كتاب النمور المنهي عنها باب تحريم الغيبة والنمر بحفظ اللسان. قال الله تعالى ولا يغتب بعضكم كن بعد ما يحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. واتقوا الله ان الله الرحيم. وقال تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولى اولئك كان عنه مسؤلا وقال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد اعلم انه ينبغي لكل مكلف ان يحفظ لسانه من جميع الكلام الا كلاما ظهرت فيه المصلحة. ومتى استوى وتركه للمصلحة فالسنة والامساك عنه. لانه قد ينجر الكلام المباح الى حرام او مكروه. وذلك كثير في العادة سلامة لا يعدلها شيء وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متفق عليه. وهذا الحديث صريح في انه ينبغي الا يتكلم الا اذا كان الكلام خيرا وهو الذي ظهرت مصلحته ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم؟ وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي المسلمين افضل؟ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده. متفق عليه. وعن سهل ابن لسعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين الاحيين وما بين اضمن له الجنة. متفق عليه. وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات والاحاديث بما يتعلق من حفظ اللسان وصيانته لان هذا اللسان سريع الحركة والغالب انه على العبد لا له فالواجب الحذر ولهذا يقول سبحانه وتعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ويقول جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ويقول جل وعلا ولا تق ما ليس لك بهم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان هم مسؤولا ويقول جل وعلا ولا يغتب بعضكم بعضا ويقول ويطلع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم. فالمؤمن يحذر لسانه فقد تكون غيبة قد تكون نميمة قد تكون كلماته افساد لا اصلاح قتلوا فيها اثم من جهة انها تضر ولا تنفع والواجب على المؤمن ان يصون لسانه وان يحذره الا في خير اذا عرف ان الكلام خير ومصلحة تكلم ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متفق على صحته وهذا كلام عظيم كلام جامع من جوامع الكذب من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او الاصوات مما يتكلم بخير والا فليمسك لسانه حتى يسلم وفي حديث ام سلمة كل كلام ابن ادم عليه دلالة الا امر بالمعروف او لا ينهى عن منكر او اصلاح بين الناس. فانت يا عبد الله على خطأ من هذا اللسان الا اذا صمته وامسكته الا في خير تعلمه وفي حديث ابي موسى يقول صلى الله عليه وسلم اي الاسلام افضل اي المسلمين افضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده من سلم المسلمون من لسانه ويده. هذا له شأن عظيم. لا يظلم لا في نفس ولا في مال ولا في عرض المسلمون شائبون من لسانه ومن يده فلا يغتب ولا يسب ولا ينم ولا يكذب الى غير ذلك ولا يتعدى بيده من اي ظلم عبد الله ابن عمر قال يا رسول اي الاسلام افضل قال من سلم المسلم من لسانه ويده كذلك حديث سهل بن سعد يقول صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين الاحيين وبين رجليه اضمن له الجنة يبيظ من سلامة الانسان وسلامة فرجه بين اللسان رجليه الفرج معنى ان من حفظ الله عليه فرجه ولسانه وعلى خير وله الجنة لان كثيرا من الشرور بسبب الشهوة او اللسان بل كل الشرور في الحقيقة بابها اللسان ثم العمل فالواجب حفظ اللسان وحفظ الجوارح عن كل ما حرم الله ما دمت في قيد الحياة لعلك تنجو لعلك تسلم وفق الله الجميع لما شاء الله اليك يا