الله هو الجهاد في سبيل الله لانه ذكر معه امور اخرى ذكر معه امور اخرى فدل ذلك على انه يراد به شيئا معينا وشيئا خاصا وهو الجهاد في سبيل الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه العمدة في الاحكام في كتاب الزكاة السادس عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه على الصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل الا ان كان فقيرا فاغناه الله واما خالد فانكم تظلمون خالدا. وقد احتبس اذراعه واعتاده في سبيل الله. واما فهي علي ومثلها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر اما شعرت ان الرجل صنو ابيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما بعد فهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه من الاحاديث التي اوردها الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الزكاة بكتابه عمدة الاحكام ويقول ابو هريرة رضي الله عنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة هذا يدلنا على ان الامام يبعث السعاة الذين يأخذون الزكاة من الناس ففيه الدلالة على بعث السعاة وبعث العمال وانهم يرسلون الى اصحاب الزكاة يأخذونها منهم في اه مياههم واماكنهم وانهم لا يكلفون ان يأتوا بالزكاة وانما يبعث السعاة اليهم. وفي هذا رفق بهم واحسان اليهم وعدم المشقة عليهم. بان انهم لو الزموا بان يأتوا بزكواتهم لتبعهم في ذلك مشقة فكانت للمصلحة وجاءت السنة بان يبعث السعاة الى اصحاب الزكوات وهم على مياههم او في اه مزارعهم واماكنهم التي فيها اموالهم وفي اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بان يكون عملا عن صدقة دلالة على اختيار من يكون الاولى ومن كونوا ذا امانة ومعرفة الشيء الذي كلف الذي يكلف به وذلك لان الذهاب الى اخذ الزكاة يعني يتطلب معرفة الاحكام ومعرفة ما مقدار ما يؤخذ ومعرفة الانصبة وكذلك ايضا يعني يكون امينا يحافظ على الشيء الذي يأخذه وايضا يأخذ ما يناسب يؤخذ وهو اوساط المال لا خياره ولا رديؤه وانما يكون من الوسط وقد مر حديث ابن عباس رضي الله عنهما في بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذ الى اليمن وانهم اذا اقروا بالزكاة واستسلموا وان قادوا لاعطائها ودفعها فان الرسول عليه الصلاة والسلام حذره من اخذ الكرائم وقال واياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة والصدقة هنا المراد بها الفريضة وهذا يدلنا على ان الصدقة تطلق على الفريظة وعلى النافلة وقد جاءت الاحاديث الكثيرة في ذلك ومنها ما مر بالامس آآ ليس فيما دون خمسة او خمس اواق صدقة وكذلك ليس على المسلم في وعبده اه اه صدقة الا زكاة الفطر في الرقيق. وكذلك الحديث الاول حديث ابن عباس ترضى عليهم صدقة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم وكذلك ايات الصدقات انما صدقات للفقراء والمساكين. ففيه بيان ان لفظ الصدقة يطلق على الصدقة المفروظة وعلى الصدقة المستحبة التي هي ليست بمفروضة فقيل منع ابن جميل وخالد الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه الدلالة على رفع حال من يحصل منه آآ تأخر او يحصل منه شيء اه ينبغي ان يوصل الى الامام وان يبلغ الامام بان لانه لان الرسول عليه الصلاة والسلام ابلغ بهذا منع ابن جميل وقال ابن الوليد والعباس عنه طير وفيه ايضا دليل على ان هذا ليس من الغيبة. لان يعني كون الوالي او كون السعاة يخبرون عن الذي يحصل من اصحاب الاموال اه مما اه يضاف اليهم ومما يحصل منهم فان ذلك لا يعتبر من الغيبة وقيل منع ابن جميل وخادم الوليد والعباس. يعني انهم ما دفعوا الزكاة. فالنبي عليه الصلاة والسلام تكلم عن كل واحد منهم فقال عن ابن جميل اسمه عبد الله وقيل حسين اه قال عليه الصلاة والسلام ما ينقم من جميل الا ان كان فقيرا فاغناه الله. يعني لا عذر له الا انه كان فقيرا فاغناه الله ما ينقم يعني ما ينكر الا انه كان فقيرا فاغناه الله وهذا وهذا يسمونه في علم البلاغة تأكيد الذنب بما يشبه المدح تأكيد الذنب بما يشبه مزح لانه يقير ما يمكن كذا الا كذا الا انه كان فقيرا فاغناه الله. يعني كون الله اغناه وانه فقير فاغناه الله هذا مدح لكن اوله ما ينقم جميل الا انه كذا يعني معناه يفهم منه ان هذا ذنب وانه سيأتي بعده ذنب ولكن الذي جاء بعده مدح قال ما يبقى جميل لو كان فقيرا فاغناه الله. فهذا تأكيد الذنب بما يشبه المدح. وعكسه تأكيد المدح بما يشبه الذنب. مثل قوله شاعر ولا عيب فيهم ارى ان سيوفهم بهن فلول من قراء الكتائب لا عيب فيهم الا ان سيوفهم. وهذا ليس بعيب. بل هذا مدح لكنه جاء على صيغة آآ المدح بما يشبه الذم فهذا نوع من انواع البديع علم البديع في علم البلاغة تأكيد المدح بما يشبه ذم وعكسه والذي معنا في الحديث هو من قبيل تأكيد الذنب ما يشبه المدح. من قبيل تأكيد الذنب فيما يشبه المدح ما ينقب ابن جميل لو كان فقيرا فاغناه الله. وفيه التذكير لنعمة الله عز وجل على من انعم الله عليه. وانه يعرف قدر هذه النعمة وانه يبادر الى شكر الله عز وجل عليها. بالقول والفعل للقول بان يشكر الله ويذكره ويثني عليه. وبالفعل بكونه آآ يتصدق وكونه يحسن وكونه يبذل الحق الواجب عليه بارتياح وطمأنينة ومبادرة واسراع وعدم تأخر وعدم تريث ما ينقم من جميل الا ان كان فقيرا فاغناه الله واما خالد فانكم تظلمون خالدا وقد احتبس اذراعه واعتاده في سبيل الله قيل في معنى هذا ان ان هذا يتعلق بزكاة العروض وان وان هذه الاشياء التي آآ آآ طولب بزكاتها انه لا زكاة فيها لانه انما اوقفها في سبيل الله. والشيء الموقوف لا يزكى لانه في وجوه البر وفي وجوه الخير وقيل يعني في معنى ذلك ان انه يستبعد ويستغرب يعني من من خالد ان يتأخر عن من كاتب مع انه آآ اقدم واسرع الى توقيف والى حبس آآ هذه هذا اعتاد الذي يتعلق بالجهاد حبسه في سبيل الله يعني وقفه في سبيل الله فيبعد من مثله ان يحصل منه اه الامتناع عن الشيء الذي اوجبه الله عز وجل عليه وسبيل الله يطلق اطلاقين يطلق اطلاقا خاصا وهو المراد به الجهاد في سبيل الله. ويطلق اطلاقا عاما ويراد به وجوه البر واعمال الخير لانها كلها في سبيل الله وفي سبيل طاعة الله عز وجل والانقياد له والبذل اعمال صالحة من اجله سبحانه وتعالى فسبيل الله يطلق اطلاقين اطلاقا عاما كل وجوه الخير واعمال الخير هي في سبيل الله ويطلق زراقا خاصا وهو الجهاد في سبيل الله ومن ذلك ما جاء في اية الصدقات من ذكر سبيل الله فان المقصود به الجهاد في سبيل الله. لانه ذكر مع امور سبعة وسبيل الله يطلق الاطلاق انعاما عليها كلها. لان اعطاء الفقراء في سبيل الله واعطاء المساكين في سبيل الله واعطوني المؤلف قلوبهم في سبيل الله واعطاء الغاربين في سبيل الله. وفك الرقاب في سبيل الله واعطاء ابن السبيل في سبيل الله. اذا المقصود فاذا اه بشر او اه يعني اه بين النبي عليه الصلاة والسلام وفسر او اوضح ان حاليا رضي الله عنه قد احتبس اذرعه واعتده في سبيل الله والذي يكون كذلك فانه لا يتأخر عن الشيء الذي يجب عليه او ان يكون اه تلك الاشياء التي اه اوقفها لا زكاة فيها لانها وقف والوقف لا زكاة فيه قال واما العباس فهي علي ومثلها العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام وفي هذا ذكر القريب باسمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال وما واما العباس ما قال واما عمي فهو كذا وكذا هذا يدل على جواز ذكر القريب باسمه بان نقول لخاله فلان او يقول لعمه فلان دون ان يقول عمي او يقول خالي لكن لا شك ان كونه يقول عمي وخالي ان هذا اكمل لكن هذا يدل على الجواز انه قد يذكر القريب باسمه دون ان يذكر القرابة والصلة بان يقول بان يقول عمي ثمان الرسول عليه السلام قالوا اما العباس لانهم قالوا هو العباس يعني في الاول والعباس منع فلان فلان والعباس الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هؤلاء كما ذكروا في السؤال كما ذكروا في الايراد وكما ذكروا في الشكوى التي قدمت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهي علي ومثلها اسر ذلك بانه قدم صدقته وقدم زكاته وانه عجلها ومعنى ذلك انهم ما يدرون عن هذا الشيء فظنوا انه منعه وهو لم يمنعه لانه سبق ان قدم زكاته للحاجة اليها. ومن المعلوم ان الزكاة عند الحاجة اليها يجوز تقديمها. يجوز تقديمها عن وقتها وفسر بان الرسول عليه الصلاة والسلام آآ تحملها عنه وانه اه رفق به وانه اه اه قال فهي علي ومثلها اي هي علي ومثلها اها وآآ ثم قال عليه الصلاة والسلام مبينا عظيم شأن العم وعظيم منزلته ثم قال يا عمر اما شعرت ان عم الرجل يصن ابيه اما شعرت اي اما علمت انعم الرجل يسر ابيه صنه يعني مثله يعني في انه يحتاج الى تقديره وتعظيمه والاحسان اليه. وان لا يساء اليه. لان لانه صنو ابيه يعني مثله واصل السن النحل الذي يكون اصلها واحد لان النخل يكون عدد من النخل ثنتين او ثلاثة واربع في اصل واحد كلها تتفرع من اصل واحد وهذه صوان وغير صنوان كل واحد على حدة وغير سلوان كل نخلة على حذاء ليست متصلة بنخلة اخرى في اصلها. واما الصنوان فهي التي اتفق اصلها وتنوعت تنوع وتعددت وتنوع وتعددت فروعها واصلها واحد صنوان وغير صنوان بماء واحد ينغضب بعضه على بعضه في الاكل يعني انها آآ لها يزرعها عصر واحد او متفرقة كل واحدة لها اصلها ولا تجتمع مع غيرها في اصل وهذه الجملة الاخيرة التي هي قوله اما شعرت ان عمر رجل يحسن ابيه هذه من افراد مسلم ونشأت من رواية البخاري ليست من رواية البخاري وانما هي من افراد مسلم اما شعرت ان عم الرجل سن وابيه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم حفظكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بمن سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك