباقي ليس من الاسماء الحسنى هذا الاسم ولكن ينبغي ان نعلم ان باب الاخبار اوسع من باب الاسماء الاسماء الحسنى توقيفية بمعنى اننا نقف فيها عند موارد النصوص. فلا نسمي الله تعالى الا بما سمى به نفسه ليس لاحد ان يصطنع اسما ويسمي به الله تعالى بان اسمائه قد سمى بها نفسه كما تلونا ولله الاسماء الحسنى لكن باب الاخبار اوسع. بمعنى يصح ان نخبر عن الله في خبر يليق بجلاله وان لم يكن ذلك من باب الاسماء كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب. اهزمهم وانصرنا عليهم وليس من اسماء الله المنزل ولا المجري ولا الهازم لكن هذا من باب الاخبار فعلى هذا لو قلنا عن الله تعالى انه هو الباقي فان هذا من باب الاخبار لا من باب التسمية ومن شرط الاخبار عن الله الا يتضمن نقصا وان لم يتضمن كمالا لكن وان لم يتضمن الكمال المطلق. الاسماء الحسنى صفتها انها تدل على الكمال المطلق. لهذا قال حسنا اي بلغت في الحسن غايته اما ما لا يدل على كمال الحسن لكنه لا يتضمن نقصا ويدل على كمال فيخبر به عن الله عز وجل اما ما لا يتضمن كمالا فلا يخبر به عن الله مثل الدهر ليس الدهر من اسماء الله الحسنى. لانه اسم جامد وهو مجرد ظرف زمني قول الله تعالى يسبني ابن يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. ليس مراده تعالى ان الدهر من اسمائه الحسنى. بدليل انه قال بعد ذلك وانا الدهر اقلب الليل والنهار وما الدهر الا الليل والنهار. فكيف يكون المقلب هو المقلب فتبين لنا ان معنى قوله وانا الدهر يعني انا مقدر الاقدار في اه في الدهر في الليل والنهار فلنتفطن ان اسماء الله حسنى اي بلغت في الحسن غايته. وان باب الاسماء وان اسماء الله تعالى توقيفية. وان باب الاخبار اوسع من باب الاسماء قال الاحد الفرد القدير الازلي اما الاحد فمن الاسماء الحسنى بدليل قوله قل هو الله احد فهو سبحانه له الاحدية المطلقة ولهذا جاء في السوء في هذه السورة ما يدل على هذه الاحدية بقوله لم يلد ولم يولد لان وجود الولد يتنافى مع الوحدانية. اذ الولد من جنس ابيه كذلك وجود الوالد لو كان لله والد وحاشاه لكان من جنس والده فلما كان سبحانه وتعالى له الاحدية المطلقة لم يكن له والد ولا ولد. قطع التسلسل من الاعلى والادنى الله تعالى واحد في ذاته. واحد في اسمائه. واحد في صفاته. واحد في افعاله لا قسيم له في ذات ذاته ولا نظير له في صفاته ولا شريك له في افعاله. سبحانه وبحمده الاحد الفرد والفرد مما اختلف فيه. اهو من الاسماء الحسنى ام لا القدير قد تقدم ان القدير من اسماء الله الحسنى والقدير هو من له القدرة وهذا امر ينبغي يتعين العلم به. وهو انه ما من اسم من اسماء الله الحسنى الا ويتضمن صفة فاذا قلنا ان الله سميع فمعنى ذلك ان له صفة السمع وانه يسمع اذا قلنا الله بصير فمعنى ذلك ان له صفة البصر وانه يبصر اذا قلنا ان الله تعالى قدير فمعنى ذلك ان له صفة القدرة وانه يقدر وعلى هذا قس لكن لا يلزم من اثبات الصفة اثبات الاسم فمثلا اه قد قال الله تعالى آآ انما قولنا لشيء اذا اردناه اذا من صفاته الارادة هل من اسمائه المريد اه مثلا اه من يشاء الله يضلله اذا من صفاته تعالى المشيئة هل من اسمائه الشائي؟ لا اه من من قال الله تعالى وجاء ربك. اذا من صفاته المجيء هل من من اسمائه الجائي؟ لا اه هل ينظرون الا ان يأتيهم الله من صفاته الاتيان هل من اسمائه الاتي؟ لا اذا نقول هذه ليست من الاسماء الحسنى. لكن يجوز ان نخبر بها عن الله خبرا نخبر بها عن الله خبرا لانها لا تتضمن نقصا علمنا بهذا ان باب الصفات اوسع من باب الاسماء لماذا كان باب الصفات اوسع من باب الاسماء؟ لان كل اسم يتضمن صفة. وليس كل صفة تتضمن اسما فكان باب الصفات اوسع من باب الاسماء السبب الاخر ان صفات الله تعالى تستمد من افعاله. وافعاله لا منتهى لها فهو لم يزل فعالا ولا يزال فلذلك كان باب الصفات اوسع من باب الاسماء مرة اخرى آآ لو قيل لك لما كان باب الصفات اوسع من باب الاسماء؟ فقل لامرين الامر الاول ان كل اسم فانه يتضمن ولا عكس اه السبب الثاني ان صفات الله تستمد من افعاله وافعاله لا منتهى لها لا منتهى لها بذلك يكون باب الصفات اوسع من باب الاسماء واعلموا يرعاكم الله ان المعطلة درجات فمنهم من عطل الاسماء والصفات وهم الجهمية ومنهم من اثبت الاسماء وعطل الصفات. وهم المعتزلة ومنهم من اه اثبت الاسماء وبعض الصفات وعطل باقيها او اول باقيها اما الجهمية فانهم ينكرون الاسماء والصفات فيقولون لا سميع ولا بصير ولا عليم ولا قدير ولا حكيم ولا سمع له ولا لا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة زاعمين بان اثبات الاسماء والصفات يقتضي تشبيهه بالموجودات المعتزلة ارادوا ان يخففوا هذه الشناعة فقالوا نثبت الاسماء ولكن بلا اوصاف فقالوا نعم سميع بصير عليم قدير. لكن سميع بلا سمع بصير بلا بصر. عليم بلا علم. قدير بلا قدرة كأنما هذه الاسماء مجرد اعلام لا تتضمنوا اوصاف وهذا في الحقيقة بمجرد تغيير ديكوري ان صح التعبير على مقالة الجهبية في المؤدى واحد. والعرب لا تسمي سميعا الا من كان يسمع. ولا بصيرا الا من كان يبصر. ولا عالما الا من كان يعلم. ولا كاتبا الا من كان يكتب ولا راكبا الا من يركب فهذا مناف للغة قطعا فاسماء الله تعالى اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصافهم باعتبار استقلال كل اسم منها بوصف مستقل تعيد هذه القاعدة اسماء الله الحسنى اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار تظمن كل اسم منها لمعنى مستقل الله تعالى سميع وله صفة السمع بصير وله صفة البصر. عليم وله صفة العلم وبناء عليه فاذا قيل هل اسماء الله الحسنى متباينة مترادفة فيقال هي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات وهي متباينة باعتبار استقلال كل اسم منها بمعنى لا يوجد في الاسم الاخر اسماء الله تعالى مترادفة باعتبار دلالتها على الذات. يعني السميع هو البصير هو العليم هو القدير هو الله كما قال الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام مؤمن الى اخره فهذه باعتبار دلالتها على ذات الله هي مترادفة. قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى لكنها متباينة باعتبار استقلال كل اسم منها بمعنى يختص به السميع يعطي ما لا يعطي البصير من المعنى والقدير يعطي ما لا يعطي العليم من المعنى. وهكذا فلا بد من التنبه لهذا لان المعطلة دلالة الاسماء والصفات وحرموا من الانتفاع بها قال الاحد الفرد القدير والقدير كما اسلفنا من له القدرة وما القدرة؟ القدرة هي التمكن من الفعل من غير عجز اما القوة فهي التمكن من الفعل من غير ضعف فمثلا يقولون الله في كل مكان او يقولون الامكنة بالنسبة اليه سواء اه او يقولون بنفي الجهات الست يقولون لا امام ولا خلف ولا يمين ولا شمال ولا فوق ولا تحت لو طلب من احد ان يحمل هذه الطاولة لم يتمكن من زحزحتها لقيل انه عاجز ولو تمكن من حملها لكن مع اهتزاز لقيل فيه ضعف القوة القدرة هي التمكن من الفعل من غير عجز. والقوة هي التمكن من الفعل من غير ضعف. والله قدير قوي سبحانه وبحمده قال الازلي طبعا ليس من الاسماء الحسنى الازلي ولكن يجوز الاخبار به. والمقصود بالازلي الاول يعني الذي ليس قبله شيء فهذا يقال ازلا وابدا الازل من جهة الابتداء والابد من جهة الانتهاء فيجوز الاخبار به عن الله تعالى لكنه كما اسلفت ليس من الاسماء الحسنى الصمد اما الصمد فلا ريب انه من الاسماء الحسنى بدليل قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد وقد تنوعت عبارات المفسرين في معنى الصمد فقيل هو السيد الذي انتهى سؤدده. يعني بلغ سؤدده وشرفه الغاية وقيل الصمد بمعنى الصمت اي الذي لا جوف له ولا تعارض بين هذه المعاني فان من عبر عن الصمد بانه المصمت الذي لا جوف له اراد بذلك انه غني عما سواه لان اي شيء اجوف ما هو محتاج اي شيء اجوف فهو محتاج الى شيء يدخل منه وشيء يخرج منه ولهذا جاء في حديث خلق ادم ان الله تعالى لما خلق ادم وكان آآ يعني بعد صلصالا كالفخار جعل يطيف به والسليب من من هذا الخلق فلما رآه اجوف فلما رآه