سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله فان العلم نور يقذفه الله في القلب. والمعصية تطفئ ذلك النور. الله اكبر الله اكبر الله اكبر القلب مثل الزجاجة النقية البيضاء والعلم يسقل فيه فاذا جاءت المعاصي فان هذه الزجاجة تعلوها الغشاوة وحينئذ لا يكون العلم فيه ظاهرا فمن اراد العلم فعليه بكثرة الاستغفار والتوبة للغفار وملازمة الافتقار والبعد عن عاصي وافعال الفجار. نعم. ولما جلس الشافعي بين يدي ما لك وقرأ عليه اعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه. فقال اني ارى الله قد القى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة معصية وقال الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوى حفظي. فارشدني الى ترك المعاصي. وقال اعلم بان العلم فضل وفضل الله لا يؤتاه عاصي. وكيع هذا شيخ البخاري شيخ الامام الشافعي وصاحبه وكيع بن جراح الرؤاسي العابد الزاهد وكان رجلا دعوبا مع عبادته وكثرة تواضعه. وسمينا حتى كانوا يقولون له كيف انت سمين والعلماء لا يسمنون فكان يقول لفرحي بالاسلام فوكيعا للجراح قال للشافعي اياك والمعاصي فقلب الشافعي نصيحته ابياتا شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي وقال اعلم بان العلم فظل وفضل الله لا يعتاه وانا احفظ هذا البيت من صغري لكن بلفظ اخر فحفظته بلفظ شكوت الى وكيع سوء حفظ فارشدني الى ترك المعاصي واخبرني بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي نسأل الله جل وعلا ان ينور قلوبنا بالايمان وبصائرنا بالايمان وان يبعد عنا الذنوب والمعاصي واثارها. نعم فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم