قال الامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبي صلى الله عليه وسلم فجعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه سراجا منيرا وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح به دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم فهذا الكلام يتعلق باصلين عظيمين من اصول الايمان وهما الامام الرسل والايمان بالكتب قد جاء في حديث جبريل ان انه سأله عن الايمان وقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره كهذه الكلمات من الامام ابي زيد القيروان ابن ابي زيد القيروان ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تتعلق بهذين الاصلين من اصول الايمان. الايمان بالرسل والايمان بالكتب وآآ الرسل اعظم نعمة انعم الله تعالى بها على الناس ارسل الرسل وانزال الكتب لهدايتهم الى الصراط المستقيم واخراجهم من الظلمات الى النور وقد قال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان نعبد الله واجتنبوا الطاغوت وكل امة بعث فيها رسول ومهمة هذا الرسول الدعوة الى عبادة الله وحده لا شريك له والنهي عن عبادة كل من سواه ويقول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي انه الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وعلى هذا فان الايمان بالرسل اصل عظيم من اصول من اصول الايمان واعظم نعمة انعم الله تعالى بها على الناس ارسال رسل هدايتهم الى الخير وهدايتهم الى الصراط المستقيم واخراجهم من الظلمات الى النور وختم الله عز وجل الرسل بنبينا محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الذي جعل رسالته عامة لثقلين الجن والانس صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الرسل والانبياء جاء بالقرآن الكريم التنصيص على عدد منهم وجاء في القرآن ان من الرسل من قص علينا ومنهم من لم يقص منهم من قص علينا ومنهم من لم يقص والواجب هو الايمان بكل رسول ارسله الله ومن كان منهم مسمى يؤمن به وباسمه ومن كان لم يسمى فانه يؤمن آآ الم بكل رسول ارسله الله سواء عرف او لم يعرف سواء سمي او لم او لم يسمي. والله عز وجل بين انه ارسل الرسل وانه وان منهم ثمن قصه الله علينا ومنهم ما لم يقصص والذين قصوا في القرآن خمسة وعشرون خمسة وعشرون خصهم الله عز وجل في القرآن وقد جاء ذكره ثمانية عشر منهم في سورة الانعام من سورة الانعام تلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات ممن نشاء ان ربك عليم حكيم وهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ونوري فيه داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس من الصالحين واسماعيل وادريس واليسع واذا الكبر هؤلاء ثمانية عشر هؤلاء ثمانية عشر. جاء ذكرهم في هذه الايات في سورة الانعام ويبقى بعد ذلك سبعة وهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وادم وصالح وشعيب وفود وادريس وذا الكذب فيكون المجموع خمسة وعشرون هؤلاء جاء التنصيص عليهم بالقرآن الكريم والقرآن الكريم. وكما قلت الواجب هو الايمان بالجميع وآآ ننقصها ومن لم يقص. من ذكر ومن لم يذكر ثم انه جاء ذكر الانبياء وذكر الرسل ومن المعلوم انه لا ترادف بين النبي والرسول لا ترادف بين النبي والرسول بل الرسول غير النبي وقد يجمع بين النبوة والرسالة كما حصل لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام فانه نبي الرسول وكما جاء في القرآن عن موسى وعن عن اسماعيل ان كل منهما كان رسولا نبيا يعني وصف بانه نبي ووصف بانه رسول والفرق بين النبي والرسول اشتهر ان الفرق بينهما ان النبي من اوحي اليه بشرعه لم يؤمر بتبليغه والرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه والرسول من اوحي اليه بشرع امر بتبليغه لكن هذا التفريق يشكل عليه نصوص جاءت في القرآن وهو ان النبي اوصي بانه رسول وانه مرسل كما وصف الرسول بانه مرسل وعلى هذا فكون النبي امر اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه لا يتفق او لا يستقيم مع ما جاء من وصف الانبياء بانهم رسل. كما قال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من الولنة دي وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي وذكر الرسول وذكر النبي وان النبي مرسل وان الرسول مرسل قال وكان ارسلنا من نبي في الاولين ففي هذا بيان ان النبي مرسل وعلى هذا فيكون القول بان النبي هو من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه آآ يعني ما جاء في هذه الايات يدل على خلافه وان النبي مأمور بالابلاغ وانه موصوف بالارشاد وقد جاء في القرآن قول الله عز وجل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا فاخبر عن انبياء بني اسرائيل من بعد موسى انهم كانوا يحكمون بالتوراة انهم يحكمون بالتوراة وانهم يبلغون التوراة وانهم مأمورون بتبليغ الثورات ولهذا قال بعض اهل العلم انما الرسول هو الذي اوحي اليه بشرع ابتداء وانزل عليه كتاب والنبي هو الذي امر بان يبلغ رسالة سابقة ان يبلغ رسالة سابقة يعني ما انزل عليه كتاب وما انزل عليه شريعة ولكنه اوحي اليه بان يبلغ رسالة قد سبقته فوق كما جاء في هذه الاية عن عن الاخبار عن عن انبياء بني اسرائيل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون اسلموا واخبر ان الانبياء من بعد موسى يحكمون بالتوراة. وانهم يبلغون التوراة وانهم يبلغون التوراة. فاذا هم مرسلون وعلى هذا فيكون الرسول من اوحي اليه بشرع ابتداء وامر بتفريغه وانزل عليه كتاب يعني اه اوحي اليه في شرع ابتداء وانزل عليه الكتاب والنبي من اوحي اليه بان يبلغ رسالة سابقة وهذا يتفق مع ما جاء من النبي مرسل ان النبي مرسل وان الرسول مرسل كما قال الله عز وجل وما ارسلنا من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته وكما في هذه الاية الكريمة من سورة المائدة اتى فيها ذكر الانبياء من بني موسى انهم يحكمون بالتراث انا انزل التراث فيها وجاء نور يحكم بها النبيون الذين اسلموا كلمة الذين اسلموا هذه صفة كاشفة ليست مخصصة وانما هي من الصفات الفاشلة يعني التي فيها زيادة ايضاح وبيان. وليس لها مفهوم وليس لها مفهوم. نظير قول الله عز وجل ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به اين كلمة لا برهان له به هذه صفة كاشئة. ليست مخصصة لا يقال يمكن ان يأتي احد يدعو يعني آآ مع الله ما يكون له به برهان. وانما معناها ان قوله لا برهان له به هي زيادة ايضاح وبيان ولا مفهوم لها ومثل ما جاء ويقتلون الانبياء بغير حق قتل الانبياء لا يكون الا بغير حق ما يكون بحق فهي صفة يعني كاشفة وليست مخصصة وعلى هذا فهذا التفريط هو الذي يتفق مع نصوص الكتاب الفرق بين النبي والرسول لكن يبقى شيء اخر وهو ان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وصف بانه نبي ووصف بانه رسول قيل له يا يا ايها النبي ويا ايها الرسول وجاء عن موسى وصف الله موسى بانه نبيا رسولا اذكر كتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا فوصف بهذا وبهذا فيكون التفريق الذي حصل على ان هذا انزل عليه كتاب وهذا امر بان يبلغ رسالة سابقة يشكل عليه مثل هذا وهو ان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نبي ورسول وليس من قبيل ما تقدم من ان هذا يبلغ رسالة سابقة وهذا يبلغ يعني وهذا انزل عليه كتاب لان الرسول عليه الصلاة والسلام انزل عليه كتاب انزل عليه الكتاب ولم ولم يكن مبلغا لرسالة سابقة قيل ان نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في الاول وبعد ذلك ارسل وكان في وقت من الاوقات نبي وليس برسول ولذلك لما نزلت عليه اقرأ ومكث مدة قبل ان تنزل المدثر فانه في هذه الفترة نبي وبعد ما انزلت عليه المدثر صار رسولا نبيا عليه الصلاة والسلام الفترة التي قبل ان يرسل هو نبي قبل ان يرسل هو نبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وبعدها انزلت عليه المدثر صار رسولا نبيا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ويمكن ان يضاف الى الفرق المتقدم شيء اه ينسجم مع هذا ويتفق مع هذا وذلك بان يقال النبي هو من اوحي اليه بشرع ابتداء من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه في وقت ما او امر بان يبلغ رسالة سابقة وهذا يجمع الحالتين حالة كون النبي مرسل وحالة كونه في فترة من في وقت من الاوقات اه اه غير مرسل وانما هو نبي. من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه في وقت ما. ما هو معناه يعني كما في التفريق المشهور ان بمن اوحى اليه الامر بتفريغه يعني معناه انه آآ يموت وهو ما بلغ الشيء الذي آآ اخبر به ولكن كونه لم يؤمر بتبليغه في وقت ما ثم امر بتبليغه بعد ذلك فيكون بذلك جامعا بين النبوة والرسالة فالرسول هو الذي اوحي بشرع ابتداء وانزل عليه الكتاب هذا هو الرسول والنبي هو الذي امر الذي اوحي اليه بشرع ولم نؤمر بتبليغه في وقت ما يعني في