باب النهي عن المن بالعطية ونحوها قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. وقال تعالى الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا من ولا وعن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال ابو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال المسبل والمنان والمنفق سلعته الحلف الكاذب رواه مسلم. وفي رواية له المسبل ازاره يعني المسبل ازاره وثوبه واسفل من الكعب بين للخيلاء باب النهي عن الافتخار والبغي. قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو واعلم بمن اتقاه. وقال تعالى انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم. وعن عياض ابن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم. رواه مسلم وبالله التوفيق والسداد. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله واله واصحابه من اهتدى بهدى اما بعد فهذه الاحاديث والايات بل هو منها تحذير من المن في العطية والاذى والصدقة الواجب على المؤمن اذا اعطى وصدق ان لا يمن ولا يؤذي وان يكون كريم الاخلاق طيب النفس يعطي اخوانه يتصدق يحسن لكن لا يمن ولا يؤذي المعطى قال جل وعلا الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يرجعون ما انفقوا منا ولا لك لهم اجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قول معروف والمغفرة خير من صدقة ان يتبعوا هذا والله ولي حليم. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. المؤمن لا يبطل صدقات ومعروف ممن يؤذى على اخوانه او على الفقراء فليتصدق ويحسن ولا يمن ولا يولي هكذا مؤمن. يرجو ما عند الله سبحانه وتعالى وهكذا يجب على المؤمن ان يحذر الفخر والخيلا والعجب والبغي على الناس لماذا انت ابن ادم من تراب من نطفة من ماء مهين يكذب على المؤمن ان ينظر الى اصله وحاله وانه مسكين ضعيف خلق من ماء مهين يحتاج الى قضاء الحاجة راح تلاقيني لا طعام والشراب ثم سوف يعاد ويجازى بعمله فالواجب ان لا يفخر والا يبغي والا يظلم بل يعتدل استقيم تواضع يرجو ما عند الله جل وعلا والله يقول وله من التقى فالمؤمن لا يزكي نفسه تفاخرا وعجبا او لمقاصد اخرى من المقاصد السيئة بل يتواضعوا لله ويخاف الله ويراقبه اينما كان ولهذا يقول جل وعلا انما السبيل على الذين يظلمون الناس باهل الحق اولئك لهم عذاب اليم ويقول جل وعلا ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايثاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظهم لعلهم يتذكرون وفي حديث عياض ابن حمار المجاشر رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد فالتواضع امر مطلوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما زاده الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع لله الا رفعه واذا تأمل في نفسه وظعفه ومنشأه ومصيره اوجب له ذلك التواضع اما اذا اعرض عن ذلك فنظر الى ماله او وظيفته او جاهه قد يغره الشيطان فيتكبر ويبغي فالواجب الحذر حديث صحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر الى يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم المنان فيما اعطاه والمنفق سلعة الكاذب والمسبل ازاره فالمؤمن يحذر هذا يقع في هذه المشاكل والاسبال في الغالب يكون عن التكبر الحديث الصحيح من جر ثوبه خيلاء لم يحضره الله يوم القيامة وقد يتساهل ويسبل ولا يريد التفاخر والبغي ولا كبر ولكن يحذر والحديث الصحيح ان الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله ان انساني تفلت علي الا ان اتعاهده قال سم من يفعله خيلاء فالمؤمن اذا تعاهد ازاره وتعاهد ثيابه سلمي هذا الوعيد لكن من جر ثوبه يتهم بالخيلاء يمنع من ذلك. من يفتشه على قلبه الصادق الذي ليس يجر ثوبه خيلاء الصادق يصوم ثيابه ويرفع ثيابه ويصون عرضه ولهذا لم يقيدها النبي صلى الله عليه وسلم قال المس بالوزارة واطلق قال ما اسلم من الكعبين من الازار فهو في النار واطلق فدل على ان يحرم الاسلام مطلقا ولكن مع الكبر يكون الاسم اعظم فالمؤلفين قيد بالخيلاء ليس على اطلاقه بل يكون اشد اثما من له الرسول في الاحاديث الكثيرة لم لم يقيد وانما قال الصديق له عيد خاص مجرد موفيا لم ينظر الى الله يوم القيامة. وهكذا من اسبل ازاره او بالشتاء او سرعاويله او قميصه به الوعيد لكن اذا كان الخيلاء وعن قصد صار الاثم نسأل الله العافية والحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم من قال هلك الناس فهو اهلكهم يعني هو اشدهم هلاكا مختارة اهلكهم بالظن وروى بعضهم فهو اهلكهم يعني فهو الذي اهلكهم لما اهلكهم لكن هو الذي اهلكهم بقوله والارجى في الرواية فهو اهلكم يعني اشدهم فلكا لان في الغالب يقول ذلك عن تكبر عن تعاظم عن العلم بنفسه وعمله هلك الناس؟ لا اما هلاك الاكثرهما كذا وما اكثر الناس ولو حرصت المؤمن اكثر الناس على الباطل كما قاله الله عز وجل لا تقول هلك الناس قل هلك الاكثرون كما قال الله لا بأس ثم احذر ان تقول هذا عجبا وتكبرا لا من باب الاخبار عن الواقع تقول هذاك الناس اكثر الناس على الباطل كالتعزية عند وجود المنكرات لكن انت بنفسك احذر ان تتأسى بالاكثرين في اسباب الهلاك بل احذر نسأل الله للجميع التوفيق. الله يحسن