هذه الفقرة القادمة يكون حديثنا مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد الطاهري الامام والخطيب في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية اهلا وسهلا بك عليكم السلام ورحمة الله حياكم الله جميعا وحيا الله المجتمعين والمجتمعات. حياك الله دكتور اهلا وسهلا بك وحديثنا تحت عنوان المسلم مسلم بالقضاء ويمكن تشكيل المسلم باكثر من شكل فتعطيه معنى اخر ايضا جميل وذو عمق في آآ باسلامنا وركائزه وعقائدنا بداية آآ نتحدث عن تعريف القضاء الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فاولا لابد ان ندرك ان المسلم مبتلى من الجهتين لان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وخلق الاكوان وجعل الابتلاء من جهتين. الجهة الاولى الاوامر والنواهي الشرعية والجهة الثانية هي جهة الاقدار الكونية مم. والمسلم هو الذي يبذل قصارى جهده في امتثال امر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه كما قال صلى الله عليه وسلم ما امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن امر فانتهوا وكذلك في القضاء فان المؤمن مأمور بالصبر ولهذا جمع الله بين الامر الشرعي وبين الامر الكوني في اية واحدة. هم. في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة فنحن نؤمن ب القضاء والمراد بالقضاء هو ان الله سبحانه وتعالى علم ما الخلق عاملوه وقدر لهم المقادير والامور الشرعية بحكمته البالغة وقدر وكتب الامور الكونية بحكمته وخبرته وعلمه جل في علاه فشرعه مبني على الحكمة وامره وقظاؤه وقدره مبني على الحكمة ولهذا قال سبحانه وتعالى لما ذكر قضية القدر قال ان ربي لطيف لما يشاء وهذا جاء على لسان يوسف عليه السلام. الله وكلنا نعلم كيف ان يوسف عليه السلام قد تعرض لاقدار كونية عدة ومع هذا قال ان ربي لطيف لما يشاء فالمؤمن لابد ان يدرك ان القضاء والايمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من اركان الايمان الست قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. بقدر. وما امرنا الا واحدة كلمح للبصر فنحن نستيقظ انه لا يجري شيء في الكون الا بقضاء الله وقدره سواء كان هذا التقدير تقديرا شرعيا محبوبا لله عز وجل او تقديرا كونيا غير محبوب لله تبارك وتعالى لان الله سبحانه بشرعه شرع ما يحب وفي كونه وقضائه وقدره اذن بما يحب وبما لا يحب حتى لا يكون هناك اجبار للخلق ولو اراد سبحانه ان يجبرهم لقدر لكن هذا من حكمة الله عز وجل انه سبحانه قدر المقادير بما يشاء سبحانه وتعالى. نعم. هم. بالنسبة يعني قضية القضاء والقدر اه ربما بعض الناس يفهمها يعني بشكل واحد ولكن هناك اختلاف بسيط كما قلت ان كل شيء فبالتالي هل ما قضاها الله سبحانه وتعالى قد قد كتبه قبل قلق آآ يتساءل بعض الناس عن ذلك نعم ما قضاه الله جل وعلا فانه سبحانه علمه وكتبه قبل ان يوجد فاعله ولكن هذا لا يعني الجبر وهذا اهم شيء في القضية. هم. يجب ان ندرك ان الله سبحانه وتعالى حينما قدر ان اه الكافر يكفر وان الفاسق يفسق وان المؤمن يؤمن. مهم. ليس هذا جبرا. وانما هذا لعلمه سبحانه ان هذا العبد يختار ان يكون من الممتازين. وسيجتهد فيه تدريسه وتعليمه وتزكية نفسه حتى يكون من الاوائل فكتب انه من الفائزين والاخر علم الله منه الكسل والخمول وعلم منه الخذلان وعلم منه الغفلة. فكتب انه من الخاسرين على هذا ينبغي ان يفهم العبد قضاء الله وقدره السابق واللاحق والمؤمن لا بد ان يدرك ان ما يجري في الكون علمه الله ازلا وكتب ذلك. مهم. وشاء ذلك ولو لم يشأ لما امكن. فمثلا اراد فرعون ان يهلك موسى ومن معه لكن الذي جرى هو عكس ما اراده فرعون فالله سبحانه وتعالى اذا لم يشأ شيئا كونا فلا يكون ولهذا نحن نرى ان بعض الناس ربما يريد اشياء او اشياء. هم. لكن يجد منعة من نفسه او منعة من مجريات ما حوله وعلى هذا ينبغي ان نفهم معنى القضاء والقدر. فالمسلم يقول لا حول ولا قوة الا بالله اي ليس لنا حول نتحول به من حال الى حال الا بحول الله عز وجل وتحويله وليس لنا قوة نمشي بها ونسعى بها الا ان يمدنا الله بقوته فكل عاقل فظلا عن المسلم يدرك انه لولا القوة الموجودة الكامنة في الانسان ما قدر على السعي ولا على المشي بل وهلك وهو في مكانه و ربما شل شلت اركان فلا يستطيع القيام اذا المسلم يجب ان يعلم ان الله خلقه وانه جل وعلا اوجد فيه القدرة والقوة والارادة والمشيئة وكل هذا لا يخرج عن مشيئة الله عز وجل. نعم. سبحانه في مثل هذه الظروف التي نعيشها هذه الجائحة التي تعيشها البشرية. اصيب بعض الناس اه بهذا