التي تجعل اصحابها في معية الله عز وجل ان الله جل جلاله يقول ابن ادم مرضت فلم تعدني. فقال كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده هذه الحلقة معقودة خصيصا للحديث عن نوازل المرضى في باب الطهارة. شفاهم الله وعافاهم وكالتقديم لهذه الحلقة وبين يديها نقول المرض من جملة اقدار الله المرة التي قد يبتلي الله بها من شاء من عباده تكفيرا من سيئاتهم او رفعة في درجاتهم فيفتح لها فيفتح لهم بها ولمن حولهم ابوابا من العبودية لا يقدر قدر ثوابها ان صبروا عليها الا الله جل جلاله من ذلك عبودية الصبر والرضا والاحتساب بالنسبة للمرضى ولمن حولهم كذلك. فضلا عن عبودية عيادة المرضى اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ان الله جل جلاله ما ابتلى المرضى بهذه الابتلاءات الا ليغسلهم من الذنوب والخطايا وليرفع بها من درجاتهم ويكفر بها من سيئاتهم. فان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط عليه فعليه السخط. فلا ينبغي للمريض ان يشكو الله الى خلقه يا ايها المريض الحبيب لا تشكو بثك وحزنك الا الى الله سبحانه ففي الحديث عن ابي هريرة ان الله تبارك وتعالى يقول اذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشتكني فلم يشكني الى عواده اطلقته من اساري ثم ابدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل ان يكفر المرض عمله السيء ويخرج منه كيوم ولدته امه ثم يستأنف. العمل والحديث رواه الحاكم وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة لقد ابتلى الله بالمرض صفوة خلقه من عباده تلى به عبده ايوب فكان صابرا نعم العبد تلى به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فكان يوعك كما يوعك الرجلان من امته. فيشدد عليه في بلاء ويضاعف له في الجزاء. فان عظم الجزاء ما عظم البلاء ومن يرد الله به خيرا نصب منه المرض تمحيص والصبر على مضاره واوجاعه. هو اساس استحقاق المثوبة من الله عز وجل وحقيقة الصبر بالنسبة للمريض حبس النفس عن الجزع والتسخط وحبس اللسان عن الشكوى الا لله سبحانه او لطبيبه الذي يحتاج الى ان يشخص حالته وان يبذل له وصفة علاجية مناسبة. وحسب وحبس الجوارح عن التشويش بعض الحكماء يقول العاقل يفعل في اول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد ايام. ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم من عجائب صنع الله عز وجل ان كل شيء يولد صغيرا ثم يكبر الا المصائب والالام تولد كبيرة ثم طيب