والسنة وذلك قد جاء في احاديث عديدة منها الحديث الذي فيه ان الرسول صلى الله وسلم لما قال يغفر للشهيد كل شيء بعد ذلك قال الا الدين سارني به جبريل انفا قال الامام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه شرح الصدور بتحريم رفع القبور فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن لم يفهم ولا لمن ولا لمن يفهم وان كان مقصرا ان يقول ان الحق ان الحق بيد من يقتدي به من العلماء ان كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فان ذلك جهل عظيم وتعصب ذميم وخروج من دائرة الانصاف بالمرة لان الحق لا يعرف بالرجال. بل الرجال يعرفون بالحق. وليس احد من العلماء المجتهدين والائمة بمعصوم فانه يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب. فيصيب تارة اخرى ولا يتبين صوابه من خطأه الا بالرجوع الى دليل الكتاب والسنة. فان وافقهما فهو نصيب وان خالفهما فهو مخطئ ولا خلاف في هذه الجملة بين جميع المسلمين اولهم واخرهم سابقا ولاحقهم كبيرهم وصغيرهم وهذا يعرفه كل من له ادنى حظ من العلم واحقر نصيب من العرفان. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا الكلام الامام الشوكاني رحمه الله فيه التقرير والتوضيح لكونه اهل الحق ليس مرتبطا باشخاص معينين يكون معهم دائما وابدا بل كل العلماء عرضة للخطأ والصواب والمجتهدون آآ اه اما مصيبون واما مخطئون والمجتهد المصيب له اجران والمجتهد المخطئ له اجر واحد ولا يجوز ان يدعى او يتعصب لاحد من من يكون متبوعا من الائمة ان يقال ان الحق معه ولو كان الدليل مع غيره لنلحقه بالدليل كما كان معه الدليل فهو صاحب الحق. ومن دل والقول الذي يدل عليه الدليل هو الحق الذي لا ريب فيه. فلا يجوز ان يتعصب لاحد من الناس بان يقال ان القول قوله ولو كان الدليل مع غيره لان ما كان الدليل معه فالحق هو فهو الذي يكون معه الحق. من كان الدليل معه فانا معه الحق لان الحق انما يعرف بالدليل. ويعرف يثبت بالدليل. ويعرف بدليل الكتاب والسنة ولا يعرف الحق بالرجال وانما يعرف الرجال وانما الرجال هم الذين يعني اه اه لا بالرجال وانما الرجال هم الذين يعرفون بالحق. يعني حيث يكون الحق معهم يكونوا معروفين. لكن لا يقال ان الحق معهم وانه لا يعرف الا بهم وانما الرجال هم الذين يعرفون بالحق ولا يتعصبوا لاحد من الناس وهذا شأن آآ العلما من لدن الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم كل يكون عنده شيء من العلم ويخفى عليه شيء وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث اصحابه في المجالس المختلفة فيسمع حديثه من يكون حاضرا من كان غائبا عن ذلك المجلس فانه لا يعلم تلك السنة الا اذا سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس اخر او سمعها من احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين سمعوا هذه السنة منه. ولهذا لا يقال ان آآ في التعصب لاحد من الناس انه لو كان في المسألة دليل او لكان الدليل صحيحا لا لا لما خفي عن الامام لان هذا من التعصب المذموم هذا من التعصب المذموم. ومعلوم ان الامام لا يحيط بكل شيء آآ آآ يظهر له ما يظهر ويخفى عليه من والرسول صلى الله عليه وسلم بين ان المجتهدين ينقسمون الى قسمة الثنائية التي هي مجتهد مصيب ومجتهد مخطئ وعلى هذا فلا يجوز التعصب لاحد من الائمة ولا من العلماء من اي اي واحد من العلماء لا يتعصب له يقال ان الحق معه او ان الحق معه دائما فان البشر آآ شأنهم ان الواحد منهم يصيب ويخطئ وقد قال الامام مالك رحمة الله عليه كل احد يؤخذ من قوله ورد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه هو المعصوم الذي الذي يقبل كل قوله ولا يرد شيء منه واما غيره فمن كان الدليل معه قبل ومن لم يكن معه الدليل فانه آآ اه يترك القول العاري عن الدليل ويعول عنه قول الذي دل عليه الدليل لان هذا هو مقتضى ما ترشد اليه نصوص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم ومن لم يفهم هذا ويعترف به فليتهم نفسه وليعلم انه قد جنى على نفسه بالخوض فيما ليس من شأنه والدخول فيما لا تبلغ اليه قدرته ولا ينفذ فيه فهمه؟ آآ الانسان يعني اذا لم يفهم هذه الحقيقة وهذا المعنى عليه ان يتهم نفسه وان الخلل جاءه من التقصير والقصور الذي حصل له وآآ آآ ان من كان معه الدليل هو الذي يكون اسعد بالحق وهو الذي يعول على ما كان عنده ما دام ان معه فيرجع الى كتب العلم للوصول الى الحق والاستعانة بهم في الوصول الى الحق. وقد لان المعول عليه الدليل وليس المعول عليه اه اشخاص معينين لان الحق لا يكون مع احد دائما وابدا الا مع الله صلى الله عليه وسلم. اما غيره فانه يصيب ويخطئ. واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير الناس واسبق الناس الى كل خير واحرص الناس على كل خير وتأتي القضية ثم لا يكون عندهم او عند احد منهم الدليل فيها حتى يسأل اصحاب رسول صلى الله عليه وسلم من عنده آآ منهم علم فيها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا وصله آآ العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عول عليه واخذ به. واذا كان هذا شأن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغيرهم من باب اولى من باب اولى وقد كانت المسألة تحدث في زمان ابي بكر رضي الله عنه فلا يكون عنده علم فيها ليس له عنده علم من السنة فيها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فيسأل فيسأل الصحابة وكذلك القضية تحصل عند عمر فيسأل الصحابة وهذا يعني يدل على ان المعول عليه الدليل وانه يبحث عنه وانه لا يتعصب لاحد من العلماء كائنا من كان وان من لم يفهم هذا المعنى ومن لم يلتزم الاعتدال والانصاف فان عليه ان ينتهي نفسه ان يتهم نفسه ومن خاض في ذلك بغير علم ومن اه اه تعصب للاشخاص هو رد السنن لانها لم تأتي عن طريق ذلك العالم بدعوى انه لو كان صحيحا ما خفي عليه فان من حصل منه ذلك انما يكون قد جنى على نفسه اذا ادخل نفسه في شيء لا قبل له به. نعم وعليه ان يمسك قلمه ولسانه ويشتغل بطلب العلم. ويفرغ نفسه لطلب علوم التي يتوصل بها الى معرفة الكتاب والسنة وفهم معانيهما. يعني من يكون كذلك من المقلدين ومن المتعصبين او غير المتعصبين ولكن ليس عنده القدرة على فهم النصوص وعلى الوصول الى النصوص فان عليه ان يتعلم لان العلم بالتعلم. العلم انما يكون بالتعلم فعليه ان يتعلم وان يجتهد في حتى يتمكن من معرفة الحق والوصول اليه. ويفرغ نفسه لطلب علوم الاجتهاد التي يتوصل بها الى معرفة الكتاب والسنة وفهم معانيهما والتمييز بين دلائلهما ويجتهد في البحث في السنة وعلومها حتى يتميز عنده صحيحها من سقيمها ومقبولها من مردودها وينظر في كلام الائمة الكبار من سلف هذه الامة وخلفها حتى يهتدي بكلامهم الى الوصول الى مطلوبه. آآ المعول عليه الكتاب والسنة. وعلى الانسان يرجع الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو يرجع الى كتب التفسير المعنية بالاثر والتي هي تفاسير اهل السنة والجماعة مثل تفسير تفسير ابن كثير التفسير البغوي وتفسير الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي وغيرها من التفاسير التي هي من تفاسير اهل السنة عليك ان يعتني بها وان يرجع اليها وان يعرف آآ ما قاله الصحابة وما قاله التابعون في آآ في في اه تفسير كلام الله عز وجل وكذلك يرجع الى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. واه اه يحرص على معرفة ما يقبل وما يرد وما يثبت وما لا يثبت وما يعول عليه وما لا يعول عليه من الاحاديث فما كان ثابتا فانه يأخذ به وما كان ضعيفا وغير ثابت فانه لا عليه فمن اهم المهمات في هذا الباب معرفة ما يثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لان المعول عليه في ذلك انما هو ما كان ثابتا اما ما كان ضعيفا ولم يثبت عن رسول صلى الله عليه وسلم فانه لا يعول عليه. ايش اخر الكلام؟ اخر الكلام وش هو؟ ايش قال؟ ويجتهد في البحث في السنة وعلومها حتى يتميز عنده صحيحها من سقيمها ومقبولها من مردودها. وينظر في كلام الائمة الكبار من سلف هذه الامة وخلفها حتى يهتدي بكلامهم الى الوصول الى مطلوبه. ويهتدي بكلام الائمة من علماء اهل السنة في البحث في الوصول الى الحق ويستعين بما كتبوه وبما دونوه في معرفة الحق. ولا يعرظ عن كتب العلماء. ويستغني عنها. سواء كانت كتب المحدثين وما يأتي منهم من شروح في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وكذلك ككتب الفقهاء بل يرجع الى كتب الحديث والى كتب الفقه والمقصود من ذلك ان يستعين في ذلك بالوصول الى معرفة الحق. لا ان يرجع الى كتب اهل العلم او يتعصب لاحد منهم ويجفو في حق غيره بل عليه ان يكون منصفا جدلا يوقر الجميع ويحب الجميع ويثني على الجميع ويحرص على معرفة الدليل مع مع مع توقير مع توقيرهم وتعظيمهم ومحبتهم والدعاء لهم فلا يغلو ولا يجفو لا يجفو فيقول لسنا بحاجة الى كلامهم ولا يغلو بان يقول ان العالم الفلاني هو الذي حق وهو الذي لا يخفى عليه الحق واذا كان في المسألة دليل ولم يكن عند ذلك الامام يقول له كان صحيحا ما خفي على الامام فان هذا قول باطل وهذا زعم خاطئ بل كل عالم يخطئ ويصيب. وابن القيم رحمه الله ظرب مثلا في اخر كتابه الروح رجوع الى العلم والاستفادة من علمهم للوصول الى الحق. والاستعانة بما عندهم للوصول الى