الوباء وباء الكورونا نعم يبتلى المؤمن كما قلت يعني المؤمن مبتلى في حياته من جهتين او الانسان بشكل عام. نعم. بالاوامر والنواهي الشرعية كما قلت ثم بالظواهر الكونية. ومن تلك الظواهر ما يحدث من فيضانات الى اخره ثم ما يحدث في الانسان من وباء او في خاصة جسده. يبتلى المؤمن بمصائب كما قلنا مثل كورونا. فكيف يتعلم التسليم لله وتعالى بما قضى هذا سؤال مهم بارك الله فيك. وفي كيف يتعلم المسلم التسليم لله عز وجل بما قضاه وقدره سواء في كورونا او في غير ذلك من الامور والمجريات العامة الكونية او الخاصة النفسية. هم. فهنا دائما عندنا امر واحد وهو ان نتعامل مع القدر بشرع الله عز وجل فكيف امرنا الله نمتثل؟ مثلا في كورونا هم. رأينا ان المؤمنين الكمل رأينا منهم صبرا وجلدا واقداما وشجاعة واكراما وسخاء وبذلا وعطاء فكانوا في الصفوف الاول ورأينا من الناس منجب عياذا بالله فلم يستعمل الامر الشرعي وهو التوكل على الله سبحانه وتعالى ففي اي امر كوني لا بد ان نستعمل الاوامر الشرعية والاوامر الشرعية ماذا امرنا الله في مقابل هذه المصيبة ماذا امرنا الله في مقابل هذا الوباء وهذا البلاء فنتخذ الاوامر الشرعية ونتخذ الاوامر المباحة الكونية وقد رأينا مع الاسف الشديد بعظ من ظعف ايمانه او قل علمه من ربما يجلع وربما يفزع وربما يركض وراء اوهام وخيالات كما سمعنا ان بعضهم يقول وينشر ان هذه الاحجار تنفع في دفع الوباء وان هذه الاسوار والاسورة التي يلبسها الناس تنفع في كذا وكذا من دون ما تصديق طبي من اهل الاختصاص ولا من اثر شرعي من اهل العلم. هم. وانما سعي وراء اوهام وخيالات. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم علمنا في مثل هذه الاوبئة بقوله فر من المجذوم فرارك من الاسف. هم. وعلمنا فقال لا هامة ولا صفا. يعني لا يجوز ان نتعلق بالاوهام والخيالات بعض الناس اليوم يتخذ الاجراءات المباحة الشرعية مثل طاعة ولي الامر ويتخذ الكمام ولا يخالط الناس الا بقذف الضرورة وبعد ذلك اذا اصيب يلتزم الحجر الصحي هذا كله يعني من ضمن الاطار العام للشريعة في طاعة ولاة الامور. هم. وكذلك حينما نجد بعض الناس يغلب ظن نفسه وهوى نفسه فلا يطيع ولي الامر فان ذلك يكون له خسارة دينية قبل ان تكون ثمة خسارات دنيوية. هم. ولذلك القدر اذا قابلناه بالشرع المطهر وصلنا الى سفينة النجاة التي بها كمال الايمان وبها ايضا النجاة في الدنيا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قابل الامور الكونية بالامور الشرعية. لما امر بالهجرة اتخذ الاسباب فاخذ معه صاحبه ثم دليله ثم اختفى في الغار ثم لم يمشي على الطريق الذي كان يسير عليه الناس كل هذا مقابلة للامر الكوني بالامور الشرعية المباحة المتاحة. وبهذه الطريقة فان الانسان يصل الى الكمال الايماني في القدر في علم انه لا حرج ولا سكونا الا بامر ملك السماوات والارض القهار الجبار المهيمن العزيز وهو في مقابل ذلك يعني العبد يزداد عبودية لله عز وجل وتضرعا وينظر الى الوسائل المباحة المتاحة فيتخذها وقلبه معلق بخالق الاسباب لا بالاسباب بانا نعلم علم اليقين. هم. ان الاسباب وان وجدت فانها لا تغني الا اذا اراد الله ان يخلق المسببات السفينة سبيل النجاة ولكن اذا لم يكن تم دوافع للرياح العاتية فان السفينة تغرق ومن هنا المؤمن يزداد توكلا على الله في البلايا ورقة قلب ورقيا في القرب من الله عز وجل. مهم. نسأل الله ان نكون كذلك. نعم. اللهم امين ونشكرك دكتور الحديث ذو عبرة جميلة حقيقة يعني وانت انطلقت الحديث من قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ثم التسليم بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى قولا وبما تحققه الاية لا حول ولا قوة الا بالله مؤمنين بها وفات تلك من صفات المؤمنين الكمل كما قلت لك الشكر الجزيل وان كنا يعني آآ لا نملك وقتا اخر اضافيا لتمديد هذا اللقاء معك ولكن ان شاء الله تتسنى ان شاء الله معك لقاءات اخرى مستطيل وحول مثل هذه الامور القيمة شكر جزيل لك السلام عليكم. اهلا وسهلا لك. شكرا جزيلا ايها الاحبة لفضيلة الدكتور الشيخ محمد الطاهري الامام والخطيب في وزارة الاوقاف الشؤون الاسلامية بذا وصلنا واياكم الى ختام لقاءنا هذا اليوم من برنامجكم مساحة للحوار. تقبلوا التحايا من اسرة البرنامج من التنسيق والمتابعة حسين العنزي ومن التنفيذ عبدالله المولاني ومن الهندسة الاذاعية علي صويلح ومن الاعداد سعد هويدي يعقوب اللوماني ولكم التحايا من التقديم احمد سالم العتيبي الى اللقاء وتحيات المخرج طارق العلي في امان الله