بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين استعن بالله سلم موسى عبده تكليما ولم يزل بخلقه عليما. كلامه جل عن الاحصاء والحصر والنفاذ والفناء. لو صار اقناما جميع الشجر والبحر يلقى في فيه سبع ابحر والخلق تكتبه بكل ان فلت وليس القول منه والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل على الرسول المصطفى خير الوراء ليس بمخلوق يحفظ بالقلب وباللسان يتلى كما يسمع بالاذان. نعم حسبك الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه القطعة من هذه المنظومة تتعلق بمسألة شريفة عظيمة كبيرة هي مسألة مسألة كلام الله وهي من المسائل الكبار التي جرى فيها الخلف بين اهل السنة والجماعة والمعطلة من المعتزلة وغيرهم بل ان الناس قد اختلفوا في كلام الله تعالى منذ القدم الخلاف في هذه الصفة جار بين اهل القبلة وغيرهم. وبين اهل القبلة انفسهم ونذكر مقالات الناس في هذا الباب ممن ضل في هذا الباب من غير اهل القبلة الفلاسفة والفلاسفة هم الذين يمتهنون الفلسفة وكلمة الفلسفة كلمة يونانية في وهي مكونة من جزئين بمعنى محبة وصفي بمعنى حكمة. فالفلسفة معناها محبة الحكمة والفلاسفة قوم لا يرجعون الى اثار الانبياء ولا يتبعون الانبياء. وانما هم يعملون عقولهم وافكارهم ويتكلمون في مختلف القضايا ولهذا كان لهم مدارس شتى وهم منتشرون في جميع الامم والمقصود ان انهم يقولون في هذا الباب في كلام الله يزعمون ان كلام الله عز وجل فيض من العقل الفعال على بعض النفوس الزاكية يوجب لها تخيلات وتهيؤات تقوى وتشتد حتى تصبح اشكالا نورانية تراها الاعين واصوات تسمعها الاذان تسمعها الاذان هكذا تزعم الفلاسفة لا يعبرون عن الله تعالى بالاسماء الشرعية. وانما يزعمون انه العقل الفعال وان العقل الفعال له فيض على النفوس الزاكية من يريدون بالنفوس الزاكية؟ نفوس الانبياء وان هذا الفيض يوجب لها تكيف وتهيؤ معين وخيال اه يبلغ بها ان ترى اشكالا نورانية. ما هذه الاشكال النورانية في زعمهم؟ الملائكة ويسمعون اصواتا تقرع الاذان. ما هذه الاصوات؟ هي ما تسمونه انتم الوحي وهذا الوحي هو كلام الله هو ما تسمونه انتم كلام كلام الله هذا هذا مزعم مزاعم الفلاسفة ولا شك ان الفلسفة بهذا المعنى كفر كله في اصلها ومبناها وفروعها واما الفرقة الثانية فهم الاتحادية من غلاة الصوفية الذين يقولون بالاتحاد العام والاتحاد الخاص فيزعمون ان الله سبحانه ان كل صوت في انما هو صوت الباري حتى قال قائلهم وكل كلام في الوجود كلامه. سواء علينا نثره ونظامه تعالى الله عما يقولون. فعندهم ان جميع الاصوات من اصوات البهائم والطيور والالات وسائر المحدثات انها مظهر لكلام الله لانهم يعتقدون باتحاد الله بجميع الكائنات لهذا قالوا وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه. ولا ريب في ان هذا كفر بل هو من ابشع الكفر مقالة الاتحادية ومقالة اصحاب وحدة الوجود من اكثر المقالات ثم بعد ذلك مقالة الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة فانهم اثبتوا الكلام لله تعالى لا باعتباره صفة وانما باعتباره مخلوقا. وقالوا ان الكلام الذي اضافه الله الى نفسه انما هو شيء مخلوق كما يضيف الى نفسه سائر المخلوقات وكما نقول بيت الله وعبد الله وناقة الله نقول كلام الله فليس له صفة هي الكلام. وليس هو متكلم بل الكلام خلق من خلقه اضافه اليه من باب اضافة المخلوق الى خالقه. لا من باب اضافة الصفة الى المتصف بها ولهذا قالوا مقالتهم البائرة اه القرآن مخلوق. وارادوا حمل الناس عليها في المحنة المشهورة التي وقف فيها امام اهل السنة سنة احمد بن حنبل وغيره رحمهم الله فهذه مقالة الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة يليها مقالة الصفاتية والصفاتية هم قوم لهم مذهب هجين مذهب ملفق من مقالة المعتزلة ومن مقالة اهل السنة فالصفاتية مصطلح يطلق على اه عدة مجموعات آآ دخلت في علم الكلام وارادت ان توافق السلف فاتوا بقول ملفق وافقوا فيه المعتزلة من جهة لعجزهم عن حل بعض اشكالاتهم وشبهاتهم ووافق اهل السنة لتعظيمهم اياهم. اياهم وعنايتهم بالدلائل والاثار فلم يكونوا على السنة المحضة فمن فرق الصفاتية السالبية والاشعرية والماتوريدية وقبل ذلك الكلابية واتباع افراد معينين كابي العباس القلنسي والحارث الاسد المحاسب فان هؤلاء جميعا يعظمون للسلف مشتغلون بالاثار والرواية لاسيما متقدموهم ولكنهم كما اسلفت لم يتمكنوا من حل بعض اشكالات المعتزلة فبقيت عندهم هذه الاشكالات وخرجوا بمذهب ملفق. في عديد من ابواب الدين واصطلح على تسميتهم بالصفاتية لان الاصل فيهم الاثبات ففرق ما بينهم وبين المعتزلة والجهمية ان المعتزلة والجهمية الاصل عندهم النفي نفي الصفات فهم لا يعتقدون ان الله تعالى له صفة ثبوتية في نفس الامر الجهمية والمعتزلة معطلة محضة لها ليس كاثبات اهل الاثر والحديث بل يثبتونها على نحو مخالف قال كلامه جل عن الاحصاء والحصر والحصر والنفاذ والفناء. لو صار اقلاما جميع الشجر البحر يلقي فيه سبع ابحر واما الصفاتية الذين سردنا اسماءهم من الكلابية والاشعرية والماتوريدية والسالمية واتباع واتباع المحاسب وغيرهم. وهم كثير. فهؤلاء الاصل فيهم الاثبات. يعني يعتقدون ان الله تعالى له صفات ثبوتية لكن اشتبه عليهم في الصفات بابان. باب الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين وباب الصفات الفعلية الاستواء والنزول. شبهات لم يتمكنوا من حلها. ولم يفقهوا فيها مذهب السلف. فجاء كلامهم فيها ملفقا ويتضح هذا في صفة الكلام فان آآ الصفاتية من الكلابية والاشاعرة والماتوريدية والسالمية يقولون نعم نحن نثبت صفة الكلام لله عز وجل فاذا قيل لهم ما الكلام الذي تثبتونه لله؟ قالوا الكلام الذي نثبته لله هو المعنى القديم القائم في نفسه الكلام الذي يثبتونه هو الكلام النفساني اي المعنى القائم في نفسه منذ الازل طيب والاصوات والحروف التي المسموعة اهي كلام الله؟ قالوا لا طيب الذي سمعه الابوان في الجنة حينما قال الله تعالى الم هناك ما عن تلك ما الشجرة؟ اليس كلام الله؟ قالوا لا هذه حروف واصوات خلقها الله في جو الجنة لتعبر عن كلامه او لتحكي كلامه طيب اه ما سمعه موسى اه عند الشجرة يا موسى اني انا الله رب العالمين كلام من؟ قالوا هذه حروف واصوات خلقها الله في الشجرة لتكون حكاية عن كلام الله او عبارة عن كلام الله منهم قالوا الحروف والاصوات حكاية عن كلام الله والاشاعرة قالوا الحروف والاصوات عبارة عن كلام الله فصار اثباتهم للكلام في الواقع اثبات منقوص لا كما يثبته اهل السنة والحديث والاثر. فاهل السنة والحديث والاثر يعتقدون بان الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي. لا يماثل كلام المخلوقين. وان كلامه بمشيئته يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء. وان كلامه حروف واصوات يسمعها من شاء من عباده. فسمع جبريل وسمعها الابوان في الجنة. سمعه آآ محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. وآآ سمعه موسى عند الشجرة يخاطب الله به عيسى يوم القيامة ها انت قلت للناس يخاطب عباده المؤمنين بالجنة بكلام حقيقي يسمعونه الكلام عند اهل السنة والجماعة يعني معنى وصوت لا المعنى دون الصوت ولا الصوت دون المعنى هذا معتقد اهل السنة والجماعة بازاء ما سمعتم من المعتقدات الباطلة والتي تتفاوت في بطلانها تفاوتا بينا لهذا قال الناظم رحمه الله كلم موسى عبده تكليما. ولم يزل بخلقه عليما الدليل على ذلك قول الله تعالى وكلم الله موسى تكليما وهذه من اصرح الادلة على اثبات الكلام لله. لم؟ لانه اكد هذه الصفة بالمفعول المطلق تكلم فعل ماض مبني على الفتح وتكليم مفعول مطلق مؤكد لعامله فهذه الاية تؤكد اثبات الكلام لله عز وجل وقد حاول النفاة ان يصرفوها عن وجهها بتحريف لفظي حتى ان احدهم اتى الى ابي عمرو ابن العلاء احد القراء المشهورين ونشده ان يقرأ له هذه الاية على هذا النحو الله موسى تكليما ماذا اراد بذلك؟ ان يجعل الله مكلما لا متكلما. فقال له فما تفعل يا ابن اللخناء بقول الله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه هل يستطيع ان يعبث بها لا يستطيع فان الاية وكلم الله كلم فعل ماضي مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة مرفوع بالضمة علامة رفعه الضمة الظاهرة. موسى مفعول به تكليما مفعول مطلق مؤكد لعامله. فهو اراد ان يعكس القضية وان يجعل لفظ الجلالة مفعولا به مقدم وموسى مؤخر وهذا ضرب من اضراب التحريف اللفظي اذا كلم موسى عبده تكليما. ولم يزل بخلقه عليما. هذا الشطر الثاني اراد به الالماح الى الرد على زعم ان كلام الله هو المعنى القائم في نفسه. لو كان الكلام هو المعنى القائم بنفسه لكان مطابقا للعلم. والعلم ثابت من صفاته الذاتية فأي شيء اضافه اثبات صفة الكلام تنبهتم لهذا قال ولم يزل بخلقه علي ما يعني يا هؤلاء يا هؤلاء الذين تزعمون ان الكلام هو المعنى النفسي القائم في منذ الازل هذا الذي تصفونه هو العلم وهو لم يزل بخلقه عليما فانتم في الواقع لم تثبتوا الكلام بل انكم وافقتم الجهمية المعتزلة على نتفي الكلام من حيث تشعرون او لا تشعرون حتى ان بعض محققي المتكلمين قال لا فرق بين مقالتنا ومقالة المعتزلة فهم وين ادعوا اثبات صفة الكلام؟ حتى ان الاشاعرة ليعدونها من الصفات السبع المعنوية التي يثبتونها لله لكن اثبات اه اراد بذلك ان يظمن هذه الابيات معنى قول الله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي بداية يعني حبرا لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي. ولو جئنا بمثله مددا وفي الاية الاخرى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام. والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله لو فرض ان جميع ما في الارض من شجر بريت اقلاما وتحولت البحار بحر يمده من بعده سبعة ابحر من هذه المحيطات الهائلة تحولت حبرا لكتابة كلام الله لفنيت الاقلام ونفذ الحبر. ولا تنفد كلمات الله هذا معنى قوله كلامه جل عن الاحصاء. لان الاحصاء معناه الحصر والعد والحصر والنفاذ والفناء لو صار اقلاما جميع الشجر والبحر يلقي فيه سبع ابحر ثم انه آآ اراد ان يرفع الاشكال الذي قد يلتبس في الاذهان آآ في حول مسألة الكلام فقال والخلق تكتبه بكل ان اه ونعم هذه هذا تتمة لما مضى. والخلق تكتبه بكل ان فند وليس القول منه فاني نعم اي انه لو قدر ان جميع ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر. والخلق جميعا مشتغلون بالكتابة لفني ذلك كله وليس قوله بثاني كلام الله تعالى لا يفنى ثم قال والقول في كتابه المفصل بانه كلامه والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل لما قرر مسألة الكلام انتقل الى مسألة اخص وهي مسألة القرآن اذ القرآن نوع من كلام الله وعقيدة اهل السنة والجماعة في القرآن ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدع واليه يعود. تكلم الله به حقيقة فاوحاه الى جبريل فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم هذا معتقد اهل السنة وهو مستمد من ناطق الكتاب وصحيح السنة القرآن كلام الله. من اين لنا ذلك قال الله عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. بالله عليكم كيف نسمعه كلام الله؟ هل يمكن ان يسمع كلام الله من الله مباشرة؟ لا وانما نأتي بقارئ ونطلب منه ان يقرأ عليه القرآن فهذا المسموع ماذا نسميه كلام الله بنص كتاب الله. فالقرآن كلام الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على احياء العرب في موسم الحج يقول الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي فان قريشا منعوني ان ان ابلغ كلام ربي عز وجل. وماذا يريد ان يبلغهم؟ ان يقرأ عليهم القرآن فالقرآن كلام الله لا يختلف المسلمون على هذا التعريف. القرآن كلام الله ثم انه منزل غير مخلوق والدليل على كونه منزلا قول الله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته نزل به روح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. لو انزلنا هذا القرآن على جبل. كثير في القرآن وصف القرآن بانه منزه ومبتدأه من الله ولهذا قلنا منه بدأ اذا حينما قلنا منزل قطعنا الطريق على القائلين بانه مخلوق من المعتزلة والجهمية الذين زعموا ان اظافة القرآن الى الله اضافة مخلوق الى خالقه. كبيت الله وناقة الله وعبد الله وانها في الواقع اضافة صفة الى متصف بها فهو منزل غير مخلوق منه بدع واليه يعود ما معنى منه بدا؟ يعني ان الله تكلم به ابتداء صدر منه سبحانه ابتداء منه بدأ واليه يعود ومعنى واليه يعود تحتمل توجيهين اما ان معنى واليه يعود يعني اليه ينسب كما نقول مثلا هذا الكتاب يعود الى فلان او ان معنى واليه يعود اشارة الى ما ورد في بعض الاثار انه في اخر الزمان يسرى بالمصاحف ليلا من من السطور ومن الصدور تكرمة لها بعد هجر العمل بها. فلا يبقى في الارض شيء من كلام الله فهذا آآ احد معنيين واليه يعود اذا هذه هذا معنى القرآن عند اهل السنة والجماعة وانه كلام الله. لهذا قال والقول في كتابه المفصل ولا ريب ان القرآن مفصل. حيث ان الله سبحانه وتعالى فصل فيه الاخبار والاحكام وقال عنه سبحانه فصلت اياته بانه كلامه المنزل. واقمنا الادلة على اثبات تنزيل منزل على من؟ على الرسول المصطفى خير الورى وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا ريب انه مصطفى اذ هو صلى الله عليه وسلم كما قال الله الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وهو خير الورى لان الله اه فضله على جميع خلقه وانبيائه ورسله. ليس بمخلوق ولا بمفترى. اي القرآن ليس بمخلوق اذ لا يمكن ان يكون وصف من اوصافه سبحانه مخلوقا لا يمكن ان تكون صفات الخالق صفات الخالق مخلوقة. الصفات تابعة للذات القول في الصفات كالقول في الذات حينما ارادت المعتزلة اه ان تقول القرآن مخلوق ارادت بذلك ان تصل الى ما هو ابعد من ذلك وهو نفي الصفات عن الله فانه اذا سلم لهم بان القرآن مخلوق اذا كلامه مخلوق اذا لا ليس صفة له بل اضافته اليه اضافة مخلوق الى خالقه فيصلون الى مبتغاهم من انكار الصفات عن الله وان الله تعالى هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق كما زعموا ليس بمخلوق ولا بمفترى. لان الله نفى ذلك عنه وبرأه فقال سبحانه ولقد نعلم انما ان ما يقولون انما الاية ولقد نعلم انهم يقولون ان ما يقولون انهم انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين وانكر الله عليهم قوله ام يقولون افتراه فلم يزالوا يطعنون في القرآن بانه بانه مفترى بلغ بهم ان قالوا ان هو الا قول البشر رد الله عليهم فقال ساصليه سقر انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم ادبر واستكبر فقال هذا الا سحر يؤثر. ان هذا الا قول البشر. ساصليه سقى استحق هذا لكونه نفى ان يكون القرآن كلام الله قال يحفظ بالقلب وباللسان يتلى كما يسمع بالاذان. نعم علينا ان نفرق ايها الكرام بين القراءة التلاوة والمتلو. والقراءة والمقروء والكتابة والمكتوب والسماع والمسموع التلاوة فعل العبد والمتلو كلام الرب. الكتابة فعل العبد والمكتوب كلام الرب الحفظ فعل العبد والمحفوظ كلام الرب السماع فعل العبد والمسموع كلام الرب المسجل التسجيل فعل العبد. والمسجل كلام الرب. وعلى هذا قسم. فلا يظن ظان ان اه المصحف جلده وورقه وحبره انه غير مخلوق. لا شك ان هذا مخلوق. لكن المضمون الذي فيه يقال هو كلام الله مخلوق لان الكلام انما يضاف الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا ومؤديا فلو ان انسانا مثلا صعد هذا المنبر وقال ايها الناس من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو ات ات لاخر الخطبة المشهورة قال قائل خطبة من؟ هذه؟ لقل لا هي خطبة قس ابن ساعدة الايادي. خطبة قس بن ساعدة الايادي لان الكلام انما يضاف الى من قاله مبتدأ. ولو انشدنا منشد لخولة اطلال ببرقة فهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر باليد فقال قائل اه قصيدة من هذه؟ لا قلنا هذه معلقة طرفها ابن العبد. ولم نقل انها اه شعر هذا المنشد لان الكلام انما يضاف الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. وللحديث صلة ان شاء ان شاء الله والحمد لله رب العالمين