وقت من الاوقات او امر بان يبلغ رسالة سابقة او امر بان يبلغ رسالة سابقة وبذلك وبهذا التفريق يعني اه اه يحصل بالاتفاق او يعني كونه يعني يستقيم مع هذه النصوص ولا يرد يعني اشكال يعني عليه فهذا هو الفرق بين النبي والرسول اه وصف الرسالة جاء للبشر وجاء للملائكة واما وصف النبوة فقد جاء للبشر ولم يأتي للملائكة والله عز وجل الله يصطف من الملائكة رسلا ومن الناس الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ووصف الملائكة بانهم رسل وان من البشر اننا من الملائكة رسل ومن البشر رسل وجاء في البشر بانهم انبياء ولم يأتي اطلاق ذلك على الملائكة الذي هو لفظ النبوة قم ان الرسالة والنبوة جعلها الله عز وجل بالرجال دون النساء وجعلها في اهل القرى دون اهل البوادي كما قال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم اهل القرآن. وقال رجالا وقال من اهل القرى وقال من اهل القرى فيكون وصفهم انهم رجال فلا يكون فلا تكون اليس كذلك وانهم من اهل القرى فليسوا من البادية وما جاء في القرآن في قصة يعقوب وقول يوسف وجاء بكم من البدو يعني ليس معنى ذلك انهم بادية ولكن يحمل على انهم خرجوا للبادية وانهم يعني ذهبوا في وقت من الاوقات البادية ومعلوم ان الحظري لو ذهب الى البادية ما يصير بدوي كما ان البدوي لو جاء الى في مدة معينة لا يقال انه حظري لا يقال انه حظري اه آآ الرسل الله عز وجل ختمهم بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد جاء ايات تدل على امتنان الله عز وجل بارسال رسوله الكريم حيث قال الله عز وجل فقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فهذه منة عظيمة امتن الله تعالى بها على اهل الارض في اخر الزمان بان بعث فيهم رسوله الكريم محمدا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ليخرج الناس آآ به من الظلمات الى النور باذن ربهم وليهديهم الى الصراط المستقيم الذي به سعادتهم وفلاحهم ونجاتهم في الدنيا والاخرة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وقال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم وعليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم آآ الباعث الرسل اي الله الباعث للرسل الى الى الخلق لاقامة الحجة عليهم كما قال الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة ثم بعد الرسل ستقوم الحجة عليهم وان يحصل لهم التبريظ ويبين لهم الطريق الذي يسيرون به الى الله عز فيه الى الله عز وجل. كما قال عز وجل وان هذا صراط مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون اذاعة الرسل اليهم. نعم. لاقامة الحجة عليهم. نعم ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه واله وسلم. ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بنبيه محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وختم بكتابه الكتب وبه الرسل وجعل رسالته عامة الى الثقلين الجن والانس وكان الانبياء من قبله يرسلون الى اقوامهم واما نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد ارسل الى الثقلين الجن والانس صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولهذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان من اصحاب النار فاليهود والنصارى وسائر البشر وكذلك الجن كلهم من امة محمد عليه الصلاة والسلام امة امة الدعوة يعني كلهم كلهم مدعوون الى ان يؤمنوا به وان يدخلوا في دينه وان يتعبدوا الله عز وجل طبقا لما جاء به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه آآ لا يسع احد الخروج عن شريعته والزعم لانه يتبع نبي من الانبياء بعد بعثته عليه الصلاة والسلام لا ينفعه زعمه ودعواه بان يقول اليهودي بانه تابع لموسى ويقول نصراني لأنه تابع لعيسى لا يفيده ذلك. لأنه بعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام ختم الله تعالى به الرسالات. ولم يبقى لاحد آآ الا ان آآ يؤمن به ويستسلم وينقاد لما جاء به ويعمل بما جاء به صلى الله عليه وسلم لان شريعة ناسخة للشرائع ولان آآ رسالته عامة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ورسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام اه اه تتصف بثلاث صفات آآ هي العموم وانها لثقلين الجن والانس وانه لا يسع احد الخروج عنها وان من لم يؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام وليس له الا النار. ومن كذب