الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. شيخنا احسن الله اليكم كيف نجمع بين الادلة التي تبين ان العبد عليه ان ان الظن بربه وهناك ادلة اخرى انه من مكر الله الا القوم الخاسرون. فكيف نجمع الى القوم الكافرون؟ فكيف نجمع بين هذه الادلة بعضها ببعض الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الادلة الشرعية في مسائل الاعتقاد لا يجوز ان تفهم خارج اطار فهم السلف. فيجب علينا ان نفهم الادلة على ما فهمه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى اذا علمت هذا فليعلم ان الادلة الامرة ان الادلة الامرة بحسن الظن بالله عز وجل لا يجوز حملها على الرجاء فقط ولا يجوز حمله على الخوف فقط بل يحمل بل تحمل على الخوف والرجاء. يعني بمعنى ان من خاف من الله عز وجل وخاف عقوبته فقد احسن الظن بالله عز وجل ومن رجع رحمة الله عز وجل فانه ايضا احسن الظن بالله عز وجل. فهذا السؤال يرد على من فهم حسن الظن في احد جانبيه مع اهمال الجانب الاخر لان من الناس من لا يفهم من حسن الظن بالله عز وجل الا جانب الرجاء فقط. وهذا خطأ هذا قصور كبير. ما احسن الظن بالله عز وجل من لم يخفه وما احسن الظن بالله عز وجل من لم يرجوه. فاذا حسن الظن ليس هو رجاء رجاء ليس هو الرجاء فقط وليس هو الخوف فقط بل حسن الظن مزيج بينهما. فمن خاف من ذنوبه فقد احسن الظن بالله عز وجل انت اذا رأيت احدا ثم عصيته وانت متقرر في قلبك عدم الخوف منها اصلا. عدم الخوف منها اصلا فانت اسأت الظن فيه. لا سيما اذا كان من شأنه ان يعاقب من من يفعل من يعصيه بمثل هذه المعاصي فهذا الاشكال لا يرد على من حمل حسن الظن بالله عز وجل على المعنيين جميعا فنحن نخاف من الله حسنا من باب احسان الظن فيه وكذلك ايضا نرجوه من باب احسان الظن فيه. فالذي يأمن من مكر الله فلا يخافه هذا اساء الظن بالله عز وجل لماذا؟ لانه ما عنده خوف فهو امن من مكر الله فهذا اساء الظن بالله والذي يخاف الله عز وجل هو من هو من يحسن الظن بالله. والذي يقنط من رحمة الله ويئس من روح الله قد اساء الظن بالله عز وجل. لما؟ لانه فاته جانب الرجاء. اذا صار احسان الظن لا يفسر بالخوف فقط. ولا يفسر بالرجاء فقط وانما يفسر بالخوف والرجاء. ولذلك ذلك حسن الظن يساوي خشية والخشية هي مزيج بين الخوف والرجاء. فاذا هذا السؤال باطل من اساسه. لماذا؟ لانه جعل لانه فرق بين لانه جمع بين متماثلين لانه جمع بين عفوا لانه فرق بين متماثلين. فاذا مثل التوكل التوكل ليس هو تفويض القلب فقط ولا هو فعل الاسباب فقط لا. التفويض مع فعل الاسباب هي حقيقة التوكل عند اهل السنة والجماعة. فاحيانا تأتي اللفظة الشرعية يا شيخ محمد لها معنيان لا تصدق شرعا الا على هذين المعنيين. فيأتي قاصر الفهم فيحمل تلك اللفظة الشرعية على احد المعنيين ثم يجعل المعنى الثاني مشكلا عليها نقول لا انت فرقت بين متماثلين. ولذلك حسن الظن بالله لا يجوز حمله على الرجاء فقط. لا ولا يجوز حمله على الخوف فقط فالرجاء لوحده ليس حسن ظن بالله والخوف لوحده ليس حسن ظن بالله. اذا ما هو حسن الظن بالله؟ هو المزيج من الخوف والرجاء؟ ولذلك الله عز وجل وصف الذين يحسنون الظن فيه ويدعوننا ايش؟ رغبا ورهابا. فما دعوه بالرغب الذي هو الرجاء فقط. ولا دعوه بالرهب. الذي هو الخوف فقط قال الله عز وجل نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وهذا احد ركني حسن الظن. وان عذابي هو العذاب الاليم. ايضا هذا هو الركن الثاني. هذا هو الركن الثاني فاذا هذا السؤال باطل من اساسه لان لان مبناه على التفريق اي بين جزئي حسن الظن والله اعلم بنفس كده معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رب العزة تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي امنين ولا خوفين ان