علو النسب ولا بكثرة المال ولا علو المناصب. فان اكرمنا عند الله اتقانا، فالميزان عند الله انما هو التقوى فهذا الرجل الذي بهذه الصفة لو شفع لم يشفع عند الناس هو ان القضاء لا يدخله التبديل ولا التغيير. وبين حديث لا يرد القدر الا الدعاء الحمد لله رب العالمين وبعد اما حديث لا يرد القدر الا الدعاء فقد اخرجه الامام الترمذي باسناد حسن لغيره احسن الله اليكم شيخنا هذا سائل من بيونس ايرس في دولة الارجنتين يسأل ويقول احبكم في الله انا احافظ على لا حول ولا قوة الا بالله كثيرا ولا ادري عن معناها فما معناها وما فضلها؟ الحمد لله رب العالمين اولا احبك الله الذي احببتني فيه. واسأله عز وجل ان يجعلني واياك واخواننا المسلمين. من المتحابين فيه والمتباذلين المتزاورين فيه والمتجالسين فيه. وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. هذا اولا. واما ثانيا فان الله عز وجل قد حبب الى قلبك شيئا عظيما من الاذكار. وكنزا من كنوز الجنة فان لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز كنوز الجنة ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعلوا يرفعون اصواتهم بالتكبير. فقال صلى الله عليه وسلم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. قال ابو موسى وانا اسير خلفه اقول لا اله الا عفوا لا حول ولا وانا اقول لا حول ولا قوة الا بالله. فالتفت الي وقال يا عبد الله بن قيس الا ادلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت بلى يا رسول الله. قال لا حول ولا قوة الا بالله. وكذلك في حديث ابي هريرة باسناد صحيح لغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايا ابا هريرة او قال يا ابا هر الا ادلك على كنز من تحت من تحت العرش من كنوز الجنة؟ قلت بلى يا رسول الله. قال لا حول ولا قوة الا بالله. وقد نص العلماء على ان لهذه الكلمة تأثيرا عجيبا في تفكيك كل الصعوبات وتيسير كل العقبات. فلا يكاد يقف في وجهها باذن الله عز وجل شيئا فكل امر استعسر فعليك ان تحل عقد استعساره وعليك ان تيسره بالاكثار من قول لا حول ولا قوة الا فان لها من التأثير العجيب في تيسير العسير وفي تقريب البعيد وفي تحقيق المستحيل ما يعلمه من واصل على هذه الكلمة ورأى التيسير بام عينيه. وقد تكلم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى كلاما عظيما على هذه الكلمة السائل على ان يرجع لها. واما معناها فمعناها انه اعلان براءة لله عز وجل من حول العبد وقوته فكأنه يقول يا رب اغثني بحولك وقوتك فانه لا حول ولا قوة لي الا بك. بمعنى لا تحول لي من حال الى حال الا اذا يسرت هذا التحول. ولا قوة لي على تحصيل مصالحي الدينية والدنيوية الا اذا يسرت لي هذه القوة فان الله لما خلق هذا الكون جعل جعل له اسبابا فلا يستطيع ان يحصل الاسباب فلا يستطيع تحصيل هذه الاسباب الا بتيسير الله عز وجل. فهي اعلان براءة من حول العبد وقوته فكأنها اعلان افتقار بين يدي الله كأن العبد يقول لربه ربي انا مفتقر اليك في كل امر فانا لا حول لي ولا قوة. فلا تحول لي من المعصية الى الطاعة بفضلك وتوفيقك ومعونتك. ولا تحول لي من الفقر والغنى الا بمعونتك وتوفيقك ولا تحول لي من الخوف الى الامن الا بمعونتك وتوفيقك ولا قوة لي من التحول من المرظ الى الصحة والعافية الا حولك وقوتك وهكذا فالعبد يتنقل وتتحول اموره في هذه الدنيا فلا ينتقل من طور الى طور او من حال الى حال الا بتيسير الله عز وجل والله اعلم. احسن الله اليكم شيخنا سائل يسأل ويقول كيف نجمع بين امرين من حديث النعمان ابن بشير فيما اظن والله اعلم. لا يرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر فاذا قلنا بانه حديث حسن لغيره فانه لا يتعارض ابدا مع الادلة الدالة على ان القضاء والقدر لا لا يدخله التبديل ولا التغيير. فان قلت وما وجه الجمع بين هذا وهذا؟ فاقول اعلم وفقك الله ان المتقرر عند اهل العلم الله تعالى ان القضاء والقدر ينقسم ان القدر ينقسم الى قسمين. الى قدر مبرم محكم. والى قدر معلق الى قدر محكم مبرم والى قدر معلق. فاما قولنا الى قدر محكم مبرم فنقصد به ذلك القدر المطلق الذي كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ. فما كتب في اللوح المحفوظ فاننا نسميه بالقدر المطلق او نسميه بالقدر المبرم. او نسميه بالقدر المحكم. وهذا النوع من التقدير هو دلت الادلة على انه لا يدخله التبديل ولا التغيير ولا المحو ولا الاثبات ولا الزيادة ولا النقصان واما القسم الثاني فهو القدر المعلق. وهو القدر وهو وهو ما كتب في صحف الملائكة فالقدر الذي كتبته الملائكة يسميه اهل السنة بالقدر المعلق. فالتبديل والتغيير والزيادة والنقصان والمحو اثبات قد يدخل في هذا النوع من التقدير. اي في تقدير الصحف التي في ايدي الملائكة. ولذلك جمع الله عز وجل بين نوعي في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت اي باعتبار الصحف التي في ايدي الملائكة ثم قال وعنده ام الكتاب اي ان اللوحة المحفوظة لا يدخله التبذير التبديل ولا الزيادة ولا المحو ولا الاثبات. وبناء على ذلك فلا يكون المقصود بالقدر في هذا الحديث لا يرد القدر الا الدعاء. لا يقصد به القدر المنطلق او القدر المبرم او القدر الذي كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ. والذي من خصائصه انه لا يدخله الزيادة ولا النقصان ولا التبديل ولا التغيير ولا تحول الاثبات لا يمكن ان يرد القضاء والقدر في اللوح المحفوظ. فما كتب في اللوح المحفوظ فانه لابد واقع لا راد قضاء الله ولا معقب لحكمه وانما يقصد بالقدر الوارد في الحديث القدر المبرم ال عفوا القدر المعلق اي ان الدعاء قد يرد القدر المكتوب في صحف الملائكة. وذلك لان الله عز وجل قد يقول للملك اكتب انه سيصيبه حادث في يوم كذا ما لم يدعو ما لم يدعو فهذا قدر معلق فاذا دعا العبد صرف عنه هذه هذا الحادث واذا اهمل دعاء الله وقع عليه هذا الحادث. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان خطأ له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. فكيف يزيد في عمره وقد كتب الله في اللوح المحفوظ ان عمره كذا وكذا فنقول لا زيادة العمر لا شأن لها بالقدر المبرم المطلق الذي لا يدخله الزيادة ولا النقصان. وهو ما كتب في اللوح المحفوظ لا وانما يدخل الزيادة والنقصان في الصحف التي بايدي الملائكة. كأن يقول الله للملك اذا قال ربي ما عمره فيقول اكتب عمره خمسين اذا لم يصل رحمه او ستين اذا وصل رحمه. فهذا القدر يقبل في الصحف التي في ايدي الملائكة. واما ما كتب في اللوح المحفوظ فليس فيه تعليق ابدا وانما فيه كتابة الاشياء على حسب نهاياتها التي يعلمها الله عز وجل. فقوله حديث لا يرد القدر الا الدعاء اي لا يرد القدر المعلق. وليس المقصود لا يرد القدر المطلق. وبالتفريق بين نوع اي