هذا اظهر مثال لمن تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم شارب خمر او غراب مغتاب نمام حسان مغاض ايا كان اذا المشاهد التي عليها الناس وقت نزع الروح ثلاثة ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم. المشهد الاول مشهد الظالم انفسهم لما نقول ظالمي انفسهم يعني انهم اهل الكبائر. اما فعلوا المحرمات او تركوا الواجبات لان الظالم لنفسه هو الذي فعل المحرمات او ترك الواجبات واوظح مثال له ما ذكره الله تبارك وتعالى عن فعل عمن وقع في نوع خاص من المعاصي وهو ترك الهجرة ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم لماذا لم تمتثلوا امر الله بالهجرة من بلاد الكفر والشرك التي تذلكم ولا تستطيعون فيها اظهار شرائع الاسلام لماذا لم تهاجروا؟ ان الذين توفاهم الملائكة الظالم انفسهم. قالوا الان يخاطبون الروح لا تجد اللسان يتكلم يخاطبون الروح ان الذين توفاهم الملائكة الظالم انفسهم قالوا فيم كنتم اي لم ما الذي اشغلكم عن امتثال الامر ما الذي يلهاكم عن ان تهاجروا فيما كنتم؟ قالوا معللين. كنا مستضعفين في الارض قال العلماء وهذه العلة التي ذكروها ليست هي علة معها يتركون عن المؤاخذة وانما هي علة ذكروها وليست واقعة لان الله عذر المستضعفين قال الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. اذا من هؤلاء؟ هؤلاء ناس لم يهاجروا اما حبا لارضهم او حبا لاهلهم او حبا لمالهم او او الى اخر ذلك من الاعذار فلما كان وقت الاستيفاء وقت قبض الروح قالوا كنا مستضعفين في الارض قال الله عز وجل قالوا يعني الملائكة الله يخبرنا ماذا تقول الملائكة لهم؟ قالوا الم تكن ارض الله واسعة؟ فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. قال الامام البغوي رحمه الله في تفسيره هذه الاية نزلت في الذين امنوا ولم يهاجروا. اذا في المؤمنين وهذه الاية من اصلح الادلة على ان المؤمنين قد يعذبون حتى عند نزع الروح بزدر شديد وقهر عظيم وعتاب وعجم قبول لعذر كما هي هذه الصورة الواضحة