بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد الحديث الثالث والعشرون عن ابي ما لك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد في هذا الحديث الثالث والعشرون من احاديث من احاديث الاربعين النووية. وحديث ابن مالك رضي الله عنه هو حديث عظيم اشتمل على جمل عديدة اولها قولها طهور شطر الايمان وطهور المقصود به التطهر لان كلمة الطهور تأتي مفتوحة الطاء وتأتي مضمومة فاذا كانت مفتوحة فالمقصود بها الماء المستعمل للوضوء وللطهارة الماء المستعمل للطهارة واذا كانت مظلومة فالمقصود بها نفس الاستعمال. وكل انسان يغسل وجهه يتمضمض ثم يغسل وجهه ثم يغسل يديه الى المرفقين وهكذا فان العملية هذه يقال لها طهور بضم الطاء واما نفس الماء الذي يستعمل للطهارة فانه يكون بفتح الطاء قال الطهور شطر الايمان اطهر شطر الايمان لان الشطر يأتي بمعنى النصف يعني انه نصف الايمان ويعني وهذا يدلنا على على فضل الوضوء وعلى فضل الطهارة وقد جاء في بعض الاحاديث يعني بدل الطهور الوضوء ومعلوم ان الطهارة يعني اعم من الوضوء لانه الطهارة تكون بالماء وتكون بالتيمم وبدل الماء اذا فقد وسيقوم بالتيمم بدل الماء اذا فقد كله اقالة طهور. كل هذا يقال له يطلق عليه طهور. يعني هذا وهذا فرع عنه الذي هو التيمم فرع عن اه عن الوضوء الطهور شطر الايمان والحمد لله وطهور هذا يعني له كلمات تماثله الطهور الطهور والطهور الوضوء والوضوء السحور والسحور الوجور والاجور السعود والسعود يعني آآ آآ ما كان بالفتح فيها فانه للشيء المستعمل وما كان بالضم فانه لنفس الاستعمال بنفس الاستعمال الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان والحمد لله يعني هذا يدل على فضل التحميد. تحميد الله عز وجل وهو اثبات جميع المحامد واثبات جميع صفات الكمال لله عز وجل لان التسبيح والتحميد التسبيح تنزيه الله عز وجل عن كل نقص والتحميد وصفه بكل كمال وصفه بكل كمال والحمد لله والحمد لله تملأ الميزان وهذا يدلنا على وزن الاعمال وعلى اثبات الميزان قد توزن الاعمال يعني بالميزان والحمد لله تملأ الميزان يعني وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض يعني انه يعني يعني يقدر بان يكون لو كان جسما يكون يعني يشمل او في هذه هذا الحجم فانه يعني آآ فانه يكون يعني آآ ما بين السماء والارض ومعنى ذلك انه ثقيل عند الله تبين في الميزان عند الله عز وجل والصلاة نور الصلاة يعني نور للانسان يعني في قلبه ونور في وجهه ونور فيه في الهداية لان النور يعني يشمل ما كان نورا يعني حقيقيا يضيء طريقه امامه ويشمل ايضا ما كان يعني هداية وما كان يعني فيه الهداية لكل خير لان هذا نور لانه يقولونه لهذا جاء في الحديث الذي فيه يعني يدعى به في الذهاب الى المسجد لصلاة الفجر وقد اشتمل على اثنا عشر جملة اثنتا عشر جملة فيقول اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا واما نورا وخلفي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وفي نفسي نورا واعظم لي نورا في اثنعشر مرة وكلها فيها ذكر النور. وكلها ذكر النور. ومعلوم ان ان النور يشمل النور الحسي والنور المعنوي. النور الحسي الذي هو يعني شيء يضيق يضيق الطريق امامه وشيء معنوي وهو الهداية الهداية الى الصراط المستقيم والهداية فعل الخيرات نعم والصلاة نورا والصدقة برهان والصدقة برهان على على ايمان صاحبها وعلى برائته من البخل وعلى يعني براءته من الشح وهذا يا برهانا ودليل على ايمان صاحبها وعلى سلامته من البخل وسلامته يعني من آآ ان يحصل منه الشيء الذي آآ لا تحمد عاقبته نعم والصبر ضياء والصبر فيها يعني الصبر يعني ثلاث انواع صبر على طاعة الله وصبر عن معاصي الله وصبر على اقدار الله المؤلمة. وكل هذه تدخل تحت الصبر فصبر على طاعة الله يصبر الانسان على الطاعات ولو شقت على النفوس. ويصبر على المعاصي ولو مالت اليها النفوس ويصبر على اقدار الله المؤلمة يعني يرضى ويحتسب ولا يتسخط ولا يتضجر من الشيء الذي قدر الله عليه من الامور المؤلمة وانما يعني يسترجع ويقول انا لله وانا اليه راجعون ولا يحصل من التسخط والضجر من كوننا حصل له اي دليل على ايمان صاحبها وصدقه وذلك ان النفوس تشح بالمال. فمن نوقي شح نفسه وتصدق كان علامة على ايمانه ولان المنافق قد يصلي رياء ولا تسمح نفسه باخراج الصدقة لبخله وحرصه على المال الصبر على طاعة الله ولو شقت عن النفوس وقد جاء عن حفت الجنة بالمكاره. يعني الطريق الى الجنة فيه صعوبة وفيه مشقة وليس كل يصبر على المشقة ولهذا يعني الانسان يصبر على الطاعات ولو ولو شق ولو شقت على النفوس ويصبر عن المعاصي ولو ماتت الموت لان المعاصي تورده الى النار اذا استرسل معها فانها توقعه في النار ولهذا جاء عن بعض السلف في المعنى يعني يعني هذا الحديث مكانه قال ان ان ان الحسنة يعني حضرت مرارتها وغابت حلاوتها ولهذا ثقلت حظرت مرارتها وغابت حلاوتها ولهذا ثقت على النفوس واما المعاصي فانها لو انحظرت حلاوتها وغابت مرارتها حضرت حلاوتها الشهوات حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فهما متقابلان يعني الطاعة يعني حضرت المرارة وغابت الحلاوة ولهذا يشقق النفوس وهذه حصلت الا وهو مقابل في المرارة ولهذا سهلت على النفوس ان تقع في الامور المحرمة والصبر على اقدار الله يعني يعني اذا وقع كان عليه حوادث او يعني في بدنه او في ماله او في اهله فانه يعني يقول انا لله وانا اليه راجعون ولا يتسخط ويتفجر نعم. والقرآن حجة لك او عليك. والقرآن حجة لك او عليك. حجة لك ان قمت بما يجب عليك نحوه وحجة عليك ان كنت بخلاف ذلك. لم تقم بما جعلك نحوه فالقرآن حجة لك ان قمت بما يجب عليك نحوه وحجة عليك اذا كنت بخلاف ذلك وهذه الجملة شبيهة بالجملة التي جاءت في حديث في صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين لان عمر رضي الله عنه لقي اميره على مكة فقال له من وليت؟ والحديث في صحيح مسلم على اهل مكة في حال غيبتك يعني من انبت عنك يقوم بتدبير الامور بعدك قال وليت عليهم ابن ابزى قال ومن ابن ابزى؟ قال مولى من الموالي قال وليت عليهم مولى قال نعم انه حافظ لكتاب الله عالم عارف بالفراغ يعني هذي مسوغات الترشيح والاختيار وان وان هذا لما صار بهذه المثابة انه حافظ لكتاب الله وعارف الاحكام الشرعية عارف من الاحكام الشرعية اختاره لان يكون نائبا له حتى يرجع. فعمر رضي الله عنه تذكر الحديث تذكر قوله قال صدق صلى الله عليه وسلم ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع باخرين. فقلنا الله يرفع بهذا الكتاب ومن معنى حجة ويضع في اخرين يعني حجة عليه انا في هذا الحديث الذي حديث ابن مالك الاشعري. نعم كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. كل الناس يغدو يسعى فمن الناس من يبيع نفسه على الله فيعتقها من عذابه ويحصل ثوابه عند الله عز وجل ومنهم من يبيعها على الشيطان ويحسن الخذلان ويحصل الخسارة ويحصل العذاب فكل الناس يغدوا فبايعوا نفسه. وهذا البيع عما بيع على الله ومما بيعنا الشيطان اذا كان بيعنا مع الله فهو معتق لنفسه وان كان بيعا للشيطان فهو موبق لنفسه نعم اولا الطهور فسر بترك الشرك والذنوب والمعاصي والتخلي عنها وفسر بالوضوء للصلاة وفسر الايمان بالصلاة كما قال الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس ويرجح تفسير الطهور بالوضوء رواية الترمذي للحديث وفيه بدل الطهور الوضوء ورواية ابن ماجه بلفظ اسباغ الوضوء والشطر فسر بالنصف وفسر بالجزء وان لم يكن نصفا. وشرط الصلاة الوضوء كما جاء في الحديث لا تقبل صلاة بغير طهور الا صدقة من غلول. رواه مسلم والطهور بالضم اسم للفعل وهو التطهر. وبالفتح اسم للماء الذي يتطهر به ومثل ذلك لفظ الوضوء والسحور والاجور والسعوط ثانيا قوله والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض الميزان هو ميزان الاعمال وهو يدل على فضل التحميد والتسبيح والتسبيح هو تنزيه الله عن كل نقص. والتحميد وصفه بكل كمال وقوله تملآن او تملأ يحتمل ان يكون ملء ما بين السماوات والارض للتسبيح والتحميد معا او لاحدهما ويحتمل ان ملء ما بين السماء والارض لهما معا والخبر جاء على الشك من الراوي هل هو بالتثنية او بدونها ثالثا قوله والصلاة نور يشمل النور في القلب والنور في الوجه ونور الهداية والنور يوم القيامة رابعا قوله والصدقة برهان خامسا قوله والصبر ضياء اي الصبر على الطاعات ولو شقت على النفوس وعن المعاصي ولو مالت اليها النفوس وعلى اقدار الله المؤلمة فلا يجزع ولا يتسخط وحصول ذلك من المسلم يدل على قوة ايمانه ونور بصيرته. ولهذا وصف الصبر بانه ضياء سادسا قوله والقرآن حجة لك او عليك. اي ان القرآن اما حجة للانسان اذا قام بما يجب عليه وما هو مطلوب منه في القرآن من تصديق الاخبار وامتثال الاوامر واجتناب النواهي وتلاوته حق تلاوته واما حجة عليه اذا اعرض عنه ولم يقم بما هو مطلوب منه ومثل هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع وبه اخرين سابعا قوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها معناه ان الناس يغدون ويسعون فينقسمون الى قسمين قسم يبيع نفسه على الله بفعل الطاعات واجتناب المعاصي فيعتقها بذلك من النار. ويبعدها عن اضلال الشيطان اغوائه وقسم يوبقها بارتكاب الذنوب والمعاصي وذلك بوقوعه في الشهوات المحرمة التي توصله الى النار ثامنا مما يستفاد من الحديث اولا بيان فضل الطهور. ثانيا بيان فضل التحميد والتسبيح ثالثا اثبات الميزان ووزن الاعمال رابعا فضل الصلاة وانها نور في الدنيا والاخرة خامسا فضل الصدقة وانها علامة على ايمان صاحبها سادسا فضل الصبر وانه ضياء للصابرين سابعا الحث على العناية بالقرآن تعلما وتدبرا وعملا. ليكون حجة للانسان ثانيا التحذير من الاخلال بما يجب نحو القرآن لئلا يكون حجة عليه تاسعا الحث على كل عمل صالح يعتق الانسان نفسه به من خزي الدنيا وعذاب الاخرة عاشرا التحذير من كل عمل سيء يجعل صاحبه من اولياء الشيطان ويفضي بصاحبه الى النار والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين