العسقلاني رحمه الله واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على احد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عرف المحق منهم ولو عرف المحق منه لانه ولو امر قال الامام ابو محمد عبد الله ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى وان خير القرون وان خير القرون القرن الذي رأوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين اجمعين والا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه واله وسلم الا باحسن ذكر والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب والطاعة لائمة المسلمين من ولاة نورهم فهذا الذي سمعناه يتعلق بالصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وما يجب بحقهم واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الامة التي هي خير امة اخرجت للناس خير الامم امة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وخير هذه الامة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اكرمهم الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا بصحبته والجهاد معه تلقي الكتاب والسنة عنه وابلاغها الى الناس حيث كانوا هم الواسطة بين الناس وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعرف الناس حقا ولا هدى وما عرفوا ما به الخروج من الظلمات الى النور الا بما جاء عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم مما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم خير هذه الامة التي هي خير امة وهي للناس والصحابي هو الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام هو الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام قال الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه الصحابي من لقي النبي عليه الصلاة والسلام مؤمنا به ومات على الاسلام ولو تخللت ردة في الاصح وقوله لقي النبي صلى الله عليه وسلم يدخل تحته كل من لقيه وعبر دلك هنا بدلا من الرؤية حتى يدخل الاعمى الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره بعينه لانه ليس ليس عنده البصر الذي يبصر به ولكنه لقيه سمع منه بقي هو وقد يكون مع لقيه سمع منه ولكن يكفي مجرد اللقي كونه لقيه وان لم وان كان هناك مانع مانع يمنع من رؤيته فانه يكون صحابيا لان المعتبر هو اللقي ويدخل في ذلك المبصر وغير المبصر لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ويخرج من لقيه كافرا ثم اسلم بعد ذلك فان الصحبة انما تكون بحق من لقي فهو مسلم مؤمنا مؤمن به صلى الله عليه وسلم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام وايضا لابد ان يكون متاع الاسلام فان امتد ومات على الردة والعياذ بالله فانه يخرج ان يكون صحابيا لانه يكون من اهل النار ويكون من المخلدين في النار حيث ارتد ومات على الاسلام ولو تخللت ردة وهذا فيه خلاف ولهذا قال ابن حجر في الاصح يعني ان الانسان ان الذين ارتدوا ثم رجعوا الى الاسلام لم يسقط عنهم وصف الصحبة ولم تحبط اعمالهم لان من شرط حبوط العمل في حق المرتد ان يموت مرتدا فيموت وهو كافر. واولئك حبطت اعمالهم فاذا من حبوط العمل في حق مرتد اذا مات على الردة اما لو عاد الى الاسلام فانه لا يحبط عمله ولهذا فان الصحابي الذي حصلت منه الردة ورجع عن ردته الى الاسلام لم يخرج عن كونه صحابيا ثم ان الصحبة قد يكون معها رواية وقد تكون الرواية كثيرة وقد تكون قليلة وقد لا يكون هنالك رواية اصلا كالذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ونقول في الموقف وفي المشاعر وسمعوا خطبته وكلامه وانصرفوا الى بلادهم فانهم بذلك يكون بذلك صحابة لانه يصدق عليهم انهم لقوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم مسلمون وهم مؤمنون به صلى الله عليه وسلم وفيهم الذي اكثر من الرواية كسبعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ابو هريرة وابن عمر وابن عباس وابو سعيد الخدري وانس ابن مالك وجابر ابن عبد الله الانصاري وام المؤمنين عائشة ستة رجال وامرأة واحدة هؤلاء عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم يقول السيوطي في الالفية والمكثرون في رواية الاثر ابو هريرة يليه ابن عمر وانس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي فهؤلاء مكثرون من الرواية عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم وثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسوله عليه الصلاة والسلام وهم لا يحتاجون بعد ذلك الى تعديل المعدلين وتوثيق الموثقين ولهذا فان الرواة اذا جاءوا في الاسناد لابد ان معرفة احوالهم ولابد من البحث عن ثقتهم وعدالتهم الا صحابي والصحابي يكفيه شرفا ان يكون صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفيه ذلك شرفا ولهذا لا يحتاج الى ان يبحث عن حاله اذا ثبت انه صحابي اما غيره من من دونه من التابعين ومن دونهم فلا بد من البحث عن حاله واذا كان مجهولا او مبهما فانه