القدر يزول الاشكال والله اعلم. احسن الله اليكم شيخنا سائل من الكونغو يسأل ويقول كيف الجمع بين هاتين الايتين وهي قول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم وبين قوله تعالى في سورة الانعام في كشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون. علقه بالمشيئة الحمد لله هذا من باب بناء المطلق على المقيد. فان الايات التي فيها اطلاق والاستجابة بمجرد الدعاء هذه ايات مطلقة. وقد قيدها الله عز وجل بالايات التي فيها تعليق الاستجابة بمشيئته فان استجابته من افعاله الكونية من افعاله الكونية وافعاله الكونية الاختيارية انما هي نابعة عن مشيئة فان جاء الله عز وجل استجاب وان لم يشأ لم يستجب. ومن المعلوم ان استجابة الدعاء لها شروط وفيها موانع. فمن دعا دعاء وفرت فيه شروطه وانتفت موانعه فانه لابد وان يستجيب الله عز وجل للداعي لانه لا يخلف الميعاد. ولكن هذه الاستجابة معلقة بمشيئته افهمت هذا؟ فاذا الايات التي فيها الاستجابة بمجرد الدعاء هذه ايات مطلقة والاية التي فيها الاستجابة مقيدة بالمشيئة هذه اية مقيدة. فاذا اذا الانسان ولم يشأ الله ان يستجيب فلن يستجيب. واذا دعا العبد وشاء الله ان يستجيب فانه سيستجيب. فالاستجابة مقيدة بالمشيئة فهذا من باب بناء المطلق على المقيد وقد اجمع العلماء من الفقهاء والاصوليين على انه يبنى المطلق على المقيد اذا اتفقا في الحكم والسبب. والله اعلم. احسن الله اليكم شيخ. يسأل ويقول ما حكم اكل لحم القطة؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان كل ذي مخل ان كل ذي ناب من فانه لا يحل اكله. فكل حيوان له ناب يفترس بنابه. فانه لا يحل اكله فاحفظ ايها السائل هذه القاعدة. فكل ذناب من السباع فانه لا يحل اكله وكل ذي مخلب من الطير فانه لا يحل اكله. وكل ما امر الشارع بقتله فانه لا يحل اكله كل ما نهى الشارع عن قتله فانه لا يحل اكله. ومن المعلوم ان الهر من الحيوان من الحيوانات التي لها ناب تفترس بنابها. فلا يجوز اكل الهر لانه ذو ناب يفترس بنابه. والله اعلم احسن الله اليكم شيخنا سائل من تشاد يسأل ويقول ما حكم مس المصحف الكامل بدون طهارة الحمد لله رب العالمين. لا يجوز للانسان اذا كان محدثا ان يمس المصحف ولا ما اتصل به من جلدة او ورق. وهذا من خصائص المصحف. فان الادلة عظمت المصحف تعظيما من كبيرا ومن جملة ما عظمت به الادلة المصحف ان الشارع حرم على ان يمسه وبرهان ذلك ما رواه الدار قطني وغيره باسناد صحيح لغيره من حديث عبد الله ابن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم الا يمس القرآن الا طاهر. وقال ابن عمر ولا يمس المصحف الا على طهارة. وهذا مذهب جمهور اهل العلم رحمهم الله تعالى فمن كان ذا حدث اصغر او اكبر فانه لا يجوز له ان يمس المصحف. والله اعلم احسن الله اليكم شيخنا سائل من الكاميرون يسأل ويقول رجل يريد ان يتزوج امرأة وهو في افريقيا وهي في الخليج تعمل هناك واشترطت عليه ان يعقد عليها وتأتيه بعد سنتين. سؤالي هل يجوز للرجل ان يوافق ولا حرج عليه. الحمدلله رب العالمين وبعد. المتقرر في القواعد ان الاصل في الشروط تلو الاباحة بمعنى ان المسلمين على شروطهم الا شرطا احل حراما او حرم حلالا. والمتقرر في القواعد ان احق ما اوفينا به الشروط ما استحللنا به الفروج كما في الصحيحين من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه. ومن المعلوم ان تواصل الزوجين واتصالهما هو حق لهما وليس حقا متمخضا لله عز وجل. فبما انه حق للزوجين فالمتقرر في القواعد ان لصاحبه الحق ان يتنازل عن حقه كلا او بعضا. فاذا اشترط الزوج على زوجته شرطا او واشترطت الزوجة على زوجها شرطا فالواجب على المشروط عليه ان يوفي بهذا الشرط ما لم يكن مخالفا للادلة. وبناء على ذلك يعرف وجواب سؤالك وهي ان المرأة اذا اشترطت على زوجها بعد العقد ان تبقى في هذه البلاد التي تعمل فيها سنتين والا يطالبها بالعودة هذه المدة. ورضي الزوج بذلك فهذا حق له اسقطه. وليس حقا متمخضا لله لابد منه وانما هو حق له. فاذا رضي الزوج بهذا الشرط واقر به واوجبه على نفسه فانه ليس ثمة مان من قبوله واشتراطه. واذا لم يرضه فلا يشترطه على نفسه ولا يبحث عن امرأة اخرى. والخلاصة ان المرأة اشترطت على زوجها بعد العقد الا يلزمها بالرجوع من بلد عملها اليه مدة معينة ووافق الزوج على ذلك له ان يلزمها بالعودة من تلك البلاد في هذه المدة المشروطة. ومتى ما الزمها الزوج وخالف الشرط فان لها حق الفسخ مجانا بلا عوظ والله اعلم. احسن الله اليكم شيخنا سائل من افريقيا الوسطى يسأل ويقول ما صحة هذا الحديث؟ رب اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره. ثانيا ما معناه ان صح؟ ثالثا احسن الله اليكم شيخنا يقول يستدلون به على ان الابدال الثلاثون او الاربعون في مسند الامام احمد كما يزعمون. الحمد لله رب العالمين. اما الحديث فحديث صحيح ولا لا شك في صحته ولله الحمد. واما معناه فان الموازين عند الله عز وجل ليست بموازين جمال الثياب ولا ولو خطب او نكح لم ينكح. عند الناس لان موازين الناس انما هي كثرة المال او الحسب والنسب او المناصب ولكن الميزان عند الله عز وجل انما هو بما يحمله العبد في قلبه من الايمان الصحيح والعقيدة الصافية والتقوى الكاملة. كما قال الله عز وجل ان اكرمكم عند الله اتقاكم الرجل بهذه الصورة من علو منزلته عند الله عز وجل. انه لو اقسم على الله لابره لعلو رتبته عند الله تبارك وتعالى وان الله يبر بقسمه فهذا من باب الاقسام الجائز على الله عز وجل. وعند اهل السنة والجماعة ان الاقسام على الله ينقسم الى قسمين الى اقسام سائغ والى اقسام زائغ فاما الاقسام الجائز السائغ فهو ان يكون مبدأ الاقسام على الله انما هو كمال احسان الظن بالله عز وجل فمن اقسم على الله من باب كمال احسان الظن بالله مع مع توفر الاسباب الشرعية المتاحة المأمور بها شرعا فانه فان هذا امر فان هذا الامر جائز. واما اذا كان اقسامه من باب تحجر من باب التحجر ومن باب التحكم فانه لا يجوز. فلو ان انسانا مثلا قال اقسم عليك يا ربي الا تدخل فلانا في رحمتك فهذا اقسام على الله يتحجر به واسعا فان رحمة الله قد وسعت كل شيء. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الرجل الذي قال والله لا يغفر الله لفلان ان الله عز وجل غضب من فوق سبع سماوات من ذا الذي الا علي الا اغفر لعبدي من عبيدي. قد غفرت لهذا واحبطت عمل هذا. او كما قال صلى الله عليه وسلم. والحديث في الصحيح. واما اذا كان الاقسام من باب احسان الظن بالله عز وجل فانه اقسام جائز لا بأس به. فهذا الرجل الذي ليس ثياب يرغبها الناس. ولا تفتح له الابواب. فهو يقف عند الابواب ولا تفتح له. فليس ذا حسنة وليس ذا منصب عال. وليس ذا مال كثير. فهو مدفوع بالابواب ولكن من منزلته عند الله عز وجل انه لو رفع يديه واقسم على الله لابره. هذا معنى الحديث. ومن باب المناسبة اقول ان ان هناك مقاييس يتخذها الناس في قياس بعضهم بعضا. وهي مقاييس قد ابطلها القرآن فمنها المقياس الفرعوني. وهو التفضيل بين الناس باعتبار المناصب. ولذلك قال الله عز وجل عنه مفضلا نفسه على فرعون على موسى. اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجريم تحتي افلا تبصرون؟ ام انا خير من هذا الذي هو مهين اي لا منصب له ولا يكاد يبين اذا نطق يعني في كلامه ففضل نفسه على موسى عليه الصلاة والسلام بمنصبه. فجعل الله عز وجل تلك الانهار التي تجري من تحت عرشه تجري من فوق رأسه لما اغرقه الله عز وجل. ومنها الميزان القرشي وهو بين الناس بالاحساب والانساب. ولذلك قال الله عز وجل يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم الحديث بتمامه اخرجه مسلم. من حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه. والميزان الثالث الميزان وهو التفاضل بين الناس بالمال. فهذا الميزان القانوني ينص على ان افضلنا اكثرنا مالا ولذلك قال الله عز وجل عنه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين. ماذا قال؟ قال انما اوتيته اي هذا المال على علم عندي. ولذلك لما خرج من شرفات قصره انقسم الناس فيه الى قسمين. قال الذين اوتوا الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثلما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون. فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين والميزان الرابع هو الميزان الشرعي النبوي المحمدي وهو الميزان وهو التفاضل بالتقوى وهذا اصح الموازين على الاطلاق. فحديث ذي الطمرين الذي لو اقسم على الله لابره فيه لهذا المقياس الشرعي الرحمني. وهو التفضيل بين وهو التفاضل بين الناس على حسب ما يحملونه في قلوبهم من الايمان الصحيح والعقيدة الصافية والالتزام بالعمل المتفق مع الكتاب والسنة. واما قول السائل حديث الابدان فان حديث الابدان حديث ضعيف في الاصح ولا ينبغي ان نعتقد ان هؤلاء الابدان فيما لو حسنا الحديث انهم يضرون استقلال او ينفعون استقلالا او انهم يملكون رزق احد استقلالا او انهم يتصرفون بشيء من ذرات هذا الكون استقلالا كما يعتقده الصوفي او ولاتهم وكثير من اهل البدع. فقضية الابدان فيما لو صح او حسنا الحديث الوارد فيها فانهم عباد لله عز وجل اختار الله عز وجل اختارهم الله عز وجل واعلى رتبتهم واعلى منازلهم لكن لا يجوز ان نعتقد فيهم ما يعتقده ولاة الصوفية في الاولياء والصالحين. فالابداء وان علت منزلتهم لا يجوز الاقسام بهم على الله عز وجل. وان علت منزلتهم لا يجوز الحلف بهم. وان علت منزلتهم فيبقون عبادا ضعفاء مربوبين عبيدا لله عز وجل لا يملكون لانفسهم ولا لغيرهم ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا رزقا ولا نشورا. فالواجب علينا ان انتبه لذلك فبما ان قضية الابدان لا تأثير لها في وصفهم بشيء مما لا يجوز وصفهم فاننا سواء حسنا الحديث او لم نحسنه فلا شأن لنا به. واما قول الله عز وجل الا ان يا الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فلا يجوز ان نعتقد ان عدم الخوف والحزن عليهم يقتضي وصفهم بشيء من مقتضيات الربوبية او من مقتضيات الالوهية فهذا دليل على علو منزلتهم عند الله عز وجل ولكن لا يستحقون وان علت منازلهم شيئا من مقتضيات الربوبية او الالوهية. والله اعلم