سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله هذه المسألة عظيمة وهي ان الذنوب والمعاصي لا يزال بالعبد مع كونه مرتفعا بالايمان والاسلام والطاعة فانه ربما اذا استصغر الذنوب والمعاصي فلا تزال به هذه الذنوب حتى يصبح من اهل السفلتي عياذا بالله تعالى ولهذا ينبغي على الانسان ان يحرص اشد الحرص على الطاعة فانها اعظم وسيلة بعد التوحيد الى نيل المراتب العلية ولان يكون من اهل عليين والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال جعل الذلة والصغار على من خالف عن امري جعل الذلة والصغار على من خالف امره الذلة وصف نفسي والصغار وصف حالي ظاهر ولذلك قال عز وجل عن اليهود ظربت عليهم الذلة لو كانوا اغنى الناس هم اذل الناس لو كانوا من امنع الناس لكنهم من اخوف الناس لان الذلة امر نفسي ملازم لهم واما الصغار فهذا ظاهر ويشهد لهذا الحديث قول الله عز وجل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين مفهوم المخالفة ان الذلة لمن لم يكن موحدا ولا متبعا ولا مؤمنا فهذه مسألة عظيمة ايها الاخوة ينبغي لمن يشتري على المعاصي والذنوب ان يذكر نفسه بانها سبب للسفلة وان الطاعات سبب للعلية فايهما يختار ايهما يختار يختار الرقي في مراقع اللين او يختار عياذا بالله النزول الى سرادب سراديب السفلة والسفليين ان الانسان ان يناقش نفسه كلما هممت بمعصية لا سيما ذنوب الخلوات تذكر هذه المسألة انها ترضيك انها تؤذيك انها تؤوي بك الى اسفل السافلين وكلما هممت بطاعة فحدثتك نفسك بالكسل فتذكر انك بكل طاعة ترتقي وبكل حسنة تعلو حتى تكون مع اهل عليين اسأل الله ان يكون منهم. نعم الك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل