وعن ابن عمر رضي الله عنهما اننا سنقال له انا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم اذا خرجنا من عندهم قال ابن عمر رضي الله عنهما كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري وعن جندب ابن عبد الله ابن سفيان رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به. متفق عليه. ورواه مسلم ايضا من رواية ابن باسل رضي الله عنهما سمع معناه اظهر امله للناس رياء. سمع الله به اي فضاحه يوم القيامة ومعنى من رأى اي من نظر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم رأى الله به ان يظهر سريرته على رؤوس اوصي الخلائق. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل. لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. يعني ريحها. رواه ابو داوود باسناد صحيح. والاحاديث في كثيرة مشهورة فبالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهزه الاحاديث وما جاء في معناها كلها توجب للحذر من الرياء. وان الواجب على المؤمن في جميع اعماله وفي جميع اقواله ان يخلصها لله وحده وان تكون اعماله وتعبداته لوجه الله جل وعلا من صلاة وصوم وقراءة وحج وغير ذلك لان الله جل وعلا اوجب على عباده يخلصوا له العمل قال تعالى وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. قال عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين قال سبحانه فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالواجب على كل مسلم ان يخلص لله في قراءته بصلاته في صومه في حجه في جهاده في كل شيء يريد وجهه الكريم زاري الناس ولا حمد الناس وثنائهم فانه لن ينوا عنه من الله شيئا حمده مثلا او ليوم ليغني عنه من الله شيء ولن ينفعه من يضره ولكن الاخلاص لله والصدق في العمل هذا هو اللي ينفعه عند الله وعند عباده ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنه في الذين يمدحون الامراء اذا قابلوهم ويعلمونهم في اذا خرجوا عنهم ان هذا يعد في عهد النبي من النفاق للمنافق يأتي هؤلاء بوجهه هؤلاء بوجه وله وجهان له وجوه فاذا جاء عند السلاطين او عند من يرعى في دنياهم مدحهم واذا خرج ذمهم واعابهم وهذا والعياذ بالله من قلة الامانة وقلة المبالاة ومن ضعف الايمان او عدم الايمان فالواجب على المسلم ان ينصف واذا جلس مع الناس ان يقول الحق سينصح المقصر و يذكر الغافل هكذا مؤمن لا يكون مدحا بغير حق بل يبدأ على الخير ويدم على الشر ينصح بما رأى تقصيرا او جفاء ويعظ ويذكر اذا رأى غفلة وهكذا ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم من سمى اسمع الله به ومن يراعي يراعي الله به سمعني في الاقوال كالقراءة ونحوها ورأين في الاعمال كالصلاة ونحوها بالمعنى انه يفضح يوم القيامة يراه يوم القيامة يفضح يوم القيامة على رؤوس الاشهاد لانه فعل هذا رياء لا لقصد وجه الله جل وعلا فليحذر المؤمن طيب يرعى به وان يسمع به يوم القيامة ويفضح على رؤوس الاشهاد بسبب ونفاقه في الدنيا ويقول صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلموه الا يصيب بعوض من الدنيا لم يجب تعرف الجنة تعلم القرآن او تعلم الفقه او تعلم الحديث او ما اشبه ذلك ليصيب عورة من الدنيا لا ليعمل به ولا طلب الاخرة ولكن تعلمه يصيب به اعظم من الدنيا لم يعرف الجنة ريحها هذا وعيد من باب الوعيد والتحذير ومن هذا الحديث ثلاثا الذي يتشعر بهم من اول من شعر بهم النار يوم القيامة ذكر منه العالم القاري ان تعلم ان يقال عالم وقرأ ان يقال قارئ اذا كان صاحب الصدقة المال يقال انه جواد انه سخي وذكر المقاتل الذي قاتل لقاء شجاع ما قتل الا بل القاتل يقال انه جريء شجاع بعض اولئك اول من شعر بهم النار لعدم اخلاصهم وفي اعمالهم بل فعلوها لغير الله نسأل الله العافية والمقصود من هذا كله الحث على الاخلاص في اعمالك جميعها والحذر من الرياء والشرك في جميع الاعمال عملا بقول الله سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فاعبد الله مخلصا له الدين وحذر من الرياء في قوله جل وعلا ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا من الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الهون هذه حال المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك يا رسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اعوذ بالله نسأل الله العافية