لا يعتد بحديثه. واما الصحابي فالمبهم في حكم المعلوم فلو قيل عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمى يكفي لان الصحابي الصحابة لا لا يحتاج الى معرفة اشخاصهم ولا معرفة اه حالهم لان المجهول فيهم في حكم معلوم المجهولة فيهم في حكم معلوم بخلاف غيرهم فانه يحتاج الى معرفة حاله انه فقه او ضعيف وبناء على ذلك يحكم على حديثه واما الصحابة فلا يسأل عنهم وعن احوالهم اذا ثبت انه صحابي. ولهذا فان الذين يترجمون للرواد عندما هنا للصحابي يقولون صحابي ما يقولون فيه شيء اخر من التوثيق التعديل الا اذا كان هناك ميزة تميز بها عن غيره من الصحابة في ان يكون من اهل بدر او من اهل بيعة الرضوان فانهم على ذلك لان هذه منقبة وفضيلة وخصيصة وميزة فيذكرونها لتميز اصحابها لان اهل بدر قالوا الله آآ قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله اطلع على بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وقال في حق اهل بيعة لن يلج النار احد بائع تحت الشجرة لن يلج النار احد بائع تحت الشجرة يذكرون الشخص بانه صحابي وان كان من اهل بيعة الرضوان او من اهل آآ بدرهم قالوا عنه بدري او قالوا عنه انه من اهل بيعة رضوان اذا كان من من شهد الحديبية اذا كان ممن شهد الحديبية يقولون انه من اهل بيعة رظوان او من اهل الشجرة او من اهل الحديبية او من بيعة تحت الشجرة ولا يحتاج الى ان يذكر شيئا اخر مع ذلك. فكلمة ثقة هذه لا تقال في حق الصحابة لانه لا يحتاج الى ان ان يوثقوا وان يقال عنهم مثل ذلك كما يقال في غيرهم لانهم لا يحتاجون الى ذلك بعد تعديل الله عز وجل وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم ثم هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ورد فيهم فضائل ومناقب تدل على فضلهم في القرآن والسنة ومما جاء في القرآن قول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين تبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار وخالدين فيها. ذلك الفوز العظيم وكذلك قول الله عز وجل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبلغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوه من اثر السجود ذلك مثله في التوراة ومثله في الانجيل كزرع اخرج شقه فازره فسوى على سوقه يعجب الجراع اليقظة بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما فهذه الاية الكريمة فيها ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرهم الله في التوراة والانجيل في الكتب السابقة واثنى عليهم وبين صفاتهم في الكتب السابقة وان اهل الكتب السابقة يعرفون عن الصحابة هذه الصفات وكان هذا قبل وجودهم بمئات السنين والله تعالى ذكرهم في الكتب السابقة واثنى عليهم كما في هذه الاية الكريمة محمد رسول الله والذين معه اشداءه على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثله في الانجيل كزرع اخرج شقه فازره واستغرق واستوى على سوقه يعجب زراعا ليقظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما والله تعالى قال ليغيظ بهم الكفار وقال وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم ومن هذه بيان الجنس وليست للتبعيظ هذه اللي بين الجنس وليست لسبعين اي انهم كلهم وعدوا هذا الوعد من الله عز وجل وليس الوعد لبعضهم فان من تأتي للتبعيظ وتأتي لبيان الجنس وهنا هي لبان الجنس ليست للتبعية اي انهم وعدوا جميعا هذا الوعد وهي من جنس قول الله عز وجل وقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم يذهب عما يقولون لا يمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم. فكلمة منهم هذه لمن الجنس لان ما فيهم احد آآ آآ يسلم من العذاب وهم كفار وقد قالوا ان الله ثالث ثلاثة. فكل الذين قالوا كفار وقوله وعد الله الذين امنوا فقوله اه وان لم ينتهوا عما يقولون لمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم فكلمة منهم هذه ليست للتبعيض ان بعضهم يعذب وبعضهم لا يعذب ينجز اي كلهم يعذبون وهنا كلها موعودة بالاجر العظيم. والثواب الجزيل فهي من الجنس وليست للتبعير وقد نص فيها على قوله منهم حتى يتبين ان هذا الوعد لهم بخلاف لو لم تذكر فان الذين امنوا صالحات عام يشمل كل مؤمن ولكنه لما قيل منهم عرف ان هذا الوعد انما هو لهؤلاء ولهذا الجنس من الناس الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اكرمهم الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا بالنظر الى طلعته وبسماع حديثه من فمه الشريف صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فان هذا ما حصل لاحد الا لاصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورضي الله تعالى عنهم وارضاهم وكذلك قول الله عز وجل للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يكثرون فضلا من الله ورضوانه وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون وهذه المهاجرين والثانية في الانصار والذين جاءوا من بعده والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم. يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقش نفسه واولئك هم المفلحون ثم قال في الذين يجون بعد المهاجرين والانصار على طريقة المهاجرين والانصار محبين للمهاجرين والانصار مستغفرين للمهاجرين والانصار داعين الله عز وجل ان يسلم قلوبهم من الغل والحقد في المهاجرين والانصار. وقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين يسوقون الابرياء وهذا فيه سلامة السنتهم بحق المهاجرين والانصار والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين امنوا يدل على سلامة قلوبهم ويسألون الله عز وجل ان يوقيف سليما وان يحفظها من ان يصير فيها ان يكون فيها غل وحقد على اصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورظي الله تعالى عنهم وارضاهم وعلى هذا فالناس ثلاثة اصناف مهاجرون وانصار ومن جاء بعد المهاجرين والانصار على طريقة المهاجرين والانصار ومن لم يكن على هذه الطريقة الثالثة لان الاولى لا سبيل اليها لانها خاصة في المهاجرين والثانية لا سبيل اليها لانها خاصة بالانصار بقيت الثالثة وهي ان الموفق يكون من اهلها والمخذول يكون خارجا عن اهلها اي الفئة الثالثة او الجماعة الثالثة الذين الذين جاء ذكرهم في هذه الاية والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وكذلك قول الله عز وجل وما لكما الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعدي وقاتلوا وكل لو وعد الله الحسنى فذكر الذين قاتلوا من وانفقوا من قبل فتح والذين حصل منهم بعد الفتح وانهم متفاوتون ولكنهم مشتركون في ان الكل وعد الحسنى ولهذا قال وكلا وعد الله الحسنى والحسنى الجنة. كما قال الله عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة فان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الحسنى بانها جنة والزيادة بانها النظر الى وجه الله عز وجل كما جاء في حديث صهيب رضي الله عنه الذي اخرجه مسلم في صحيحة فهذه من الايات التي فيها التنويه بالصحابة وبيان فضلهم وعلو منازلهم وثناء الله عز وجل عليهم. اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اثنى عليه لا ينقص ذلك من اذانهم شيئا فمن يعني مما يبين عظم اجرهم وثوابهم ان من حفظ سنة عن رسول الله عليه الصلاة تاب وبلغها لغيره ثم بلغت وتسلسل التفريغ الى نهاية الدنيا فان كل من عمل بهذه السنة يؤجر وقال خير الناس قرني هم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وخير الناس القرن الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم صحابة هؤلاء هم خير الناس ولهذا قال في الفرقة الناجية لما ذكر الثلاثة وسبعين فرقة قال وستفتئ هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قيل من يا رسول الله؟ قال الجماعة هو في لفظ من كان على ما انا عليه واصحابي من كان على ما انا عليه واصحابه. هذي الفرقة الناجية اما من يكون على غير طريقة الصحابة وعلى غير منهج الصحابة ويخرج عن ما كان عليه الصحابة فهذا انحرف عن الجادة انحرف عن الجادة وانحرف عن طريق الحق والهدى ثم الذين يلونهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم اتباع التابعين يعني الذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء خير الناس ويليهم الذين رأوا من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهم التابعون ويليهم من رأى من رأى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اتباع التابعين الذين رأوا التابعين فالصحابة عيونهم رأت النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون رأوا العيون التي رأت النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون رأوا العيون التي رأت النبي صلى الله عليه وسلم. هم ما رأوا النبي عليه الصلاة والسلام ولكنهم رأوا العيون التي رأته وهم صحابة رضي الله عيون الصحابة يرأون الصحابة. الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام قال يأتي على الناس زمان فيغزو فئام منهم فيقال هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انظروا هل فيكم ما صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول نعم فيفتح لهم يعني فيهم صحابة كيف المرة على النبي صلى الله عليه وسلم تهم من هم خيار الناس الذين هم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ثم يأتي على الناس زنان فيغزو فئام منهم فيقال انظروا هزيكم من صحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اللي هم التابعين فيقول نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فيها مؤمنهم فيقال انظروا هل فيكم من صحب من صحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اتباع التابعين فيقول نعم فيفتح له وهذا الحديث مثل قوله قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قرنه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وكذلك جاء النهي عن سب الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابك ووالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيره اي ان العمل القليل منهم لا يساويه عمل الكثير من غيرهم والمد او نصف المد الذي هو ربع الساعة لان مدة ربع ساعة والنصيب ثمن الصاع اذا انفقه واحد من الصحابة وانفق غيرهم مثل احد ذهبا فان ذلك المقدار الذي مثل احد لا يماثل ذلك المقدار الذي حصل من الصحابة وهو التصدق بشيء من الذهب نصف المدة او نصف فالعمل الكثير من غيرهم لا يعادل العمل القليل منهم وذلك ان الذي حصل منهم انما هو في الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم والذب عنه وفدائه بالنفس والمال وتلقي السنن عنه واخذ القرآن عنه واخذ السنة عنه. وتبليغها للناس فكل من جاء بعدهم لم يعرف حقا ولا هدى الا من طريقهم وقد قال عليه الصلاة والسلام نظر الله امرا سمع مقالته فوعاها واداها كما سمعها فربما مبلغا اوعانا سانا ورب حامل فقه الى من وافق منه واولى الناس بالظفر بهذه الدعوة الكريم من رسول الله عليه الصلاة والسلام هم الصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم الذين هم الرعيل الاول وهم الذين حصل منهم اه تلقي الكتاب والسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. فكل من استفاد او كل من عمل بسنة جاءت عن صحابي من زمن الصحابة الى حين قيام الساعة فان لذلك الصحابي مثل عمل كل من عمل بهذه السنة منذ زمن الصحابة الى نهاية الدنيا لان النبي عليه الصلاة والسلام من قال من دعا الى هدى كان له من اجر مثل اجور من تبعه. لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليهم من اثم من حديث مثل هذه من تبعه على عمله والله تعالى يأجر ذلك الصحابي الذي روى هذه السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل اجور اولئك الذين عملوا بهذه السنة من غير ان ينقص من اجورهم شيء ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو الذي له الاجور العظيمة بسبب الدعوة الى الحق والهدى وارشاد الناس الى الخير واخراجهم من الظلمات الى النور. فان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام له اجور اعماله التي عملها وله مثل اجور امته كلها. من اولها الى اخرها لان كل خير وهدى حصل للناس انما حصل بسببه وعن طريقه. وقد قال عليه الصلاة والسلام من دعا الى هدى كان له من مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اذى من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. وعلى هذا فمن يريد ان يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه شيء من الثواب ومن الاجر فان عليه ان يعمل صالحا لنفسه ثم الله يعطي نبيه مثل ما اعطاه يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم مثل ما اعطاه لان من دل على خير فله مثل اجر فاعله وبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لهم الحظ الاوفر والنصيب الاكبر من الثواب بسبب التبليغ والدعوة الى الخير هم اصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم. اه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورضي الله تعالى عن الصحابة اجمعين فقد جاءت الايات العديدة والاحاديث الكثيرة دالة على فضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علو مكانتهم وعلى علو منازلهم وهم متفاوتون وخير هذه الامة خير هذه الامة الصحابة وخير الصحابة على الاطلاق ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي هذه عقيدة اهل السنة والجماعة. وهذه طريقة اهل السنة والجماعة الهم يقدمون ابو بكر. ثم عمر ثم عثمان ثم علي وترتيبهم في كترتيبهم في الخلافة وخلافتهم خلافة نبوة. قد قال عليه الصلاة والسلام خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة. ثم يؤتي الله ملكه من يشاء قال عليه الصلاة والسلام فانه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الذين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ هؤلاء الاربعة هم الخلفاء الراشدون الهادون المهديون رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وهم مرتبون في الفضل كترتيبهم في الخلافة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وهؤلاء الاربعة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم صلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ووثيقة وهم جميعا اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ابو بكر وعمر فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنتيهما. تزوج عائشة بنت ابي بكر وتزوج حصى بنت عمر واما الاخران واما الاخران وهما عثمان وعلي فتزوجا من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعثمان تزوج رقية ولما مات تزوج اختها ام كلثوم ولهذا يقال له ذي النورين لانها تزوج ابنتين من بنات رسول الله وسلم واحدة بعد الاخرى وعلي رضي الله عنه تزوج فاطمة فهاوية الاربعة هم اسحار رسول الله هم اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وارضاهم وكل منهم له مناقص وله فضائل ومن اجل فضائل ابي بكر رضي الله عنه ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال قبل ان يموت بخمس ليال اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. فان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا وقد اخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن امر عن امر لا يكون ان لو كان كيف يكون وهو لم يتخذ خليلا ولكن لو كان متخذا لكان المتخذ ابا بكر لو كان متخذا احدا لكان متخذ ابا بكر رظي الله تعالى عنه وارظاه وهذه منقبة عظيمة له رضي الله تعالى عنه وارضاه كون الرسول عليه الصلاة والسلام قال لو كنت متحدا من امتي خليله لاتخذته ابو بكر خليله هذه الخلة لا تكون لاحد ولكن لو كانت حاصلة وهي لا تحصل لكان الحق بها والاولى بها ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وارضاه وابو بكر رضي الله عنه هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاءت نصوص تدل على احقيته بالخلافة واولويته فيها. ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم نص يقول فيها الخليفة بعدي ابو بكر او غيره ولكن جاء نصوص تدل على ان ابا بكر هو احق بالخلافة واوضحها قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة ادعي لاباكي واخاك لاكتب كتابا فاني اخشى ان يتمنى متمني او يقول قائل ثم ترك الكتابة وقال يأبى الله والمسلمون الا ابا بكر. ما في حاجة للكتابة الذي يريده سيتحقق الذي يريده ستلتقي عليه افئدة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وستتفق عليه قلوبهم وسيرغبون باختيارهم وبرغبتهم الى ان يولوا ابا بكر رضي الله تعالى عنه وارضاه. ولهذا قال يا ابا الله هو المسلمون الى وقد ابى الله الا ابا بكر وابى المسلمون الى ابا بكر. وبايع المسلمون ابا بكر خليفة لرسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم عمر رضي الله عنه صاحب المناقب الجمة والفضائل الكثيرة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما سلكت فجا يا عمر الا وسلك الشيطان فجا غير افجك فهو لا يلتقي مع الشيطان في طريق واحد والطريق الذي يكون فيه عمر يهرب منه الشيطان وقد وقد اه عهد اليه ابو بكر بالخلافة من بعده. واعتبر الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ذلك من اعظم حسنات ابي بكر. ومن اجل حسنة ابي بكر لانه اختار رجلا عظيما حصل على لديه الخير الكثير وفتحت الفتوحات واتسعت رقعة البلاد الاسلامية قضي على الدولة الدولتين العظميين في ذلك الزمان دولة الفرس والروم وانفقت كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله على يد الفاروق رضي الله تعالى عنه وارضاه ثم عثمان ذي النورين الذي جعل عمر رضي الله عنه الامر من بعده شورى في ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وانتهى الامر الى ان يخترع عثمان من الستة فكان هو الخليفة الثالث. ثالث الخلفاء الراشدين. الهادي المهديين. وهو اطول وهو اطول الخلفاء الراشدين مدة لان خلافته امتدت اثنتا عشرة سنة وبعده عمر عشر سنوات وزيادة. وبعده علي اربع سنوات وزيادة. ثم ابو بكر سنتين وزيادة وخلافة هؤلاء خلافة نبوة كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من الخلفاء الراشدين عمره مثل عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة الا عثمان فان عمره اثنان وثلاثون سنة اثنان وثمانون سنة اثنتان وثمانون سنة واما ابو بكر ثلاثة وستون وعمر ثلاثة وستون وعلي ثلاثة وستون مثل عمر النبي صلى الله عليه وسلم اعمارهم كأعمار النبي عليه الصلاة والسلام. كل واحد عمره ثلاث وستون الى عثمان وعمره اثنان وثمانون سنة وقد بايعه الصحابة واختاروه وقدموه ولهذا فان عثمان رضي الله عنه هو الاحق بالخلافة بعد ابي بكر وعمر وذلك لاختيار الصحابة واتفاقهم على تقديمه ثم يليه علي في الفضل علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وارضاه فالفضل هو صاحب المناقب الجمة والفضائل الكثيرة وكلنا هؤلاء الخلفاء الراشدين الاربعة مناقلهم جما وفضائلهم كثيرة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم قمنا ان الواجب في حق اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الا يذكر الا باحسن الذكر لان الكورونا باحسن الذكر لا تتحرك الالسنة الا بالثناء عليهم ولا يصوغ لانسان ان يحرك لسانه بشيء لا يصوغ في حقهم وكذلك الكف عما شجر بينهم الكف عن ما شجر بينهم من الاختلاف والاقتتال فانه لا يقاض فيه وانما يعتذر لهم ويعتقد ان ما حصل منهم انما هو باجتهاد والمجتهد والمجتهد المصير منهم له اجران والمجتهد المخطئ له اجر واحد وخطأه مغفور قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال وهو يخطب عن المنبر وحامل الحسن بن علي يقول ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من التلاميذ وقد حصل ذلك في عام واحد واربعين فاجتمعت الكلمة واتفقت الكلمة وصار اهل العراق والشام والحجاز