الحق. فاذا وصل اليه استغنى به عن غيره وقبل ان يصل اليه هو بحاجة الى الرجوع الى كلام العلماء والى آآ كتب الحديث والى كتب الفقه للوصول الى الحق واذا وصل اليه فانه يعض عليه ويستمسك ويعمل به ويعول عليه وابن القيم رحمه الله لهذا مثلا قال مثل النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر الى جهة القبلة والى غيرها من المقاصد التي يقصدها الناس في الفلوات فانهم يستعينون بالنجوم على معرفة قصدهم وعلى معرفة القبلة. وعلى معرفة القبلة. من مطالع النجوم ومغاربها. يستعين الانسان على الوصول الى قصده سواء كان معرفة جهاز القبلة او او الوجهة التي يؤمها ويريدها والتي هو مسافر اليها يستفيد بالنظر في النجوم. قال ابن القيم رحمه الله وهذا الذي آآ وقد اوضح ابن القيم رحمه الله ان ان الانسان عندما يعني يستعين بمعرفة الهجوم الى جهة القبلة هذا حيث يكون في فلاة ولا يكون آآ متمكنا من معرفتها فانه ينظر في النجوم ومطالعها ومغاربها فاذا وصل الى الكعبة وصار تحتها فانه بعينيه ويبصرها ولا يحتاج الى ان ينظر في السماء وفي النجوم من اجل ان يعرف القبلة لان القبلة امامه والكعبة امامه ولا في الذي يحتاج اليها اي الى معرفة جهتها من يكون في فلاس او يكون في بحر فيستفيد بالنظر في النجوم الى معرفة جهة القبلة. فاذا وصل الى الكعبة وصار تحتها استغنى عن الاستدلال بالنجوم على الكعبة لانه وصل الى الكعبة ووصل تحتها. فكذلك الانسان الذي يستعين بالعلماء وبكتاباتهم وبما دونوه الى معرفة الحق فانه اذا اذا وصل الدليل واهتدى الى الدليل فانه يستغني عن اقوال العلماء كما يستغني من انا وصل الى الكعبة وصار تحتها فانه لا يحتاج الى معرفة الى النظر في النجوم من اجل ان يعرف القبلة لانه قد وصل اليها فكذلك من وصل الى الدليل ومن انتهى الى الدليل وذلك برجوعه الى كلام اهل العلم فانه بوصوله اليه ينتهي اليه ويعول عليه ويستغني عن آآ كلام العلماء الذي ليس عليه دليل لانه وفر بالدليل الذي يكون عليه التعويل والذي يكون هو العمدة والمعول عليه في ذلك. نعم فانه ان لم يفعل هذا وقدم الاشتغال بما قدمنا ندم على ما فرط منه قبل ان يتعلم هذه علوم غاية الندم وتمنى انه امسك عن التكلم بما لا يعنيه وسكت عن الخوض فيما لا يدريه وما احسن ما ادبنا به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما صح عنه من قوله رحم الله امرأ قال خيرا او صمت وهذا في الذي تكلم في العلم قبل ان يفتح الله عليه بما لا بد منه. وشغل نفسه بالتعصب للعلماء وتصدر للتصويب والتخطئة في شيء لم يعلمه. ولا فهمه حق فهمه. لم يقل خيرا ولا صمت. يعني ان الانسان اه اه يشتغل بالعلم ويأتي العلم من ابوابه وينظر في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام اهل العلم حتى يصل الى الدليل وحتى يقف على الدليل فيعول عليه وهذا هو الاساس الذي يجب ان يكون عليه العبد والا فانه يكون اه جنى على نفسه وابر بنفسه لانه آآ قلد الرجال وتعصب لهم آآ من كان معه الدليل منهم لم يأخذ بقوله لانه بنى آآ بنى رأيه وبنى ما عنده على التعصب لاشخاص فمن كان الدليل فاذا كان الدليل معهم قبله واذا كان مع غيرهم فانه لا يقبله ويقول لو كان ثابتا او لو وكان صحيحا لم يخفى على الامام ولا شك ان هذا من اه ان هذا في غاية في غاية البطلان. نعم الرسول صلى الله عليه وسلم قال يعني في الحديث المتفق على صحته من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ما كان ولا يفرق بين الكتاب والسنة فيعول على ما جاء في الكتاب دون ما جاء في السنة بل يعول على الجميع ويتبع ما آآ في هذا وفي هذا وآآ وآآ امر آآ الرسول يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. يعني معنى ذلك ان الانسان يتكلم بعلم. والا فان تليق به هو المطلوب منه الصمت والسكوت والا يتكلم بغير علم ومن حسن ومن حسن الترك ماذا يعنيه؟ فيعني الانسان معرفة الحق والكلام فيه واذا لم يكن من اهله ولم يكن متمكنا وانما كان مقلدا متعصبا يعول على كلام الرجال ويتهمهم النصوص ويقول ان لو كانت ثابتة او لو كانت صحيحة لما خفيت على الامام ان هذا من التعصب المذموم والتعصب الباطل وانما الانسان يتكلم بعلم او يصمت لقوله صلى الله عليه وسلم ما كانوا بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وقال آآ آآ وقال آآ كذلك المصنف رحم الله امرئ قال قال يعني خير قال خيرا او او صمت وفي الالفاظ التي وردت اه رحم الله قال خيرا فغنم او سكت فسلم. نعم وهذا في الذي تكلم في العلم قبل ان يفتح قبل ان يفتح الله عليه بما لا بد منه. وشغل نفسه بالتعصب للعلماء وتصدر للتصويب والتخطئة في شيء لم يعلمه ولا