باب تحريم سماع الغيبة وامر من سمع غيبة محرمة بردها والانكار على قائلها فان اعجز او لم يقبل منه فارق ذلك المجلس ان امكنه. قال الله تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه. وقال وتعالى والذين هم عن اللغو معرضون. وقال تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل غلا اولئك كان عنه مسئولا. وقال تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وعن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار ويوم القيامة رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عثمان بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال قام النبي صلى الله عليه قل من يصلي فقال اين ما لك بن دخشم؟ فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل ذلك الا تراه قد قال لا اله الا الله يريد بذلك وجه الله وان الله قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. متفق عليه عن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في باب التوبة. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم بتبوك. ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت. والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه. فبالله التوفيق. الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد قد سبق من الايات والاحاديث ما يدل على تحريم الغيبة وانها من المنكرات ومن الكبائر وهي من اسباب الشحناء والعداوة والبغضاء والاختلاف ولهذا حرمها الله لما تجره من الشر لقوله سبحانه ولا يغتب بعضكم بعضا. وقال في الحديث الصحيح انه مر على قوم حين عرج به لهم اظفار بالنحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين يكونون هم الناس ويقعون في اعراضهم فغيبة من المعاصي ومن اخبر الكبائر فالواجب الحذر منها والواجب الانكار على من فعلها فاذا حضرت المجلس فيه الغيبة فالواجب انكار ذلك والغيبة ذكرك اخاف من الاكراه هذي الغيبة ذكر الانسان من الاكراه من الخصال التي يسر بها اما من اظهر المعاصي وجاهر بها فلا غيبة له. فيما اظهر من المعاصي. لكن المعاصي التي لا يوترها بل يعلمها الانسان ولكن لا يجوز له ان فيها ان يحرموا عليه ذلك والمشروع لها مناصحة التوجيه والدلالة على الخير والوصية بالخير هكذا. يقول الله جل وعلا واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه ولغوه كل شيء من بعض من الغيبة والنميمة وسائر المعاصي. قال في سورة المؤمنين والذين هم عن اللغو معرضون. قال سبحانه ولا تخفف من اهل لسنا بعلم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك عنه رسولا قال جل وعلا واذا رأيتني واما ان ينسنك الشيطان فلا تقل بعد الذكر اما القوم الظالمين. فالانسان اذا جلس مع قوم ينزرون المنكر وجب الانكار عليهم. فان اجابوا وكفوا فالحمد لله والا وجبا فراقهم وعدم حضور المنكر الذي يتظاهرون به. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض اخيه الغيب رد الله وجهه النار يوم القيامة. الذب عن عرض اخيه النصر قيل يا رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما. قيل يا رسول الله انصره مظلوم فكيف انصره ظالما قال تحجزه عن الظلم فالانكار عليه ونصيحته وتوجيهه حتى يدعى على المعصية هذا نصره. وفي حديث عثمان بن ما لك لما قال الرجل في مالك انه منافق فيحب الله وانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال اليس يقول لا اله الا الله ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله وجه الله فلا يجوز للانسان ان يتكلم في عرظ اخيه الا عن بصيرة وعن علم ولما مر بجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم واثنى عليها الحاضر شرا قال وجبت تمر باخرى فاثنى عليها الحال وان جئت خيرا؟ قال وجبت. يا رسول الله ما وجبت؟ قال هذه اثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار والثانية ثالثها خيرا واجلس اهل الجنة. انتم شهداء الله في الارض فلم ينكر على الذين شهدوا عليها بالشر. لان صاحبها قد اظهر المعاصي فمن اظهر المعاصي فلا ريبة له ولهذا لم يكن عليهم شهادتهم عليه بانه لانهم شهدوا بما اظهر من المعاصي والشرور. وهكذا قصة كعب مالك يوم تبوك. تخلف عن غزوة تبوك مع شخصين اخرين بغير عذر. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في تبوك نازل اين كان؟ ما فعلك؟ فقال بعض الحاضرين حبسه برداه النظر في عطفيه كلمة قبيحة يعني ما هم الا ثيابهم والتزين فقد انكر مع اموات قال بئس ما قلت ما نعلم عليه الا خيرا يا رسول الله سكت النبي عليه الصلاة والسلام. فلهذا انكار معادلة صاحب الغيبة واقره النبي عليه الصلاة والسلام. فالمؤمن مرآة اخيه وهو ايضا عون لاخيه. المؤمن او اخ المؤمن. في الحديث الصحيح المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين اصابعه ويقول صلى الله عليه وسلم مات المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عون تداعى له سائر الجهل بالسهر والحمى. فالمؤمن اخو المؤمن لا يغتابه ولا ينم عليه ولا يؤذيه ولا يظلمه ولا يحسده بل يعينه على الخير ويساعده في الخير ويعينه على ترك الشر. وفق الله الجميع. نسأل الله