بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قررنا في المجلس السابق مسألة العلو وبينا ان العلو ثلاثة انواع علو القدر وعلو القهر وعلو الذات وان الخلاف انما وقع بين اهل القبلة في الثالثة وهي علو الذات وفي هذه في هذا المجلس نبين انواع الادلة الدالة على اثبات علو الذات فاقول انها قد توافرت ادلة الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة على اثبات علو الله تعالى اما دلالة الكتاب فقد ذكر بعض علماء الشافعية ان في القرآن العظيم نحو الف دليل لاحظوا نحو الف دليل تدل على اثبات علو الله نقل هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عنه وذلك ان المتأمل في كتاب الله يجد ان ان ايات القرآن تنوعت الدلالة على علو الله بصيغ متعددة فمنها مثلا الاتيان بالاسم الصريح كقول الله تعالى وهو العلي العظيم. سبح اسم ربك الاعلى وهو الكبير المتعال الثاني ذكر عروج الاشياء اليه قال الله تعالى تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. والعروج لا يكون الا الى اعلى كذلك ذكر صعود الاشياء اليه كقول الله تعالى اليه يصعد العمل الصالح. اليه يصعد الكلم الطيب. والعمل الصالح يرفعه. والصعود لا يكون الا الى اعلى وايضا ذكر رفع الاشياء اليه قال الله تعالى عن عيسى عليه السلام بل رفعه الله اليه. والرفع لا يكون الا الى اعلى اه كذلك ذكر نزول الاشياء منه انا انزلناه في ليلة القدر. لو انزلنا هذا القرآن على جبل. كتاب انزلناه اليك مبارك. والنزول انما يكون من اعلى الى اسفل فهذا يدل على علوه تعالى ومن ذلك ذكر استوائه على عرشه والاستواء في اللغة معناه العلو على الشيء كما قال الله تعالى عن الفلك والانعام لتستووا على ظهوره اي لتعلوا على ظهوره ظهور الفلك والانعام. فقد قال عن نفسه الرحمن على العرش استوى اي علا فهذا يدل على اثبات علوه سبحانه ايضا ذكر نزوله سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا كما جاء ذلك في السنة آآ كذلك من الدلائل القرآنية آآ ذكر كونه في السماء. وهذا في الكتاب والسنة من ثم في السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء فمعنى كونه في السماء اي على السماء فهذا نوع من انواع الادلة على علو هذه نحو عشرة ادلة ولو ذهبنا نجيل النظر لوجدنا اكثر من ذلك يدل على اثبات علو الله اما دلالة مباشرة صريحة او آآ تكون مستنبطة فهذا يدل على اثبات علو الله سبحانه وتعالى اه كذلك دلت السنة كما سمعتم انفا في حديث الجارية اه وهي جارية معاوية ابن الحكم السلمي اه كانت على غنم له فغفلت فعاد الذئب فاكل منها شاة فغضب ولطمها ثم ندم وهذه الجملة الصحيحة. كان الله ولا شيء لان الله هو الاول فليس قبله شيء ثم ارضف قائلا وهو الان على ما كان عليه يعرض في نفي الاستواء يعني بمعنى انه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يريد ان يعتقها كفارة لما بدر منه. طلب النبي صلى الله عليه وسلم منه ان يدعوها فدعاه فسألها سؤالين قال اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك دليلا على ايمانها ودعك من هؤلاء المتحذلقين الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه ويلوون اعناقا النصوص. قالوا ان اجازها النبي صلى الله عليه وسلم لانها اعجمية ساذجة فقبل منها ذلك سبحان الله هذا في الواقع طعن بالنبي صلى الله عليه وسلم. شعروا ام لم يشعروا شاؤوا ام لم يشاءوا. هل يمكن ان يمرر النبي صلى الله الله عليه وسلم هذه الاجوبة اه التي هي في نظرهم خاطئة يعني من قوله ان الله في السماء يمررها لمثل هذا ثم هي تنطق العربية وتفهم وليست عجماء او او بكماء فهؤلاء اذا لم يرقهم شيء من النصوص تسلطوا عليه بانواع الجنايات والتعديات ورفعوا معاول التأويل والتحريف ليهدموا دلالته وانى لهم فهو كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اه كذلك يا كرام فهم الصحابة ذلك فالصحابة رضوان الله عليهم عندهم اثار كثيرة تدل على اعتقادهم بان الله له علو الذات. كما قالت زينب رضي الله عنها اه تباهي اه ذراتها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات وكما قالت عائشة اه وقد سمعها الله من فوق سبعة ارقعة وجرى لعبدالله بن رواحة قصة وان كانت لا تثبت آآ يعني ثبوت الاسناد الحديثي آآ مفادها انه جارية له فيعني غضبت زوجته لاجل ذلك تظاهر بانه لم يفعل فارادت دليلا ثبوتيا فقالت اقرأ القرآن فانشد شهدت بان وعد الله حق وان النار مثوى الظالمين. وان العرش وان الماء وان العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمين ظنت ان ذلك من القرآن وانما تخلص من هذا المأزق بهذا تضمن هذا ما يدل على اعتقاده باستواء الله تعالى على عرشه فوق سماواته اه فهذا لون ثم بعد الكتاب والسنة الاجماع فقد حكى الاجماع غير واحد من آآ اهل السنة على اثبات اجماع اهل السنة على ذلك اه من ذلك قول الاوزاعي رحمه الله كنا نقول والتابعون متوافرون. ان الله تعالى ذكره فوق عرشه. ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات كنا نقول والتابعون متوافرون. ان الله تعالى ذكره فوق عرشه. ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات وقد قالها بعد ظهور جهم والجعد ابن درهم من آآ ائمة التعطيل مما يدل على انه اراد حقيقة الاثبات اثبات علو الله تعالى بذاته فوق سماواته اذا الاجماع منعقد على اثبات علو الذات العقل ايضا العقل يقطع بان الله له صفة العلو كيف العلو ما هو كمال ام نقص؟ العلو بمقتضى العقل كمال. لان نقيضه هو السفن والله تعالى يستحق من الاوصاف اكملها لان له المثل الاعلى وينزه عن آآ ادناها وهو السفن فله العلو المطلق فاذا كان العلو في نظر المخلوقين وصف كمال ويتطلبه الناس ويسعون لتحصيله في مساكنهم ومناصبهم وغير ذلك فالله تعالى مو للكمال اولى بالكمال ولانه اذا قيل ان الله سبحانه وتعالى اما ان يكون داخل العالم او خارجه فايهما احق بالله؟ ان يكون خارج هذا العالم فيكون له العلو والفوقي الا يكون مخالطا له اه مباشرا اياه. بل له العلو المطلق سبحانه وبحمده بقي دليل الفطرة الواقع ايها الكرام انه ما من انسان الا وهو مفطور على الاعتقاد بان ربه في العلو. حتى انك تلمس ذلك عند الاطفال من الصبيان والبنات الصغار فضلا عن العجائز والشيوخ. جميع بني ادم مفطورون على ان ربهم في العلو. ويجدون قلوبهم سافر الى جهة العلو حينما يحزبهم امر او حينما اه يتوجهون بالدعاء. فالقلب يتجه الى اعلى وقد جرت قصة عجيبة اه في مجلس ابي المعالي الجويني وابو المعالي الجويني كما تعلمون من اساطين الاشاعرة ومتكلميهم الذين قرروا آآ مذهبهم ومن مذهب الاشاعرة عدم اثبات العلو واعتقاده ان الله في كل مكان جعل الله عن ذلك فلا يثبتون العلو كما يثبته اهل السنة والجماعة ينفون ذلك ولا يقولون انه استوى على العرش بالمعنى الذي دل عليه الكتاب والسنة فهمه السلف الصالح. فكان يقرر في مجلسه اه عفا الله عنه وغفر له ويقول كان الله ولا شيء لم يقع له وصف لم يكن متصف به. يريد بذلك ان آآ ينفي الصفات الفعلية عن الله. وسيأتي لهذه مزيد بيان فيما نستقبل ان شاء الله. فقال وهو الان على ما كان عليه. فكان في الحاضرين رجل يقال له ابو جعفر الهمدان من اهل السنة فتفطن لمراده فقال له اعلى من ذكر العلو والاستواء واخبرني عن هذه الضرورة التي يجدها احدنا في قلبه ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو. لا يلتفت يمنة ولا يسرة قال دعنا من ذكر العلو والاستواء واخبرني عن هذه الضرورة ضرورة يعني الشيء اللي يضطرك اضطرار التي يجدها احدنا في قلبه. ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقال فجعل الجويني يلطم على رأسه ويقول حيرني الهمداني حيرني الهمداني لم يحل جوابه لانه استدل عليه بدليل فطري يعرفه كل احد وانتم تأملوا في انفسكم يا رعاكم الله. حينما تناجي ربك اين يذهب قلبك شمال جنوب شرق غرب يمين يسار تحت لا لا يذهب قلبك الى العلو. بل يقال حتى البهائم العجماوات تربق ببصرها الى السماء فاذا ضربت واوذيت ونالها كذا رفعت طرفها الى السماء اعتقاد ان الله في السماء امر فطري والمقصود انه قد توافرت وتظافرت الادلة على اثبات علو الذات وان هذه الدعاوى السخيفة التي يدعيها المتكلمون على اختلاف درجاته من ان الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا محايد ولا مجانب ولا اه محاذي ولا تجوز الاشارة الحسية اليه والامكنة بالنسبة اليه سواء ولا الى غير ذلك كل هذه الفاظ اصطنعوها واحدثوها ليطمسوا بها الحق المبين وانا له لهذا قال الشيخ كذا له العلو والفوقية اين لفت الفوقية في كتاب الله هو القاهر فوق عباده يخافون ربهم من فوقهم اذا الله له الفوقية سبحانه وتعالى على عباده بلا كيفية اي اننا لا نكيف صفة من صفات الله التكييف يعني حكاية الكيفية. وان لاحد ان يكيف ما ينبغي لله هذا امر ممتنع عقلا محرم شرعا لما جاء رجل الى الامام مالك ابن انس امام دار الهجرة فالقى عليه هذا السؤال قال له يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق الامام ما لك برأسه وعلته الرحباء يعني العرق صار جسده يعني ينفظ عرقا من هول وقع السؤال عليه لشدة تعظيمهم لله عز وجل كيف يجرؤ امرؤ ان يسأل عن كيفية صفة من صفات الله واطرق اصحابه ينتظرون ما يصدر منه فرفع رأسه وقال الاستواء معلوم والكيف مجهول. والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا صاحب بدعة ثم امر به فاخرج من المسجد وفي سياق اخر عند اللا لكائي انه قال الاستواء غير مجهول. يعني معروف المعنى في لغة العرب والكيف غير معقول يعني عقولنا لا تتمكن من ادراكه لا انه ليس هناك كيفية. قطعا هناك كيفية. لكنها مجهولة بالنسبة لنا غير متعقلة. بالنسبة لنا لان عقولنا اقصر من الان محيط بكيفية صفات الله والايمان به واجب. لان الله اخبر به ونبيه صلى الله عليه وسلم. فكان لزاما ان نؤمن بخبر الله ورسوله والسؤال عنه بدعة يعني السؤال عن كيفيته بدعة ثم انه تفرس فيه الابتداع لانه في زمن علم زمن الامام مالك زمن العلم فما يلقي هذا السؤال الا من في قلبه مرض فلهذا قال وما اراك الا صاحب بدعة ثم امر به فاخرج من المسجد اذا كما قال الناظم على عباده بلا كيفية ومع ذا مطلع اليهم بعلمه مهيمن عليهم وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلو والفوقية فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. اراد بهذه الابيات الثلاث يبين الجمع بين اثبات العلو واثبات المعية والقرب وانه لا تنافي بينها فقد يتوهم متوهم ان علو الله تعالى مانع من معيته لخلقه او قربه منهم قياسا على ما هو معهود في الاذهان. يعني مثلا لو قدر ان شخصا آآ في الدوري العاشر من مبنى ما وشخص في الدور الارضي. فالذي في الدور العاشر لا يعلم ولا ولا يقال انه مع من في الدور الارضي لبعد ما بينهما فقد يتوهم من يقرأ النصوص الدالة على علو الذات مع النصوص الدالة على اثبات المعية ان بينها تعارض. فيحمله ذلك على انكار العلو علو الذات وهذا ما وقع منهم فعلا فان الجهمية الذين يقولون ان الله في كل مكان وينكرون استوائه على عرشه يقولون اقرأوا اقرؤوا قول الله الله تعالى وهو معكم اينما كنتم وهو معهم اينما كانوا. ارأيتم؟ اذا كيف تقولون انه آآ له العلو والجواب عن ذلك ان يقال ان كلما اخبر الله تعالى به فهو حق على حقيقته. ولا يمكن ان يكون الحق متعارضا ومتناقضا الله فكلام الله تعالى لا تفاوت فيه. فارجع البصر هل ترى من فطور؟ لا يمكن ان يكون كلام الله ينقض بعضه بعضا. بل لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فنقول ان علوه سبحانه لا يتنافى مع معيته فان علمه في كل مكان الله سبحانه مع كونه فوق عرشه مستو عليه بائن من خلقه له العلو المطلق الا انه يعلم الخلق عاملون. ويسمع كلامهم ويرى مكانهم. ويعلم احوالهم لان الله ليس كمثله شيء. ولا يقاس بخلقه وهو اقرب اليهم برسله وملائكته من حبل الوريد ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيات وهما فدل على ان هذا القرب في الاية هو قربه بملائكته الحفظة الذين اه يحفظون ما يكون من الانسان من من من قول وعمل والدليل على ان علوه لا ينافي ان الله جمع بينهما في اية واحدة لا اقول في سورة واحدة في اية واحدة يقول الله عز وجل يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء. اه قبل ذلك قال خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. اذا الاستواء يدل على ما على العلو اتفقنا؟ اذا صدر هذه الاية اثبت العلو قال قال خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم اذا فقد جمع بين العلو والمعية في اية واحدة فدل ذلك على انه لا تعارض بينهما وهو سبحانه وتعالى علي في دنوه قريب في علوه علي في دنوه يقول النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه اصحابه في سفرة قال الراوي فلما صعدنا ارتفعت اصواتنا بالدعاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم يعني ابقوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وليس معنى ذلك قطعا ان الله سبحانه وتعالى بذاته بين الراكب وبين الدابة قطعا لا. وانما هذا القرب بملائكته وحفظته وبعلمه سبحانه وتعالى ومعيته وهذا يدعونا الى ان نستجلي ما معنى المعية المعية ايها الكرام هي مطلق المقارنة والمصاحبة المعية هي مطلق المقارنة والمصاحبة بمعنى ان المعية لا تختص بسورة واحدة لها عدة صور والذي يحدد معناها هو السياق فمثلا حينما تقول جعلت الماء مع اللبن فهذه معية ماذا اختلاط حينما تقول جعلت الماء مع اللبن. صببت الماء البارد مع اللبن ليبرد فهذه معية اختلاط طيب حينما تقول لرجل واقع في حفرة او في في البحر لا تخف انا معك فهل هي معية اختلاط؟ لا هو في الحفرة وانت خارجها هو في البحر وانت على الشاطئ وانما معية نصرة وتأييد حينما يقول آآ الشرطي للجاني اذهب وانا معك هل مراده انه سيكون كظله او انه يريد التهديد والوعيد الثاني نريد التهديد والوعيد حينما تقول مثل وانت تصف سفرك في ليالي البيض من الشهر تقول ما زلت اسير والقمر معي. هل معنى ذلك انك القمر وصرت تسير لا القمر في السماء وانت على الارض تقول ما زلت اسير والقمر معي. بمعنى ان هناك نوع مقارنة ومصاحبة فهذا حينما يقول الرجل وهو في المشرق وامرأته في المغرب امرأتي معي. ما مراده المعية الحكمية يعني انها في عصمته وفي عقد نكاحه فتبين بذلك ان لفظ المعية يدل على مطلق المقارنة والمصاحبة وان الذي يحدد هذا الاطلاق او يقيد هذا الاطلاق هو السياق والاظافات والقرائن فمعنى قول الله تعالى في سورة الحديد ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. اي معهم بعلمه سمعه وبصره وقدرته وسلطانه وسائر صفات ربوبيته ولهذا قال الامام احمد ابتدأ الاية بالعلم وختمها بالعلم. لانه قال في اولها المتر ان الله يعلم ما في السماوات والارض وقال في اخرها ان الله بكل شيء عليم. فكان السلف يفسرون المعية في الاية بمعية العلم. وهذا من تفسير الشيء بلازمه ومقتضاه من تفسير شيء بلازمه ومقتضاه. لا ان المعية نفسها هي العلم لكن من لازمها ومقتضاها العلم فارادوا ان يردوا بذلك على حلولية الجهمية الذين يزعمون ان الله بذاته في كل مكان تعالى الله عما فتبين بهذا ان الله سبحانه وتعالى مع كونه فوق سماوات مستو على عرشه بائن من خلقه ان ذلك لا يمنع من اطلاع على عباده وعلمه باقوالهم وافعالهم. انه قريب منهم ولا تنافي بين العلو والمعية فانه علي في دنوه قريب في علوه. بل اننا لو تأملنا ايها الكرام لوجدنا ان هذا متحقق حتى بين المخلوقات اليس قائد الطائرة يخاطب اه برج المراقبة في المطار وبينهم الاف الاميال وكأنه معه وربما يرونه على الشاشة ويراهم. لا بل اولئك الذين رواد الفضاء الذين يذهبون الى القمر مثلا يخاطبون المحطة الارضية ويتحدثون معهم ويرون صورهم كما لو كانوا معهم. مع بعد المسافة والعلو الشديد بالمقاييس البشرية فهذا يدلنا على انه ربما اجتمع علو ومعية. فاذا كان هذا ممكنا عقلا وحسا فيما بين المخلوقات مع بعضها بعض. فلا ان يكون ممكنا بين الخالق والمخلوق من باب اولى. فكيف اذا نطقت به النصوص؟ لهذا كان الواجب على المؤمن قبول اه قبول خبر الله ورسوله وعدم التعرظ لخبر الله ورسوله باي لون من الوان الرد والانكار والجحود بل يقبل ذلك ويعلم انه حق على حقيقته. فان اشتبه عليه الامر والتبس سأل الله تعالى ان يكشف له وان يبين له الحق حتى يطمئن اليه. والحمد لله رب العالمين