فهمه حق فهمه. لم يقل خيرا ولا صمت فلم يتأدب بالادب الذي ارشد اليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ما قال خيرا ولا صمد. لان الانسان اما اما ان يقول خيرا او يصمت ومن كان كذلك فانه ما تأدب بهذا الادب وانما اقحم نفسه في امور لا قبل بها وليس من اهلها رحم الله امرءا عرف قدر نفسه وعني في نفسه آآ سعى لصلاحها وسعادتها ولم يدخل نفسه في امور لا قبل له بها. نعم واذا تقرر لك من مجموع ما ذكرناه وجوب الرد الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم بنص كتاب العزيز واجماع المسلمين اجمعين عرفت ان من زعم من الناس انه يمكن معرفة المخطئ والمصيب من العلماء من غير بهذه الطريق عند اختلافهم في مسألة من المسائل فهو مخالف لما في كتاب الله ومخالف لاجماع المسلمين اجمعين معرفة المصيب والمخطئ انما تعرف بموافقة الدليل ومخالفة الدليل. فما كان الدليل معه ومن كان الدليل ليس معه هو المخطئ. وهذا واضح من نص رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله اذا الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد. فاذا اه الاصابة انما تكون اه للحق والخطأ انما يكون في اه اه عدم الوصول الى الحق وذلك لا يعرف الا بادلة الكتاب والسنة فمن كانت معه فما كان معه الدليل فهو المصيب ومن لم يكن معه الدليل فهو المقتل. نعم فانظر ارشدك الله اي جناية جنى على نفسه بهذا الزعم الباطل واي وقع فيها بهذا الخطأ الفاحش. واي بلية جلبها عليه القصور والتقصير. واي محنة شديدة ساقها اليه التكلم فيما ليس من شأنه. نعم لان الانسان اذا يعني لم يتكلم بعلم وانما تكلم بالهوى او بتعصب فانه يكون جنى على نفسه واضر بنفسه وذلك لانه اتى الامور من غير ابوابها وتعصب لاحد من الناس لا يجوز ان يتعصب له وذلك ان كل واحد من العلماء عرضة للخطأ والصواب ولا يسلم من الخطأ آآ ولا يسلم من الخطأ الا الرسل الكرام فهم المعصومون من الخطأ يعني في بيان الاحكام الشرعية وغيرهم يمكن ان يصيب الحق ويمكن ان يخطئه. وها انا اوضح لك مثال تالا لما ذكرناه من اختلاف بين اهل العلم. ومن كيفية الرد الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم ليتبين المصيب من المخطئ ومن بيده الحق ومن بيده غيره. حتى تعرف ذلك حق معرفته. ويتضح لك كغاية الاتظاح فان الشيء اذا ضربت له الامثلة وصورت له الصور بلغ من الوضوح والجلاء الى غاية لا فمعها على من له فهم صحيح وعقل رجيح. فضلا عن من له في العلم نصيب. وفي العرفان حظ ولنجعل هذه المسألة التي جعلناها مثالا لما ذكرناه وايضاحا لما امليناه. هي المسألة التي لهج بالكلام فيها اهل عصرنا ومصرنا خصوصا في هذه الايام لاسباب لا تخفى. هذا الذي ذهب كله تمهيد لهذه الغاية والكلام في هذه المسألة التي اراد الكلام فيها وهي تحريم رفع القبور. وكل ما مضى بيان الطرق او السبيل الذي يوصل به الى الحق وذلك بالبحث في الادلة بين الكتاب والسنة وان اي خلاف يفصل فيه بالرجوع اليهما فمن كان الدليل معه فهو المحق ومن خلا جانبه من الدليل فانه يكون مخطئا لكن كما عرفنا الخطأ اذا كان مع اجتهاد فصاحبه مأجور غير مأجور له اجر واحد على اجتهاده وخطأه غير وخطأه مغفور وان قال فانه يحصل اجرين اجرا على اجتهاده واجرا على اصابته. اذا هذه القاعدة وهذا المنهج الصحيح القويم الذي قرره الامام الشوكاني رحمه الله وهو ان اختلاف العلماء ومعرفة الحقوق منهم المخطئ انما يعرف بالنظر في الادلة وبالنصوص الشرعية فما كان الحق معه فما كان الدليل معه فانه هو المصيب ومن لم يكن الدليل معه فانه الذي جانبه الصواب وحصل له وحصل له الخطأ. نعم. وهي مسألة رفع القبور والبناء عليها كما يفعله الناس من بناء المساجد والقباب على القبور. فنقول اعلم انه قد اتفق الناس سابقهم ولاحقهم واولهم واخرهم من لدن الصحابة رضي الله عنهم الى هذا الوقت ان رفع القبور والبناء عليها بدعة من البدع التي ثبت النهي عنها واشتد وعيد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاعلها كما يأتي بيانه. ولم يخالف في ذلك احد من المسلمين اجمعين لكنه وقع للامام يحيى ابن حمزة مقالة تدل على انه يرى انه لا بأس بالقباب والمشاهد على قبور الفضلاء. ولم يقل بذلك غيره. ولا روي عن احد سواه. ومن ذكرها من في كتب الفقه من الزيدية فهو جري على قوله واقتداء به. ولم نجد القول بذلك لاحد ممن عاصره او تقدم عصره عليه لا من اهل البيت ولا من غيرهم. وهكذا اقتصر صاحب البحر هذا الخلاف الذي او المسألة الخلافية التي اشار اليها هي في الحقيقة لا تعتبر خلافا لانها ما دام ان العلماء هم الذين الصحابة الى زمن الشوكان لم يقل احد بانه يبنى على القبور الا شخص واحد من الزيدية يحيى بن حمزة فان هذا لا يؤثر لا عبرة به ولا قيمة له. اولا شخص واحد اخطأ وجانب الصواب. والعلماء جميعا على خلافه العلماء جميعا على خلافه من لدن الصحابة يعني الى زمن الشوكاني الذي يتحدث يعني فيه عن هذه المسألة هو تقريرها وبيان الحق فيها فهو يقول ان الخلاف اذا وجد فانه فيه الى معرفة الدليل ومن كان الدليل معه فهو المحق ومعلوم ان الدليل انما هو واظح جلي في تحريم البناء على القبور وتحريم اتخاذها مساجد هذا هو الذي ثبتت به الاحاديث والاحاديث المحكمة التي لا تقل النسخ بحال من الاحوال لانها كانت في اخر زمانه عليه الصلاة والسلام لم يعش بعد قولها بعد قوله اياها مدة حتى يمكن ان يكون هناك مجال للنصح فهي محكمة غير منسوخة ابن القيم والشوكاني الله يريد ان يبين ان هذا الخلاف بين العلماء وبين يحيى بن حمزة انه يرجع في ذلك الى الدليل والادلة مع العلماء سوى يحيى ابن حمزة وهي النصوص المتواترة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم رفع القبور والبناء عليها. لكن اه اه كما اسلفت واشرت بالامس الى ان ابن كثير رحمه الله ذكر في تفسيره عند قول الله عز وجل ولا تأكلون ما لم يذكروا اسم الله ان من قاعدة بن جرير وطريقة بن جرير انه اذا كان المخالف في المسألة واحد او اثنان فانها تكون مسألة اجماعية فانها من مسائل الاجماع. وعلى هذا فمخالفة يحيى ابن حمزة وهو شخص واحد لا تؤثر وايضا ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح ان مخالفة الزيدية لا تؤثر في الاجماع وهذا الذي خالف في المسألة هو شخص واحد هو من الزيدية. اذا لا يؤثر ذلك على الاجماع. ثم ان الشوكاني قال من ذكر هذه المسألة بعد يحيى بن حمزة حاكيا كلامه فان هذا لا يؤثر ولا يقال ان انه خالف فيها فلان وفلان لان مجرد حكاية شيء لا يدل على اثباته وعلى تقريره. ولو ان انسانا آآ آآ اثبته وقال اه بقول يحيى ابن حمزة واستدل على ذلك بمثل دليله فان فانه يكون مثل يحيى ابن حمزة يعني مخالف للادلة ومخالف لما ثبت بنصوص السنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يلتفت الى كلامه ولا يعول على كلامه وانما يعول على نصوص الكتاب والسنة وهذه المسألة النصوص فيها متواترة ومحكمة غير منسوخة لا تقبل النسخ بحال من الاحوال. نعم وهكذا اقتصر صاحب البحر الذي هو مدرس كبار الزيدية ومرجع مذهبهم ومكان البيان لخلافهم في ذات بينهم وللخلاف بينهم وبين غيرهم بل اشتمل على غالب اقوال المجتهدين وخلافاتهم في المسائل الفقهية وصار هو المرجوع اليه في هذه الاعصار وهذه الديار لمن اراد معرفة الخلاف في المسائل واقوال القائلين باثباتها او نفيها من المجتهدين فان صاحب هذا الكتاب الجليل لم ينسب هذه المقالة اعني جواز رفع القباب والمشاهد على قبور الفضلاء الا الى الامام يحيى وحده. فقد قال ما نصه؟ مسألة. قال الامام يحيى لا بأس بالقباب والمشاهد على قبور الفضلاء والملوك لاستعمال المسلمين ولم ينكر. انتهى يعني ان هذه المسألة حكاها صاحب البحر الذي هو عمدة عند الزيدية ولم يعزفوا الا الى يحيى ابن حمزة وذكر دليله ان استعمال المسلمين له ولم ينكر. وهذا الدليل غير مسلم وكونه لم ينكر هذا غير صحيح بل بل هو منكر وقد انكر وقد انكر ووضح حكمه كما سيذكر الشوكاني ذلك رحمه الله نعم فقد عرفت من هذا انه لم يقل بذلك الا الامام يحيى وعرفت دليله الذي استدل به وهو استعمال المسلمين مع عدم النكير. ثم ذكر صاحب البحر هذا الدليل الذي استدل به الامام يحيى في الغيث واقتصر عليه ولم يأت بغيره. فاذا عرفت هذا تقرر لك كان هذا الخلاف واقع بين الامام يحيى وبين سائر العلماء من الصحابة والتابعين ومن المتقدمين من اهل البيت والمتأخرين ومن اهل المذاهب الاربعة وغيرهم ومن جميع المجتهدين اولهم واخرهم. هذا تقرير جيد وبيان واضح كونه يقول ان هذا الخلاف واقع بين يحيى ابن حمزة فقط وبين سائر العلماء من الصحابة والتابعين واتباعهم في العصور المختلفة الى زماننا الخلاف واقع بين شخص واحد من الناس وبين العلماء كلهم من اولهم الى اخرهم في هذه الفترة الطويلة لم يأتي عن احد عن احد سواه. لم يأتي عن احد سواه. واذا فمجرد هذه بين شخص من الناس وبين الصحابة ومن جاء بعدهم من العلماء واضح في سقوط هذا القول وفي ظعفه لا سيما انه مبني على آآ امر غير صحيح من جهة انه المسلم يستعمله في المنكر فانه قد انكر وقد بين العلماء حكمه وكانوا يرون الاحاديث من لدن الصحابة وعلى مر الدهور والعصور و كله في ذلك تقرير انكاره وتقرير ان هذا حكم شرعي ثابت غير منسوخ وهو تحريم البناء على القبور وتحريم رفعها واتخاذها آآ مساجد فهو تقرير واضح