خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس. وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اؤجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك. قال فقلت يا رسول الله اخلف بعض اصحابه وعن ابي عبدالله جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم الا كانوا معكم حبسهم المرض. وفي رواية انا شاركوكم في اللاجر. رواه مسلم. ورواه البخاري وعن انس رضي الله عنه قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا واديا الا وهم معنا حبسهم العذر وعن ابي يزيد معن ابن يزيد ابن اللخنس رضي الله عنهم وهو وابوه وجده صحابيون قال كان بي يزيد. اخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد. فجئت فاخذتها فاتيته فقال والله ما اياك رد. فخاصمته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك ما اخذت يا معن. رواه البخاري وعن نبي اسحاق سعد بن ابي وقاص بن ما لك بن هويب بن عبد مناف بن الزهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رضي الله عنه احد العشرات المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم. قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني اما حجة الوداع من ودع اشتد به فقلت يا رسول الله اني قد بلغ بي من الودع ما ترى. وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي. افاتصدق بثلثي مالي؟ قال لا. قلت فالشطر يا رسول الله؟ فقال لا قلت فالثلث يا رسول الله؟ قال الثلث والثلث كثير. او كبير انك ان تذر ورثتك اغنياء فقلت يا رسول الله اخلف بعد اصحابي؟ قال انك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي بها وجه الله الا ازددت درجة ورفعة انك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله الا ازددت به درجة ورفعة ولعلك ان تخلف حتى ينتفع بك اقوام ويضر بك اخرون ويضر بك اخرون. اللهم امض لاصحابي هجرتهم ولا تردهم على عقابهم. لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم مات بمكة. متفق عليه. بالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كلها تبين عظم شأن النية وانها تبلغ صاحبها مبلغ العاملين اذا عجز عن العمل ولم يستطع العمل النية لها شأن كبير ولهذا سبق قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فالاعمال تجعل القاعد مع العاملين بنيته الطيبة عند عزه وتجعل عمله نافعا ومفيدا اينما كان واذا تخلفت النية عن العمل وصار العمل لغير الله ما نفع صاحبه قد يكون ظررا عليه في الجهاد والصلاة وفي غير هذا ان كاد لله نفعه عمله وكان لغير الله ظله عمله يقول صلى الله عليه وسلم لما كان في تبوك ان في المدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولقد قطعتم مؤدى الا وهم معكم حبسهم العذر يعني المرض واللفظ الاخر الا شريكه في الاجر يعني انهم يودون ان يشاركوكم وانهم نيتهم معكم لكن حبسهم المرض هل الانسان يحبسه المرض عن الجهاد او عن الصلاة في الجماعة او نحو ذلك يكون كاملة كانه صلى مع الناس وجاهد مع الناس بسبب النية الطيبة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد وسافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم وهذا حديث معنوي يزيد ابن الاخنس قد صدق ابي بدراهم جعلها الناس في المسجد للفقراء ابوه يزيد من الاخنس فجاء مع انه محتاج فاخذها قال اني محتاج واخذها قال فقراء اخرين ما اردته خاصمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لك ما اخذت يا معن ولك ما نويت يا يزيد والله ما نويت ولدك ما دام الولد محتاج هو اولى بالصدقة من صدقوا على القريب صدقة وصلة وعلى الاجنبي صدقة فقط كما جاء في الحديث الصدقة على ذا الرحم اثنتان صدقة وصلة وعلى غير صدقة فقط اذا كان ولده محتاج او اخوه او اقربائه محاويج هم اولى بصدقته من غيرهم له فيها اجران اجر الصلة واجر الصدقة عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه اصابه مرض في حجة الوداع فقال يا رسول الله ليس هذا الا من يتوب واحدة وانا ذو مال افاتصدق بسبع ماله؟ قال لا قال فالشطر؟ قال لا قال الثلث؟ قال الثلث كثير انك انت غنيا خير من ان تذرهم عالة لفقراء يتكففوا الناس يعني ينبغي للانسان ان يحتسب الاجر فيما وراه كون يترك لهم مال مع الناس خير له وافضل له الورثة حتى لا يحتاجوا اذا كان عنده لا يتصدق الا بالثلث واقل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم انك ان تذرت ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففوا من الناس وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت بها حتى ما تجعل فيه في رؤتك فاذا قصد الاجر في زوجته في بهائمه في اقاربه فله اجر ذلك وانك لن تنفق نفقة تبتغيها وجه الله الا ازدت بها درجة ورفعة لما قال الرجل خلفه بعد اصحابه لا اقل علك ان تخلف حتى ينتهي عليك اقوى ربك اخرون. وقد فسح الله له في الاجل وتخلف وجاهد في العراق. وجرى على يده نصر للاسلام وغيرها رضي الله عنه ولم يمت الا في ست وخمسين من الهجرة. بعد النبي بستة واربعين سنة واربعين سنة ثم ولد له اولاد بعد وفاة النبي ولد له اولاد عمر وعامر وابراهيم ومحمد جماعة رضي الله عنه فالمقصود من هذا ان الموصي ليس له ان يوصي باكثر من الثلث وان اوصى باقل كالربع والخمس كان احصى حتى يدع الورثة ما ينفعهم. وفيه من الفوائد وهي مقصودة فرض النية في الاعمال. وان الاعمال حسب النية بجهاده وصدقاته وغير ذلك على حسب النية ان كانت نيته صالحة بلغت به مبلغ العاملين. مع العجز عن العمل في الجهاد وغيره. وان كانت نية غير طيبة ضاعت عليه اعماله ولم تنفعه اعمالا بدون نية ووفق الله الجميع