السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم في هذا الدرس الحادي عشر من مقرر المدخل الى الفقه الاسلامي اهلا وسهلا بكم ساكرر الترحيب بكم دائما وابدا فاستمعوا لهذا الدرس واي اشكال يمر عليكم فاطرحوا تساؤلاتكم فهي محل ترحاب ومحل نقاش ونحب في هذا الدرس ان نتناول قضية وهي قضية الاتجاهات الفقهية. تسمعون كثيرا مدرسة اهل الرأي واهل للحديث ما الفرق بين اهل الرأي واهل الحديث؟ ومتى نشأت هذه القضية؟ اول امر لا بد ان نعرفه ان جميع فقهاء الاسلام بلا استثناء يجعل الحديث النبوي مصدرا اساسيا من مصادر التشريع ومن مصادر الفقه وهذا امر لا خلاف فيه ولا جدال عليه ولكن نصيب العلماء رحمهم الله تعالى وحفظهم للسنة متفاوت. فعندنا بعضهم قد يكون اكثر حفظا للسنة من البعض الاخر. وفي زمن التابعين اه كما ذكرنا سابقا كان هناك مدرستان ساسيتان مدرسة اهل الحجاز سواء مكة او المدينة ومدرسة اهل العراق التي تتمثل في الكوفة بشكل اساسي. ومدرسة الحجاب كان فيها عدد الصحابة اوفر بلا شك فان الصحابة الذين كانوا في المدينة اكثر بكثير من الصحابة الذين انتقلوا الى الامر الثاني ان الاسانيد الاسانيد التي كانت عندهم كانت يعني اصح وادق حتى قال بعض يعني بعضهم يقول اصح الاسانيد اسانيد اهل المدينة. ما كانوا يحتاجون كثيرا الى اللجوء الى القياس. ليش؟ لوفرة حديث عندهم وفرة الصحابة بينهم والاحاديث عندهم وصلتهم باسانيد صحيحة وعالية وجيدة. وبخلاف ما كانت عليه المدرسة الكوفية فقد كانت الاحاديث فيها اقل لا شك ان الكوفة كان فيها علماء ومحدثون هذا امر لا نزاع فيه ولكن اذا ما قارنت وجدت ان الحديث عند اهل الكوفة اقل منه عند اهل المدينة. وهذا الامر جعل كثير من الرأي يظهر في المدرسة الكوفية اكثر من ظهوره في مدرسته الحجازية والسبب في ذلك اهل الحجاز تأتي المسألة يجد فيها مثلا حديث فيعملون به. اهل الكوفة الحديث هذا ما وصلهم الا باسناد ضعيف. طبعا المسألة انت لا تتصور مثل ما هي عليه اليوم الكتب مدونة ومطبوعة ومتداولة لا المسألة كل الاحاديث تنقل عن طريق التلقي والسماع. فمن الذي اوصل الحديث اليهم في الكوفة؟ قال جاهم واحد كذاب وقال لهم حدثنا فلان هل يقبلون حديثه؟ او رجل سيء الحفظ. هل سيقبلون حديثه؟ ربما ما يقبلون حديثه. واضح حينئذ الى اعمال القياس بشكل اكبر مما عليه اهل المدينة. صارت تصل الاخبار الى المدرسة المدنية ان اهل الكوفة يقولون في المسألة الفلانية كذا. يقول اهل المدينة ايش ؟ يا اخي هذا خلاف الحديث النبوي. النبي عليه الصلاة والسلام قال كذا وكذا. وهذا خلاف الحديث طيب هؤلاء الكوفيون او هؤلاء العلماء آآ الذين قالوا بهذا القول هل بلغهم الحديث؟ ربما بلغهم باسناد ضعيف فلم يقولوا بمقتضاه بسبب هذا الامر بدأت تظهر يعني معالم التمايز بين المدرستين. وهاتان المدرستان كما سبقت الاشارة اليه كان بينهما شيء من المنافسة يعني حتى آآ يعني اهل الحجاز يعدون واهل مدرسة اهل الحجاز يعدون ان انفسهم هم المدرسة الاساسية للفقه الاسلامي وانها وان فقه اهل المدينة وفقه اهل مكة وفقه اهل الحجاز هو الفقه الاقرب الى النبوي بسبب يعني آآ كثرة ما عندهم من السنة والحديث وصاروا يردون وبدأت هنا تنشأ الردود الى ان آآ وجد بعد ذلك لما صارت التقاء مثلا بين محمد بن الحسن الشيباني وآآ الامام مالك وكذلك القاضي ابو يوسف وغير ذلك حصل والامام الشافعي ايضا اخذ عن فقهاء اهل المدينة فاخذ عن الامام مالك واخذ عن فقهاء اهل مكة فاخذ عن مسلم بن خالد الزنجي وكذلك اخذ عن تلاميذ الامام ابي حنيفة كمحمد ابن الحسن الشيباني بدأت تزول هذه الاشكالات التي كانت موجودة المدرستين. فما هي طبعا فيه مدرسة ثالثة ظهرت ايضا في آآ للمسلمين عندما دخل الفكر المعتزلي الى المسلمين وذلك عندما ترجمت الكتب اليونانية الى اللغة العربية وقرأها بعض فتأثروا بها ظهرت مدرسة ثالثة ليست من مدارس الفقه المعتبرة وهي طريقة المعتزلة كانوا يعني يردون على اهل الحديث ويرون تقديم العقل على النص الشرعي وعلى الحديث. طبعا المعتزل ليس لهم فقه من قول يعني ما تقدر تاخذ كتاب الان تقول هذا فقه على مذهب المعتزلة ولكن كانت لهم تنظيرات في اصول الفقه ورد عليها العلماء ولهذا اذا قرأتم في كتب اصول الفقه كثيرا ما تجدون الكلام على المعتزلة والرد وقالت المعتزلة كذا ثم الرد عليهم يستغرب احيانا طالب العلم ليش يا اخي تذكر اقوال المعتزلة في اصول الفقه؟ نقول تذكر لانها كانت آآ في ذلك الزمان شائعة وكتبوا والفوا في اصول الفقه فاحتاج العلماء ان اذكروا هذه الاقوال ويفندوها ويردون آآ عليها. نعم طيب فيه كلام هنا لبعض العلماء يقول ولابد على التحقيق الذي لا شك فيه انه ما من امام الا وقد قال بالرأي يعني حينما نقول مدرسة اهل الرأي ليس معنى هذا ان علماء الحديث او مدرسة اهل الحديث لا يقولون بالرأي ما من امام منهم الا وقد قال بالرأي وما من امام منه الا وقد تبع الحديث الا ان الخلاف وان كان ظاهره في المبدأ لكنه في التحقيق انما هو في بعض الجزئيات يثبت فيها اثر عند الحجازيين دون العراقيين فيأخذ به الأولون ويتركه الاخرون لعدم اطلاعهم عليه او وجود قادح عندهم. فمن الاشياء مثلا التي كانت موجودة عند بعض علماء الكوفة من اهل الرأي انهم كانوا لا يقبلون حديث الاحاد الذي جاءهم من طريق شخص واحد ولكنه مخالف آآ للقياس والقياس هذا القياس ترى بالمناسبة القياس قد يكون قياس على نص قرآني صح ولا لا؟ فهو يقول لك هذا حديث مخالف لقياس اية من القرآن وهو حديث لم ينقل الا عن طريق واحد ممكن يكون اخطأ ممكن يكون وهم فلا يقبلون ذلك في بعض المواضع كذلك قد يتوقفون ويشددون في الحديث بخبر الواحد في المسائل التي تعم بها البلوى وتشتهر. يقول مسألة مشهورة ومعروفة ما يجي ينقل فيها الا عن واحد فيتوقفون كثيرا في قبول ذلك. واما اهل الحديث فقد كانوا يقبلون الحديث اذا صح دون نظر اخر. فيمكن ان نلخص ذلك فنقول اهل الحديث تميزون بقوة عنايتهم بالحديث والاثار وتأتي عنايتهم بالقياس في الدرجة الثانية واهل الحديث يتميزون بتقديم الحديث على القياس مطلقا سواء كان الحديث احادا ام مستفيضا وسواء كانت المسألة مما تعم به البلوى او غير ذلك. واما اهل الرأي فكانت لهم عناية بالحديث اقل اهل الحديث وعنايتهم بالقياس قوية ثم تقديم القياس على خبر واحد في بعض الاحوال ما هو على الاطلاق. واهل الرأي يقبلون الخبر الواحد ولا لا؟ يقبلون خبر الواحد ولا يوجد يعني اي من مدرسة من مدارس الفقير المعتبرة الا وهم يقبلون خبر الاحاد الا انهم يختلفون في شروط القبول. وكان جمهرة يعني اكثر علماء الاسلام كانوا تبعا. مدرسة اهل الحديث