برسول واحد فقد كذب بجميع المرسلين صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم اجمعين تاء هذه صفة والصفة الثانية الكمال وهي شريعة كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه ولا تحتاج الى اضافات ولا محدثات ولا ان يلصق بها بدعة بل اكمل الله عز وجل الدين واتم النعمة وترك النبي محمد عليه الصلاة والسلام امته على بيظة ليلها كنهارها لا يزوغ عنها الا هالك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والصفة الثالثة البقاء والخلود والاستمرار. فانها مستمرة الى ان يرث الارض ومن عليها من حين بعثه الله عز وجل فان رسالته دائمة وباقية وكل انس وجن من حين بعثته الى قيام الساعة فانه مدعو للدخول في دينه ومن لم يدخل في ولم يؤمن به فانه يكون كافرا ولا ينفع آآ من يزعم بانه تابع آآ لموسى او لعيسى من اليهود والنصارى لا تنفعهم هذه الدعاوى وذلك الزعم لان الواجب والمتعين والمتحتم عليهم بعد ان بعث الله رسوله محمد عليه الصلاة سلام الدخول في دينه والاستسلام والانقياد لشرعه. والقيام بفعل اتيان بالشيء الذي جاء به نبينا محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولهذا آآ اليهود يزعمون بانهم اتباع موسى والنصارى يزعمون بانهم اتباع عيسى وقد في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال كيموت الذي يزعم النصارى ان اليهود انهم اتباعه؟ قال لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعه. لو كان موسى حيا ما وسعه اتباعه وقال في عيسى الذي يزعم النهظار بانهم اتباعه. والذي نفسي بيده لينزلن ابن مريم يعني من السماء حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل الا الاسلام. وهو يحكم بشريعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. فهذان النبيان الكريمان آآ احدهما يزعم اليهود بانهم اتباعه والنصارى يزعمون الثاني يزعم النصارى بانهم اتباعه اه هذا شأنهما وان عيسى ينزل في حكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان. وموسى قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام لو كان وتحيا ما وسعه الا اتباعه فختم الله عز وجل الرسالات برسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وارسله الى الناس كافة ارسله الى الناس كافة ارسله الى ثقل الجن والانس بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه منيرا ما هو شاهد يشهد على امته هو مبلغ ويشهد بانه بلغ كما قال الله عز وجل وقال اه فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فارسله الله عز وجل شاهدا وشاهدا على امته وانه قد بلغها وامته شاهدة على الامم السابقة بما جاء في شريعتها من من من الاخبار لان الرسل اه ارسلت اليه وانهم ادوا ما بلغوا به ما ارسلوا به اليهم وان كل رسول ادى ما هو واجب عليه على التمام والكمال كما جاء عن ابن شهاب الزهري رحمة الله عليه انه قال من الله الرسالة وعلى رسول وعلينا التسليم فالله تعالى ارسل الرسل وانزل الكتب والرسل بلغوا وادوا ما وكل اليهم على الثمن والكذا واما الذين ارسل اليهم فهذا هو الذي يكون فيه الانقسام الى موفق والى مخذول والى مستسلم والى كافر وكافر ومعاند قال من الله الرسالة وقد حصل ذلك وعلى الرسول البلاغ وقد حصل ذلك وعلينا التسليم وهنا ينقسم الناس الى الموفق للتسليم والاستسلام والانقياد والى معرظ ومستنكف وغير مستسلم من قال لما جاء عن آآ الرسل الكرام آآ او لما جاء به الرسل الكرام صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه. الاية الاية شاهدا ومبشرا ونذيرا فهو جاء بالبشارة والنذارة. وبشر لمن استسلم وانقاد وامن به واتبع شرعه بالثواب الجزيل والوصول الى الجنة. الدرجات العالية فيها وانذر وهو نذير منذر اه اه من اه استنكف وعارظ وامتنع بالعذاب وبالعقوبة على ذلك في الدنيا والاخرة. وكذلك ايضا وسراجا منيرا يعني انه اه اتى الناس بشريعة اه كالشمس واضحة جلية والمقصود من ذلك النور الذي جاء به صلى الله عليه وسلم والحق الذي جاء به كما قال الله عز وجل فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا يعني فالمقصود بذلك نور نور الرسالة ونور الهداية التي هي من مهمته ووظيفته كما قال الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وانك لتهدي الى صراط مستقيم وهذه هداية الدلالة والارشاد. والهداية هداية هداية دلالة وارشاد وهذه هي التي اثبتها الله لنبيه. وهداية توفيق وهذه هي التي نفاها الله عن نبينا قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. اثبت له هداية ونفى عنه الهداية. والمنفي غير المثبت في بداية الدلالة والارشاد قل من في هداية التوفيق والتسديد والله تعالى يقول والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فالدعوة عامة والهداية خاصة الدعوة للجميع ليس احد يدعى واحد لا يدعى وانما كل مدعو الى دار السلام كل مدعو الى الايمان بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام والاستسلام لشرعه والانقياد لما جاء به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واما الهداية لا تحصل لكل احد وانما تحصل لي ما شاء الله. ولمن وفقه الله عز وجل ولهذا قال والله يدعو الى دار السلام اي كل احد. المفعول محذوف وهو عام في الدعوة واما في الهداية فقد اظهر في قوله من يشاء والله يدعو الى دار السلام كل احد اي كل احد ويهدي من شاء من يشاء من هؤلاء الذين دعوا الى الصراط المستقيم ولهذا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام امته امتان. امتي دعوة وامة اجابة ثم في الدعوة كل انس وجن من حين بعثته صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة قل مدعو وكل الرسالة موجهة اليه ومطالب بالاستسلام والانقياد لها وامة الاجابة وهم الذين وفقوا لهذا الدين الحنيف ودخلوا في هذا الدين وسواء كانوا على الاستقامة او عندهم شيء من الانحراف وعندهم شيء من النقص فان فانه يطلق عليهم انهم امة اجابة كل من اسلم ودخل في هذا الدين ولو حصل عنده ما حصل من نقص وهو من امة الاجابة واما امة الدعوة فهي في حق كل احد. وليست لاحد دون احد ولهذا قال والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فالدعوة والهداية عامة والتوفيق وهداية التوفيق خاصة لا تحصل لكل احد وانما تحصل لمن وفقه الله عز وجل فهو سراج منير صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. يعني جاء بالنور والهدى واخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ثم ختم رسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه واله وسلم فجعله اخر المرسلين بشيرا نذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. نعم وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح به دينه القويم وانزل عليه كتابه الحكيم القرآن الذي هو خير الكتب وافضل الكتب الذي ختم الله تعالى به الكتب. ختم برسالته رسل وبكتابة الكتب. صلوات الله وسلامه وبركاته قد تكفل الله بحفظه. قال الله عز وجل نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل آآ حفظه الله كما اخبر الله عز وجل وتحقق هذا الحفظ بكتابته وتدوينه وقيام الخليفتين الراشدين ابي بكر وعثمان رضي الله تعالى عنهما بجمعه جمع القرآن ابو بكر جمعه في صحف حتى لا يذهب القرآن بذهاب حملته بالقتل في سبيل الله ما اه حفظت حتى يرجع اليها وحتى اذا قتل من قتل في سبيل الله يكون قد اخذ ما عنده من القرآن وحفظ وكتب. ثم عثمان رضي الله عنه جمع هذه الصحف في مصحف واحد صار هو هو العمدة وهو المعول عليه وهو الموجود بايدي الناس وهو الذي قام به امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وارضاه فهذا من حفظ الله عز وجل لكتابه حيث هيأ ذلك ووفق الخليفتين الراشدين ابا بكر وعثمان رضي الله تعالى عنهما لحفظه حتى صار بايدي الناس محفوظا من الزيادة والنقصان وصفه بانه حكيم وجاء وصفه بانه كريم وجاء وصفه بانه مجيد. الله عز وجل ياسين والقرآن الحكيم يقال قال في القرآن المجيد قال وانه لقرآن كريم. وجاء بانه مبين تلك ايات الكتاب وقرآن مبين آآ وصفه الله عز وجل بصفات وصفه الله عز وجل بصفات وكما عرفنا الايمان بالكتب احد اصول الايمان الستة هو الكتاب الذي انزله الله على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام هو اخرها وهو ناسخها وهو المهيمن عليها كما قال الله عز وجل وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فالكتاب الاول الاية هو القرآن قال الله عز وجل وانزلنا عليك الكتاب بالحق اعجم اليك وانجينا اليك الكتاب بالحق الكتابة هنا آآ للعهد آآ للعهد الذهني اي الكتاب المعهود الذي هو القرآن وهو مفرد واما قوله مصدقا لما بين يديه من الكتاب فان هذا الجنس اي الكتب اي الكتب السابقة صدق لما بين يديه من الكتب اي السابقة. يقال في في الكتب ما منها ما سمي لنا ومنها ما لم يسمى منها ما ذكر لنا ومنها ما لم يذكر ونحن نؤمن بالمذكور وغير المذكور نؤمن بالمسمى وغير المسمى هو الذي سمي لنا في القرآن التوراة والانجيل والزبور وصحوة ابراهيم وموسى. هذا هو الذي سمي لنا في القرآن. ولكن نؤمن بان كل رسول انزل عليه كتاب كما قال الله عز وجل لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب اي كتب لزانهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط والمراد بالكتاب الكتب وان الاستغراق الجنس وليست للافراج وانما هي للعموم والشمول فنحن نؤمن بالمسمى وغير مسمى. ما سمي لنا نؤمن به باسمه. ونعتقد بانه نزل من عند الله وانه حق وما لم يسمى نؤمن به ونصدق بان كل رسول انزل الله تعالى عليه كتابا وانه قام بمهمته على التمام والكمال وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح به دينه القويم. وشرح به اي بالرسول صلى الله عليه وسلم دينه القويم لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو مبلغ عن الله وسنته آآ موضحة للقرآن وشارحة للقرآن ودالة عليه وآآ مفسرة له والسنة هي وحي من الله. كما ان القرآن وحي من الله. الا ان القرآن متعبد بتلاوته والعمل به وان السنة فمتعبد بالعمل بها ولابد من العمل بالسنة كما انه لابد من العمل بالقرآن ولا يقال ان عمل بالقرآن دون سنة. ومن زعم انه مؤمن بالقرآن غير مؤمن بسنة فهو كافر بالكتاب والسنة لان الله تعالى يقول وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث مأمور به في كتاب الله في قوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وهي وحي من الله عز وجل كما قال الله عز وجل وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فالوحي من الله لا لا يقال انها من عند النبي صلى الله عليه وسلم بل هي من عند الله. والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ القرآن وبلغ السنة. بلغ هذا وهذا يقول الله عز وجل وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى يعني ما ينطق به وما يأتي به عليه الصلاة والسلام انما وحي يوحى الا ان هذا الوحي الذي يوحى منه ما هو متعبد بتلاوته وهو القرآن والعمل به ومنها ما هو متعبد بالعمل به وهو سنة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه انشرح به دينه القوي وسنة شارحة للقرآن وموضحة له ولا يقال انه يستغنى بالقرآن عن السنة ومن زعم انه آآ يستغني بالقرآن عن السنة فهو كافر لانه لا بد من السنة لا بد من القرآن ولا بد من السنة وكيف يمكن لمن يزعم بانه يستغني بالقرآن عن السنة كيف يصلي كيف يصلي؟ اين في القرآن ان ان صلاة الظهر اربع ركعات والعصر اربع ركعات والفجر ركعتان والعشاء اربع ركعات والمغرب ثلاث هذا لا يوجد الا في السنة الذي يقول انه لا يأخذ الا بالقرآن ولا يأخذ بسنة هو كافر بالكتاب والسنة والسنة هي التي وضحت وبينت الصلاة جاء ذكرها في القرآن مجملا وجاء مفسرا بالسنة. السنة بينت ذلك قال عليه الصلاة والسلام صلوا كما رجل يصلي والحج كذلك جاء خذوا عني مناسككم اه السنة موضحة للقرآن ولا يستغنى للقرآن عن السنة بل لابد من هذا وهذا لا بد من من من من العمل بالقرآن ولابد من العمل بالسنة وهدى به وهدى به الصراط المستقيم. وهدى به الصراط المستقيم. يعني هدى الناس به الى الصراط المستقيم الذي هو طريق المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وسورة الفاتحة فيها هذا الدعاء العظيم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. الصراط المستقيم الذي آآ آآ هو اه ما كان عليه اه رسل والانبياء والصديقون الطريق المنعم عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يعني اه هذا هو الصراط المستقيم ومخالفة ذلك انما هو المنتهي بصاحبه الى الجحيم ولهذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين يعني طريق الصراط المستقيم اللي هو طريق المنعم عليهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وغير طريق المنعم على المغضوب عليهم والضالين المغضوب عليهم اليهود والضالون والضالون النصارى عن اليهود النصارى اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون فالمسلم في كل ركعة من ركعات صلاته يسأل الله الهداية الى الصراط المستقيم اي انه يثبته على ما قد حصل ويزيده مما لم يحصل. فهو يشمل او سؤاله يشمل التثبيت قال على ما قد حصل له من الهداية وايضا المزيد من الهداية المزيد من الهداية