او قال كذا او قال كذا من المعاصي الخفية هذه الغيبة اما المعاصي المعلنة التي اعلنها هو مثل يشرب الخمر المجالس وفي ما يباليها هذا قد فضح نفسه ما لا غيبة في هذا الشيء وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان. تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوج استعوجنا. رواه الترمذي. وعن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال لقد سألتنا عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبد الله لا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل من جوف الليل. ثم تلا. تتجافى ذنوب هم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ثم قال الا اخبرك برأس النمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله. قال رأس النمر يا الاسلام وعموده الصلاة. وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه قال كف عليك هذا. قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال سكنتك امك. وهل يكب الناس في النار على الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن ابي هريرة رضي الله عن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما الغيبة؟ قالوا والله ورسوله اعلم. قال ذكرك كاخاك بما يكره. قيل افرأيت ان كان في اخي ما اقول. قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم كن فيما تقول فقد بهته. رواه مسلم. وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة تبين خطر اللسان وجوب التحرج منه مع ما فيها من الفوائد الاخرى فاللسان خطره عظيم وافاته كثيرة من الغيبة والنميمة والسب والشتم غير ذلك من الافات الكثيرة التي تقع من اللسان الواجب التحرر منه وامساكه الا في الخير كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت هكذا يكون مؤمن اما خير يتكلم به واما يمسك حتى لا يقع في ورضاة اللسان من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت والله يقول سبحانه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ويقول سبحانه ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا بهذا الحديث يقول ان الاعواد كفر اللسان تنومه وتعدله وتقول اتق الله فينا فانا نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا الانسان يقودها في بعض الاحيان الى هلاكها فالواجب الحذر من شره وان تحسب حسابك قبل ان تكلم تنظر فان كان الكلام لك تكلمت والا امسكت هذه المعادلة الطويلة قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخله الجنة ويباعد من النار سؤال عظيم قال له النبي لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على ما يسره الله عليه اعمال الجنة يسر اهل من كتب الله له السعادة ويسرها عليه شديدة على اهل البطالة ومن كتب عليهم الشقاء نسأل الله العافية ثم قال تعبدوا الله ولا تسجن به شيئا هذا اصل دين. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وحده. هذا اصل الدين تعبد الله ولا تشرك بشيء صلاتك وسبحك صدقاتك صومك وغير ذلك كله لله وحده تعبدوا الله وحده بكل العبادات من صلاة من صوم من دعاء من استغاثة من نذر من ذبح من غير ذلك كله لله وحده لا تعبده مع غيره سبحانه وان مسائل الله فلا تدعو مع الله احدا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص كذلك سباب جلعان في المجالس اذا اغتيب بهذا ما هي بغيبة لانه هو اللي اعلنه هو اللي فضح نفسه يتكاسل لا يحضر الصلاة في الجماعة اذا يتخلف عن الصلاة هو اللي يفضح نفسه ثم قال وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوموا حج البيت هذه اركان الاسلام. الاول التوحيد مع انه هذا رسول الله ثم الصلاة والزكاة والصيام والحج. هذه اركانه الظاهرة اركان الاسلام ظاهرة في هذا. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ يعني الا ارشدك الى ابواب من ابواب الخير الصوم جنة. يعني جنة من النار من صام صيامه وتحفظ في صيامه هو من اسباب دخوله الجنة والنجاة من النار. الصوم جنة في الحديث الصحيح صيام جنة جنة احدهم من النار كجنته من القتال يعني اذا استقام عليه وصانه والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ ماء النار يعني من اسباب تكفير السيئات الصدقات يمحو الله بها السيئات. ان الحسنات يذهبن السيئات وصلاة الرجل في جوف الليل كذلك يمحو الله بها السيئة من اسباب تكفير السيئات التهجد بالليل ليرجو ما عند الله يتقرب اليه بانواع العبادة من ذكر ودعاء وصلاة وغير ذلك. ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في حق المؤمنين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فمن اوصاف عباد الله المؤمنين تتجافى جنوبهم عن المضاجع في الليل يقومون للتهجد لهذا سنة الليل التهجد والوسر يدعون ربهم خوفا وطمعا مع العبادة والصدق هم يخافون الله ويطبعون في ثوابه فيتعبدون رجاءا وخوفا لا نياء ولا سمعة ولا عجبا وممنا ولكن عن خوف وعن رجا وعن اخلاص وعن صدق وعن خشوع لله ومما رزقناهم ينفقون مع الصدقات والاحسان من زكاة المال وغيرها فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين من انواع النعيم كما اخذوا عباداتهم بينه وبين الله وتهجدوا بالليل سرا بينه وبين ربهم الله جل واعداهما لا عين رأت ولا اعوذ من السميعات ولا خطر على البشر كما في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على غير بشر واقرأوا ان شئتم قوله تعالى تتجافى الاية اعد لخواص عبادة المؤمنين من انواع النعيم ما لم تره عين ولم تسمعه اذن ولم يخطر على قلب بشر من عظم النعيم وما فيه من انواع اللذة والخير ثم قال وعموده قلت بلى يا رسول الله رأس من امر الاسلام. يعني الشهادتين رأس الامر اسلام يعبر بالاسلام عن الشهادتين وعن اركانه الخمسة وعن جميع الدين يقع لها اسلام. ان الدين عند الله الاسلام وتسمى الشهادتان تسمى الاسلام لانها اصل الاسلام واساسه وعموده في الصلاة يعني اعظم العمر بعد الشهادتين الصلاة والا الزكاة من عموده والصيام رمظان من عودة والحج من عهد لكن اعظم العهود وافرضها واوجبها بعد الشهادتين الصلاة. سلامة الجهاد في سبيل الله على الجهاد لان به يرفع الاسلام وبه يكثر اهله وبه ينصر اهله ثم قاسه موسى الا اخبرك بملاك ذلك اليوم بما يملك عليك هذا الخير ويحفظه عليك قلت بلا يا رسول الله قال كف عليك هذا واشار لسانه قلت للرسول وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا معاذ. كلمة يقولها العرب. ثكلتك يعني فقدتك عند الانكار. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. فالذي يحفظ عليه هذا الخير ويملك عليه هذا الخير بتوفيق الله ان يحرص على حفظ لسانه فرب كلمة اهلكته وغلقت دنياه واخرته وهلك بها جميع ما عمل وبطل بها جميع ما عمل. كما في الحديث الصحيح ان العبد ليتكلم بكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا يزل بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب اللفظ الآخر يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه فالواجب الحذر من زلات اللسان واخطاره ويقول صلى الله عليه وسلم اتدوم الغيبة؟ يسأل الصحابة قالوا الله ورسوله قال ذكرك اخاك بما يكره بخيل جبان لضوء عاق غير ذلك قيل يا رسول ان كان في اخي ما يقول وان كان فيه فقد اغتبته هذه الغيبة وان كان لم يكن فيه فقد بحثت اشد من الغيبة ظلمت بشيء ما هو فيه فاذا قال فلان بخيل ما هو بخيل فقد ظلمه وبهته فان كان بخيل فقد اغتابه وش الداعي اذا تنشره بها الصفة؟ تذمه او قال انه قاطع الرحم او قال عاق لوالديه او قال يشرب الخمر ما له غيبة ولهذا لما مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة اكثروا عليها شرا قال وجبت لها النار ثم مرة باخرى خيرا قالوا وجبت لها الجنة فسئل عليه الصلاة والسلام قال انتم شهداء الله في الارض هذه اثنيت عليها شرا لو جات له النار وهذي اثنت بها خيرا فهو اجلس اهل الجنة اذا اثنى الاخيار الرجل في علامة سعادته واذا ذموه هو في علامات هلاكه لاظهاره المعاصي لانه مما يذمون بما اظهره من المعاصي وانما يمدحون بما اظهر من الطاعات فالواجب على المؤمن ان يحذر واذا عصى ربه فيكون يستتر بستر الله لا يفضح نفسه اتق الله ويتوب الى الله ولا يرظى نفسه يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي معافى الا المجاهرين. كل امتي معافى الا المجاهرين مجاهد بالمعاصي قد فضحوا انفسهم اما من اخفاها فهو حي بان يتوب حي بان يندم عنده حياء حي بان يبادر بالتوبة لكن من لا يبالي ويجاهر بالمعاصي هذا بعيد من التوبة بعيد من الحياة قريب من الخطر والهلاك نسأل الله العافية