انني في الدنيا اخفته يوم اجمع ان خافني في الدنيا امنته يوم اجمع يعني تفسير الحديث الحديث واضح وهو ان الانسان اذا حمله الامن من مكر الله عز وجل وعدم الخوف منه على ان يتقحم في الذنوب والمعاصي فامن قلبه من الخوف من الله عز وجل في هذه الدنيا سوف ينقلب عليه يوم القيامة خوفا لانه امنه في الدنيا امنا اقتضى اقتضى وقوعه في الذنوب والمعاصي. فحينئذ سوف يخيفه الله عز وجل يوم القيامة فلا يمكن ابدا ان يكون امنا من من من سخط الله ومن عقوبة الله وامنا من مكر الله في هذه الدنيا ثم ينتقل من امن الى امن اخر؟ لا ابدا. فالامن الذي ذمه الشارع في هذا الحديث وعلق عليه العقوبة لا ينبغي ان يحمل على الامن المقتضي لاتباع الشرع لان الامن المقتضي لاتباع الشرع هذا حقه ان يثاب صاحبه وليس حقه ان يعاقب. فمن قال من امن في الدنيا اخفته في الاخرة. هذه الاخافة نوع عقوبة ولا لا؟ فاذا لا بد ان تكون تلك العقوبة على ذنب. فاذا يكون امنه في الدنيا ذنبا وكيف يكون الامن من الله عز وجل ذنب في الدنيا؟ اذا كان ذلك الامن الذي يحمل صاحبه على ايش؟ على فعل المعاصي فهذا هو الامن المحرم هذا هو الامن المحرم. وهو الذي قال الله عز وجل فيه متوعدا اصحابه فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون هؤلاء قوم امنوا مكر الله عز وجل تأتيهم ارزاق الله ليل نهار وامنون في سربهم ومع ذلك لا يحملهم هذا الامل على الله ولا يحملهم على القيام بمقتضى شريعة الله. وانما ما حملهم الا على الكفر بالله عز وجل والتقحم في الذنوب والمعاصي. طيب هذا الامن في هذا الذي صار وسيلة الى الامر الحرام فهذا هو الامر الذي يستحق صاحبه ان يخاف يوم القيامة. فهمت فلا يجوز لنا ان نحمله على الامن الذي يقتضي القيام بمقتضى الشرع القيام بمقتضى الشرع. فنحن الان امنون ولله الحمد في بلادنا امنون. لكن هل امننا اقتضى لنا ان ان تعصي الله عز وجل وان نتقحم في الذنوب والمعاصي لا الحمد لله. بل حملنا على المجيء الى المساجد وعدم تفويت الجماعات واقامة الدروس والدعوة الى الله عز وجل يصيح في ارض الله دعاة بسبب هذا الامن. لو خفنا في هذه الدنيا لو خفنا في هذه الدنيا لما لما دعونا الى الله عز وجل. فاذا بعض الناس لا يحمله الامن الذي يسخره الله له في الدنيا الا على الذنوب والمعاصي لذلك الله عز وجل قال افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم معددا الكبائر. قال الكبائر من مكر الله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله. فكل هذه كبائر توجب العقوبة يوم القيامة. فاذا قوله فمن امنني في الدنيا اخفته في الاخرة لا يحمل على الامن الذي يحمل الانسان على طاعة الله لا وانما يحمل على الامن الذي هو يحمل الانسان على معصية الله فمن حمله الامن في هذه الدنيا على معصية الله فهو الذي سيخيفه الله يوم القيامة. طيب ومن ومن خافني في الدنيا امنت امنته ثوابا ولا لا؟ فاذا اكيد انك فعل في الدنيا طاعة وما الخوف الذي يحمل العبد على طاعة الله؟ ايوه هذا فاذا الخوف لا يكون عبادة الا اذا كان حاملا للعبد على على زجر نفسه عن الذنوب والمعاصي وان يحبسها عن عن التقحم في الاثام فهذا الخوف الذي حمله وعلى ترك المحرمات ها سيوجب له لامن يوم القيامة. اذا خاف في الدنيا من الله خوفا ايش؟ خوف عباده. خوف خوف تعبد وطاعة. فامن. فامن. طيب والثاني؟ امن من مكر الله امنا. حمله على فعل المعصية فاخافه الله لان الجزاء من جنس العمل. تأمن اليوم؟ اخيفك غدا تخافوا مني اليوم؟ اؤمنك غدا. فاذا صار العبد دائرا بين الخوف الذي يحمله على ترك المعصية وهذا جزاؤه الامن يوم القيامة؟ طيب اولى امن من مكر الله من مكر الله الامن الذي يحمله بعد فعل المعصية وهذا عقوبته الخوف يوم القيامة. اذا لا يجتمع امنان ولا خوفان والله اعلم