السلام عليكم ورحمة الله. الحمد لله. هذا الدرس هو الدرس السابع من مقرر المدخل الى الفقه الاسلامي. وسنواصل فيه الكلام في مفردات ذات هذا المقرر مرحبا بتساؤلاتكم واشكالاتكم وتعليقاتكم فتفضلوا لاستماع الدرس. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما نافعا وعملا صالحا انه ولي ذلك والقادر عليه ثم اما بعد ففي الدرس الماظي تكلمنا عن المذاهب الفقهية وتعرظنا ترجمة امام كل مذهب من هذه المذاهب. مذهب الامام ابي حنيفة ومذهب الامام مالك بن انس رحمه الله ومذهب الامام الشافعي ثم مذهب الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى. وقد ذكرنا قبل ذلك واثناء اهو تاريخ نشأة هذه المذاهب وامتداد هذه المذاهب وصلة هذه المذاهب بمذاهب الصحابة وبفقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ويأتي السؤال بعد ذلك وهو ما حكم التمذهب بمذهب من هذه المذاهب الفقهية الاربعة؟ وهذه مسألة مهمة مطروحة في كتب العلماء من قديم الزمان وتثار ما بين فترة واخرى. اه هذه المسألة وهي مسألة التمذهب يسميها العلماء التمذهب. وهذه المسألة فيها موضع اتفاق يعني اتفق عليها العلماء بجميع مذاهبهم وبجميع اتجاهاتهم. وهناك مواضع اختلف العلماء رحمهم الله تعالى فيها. اما بالنسبة لمحل الاتفاق في مسألة التمذهب فالموضع الاول انه لا خلاف بين العلماء رحمهم الله تعالى ان التعصب لمذهب من هذه المذاهب امر هذا امر لا خلاف فيه. والمقصود بالتعصب المذموم هنا هو ان يتخذ الانسان المذهب معيارا للولاء والبراء. فانت مثلا شافعي لا تزوج بنتك من مال ذكي ولا تجالس مالكيا ولا تصلي خلف المالكية هذا امر لا شك انه مذموم جيد ميوالي من هم على مذهبه ويعادي من هم اه على غير مذهبه. ايضا من المواضع التي تكاد تكون محل اتفاق هي مسألة الانتساب. الانتساب الى هذا المذهب الانتساب اللفظي يعني ان يقول الانسان مثلا انه نقول ما مذهبك؟ يعني بعض الناس تسأله ما مذهبك؟ فيقول لك حنبلي او شافعي او مالكي او حنفي؟ هل هذا امر جائز ولا ما هو جائز؟ نقول هذا امر جائز ولا يكاد يوجد فيه خلاف من جهة الانتساب الذي لا يترتب عليه تعصب. وبعض الناس يتورع من هذا تقول له ما مذهبك يقول انا على الكتاب والسنة. ويتصور ان الانتساب الى مذهب من هذه المذاهب يعني ترك الكتاب والسنة معاذ الله يعني ليس من من الخطأ في الفهم ان يظن ان هناك مسار اسمه مسار الكتاب والسنة ومسار اخر مواز له ومباين له اسمه مسار المذاهب الفقهية. وهذا التصوف تصور خاطئ مئة بالمئة. ومن اثار هذا التصور ان تجد الطالب يقول ايهما افضل؟ ان ادرس الفقه اه فقه الدليل او ادرس فقه المذاهب اصلا هذا السؤال فرضه خطأ لانه مبني على مقدمة اولى وهي ان هذه المذاهب ليست من فقه الدليل تمام؟ هذا خطأ عظيم جدا بل هذه المذاهب كلها بلا استثناء كلها بلا استثناء هي فقه للدليل فلا تتصور ان مذهب ابي حنيفة رحمه الله ليس من فقه الدليل ولا ان مذهب مالك ولا ان مذهب الشافعي ولا ان مذهب احمد بن حنبل هذه ليست من فقه الدليل بل هي من فقه الدليل بلا شك والتفقه عليها بمعرفة مسائلها ومعرفة ادلتها لا شك انه تفقه في الدين وفي الشريعة وتفقه هم في الكتاب والسنة فهذه مسألة ايضا يجب ان تكون على بال ان التمذهب اذا المسألة الاولى ان التمذهب بمعنى تعصب للمذهب الذي يترتب عليه موالاة اهل المذهب ومعاداة غيرهم. وهذا امر موجود نعم في الحاضر اه صار التعصب ضد المذاهب. التعصب للمذاهب خف وقل في زماننا نشأ عوضا عنه تعصب ضد المذاهب. وهذا لا شك ايضا انه تعصب مذموم. يعني في السابق قد تجد. وهذا ترى امر نادر جدا يعني لا يحصل الا من عامة الناس وليس من علمائهم في الاغلب آآ قد تجد التعصب في السابق مثلا يقول هل يزوج ابنته للشافعية هل تصح صلاة الحنفي خلف الشافعية؟ ومسائل تطرح من هذا القبيل هي ليست مسائل مقررة ولا معتمدة في المذاهب وانما هي من التي يعني اه ترد على سبيل التعصب من غير اهل العلم وكابر العلماء. واضح؟ في يومنا في عصرنا اليوم نشأ عند الناس تعصب لا يقل سوءا عن ذلك التعصب وهو التعصب ضد المذاهب ويجعل هذه المذاهب امرا آآ اولا من الظلال الانتساب اليها. ويجعل هذه المذاهب مذاهب لا تمثل ولا اه تمت الى فقه الدليل وانما هي اراء رجال. تمام؟ والامر الثاني انه يستنكر على الانسان الذي يتبع مذهبا من المذاهب فتجد واحد يا اخي اتق الله كيف انت تصير حنفي؟ طيب وانت يا اخي ينزل عليك وحي؟ قال لا انا اخذ بفتاوى المشايخ على القول الراجح تمام؟ طيب ونحن نأخذ بالراجح في مذهب ابي حنيفة او بالراجح في مذهب احمد او بالراجح في مذهب مالك تمام لا فرق بين هذا وهذا او او لا نقول لا فرق بين هذا وهذا كله من التقليد. الاشكال اليوم ان بعض الناس صار يذم التقليد الذي هو تقليد مذهب مجمع على جواز تقليده. ثم يسلك مسلكا ادنى منه في التقليد وهو تقليد افراد. تمام فعلى سبيل المثال تأتي لشخص يقول لك لا لا تدرس كتب المتون المذهبية. طيب ماذا ادرس يا اخي في الفقه؟ يقول لك ادرس المتون غير المذهبية كتب غير المذهبية مثال ذلك يقول لك مثلا الدرر البهية للشوكاني. الدرر البهية للشوكاني متن مجرد عن الادلة في الجملة. تمام وهو مجرد مسائل فقهية فانت الان الذي يقول لك ادرس الدرر البهية لانه ليس مذهبيا. هو في الحقيقة الذي سيدرس الدرر بهية هو متمزهب بمذهب من؟ بمذهب الشوكاني. واضح؟ فهو تركت التمذهب بمذاهب الائمة وذهب الى التمذهب ذاهب دون ذلك فعلى كل حال نحن نقول التعصب مذموم. سواء كان التعصب للمذاهب او كان التعصب ها ضد المذاهب. ومن صور التعصب ضد المذاهب هو ما يأتي في الفقرة الثانية في محل الاتفاق