كلهم تحت ولاية واحدة وخلافة واحدة وزادت الفرقة وحصلت الجماعة وسمي ذلك العام عام الجماعة اللي هو عام واحد واربعين. ولهذا قال سفيان ابن عيينة ان قول النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين يعجبنا جدا لانه حكم باسلام الجميع. وقال ان الطائفتين مقتتلتين اللتين يحصل التوفيق بينهما واجتماعهما على يد الحسن والصلح بينهما على يد الحسن وصفهما بانهما بانهم بانهم مسلمون. لهذا قال سفيان ابن عيينة ان قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من يعجبنا جدا لانه حكم باسلام الجميع وهم مسلمون مجتهدون مختلفون المجتهد المسلم له اجران المخطئ له اجر واحد وهم لا يذكرون الا باحسن الذكر. ويكف عن ما شجر بينهم فلا يذكر ما شجر بينهم على بحيث آآ تنقل الاخبار لا سيما اذا كانت ليس لها خطام ولا زمام وانما مجرد حكايات ومجرد اشياء تذكر في كتب التاريخ ليس لها اسانيد وما صح منها فهم فيه معذورون انا مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون والمجتهد المصيب له اجران والمجتهد المخطئ له اجر واحد وخطأه وهم اولى الناس بان يظن بهم احسن الظنون وان اه يحمل ما جرى معهم على احسن المخارج وان يحمد على احسن وقد ذكر شارح الطحاوية رحمه الله عندما ذكر آآ ما جرى في زمن علي رضي الله عنه من الاختلاف ومن الفتن قال والفتن التي كانت في ايام امير المؤمنين علي رضي الله عنه قد صان الله عنها ايدينا فنسأله ان يصوم عنها السنتنا صنعنها ايدينا لاننا ما كنا في زمانهم حتى يكون ايدينا لها دخل فبقيت الالسنة هي التي فيها مجال لنا فنسأله ان يصون عنها السنتنا بان يكون كلامنا فيهم ضيف الصحابة فيما يليق بهم ومن هنا يناسب مقامهم الرفيع وجنابهم العالي رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ويقول الطحاوي رحمه الله في عقيدة اهل السنة ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حبهم وهذا او هاتان الكلمتان فيه ما توسط اهل السنة والجماعة بين الف راتب وتفريط. فقوله نحب اصحاب رسول الله هذا الذي يخرج فيه جانب الجفا نحب فلسنا جفاة ومع الحب يبقى الحب الذي فيه اعتدال وتوسط او الغلو وتجاوز الحد فاخرج تجاوز الحد بقوله ولا نفث في حبه نحبهم فلسنا مبغضين ومع حبنا فلسنا غلاة وانما باعتدال وتوسط على ما يناسبه فلا يجفى في حقهم ولا يغلى. والحق وسط بين الغلو والجفاء وبين الافراط والتفريط. نحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ننفث في حبهم ولا نتبرأ من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان هذا كلام الطحاوي في عقيدة اهل السنة والجماعة نحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفتحوا به ولا يتبرأ من احد منهم بل نحبهم جميعا ونتولاهم جميعا وننزلهم منازلهم التي يستحقونها فنقدم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وهكذا على حسب النصوص وعلى حسب الادلة الدالة على يعني منازلهم وعلى اه اه تفضيل بعضهم على بعض بالنصوص وبالعدل والانصاف لا بالهوى والتعسف وقد اه اه نقلت اه جملة من كلام اهل العلم ذكر الصحابة بالجميل وعدم الوقوع في اعراض احد منهم وعدم من احد منهم فلنسمع جملة من كلام اهل العلم في ذلك. اخواني يطلبون اسم الكتاب من اقوال المنصفين في الصحابي الخليفة لمعاوية رضي الله عنه لهذه محاضرة سبق ان القيتها في الجامعة الاسلامية بعنوان من اقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية وذكرت بين يدي الكلام آآ الثناء عليه وبيان كلام المنسفين فيه. كلاما عاما في الصحابة يشمله ويشمل غيره يشمله ويشمل غيره. والان نسمع يعني ما نقلته عن بعض اهل العلم في الثناء على الصحابة عموما ويدخل فيهم معاوية قال شيخنا حفظه الله تعالى بعد هذا اتلوا عليكم بعض النقول التي تكلم بها سلف هذه الامة في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عموما ويدخل فيهم معاوية رضي الله تعالى عنه. وكذلك ما تكلموا به في حق معاوية رضي الله تعالى عنه على وجه الخصوص. يقول الطحاوي في عقيدته المشهورة ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولا نفرط في حب لاحد منهم ولا نتبرأ من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان وقال شارح الطحاوية فمن اضل ممن يكون في قلبه غل على خيار المؤمنين وسادات اولياء الله تعالى بعد بل قد فضلهم اليهود والنصارى بل قد فظلهم نعم بل قد يعني اليهود والنصارى فضلوا الرافضة في خصمه نعم بل قد فظلهم اليهود والنصارى بخصلة. قيل لليهود من خير اهل ملتكم؟ قالوا اصحاب موسى. وقيل للنصارى من خير اهل ملتكم؟ فقالوا اصحاب عيسى. وقيل للرافضة من شر اهل ملتكم؟ فقالوا اصحاب محمد ولم يستثنوا منهم الا القليل وفي من سبوك سبوهم من هو خير ممن استثنوهم باضعاف مضاعفة وقال البغوي في شرح السنة قال مالك من يبغض احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان في قلبه عليه فليس له حق في في المسلمين. ثم قرأ قوله سبحانه وتعالى ما افاء الله على رسوله من اهل القرى الى قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. الاية. وذكر بين يديه او وذكر بين يديه رجل ينتقص اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يعني مالك ومن بين يدي فقرأ مالك هذه الاية محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار الى قوله ليغيظ بهم الكفار ثم قال من اصبح من الناس في قلبه غل على احد من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم فقد اصابته هذه الاية فقد اصابته هذه الاية يعني فيها الكفر. لان القضية غير بهم الكفار. وقال الشوكاني عند تفسير قوله تعالى والذين جاءوا من من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. قال بعد ان فسر الذين جاؤوا من بعدهم اي بعد المهاجرين بعد المهاجرين والانصار بانهم التابعون لهم باحسان الى يوم الدين. قال امرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والانصار ان يطلبوا من الله سبحانه ان من قلوبهم الغل ان ينزع من قلوبهم الامن على الاطلاق. فيدخل في ذلك الصحابة دخولا اوليا. لكونهم المؤمنين ولكون السياق فيهم. فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد خالف ما امره الله به في هذه الاية فان وجد في قلبه غلا لهم فقد اصابه نزغ من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان بعداوة اولياءه وخيرة امة نبيه صلى الله عليه واله وسلم. وانفتح له وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم ان لم يتدارك نفسه باللجوء الى الله سبحانه والاستغاثة به بان ينزع عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون واشرف هذه الامة. فان جاوز ما يجده من الغل الى شتم احد منهم فقد انقاد للشيطان ثامن ووقع في غضب الله وسخطه. وهذا الداء العضال انما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة. اوصى او صاحب احدا من اعداء خير الامة الذين تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الاكاذيب المختلقة والاقاصيص المفتراة والخرافات الموضوعة وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وعن سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المنقولة الينا بروايات الائمة الاكابر في كل عصر من العصور. فاشتروا الضلالة بالهدى واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة الى منزلة ومن رتبة الى رتبة حتى صاروا اعداء حتى صاروا اعداء اعداء كتاب الله وسوء اعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير امته عباده وسائر المؤمنين. واهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين وسعوا في كيد الاسلام واهله كل السعي وموا الدين واهله بكل حجر ومدر. والله من ورائهم محيط. هذا ما قاله الشوكاني رحمه الله في تفسيره عند هذه الاية ثم قال اخرج الحاكم وصححه وابن مردوية عن سعد ابن ابي وقاص قال الناس على ثلاث منازل قد مضت منزلتان منزلة فاحسن ما انتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا اخواننا الذين سبقونا بالايمان الاية. واخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن الانباري في المصاحف وابن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت امروا ان يستغفروا لاصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم فسبوه ثم قرأ هذه الاية والذين جاءوا من بعده قلت وقد اخرج مسلم في اواخر صحيحه هذا الحديث بدون تلاوة الاية وقال النووي في شرحه قال القاضي الظاهر انها قالت هذا عندما سمعت اهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا واهل الشام يقولون في علي ما قالوا والحرورية في الجميع ما قالوا. وام واما الامر بالاستغفار الذي اشارت اليه فهو قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. وبهذا احتج ما لك بانه لا حق في الفيء لمن سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم. لان الله تعالى انما جعله لمن جاء بعدهم ممن يستغفر لهم والله تعالى اعلم واخرج ابن مردوية عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه للفقراء المهاجرين اية ثم قال هؤلاء المهاجرون افمنهم انت؟ قال لا ثم قرأ عليه والذين تبوأوا الدار والايمان الاية ثم قال هؤلاء الانصار افانت منهم؟ قال لا. ثم قرأ عليه والذين جاءوا من بعدهم الاية. ثم قال افمن هؤلاء انت؟ قال ارجو. قال ليس من هؤلاء من سب هؤلاء. وقال الامام احمد بن حنبل في كتابه السنة ومن السنة ذكر محاسن اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلهم اجمعين. والكف عن الذي جرى بينهم فمن سب اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم او واحدا منهم فهو مبتدع رافضي سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والاخذ باثارهم فضيلة. وقال لا يجوز لاحد ان ترى شيئا من مساوئهم ولا يطعن على احد منهم فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديب وجب على السلطان تأديب وعقوبته ليس له ان يعفو عنه بل بل يعاقبه ثم يستثيبه فان تاب قبل منه وان لم يتب اعاد العقوبة وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع. وقال الامام ابو عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ويرون الكف عما شجر بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتطهير الالسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم او نقصا فيهم ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما وصفهم الله في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة للنبي صلى الله عليه واله وسلم في قوله لا تسبوا واصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. الى ان قال ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او ويمسكون عما جرى بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كاذب ومنها ما قد زيد فيه ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. والصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد من جبل احد ذهبا وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعده. ثم اذا كان قد صدر من احدهم ذنب فيكون قد تاب فمنه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي هم احق الناس بشفاعتك او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر عنه فاذا كان هذا في الذنوب محققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثمان القدر الذي ينكر من فعل بعضهم نذر نذر مغمور في جنب فضائل القوم واحاسنه من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله وقال الشيخ يحيى بن ابي بكر العامري اليمني في كتابه الرياض المستطابة فيمن له رواية في الصحيحين من الصحابة وينبغي لكل صين متدين مسامحة مسامحة الصحابة فيما صدر بينهم من التشاجر والاعتذار عن وطلب المخارج الحسنة لهم وتسليم صحة اجماع ما اجمعوا عليه على ما ما علموه فهم اعلم بالحال والحاضر يرى ما لا يرى الغائب وطريقة العارفين الاعتذار عن المعائب وطريقة المنافقين تتبع المسالك واذا كان اللازم من طريقة الدين ستر عورات المسلمين فكيف الظن بصحابة خاتم النبيين مع اعتبار قوله صلى الله عليه واله وسلم لا تسبوا احدا من اصحابي. وقوله ومن حسن ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذه طريقة صلحاء السلف وما سواها مهاو وتلف ونقل الحافظ ابن حجر فيفتح الباري عن ابي المظفر السمعاني انه قال التعرض الى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله هو بدعة وضلالة. وقال الميموني قال لي احمد بن حنبل يا ابا الحسن اذا رأيت رجلا يذكر احدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الاسلام. وروى الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية باسناده الى ابي زرعة الرازي قال اذا ارأيت الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاعلم انه زنديق. وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندنا حق. والقرآن حق وانما ادى الينا هذا القرآن والسنن اصحاب رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم اولى وهم زنادق تحفة وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله في تفسير قول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم رضي الله عنهم ورضوا عنه. الاية. قال فقد اخبر الله العظيم انه قد رضي عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. فيا ويل من ابغضهم او سبهم او ابغض او سب بعضهم. ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم وخيرهم وافضلهم. اعني الصديق الاكبر والخليفة الاعظم ابا بكر لابي قحافة رضي الله عنه فان الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون افضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم عياذا بالله من ذلك وهذا يدل على ان عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة فاين هؤلاء من الايمان بالقرآن؟ اذ يسبون من رضي الله عنهم. واما اهل السنة فانهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله يوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله. وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على احد من الصحابة بسبب ما وقع لهم. قال الحافظ ابن حجر واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على احد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عرف المحق منهم. لانهم لم يقاتلوا تلك الحروب الا عن اجتهاد. وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت انه يؤجر اجرا واحدا. وان المصيب يؤجر اجرا ومن اقوال المنصفين في معاوية يعني هذا الكلام او هذه النقود نقلتها عن جماعة من العلم بما يتعلق بحق الصحابة على سبيل العموم ثم بعد ذلك نقول ان تتعلق بمعاوية على سبيل الخصوص وننتهي يعني عند عند هذا فيما يتعلق لنقل او بسماع النقول في حق اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل العموم ومنهم معاوية رضي الله تعالى عن