ومقابلة بينة بين شخص من في اخطاء وبين العلماء على مختلف عصورهم. نعم. ولا يعترض هذا بحكاية من حكى قول الامام يحيى في مؤلفه ممن جاء بعده من المؤلفين فان مجرد حكاية القول لا يدل على ان الحاكي يختاره ويذهب اليه. فان وجدت قائلا ممن جاء بعده من اهل العلم يقول بقوله هذا ويرجحه فان كان مجتهدا كان قائلا بما قاله الامام يحيى ذاهبا الى ما ذهب اليه بذلك الدليل الذي استدل به وان كان غير مجتهد فلا اعتبار بموافقته لانها انما تعتبر اقوال المجتهدين لا اقوال المقلدين. لما ان المقابلة حصلت بين الامام يحيى من الزيدية وبين الصحابة والتابعين واتباعهم ومن العلماء في مختلف الى زمن الشوكاني لما قرر هذا قال لا يعترض على هذا بكونه يعني لم يخالف الا يحيى ابن حمزة اللي كون بعض المؤلفين من الزيدية ذكروه في كتبهم وحكوه في كتبهم قال ان مجرد حكاية للقول لا يدل على انه يقول به وانما يبين الشيء الذي قد حصل والشيء الذي قد وقع وان يحيى بن حمزة قال فلا يقال ان الذين حكوا كلامه من اه من الزيدية انهم قولهم قوله وانما هو مجرد حكاية ثم قال واذا كان احد من اهل العلم ومن عنده تمكن في العلم رأى هذا الرأي فانه يقال فيه ما قيل في يحيى ابن حمزة انه حصل منه قول آآ جاءت الادلة بخلافه وجاء آآ اه عن الصحابة ومن بعدهم من التابعين ما يخالفه فاذا هذا الذي اه اه حصل من نقل كلام يحيى ابن حمزة من الزيدية هؤلاء الذين نقلوه لا يقال انهم اه يضافون اليه وانهم مخالفون لان هؤلاء مجرد آآ حاكيم للذي قد حصل من يحيى ابن حمزة فلا يقال انهم مخالفون واما ان حصل هذا من عالم ومن مجتهد وقرر ذلك فانه يقال فيه ما قيل هي في حمزة انه يعول على الدليل والدليل ليس موجودا مع هؤلاء وانما هو موجود مع العلماء في مختلف العصور والدهور وهو تحريم ذلك ووجود ذلك وورود ذلك من نصوص الكثيرة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا اردت ان تعرف هل الحق ما قاله الامام يحيى او ما قاله غيره من اهل العلم فالواجب عليك رد هذا الاختلاف الى ما امرنا الله بالرد اليه وهو كتاب الله وسنة رسوله فان قلت بين لي العمل في هذا الرد حتى تتم الفائدة. ويتضح الحق من غيره. والمصيب من المخطئ في هذه المسألة قلت افتح لما اقوله سمعا واشحذ لها فهما واشحذ له فهما وارهف له ذهنا وها انا اوضح لك الكيفية المطلوبة وابين لك ما لا يبقى عندك بعده ريب ولا يصاحب ذهنك وفهمك عنده فاقول قال الله سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فهذه الاية فيها الايجاب على العباد بالائتمان بما امر به الرسول صلى الله عليه واله وسلم والاخذ به. والانتهاء عما نهى عنه صلى الله عليه عليه واله وسلم وتركه. وقال الله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ففي هذه الاية تعليق محبة الله الواجبة على كل عبد من عباده باتباع رسوله صلى الله عليه واله وسلم. وان ذلك فهو المعيار الذي يعرف به محبة العبد لربه على الوجه المعتبر. وانه السبب الذي يستحق به العبد ان يحبه الله قال الله سبحانه من يطع الرسول هذه الاية قل ان كنتم تحبون الله فتبينوا يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم الله غفور رحيم هذه يسميها بعض العلماء اية الامتحان والاختبار وهي ان من يدعي محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فعليه ان يقيم البينة على ذلك والبينة هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام هذه هي البينة. فاذا الحق اه يكون في ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهذه المسألة اذا رجع الانسان فيها الى السنة وجد الاحاديث المتواترة في ذلك عن رسول الله صلى الله وسلم وهي واضحة جلية في تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد فهو ثابت بالاحاديث المتواترة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فاذا الرجوع انما هو الى الدليل وبالرجوع الى الدليل يتبين ان النصوص آآ متواترة وواضحة جلية في تحريم ذلك والمنع منه نعم وقال الله سبحانه من يطع الرسول فقد اطاع الله ففي هذه الاية ان طاعة الرسول طاعة لله وقال ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فاوجب هذه السعادة لمن اطاع الله ورسوله. وهي ان يكون مع هؤلاء الذين هم ارفع العباد درجة عنده واعلاهم منزلة. وقال ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الان انهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده. يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين. وقال سبحانه ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون وقال سبحانه اطيعوا الله واطيعوا