اجوف علم انه خلق لا يتمالك ربنا سبحانه وتعالى صمد فلا يحتاج سبحانه وتعالى الى شيء. فهو الغني بنفسه وهذا لا ينافي وصفه بانه السيد الذي كمل في سؤدده وشرفه قال اه الصمد البر البر اي كثير الخير البر هو كثير الخير. فهو سبحانه وتعالى خيره كثير واصل الى اوليائه. فهو بار بهم ولم يرد في القرآن تسميته بالبار الورد البر آآ انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم فهو يبر عباده المؤمنين الاحسان اليهم وايصال الخير اليهم ودفع السوء عنهم المهيمن المهيمن اي بمعنى المطلع الرقيب سبحانه وبحمده فهو سبحانه المهيمن الرقيب الحاكم على عباده العلي ومن اسمائه الحسنى العلي. والدليل عليه قول الله تعالى في اخر اية الكرسي وهو العلي العظيم وما كان ايضا بمعناها آآ وهو الكبير المتعال فعلوه سبحانه وتعالى جاء بصيغ متعددة في القرآن العظيم ولما ذكر اسم الله العلي ذكر مسألة العلو وبين ان علو الله تعالى ينقسم الى ثلاثة اقسام علو قدر وعلو قهر وعلو ذات قدر وعلو قهر وعلو ذات. كل هذه من انواع علوه. تأملوا قال علو قهر وعلو الشامي جل عن الاضجاد والاعوان كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية اما النوع الاول وهو علو القهر فالمقصود به ان الله تعالى قد علا على جميع عباده ومخلوقاته وقهرهم. قال الله تعالى وهو القاهر فوق عباده وهو القاهر فوق عباده. وهذا لا يخالف فيه احد من اهل القبلة ان الله تعالى له علو القهر كذلك الثاني علو الشام الذي هو علو القدر وان شئت فقل علو الصفات لا احد من اهل القبلة ينازع من حيث الجملة بان الله تعالى له المثل الاعلى اسمائه وصفاته من ان الله مستحق للكمال. لا يمكن لاحد يدعي الاسلام ويصف الله تعالى بما ينافي الكمال ويقول انه متصف بالنقص فهذا ايضا من حيث الجملة محل اتفاق بين اهل القبلة. لهذا قال جل عن الاضجاد والاعوان لانه من كان له ضد فهذا دليل ضعفه. لان هذا الضد يكون مساميا له يكون مساميا له. وكذلك من كان يحتاج الى اعوان فانه ايضا اه يكون فيه نوع نقص لانه لا يتم له الشيء الا بالاستعانة بغيره. فالله تعالى منزه عن هذا وهذا فهو القاهر فوق عباده وهو سبحانه تعالى له المثل الاعلى في السماوات والارض لكن تم نوع ثالث هو الذي وقع فيه الخلاف بين اهل القبلة وهو علو الذات علو الذات اي الاعتقاد بان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه هذا يسمى علو الذات اي ان الله اعيد تقريره. اي ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه. بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه يعني ان تعتقد ان الله الذي تعبده له العلو المطلق فوق عباده. فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وانت الظاهر فليس فوقك شيء ولا محايد ولا مجانب ولا محاذي ولا ولا ولا ولا ولا ولا وهكذا ولا تجوز الاشارة الحسية اليه. ومن رفع اصبعه اليه وجب قطع اصبعه. سبحان الله والنبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يرفع اصبعه الشريفة السبابة يقول اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد. يقول جابر يرفع اصبعه الى السماء وينكت بها على الناس. الى من الى ربه عز وجل له العلو المطلق. وهؤلاء الحمقى يقولون لا تجوز الاشارة الحسية اليه. ومن اشار اليه يقطع اصبعه وهكذا فهذه مذاهب متقابلة من ينفي الجهات الست عنه حتى يفضي قوله الى العجب. كما قال بعض السلف انما يحاولون ان ليس فوق السماء اله ومن يجعله حالا في جميع الامكنة. مختلطا بالمخلوقات اما اهل السنة والجماعة فكما قررنا انهم يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ومعنى بائن يعني منفصل بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. لنفي آآ الحلول والاتحاد ووحدة الوجود التي يقول بها من يقول من اهل الاهواء والبدع هذه المسألة اعني مسألة العلو من المسائل الكبرى التي وقع فيها الخلف بين اهل السنة ومخالفيهم وسنزيدها بيانا ان شاء الله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين