باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه قال الله تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم. وقال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عديد وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع رواه مسلم وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث عني يرى انه كذب فهو احد الكاذبين. رواه مسلم وعنا اسماء رضي الله عنها ان امرأة قالت يا رسول الله ان لي ضرة فهل علي جناح من تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطك لابس ثوبي زور متفق عليه وبالله التوفيق الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد وبهذه الايات والاحاديث في التحذير من التساهل بالكلام وان الواجب التثبت والا يقول الا عن بصيرة حتى لا يقع في الكذب او في الغيبة والنميمة او في غير ذلك مما حرمه الله الواجب التثبت في الكلام حتى لا ينطق الا عن مصيره تقدم قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا قول اصمت وفي هذا ويقول جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فالفاظك يا ابن ادم مراقبة مكتوبة عليك خيرها وشرها فالواجب التثبت فيها حتى لا تقول الا خيرها وهكذا قوله سبحانه ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك عنها مسؤولا. فانت مسؤول عما تلقاه واما تسمعه وعما تقوله وعما يعتقده قلبك فالواجب على المكلف بالحذر وان يكون كلامه موزونا ومظبوطا وعن بصيرة وفي حديث ابي هريرة يقول صلى الله عليه وسلم بكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع يكفي في ان يوصف بالكذب كون ما ما يبالي كل ما سمع يتحدث به صار كذا جرى كذا او جرى كذا وفيه الشيء الكثير الكذب فيكون حكى الكذب واقر الكذب. فيكون كاذبا فينبغي له ينتقي والا يتحدث الا بالشيء الذي يرى انه صواب وانه طيب وانه نافع لا يحدث كل ما سمع بئس معطيتهم الرجل زعموا عشان يثبت ويتأمل حتى لا يتكلم على المصيرة هكذا المؤمن قد ذم الله من يزيع القول على غير بصيرة فالواجب على المؤمن ان يحذر ذلك قال الله سبحانه في ذم من فعل هذا واذا جاء الامر منعوبه يعني لم يبالوا ولم يتثبتوا حتى يردوا الى من يستنبطه ويعرف طيبه من خبيثه فالحاصل على المؤمن التثبت الواجب عليه التثبت والحذر ان يتكلم بشيء يضره ولا ينفعه او يضر غيره وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم من حدث بحديث وهو يرى انه كذب فهو احد الكاذبين ضبط يرى بالفتح يعني يعلم ظبط بالظن يرى يعني يظن وهو ابلغ ويراني ان يظنوا انه كذب هو احد الكاذبين بالجمع ولا بالمثنى الكاذبين في كل حال هذا ذنب وعيب لمن لا يتثبت الواجب متى ظن ان الحديث كذب او علمه كذب لا يحدثه. الا مبينا كذبه يقول هذا كذب غير صحيح اما يتكلم ويسكت فهو احد الكاذبين وسألته امرأة قالت يا رسول الله جعل علي من بأس اذا قلت في حق جارتي ما لا يقع من زوجي انه اعطاني كذا واعطاني كذا فقال صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبته كانسان لبس ثوب الزهور كذب المعنى كالذي يزور مرتين يكذب مرتين ومعلوم ما يترتب على قولها ان زوجها اعطاها كذا واعطاها كذا من الشر فان الزوجة الثانية تطلق تقول اعطيتها فلانة فاعطيتني فيقع الشجار بين الرجل واهله والفتنة تكون المرأة التي لها ضرة تدعي اشياء انها اعطاها زوجها كذا وهي تكذب هل يضر زوجها ويضر ضرتها ويضرها هي ايضا قد يكون سببا لطلاقها هل واجبت الصدق وان لا تشبع بما لم تعطى والا تدعي كذبا تضر زوجها وتسبب مشاكل بينه وبين زوجته الاخرى نسأل الله للجميع الهداية