الرسول. وانزل الله على رسوله ان يقول فاتقوا الله واطيعوه والايات الدالة على هذا المعنى في الجملة اكثر من ثلاثين اية. يعني التي فيها طاعة طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وان الرد انما هو الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهي الفيصل وهي المعول الذي يعول عليه في معرفة ما يكون مقبولا من الاقوال وما يكون مردودا وهذا او بناء على هذا يكون المقبول جاءت النصوص دالة عليه وهو قول العلماء ما عدا يحيى ابن حمزة ويكون قول يحيى ابن حمزة المنفرد به الذي لم يشاركه فيه غيره هو القول المردود. نعم. ويستفاد من جميع ما ذكرناه ان ما امر به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونهى عنه كان الاخذ به واتباعه واجبا بامر الله سبحانه وكانت الطاعة لرسوله الله في ذلك طاعة لله وكان الامر من رسول الله امرا من الله. الامر من رسول الله صلى الله عليه وسلم امر من الله الرسول اذا امر بامر فهو امر من الله. لان الله تعالى يقول وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا فالذي ينظر به الرسول عليه الصلاة والسلام الله تعالى يأمر بالاخذ به. هو الذي ينهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الله تعالى ينهى عن الاخذ به ونهي الرسول هو من الله. وامر الرسول صلى الله عليه وسلم هو من الله. لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى والسنة وحي من الله. السنة وحي من الله. كما ان القرآن وحي من الله الا ان القرآن متعبد بتلاوته والعمل به واما السنة فمتعبد بالعمل بها فالقرآن والسنة يجب الاخذ بهما ويجب العمل بما جاء فيهما هو من امر الله عز وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله سبحانه وتعالى وقد جاءت الاحاديث دالة على ان السنة انما هي من الله عز وجل وليست من النبي صلى الله عليه وسلم بل النبي مبلغ ما امر بتبليغه من الكتاب الا الدين سارني به جبريل انفا. يعني جبريل جاء ونزل واخبره بان الدين لا يغفر لانه حق للناس. وان غير ذلك انه يغفر. فاذا قوله الا الدين سارني به جبريل يعني معناه وحي ان جاء من الله ليس هذا كلاما من عند النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو من عند الله وهو يحي اوحاه الله عز وجل وهو نص واظح وكذلك من النصوص الاخرى الدالة على ان السنة هي من الله كما ان القرآن من الله. وسنوضح لك ما عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غير حديث النهي عن رفع القبور والبناء عليها ووجوب تسويتها وهدم ارتفع منها ولكنا هنا نبتدأ بذكر اشياء في حكم التوطئة والتمهيد لذلك. ثم ننتهي الى ذكر ما هو المطلوب حتى يعلم من اطلع على هذا البحث انه اذا وقع الرد فيما قاله الامام يحيى وما قاله غيره في القباب والمشاهد الى ما امر الله بالرد اليه وهو كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم كان في ذلك ما يشفي ويكفي ويقنع ويغني ويغني ذكر بعضه. فضلا عن ذكر جميعه. وعند ذلك يتبين لكل من له فهم ما في رفع القبور من الفتنة العظيمة لهذه الامة ومن المكيدة البالغة التي كادهم الشيطان بها وقد كاد بها من كان قبلهم من الامم السالفة كما حكى الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه العزيز. وكان اول ذلك في قوم نوح قال الله سبحانه قال نوح الرب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال جماعة من السلف الصالح ان يغوث ويعوق ونسرى كانوا قوما صالحين من بني ادم وكان لهم اتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال اصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم لو صورناهم كان اشوق لنا الى العبادة اذا ذكرناهم فصوروهم فلما وجاء اخرون دب اليهم ابليس فقال انما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم ثم عبدتهم العرب بعد ذلك وقد حكي معنى هذا في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني هذا يبين فيه رحمه الله ان عبادة القبور والغلو فيها والغلو في اصحاب القبور والغلو في الصالحين اصله واساسه ما حصل من قوم نوح. فان فانه آآ كان هناك اناس صالحون فلما ماتوا يعني جاءهم الشيطان وقال لو صورتموهم حتى تتذكروا عباد وتتذكر صلاحهم فيكون ذلك حافزا لكم على ان آآ تعبدوا الله عز وجل وان يكون ذلك دافعا لكم الى العبادة لان الشيء بالشيء يذكر وانتم آآ يبقى عندكم صور هؤلاء يكون ذلك مدعاة الى ان تتذكروهم وتعبدوا الله عز وجل كما كانوا يعبدونه. ثم لما طال الامد جاءهم الشيطان وقال ان هذه الصور انما صورت ليرجع الى اهلها وليطلب منهم وليستغاث بهم وليدعوا وما الى ذلك من مكائد ابليس التي كاد بها الناس حتى عبدوا غير الله مع حتى عبدوا غير الله مع الله. اه اه فكذلك يعني هذا الذي حصل فيما يتعلق بالفتنة في القبور انما حصل آآ من اجل آآ ان انه قد آآ يكون في اول الامر اه يبنى على الميت اه مسجد او يدفن مسجد ميت في مسجد اه على اعتبار ان الذي فعل ذلك اراد ان اه يعني يكون اه في مكان قريب وفي مكان يعني يمكن ان يزوره ويأتي اليه في اي وقت شاء وبعد مضي الاوقات ومضي السنين يأتي الشيطان ويقول انما هذا الفعل من اجل ان يتخذوا وسائط بين الناس وبين الله ومن اجل ان اه يطلب منهم قضاء الحاجات وكشف الكربات فتكون النهاية الوقوع في الشرك كما حصل قوم نوح الذين كانوا صوروا الصور من اجل يتذكروا اه عبادتهم فيعبدون الله بذكرهم ثم بعد مدة تغير الحال وتمكن الشيطان من التسويل لهم بان يعبدوهم وان يستغيثوا بهم وان يطلبوا منهم قضاء الحاجات وكشف الكربات. نعم. وقال قوم من السلف ان هؤلاء كانوا قوما صالحين من قوم نوح. فلما ماتوا وعكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيره عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وذكرت له ما رأت فيها من الصور. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اولئك قوم اذا مات فيهم العبد الصالح او الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله هذا وسيلة الى الشرك يعني كونه يبنى على الميت يعني مسجد او يبنى عليه بناء هو ليس في حد ذاته شرك وانما هو لان تعظيمه بهذه الطريقة يعني يؤول الامر الى ان يقال انه ما عمل له هذا تعظيم وما حصل له هذا التوقير والاحترام والاكرام الا لكونه لان له لان له شأنا بحيث ينفع ويضر يستغاث به ويتوسل به فتكون النتيجة والنهاية عبادته وصرف حق الله عز وجل الذي لا يجوز صرفه عنه آآ وذلك بصرفه عنه الى غيرهما المخلوقين الذين كانوا بعد ان لم يكونوا. نعم. واخرج ابن جرير في تفسير قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى؟ قال كان يلت السويق للحاج. فمات فعكفوا على قبره. وفي صحيح مسلم عن جدب ابن عبد البجلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قبل ان يموت بخمس يقول الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك في الصحيحين من حديث عائشة ان ان ان الامم السابقة يعني كانوا يفعلون هذه الافعال من اجل تعظيم يعني اصحاب يعني تعظيم هؤلاء الصالحين منهم ولكن الامر يؤول الى عبادتهم وصرف حق الله اليهم وان كان في اول الامر انما يحصل يعني آآ فعل هذا المنكر الذي هو بدعة ولكنه في النهاية واخر الامر يؤول الى الشرك. وحديث جندي ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه هذا الذي في صحيح مسلم. وآآ الذي يقول فيه اه اه الا وانما كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مصالحهم مساجد. وهنا في صحيح مسلم فيه وصالح ليست القضية خاصة بالانبياء الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد الا فلا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وهذا اه في غاية الوضوح والجلاء في بيان في النهي وبيان التحريم لانه جاء من جهات ثلاث هذا الحديث عن جند بن عبد الله رضي الله عنه جاء فيه النهي عن اتخاذ القبور مساجد من ثلاثة وجوه الوجه الاول قوله الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبورهم بياها وصالحين مساجد. وهذا بيان ان هذا قد وقع والمقصود منه تحذير الا تفعل الامة مثل ما فعلوا. ثم انه اتى بالنهي في قوله الا فلا تتخذوا قبور مساجد الا فلا تتخذوا قبور مساجد. ثم اتى بالكلام الذي هو خبر وهو بلفظ النهي مؤكدا بان بقوله فاني انهاكم عن ذلك. فاني انهاكم عن ذلك. لو لم يأتي فاني عن ذلك لكان قوله الا فلا تخذوا قبور مساجد كافية. ولكن هذا من كمال نصحه وكمال بيانه وشفقته على امة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال هذا الكلام قبل وفاته بخمس ليالي فقط. قبل قبل وفاته بخمس ليالي لان جريمة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس يقول الرسول صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين وقال هذا الكلام يوم الخميس او يوم الاربعاء. في مرض موته صلى الله عليه وسلم. ثم في حال نزعه ايضا اكد ذلك بقوله لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد يعني وهو بذلك يحذر الامة ان تصنع مثل ما صنعوا فهذا كله يبين يبين لنا ان المسألة فيها النصوص واضحة جلية ومحكمة لا تقبل النسخ بحال من الاحوال لان النبي صلى الله عليه وسلم قالها ومات ولم يعش بعد ذلك حتى يكون هناك مجال للنصر. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين