المنارة العشرون وهي اخر المنارات نجاح التأصيل. كيف يكون التأصيل ناجحا؟ سواء للمعلم المتصدي للتأصيل العلم في الناس او لاولئك المتعلمين الراغبين في تأصيل العلم. ويمكن ان يرجع هذا الى امور منها الاخلاص ان لله سبحانه وتعالى. ومنها الاستعانة به سبحانه وتعالى. فملكاتك في حفظك وفهمك ومنطقك ليست منك وانما هي من الله فانت مفتقر الى الاستعانة به سبحانه وتعالى. ومنها دعاؤه عز وجل فينبغي ان تكثر من دعاء الله ان يعينك على العلم حفظا وفهما ومنها حسن الظن بالله والتوكل عليه بان تظن بربك الظن الحسن وانك انت ايها السائر مبتغيا من الله ان يرزقك العلم الذي هو ميراث النبوة متوكلا عليه سيعطيك الله سبحانه وتعالى اذا كنت صادقا مخلصا له. ومن جملتها ايضا اصلاح عمل بان يجتهد الانسان في اصلاح عمله المحافظة على الفرائض والاكثار من النوافل والتوبة الى الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ومن جملتها صدق وبذل الوسع والاجتهاد حسب الطاقة. ومنها جمع النفس والزامها السير وفق المسلك المعتمد. فيجمع نفسه على هذا المسلك ويسير فيه. ولا يصغي الى قطاع الطريق. فقطاع الطريق كثيرا. واذا التفت اليهم قطعوك كما قال ابن القيم رحمه الله ومن جملتها الملائمة بين التأصيل ومتطلبات النفس الاخرى. فالنفس لها متطلبات اخرى اقل ما يكون منها الراحة. فالنفس الى الراحة ولابد ان تعطيها حظها من الراحة او حظها من الترويح بالنزهة او غيرها فلابد ان تلائم بين مسيرتك في التأصيل وبين متطلبات النفس وكذلك لا لابد من الملاءمة بين حق الله وحقوق عباده. التأصيل لا يمنعك من المحافظة على الصلوات الخمس. التأصيل لا يمنعك من الاكثار من قراءة القرآن وذكر التأصيل لا ينبغي ان يمنعك من بر والديك. التأصيل لا ينبغي ان يمنعك من صلة ارحامك. التأصيل لا ينبغي ان ان يمنعك من الاحسان الى جيرانك ومنها توقي مزالك مزالك تأصيل وافاته. بان يحرص الانسان على النجاة من الافات التي تقدم ذكرها المزالق السابقة فيما يتعلق بالتأصيل. وبعد هذه المنارات هل سننجح في التأصيل لانفسنا وللناس في هذا القرن المزدحم بالاحداث؟ نعم. سننجح سننجح باذن الله سبحانه وتعالى. لاننا لا نطلب من الناس شيئا وانما نطلب من الله سبحانه وتعالى وعطاء الله لا يقيده زمان ولا مكان. والمرء يسير في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ببث العلم ونشره وطلبه والتماسه. فاذا كنت سائرا الى الله متبعا رسوله صلى الله عليه وسلم. هل تظن ان هذا الزمن لن يخرج احدا من العلماء سيخرج ويخرج ويخرج والزمن الماظي قريبا في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية مرت بالبلاد العربية والاسلامية ظروف لعلها اشد من الظروف الحالية على اختلاف وجوهها ومع ذلك ظهر النوابغ في كل بلد وهؤلاء الذين ذكرناهم قبل الشيخ عبد الرحمن بن سعدي او الشيخ محمد الامير الشنقيطي او الشيخ محمد ابن ابراهيم ال الشيخ او غيرهم من العلماء هم نشأوا في ظروف اسوأ من الظروف التي نعيش فيها بجميع المقاييس. فلا يكون الزمان والمكان عذرا بانه لا يمكن التأصيل. سيمكن التأصيل وسننجح في التأصيل اذا توكلنا على الله وسرنا على الطريق الصحيح فالله اكرم كريم وعطاؤه اوسع عطاء وهو سبحانه تعالى يعطي لمن يسأله ويقبل على من يقبل عليه. هذه عشرون منارة من المنارات التي تتعلق ببيان التأصيل بما يناسب المقام وهي تحيط به على وجه الاختصار النافع وتكون مفاتيح للتوسع بكل منارة ذكرناها مما تقدم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لنا اجمعين وان يتولانا في الصالحين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اكرمنا ولا تهنا واعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا ولا تنقصنا واقبلنا ولا تردنا. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين وتولنا في الصالحين والحمد لله رب العالمين