الحمد لله رب البريات احمده سبحانه يبتلي عباده بانواع من البلاءات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يهب لمن يشاء ومنجيات واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد البريات ارشد امته خير ما يعلمه لهم في الفتن المهلكات وعلمهم صلوات ربي ما به نجاتهم من الشرور الموبقات صلى الله عليه وعلى اله واصحابه السادات وعلى من سار على دربهم واقتفى اثرهم الى يوم ظهور الدرجات والدرجات وبعد ايها الاخوة في الله عنوان هذه المحاضرة المنجيات من الفتن المهلكات المنجيات من الفتن المهلكات هذه الفتن التي يستشرف لها الناس وقد ظهرت في الامة شرقا وغربا ينبغي للعبد ان يسأل كيف النجاة فان العاقل ليسأل عمن هلك كيف هلك وانما يسأل عمن نجا كيف نجا ولذلك لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان الامة تفترق وان كلها في النار الا واحدة ما قالوا من هم الهالكون؟ وانما قالوا يا رسول الله من هي؟ اي الناجية؟ فقال صلى الله عليه وسلم من كان على مثل ما نعليه واصحابه فالمتعظ من اتعظ بغيره. والشقي من وعظ بنفسه. وسقط في الفتن على ام رأسه. والله تبارك وتعالى يقول الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم يعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين هذه الفتن ايها الاخوة تكون عامة وتكون خاصة واعظم ما به النجاة ان ينجيك الله عز وجل من الفتن العامة التي تتعدى شرورها الى غيري حتى يكون فيها ضياع الحقوق وعدم معرفة المحقوق. وحينئذ لا تسأل عن الفتن الخاصة فان عمر رضي الله عنه لما قال لحذيفة ومعه اصحابه من يحفظ فيكم احاديث في الفتن؟ فقال حذيفة انس فقال عمر رضي الله عنه انك لجريء فما هي؟ فقال حذيفة رضي الله عنه قال اما فتنة الرجل في اهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة فقال عمر رضي الله عنه ليس عن هذا اسألك وانما اسألك عن الفتنة التي تموج كموج البحر. يعني يأتي بعضها اثر بعض متلاطمة وهي عامة شاملة. فقال حذيفة رضي الله عنه ان بينك وبينها يا المؤمنين بابا فقال عمر رضي الله عنه ايغلق الباب ام يكسر؟ فقال بل يكسر قال ان ذلك اشد وقد جاء في بعض الروايات ان حذيفة رضي الله عنه اخبر شقيقا بان الباب هو عمر رضي الله عنه كما في الصحيحين وغيره فان الفتن قد انفتحت ابوابها بموت عمر ثم اصبحت الفتن مشرعة بقتل عثمان رضي الله عنه اعظم الفتن العامة التي ابتليت بها الامة المحمدية. لا نتكلم عن البشرية وانما حديثنا عن الفتن التي تصيب امة النبي صلى الله عليه وسلم. اعظم الفتن فتنة الشرك التي طابت الامة مع انهم يدعون يدعون انهم على الدين ولكنه يقع منهم الشركيات العظيمة التي يكاد يشيب لها الولدان باسم الاسلام وباسم الدين وباسم الاتباع او باسم المحبة او وباسم الولاية تحت اسماء ومسميات مختلفة يقعون في الشرك مع ان الله جل وعلا يقول يسألونك عن الشهر الحرام مثال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله ثم قال عز وجل والفتنة اكبر من القتل وهي الشرك كما قال المفسرون ومن ومن الفتن العامة التي تحصل للامة ما يكون من القتل والقتل الذي يكون بين المسلمين وكل يدعي انه على الحق وانه آآ يؤدي هذه الفتن الى سفك الدماء وقتل ابرياء وانتهاك الاعراض واتلاف الاموال والدعوة واحدة. هذه تريد العدالة وتلك تريد العدالة. هذه تريد الحرية وتلك تريد الحرية هذه تريد اقامة الشريعة وتلك تريد الشريعة وهكذا يصبح الناس في قتل وقتال لا يعلم حقيقة الامر الا الله عز وجل. يقول الله سبحانه واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني ليست فتنة خاصة بل فتنة عامة كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم قال هل ترون ما ارى؟ قال فاني لارى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر متفق عليه. اي انها تدخل كل بيت وقال صلى الله عليه وسلم تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا مؤمنة ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا متفق عليه. وهذا الحديث العظيم حديث يجعل الانسان كيف يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا؟ او العكس يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ايها الاخوة ان الخروج من الفتن يتطلب اسبابا جادة يجب على المسلم ان يسلكها حتى ينجو بدينه فيتأمل العبد هل هذا الذي يعتقده او يقوله او يعمله من الصالحات المنجيات او من المهلكات الموبقات السيئات فاذا استطاع الانسان ان يحاسب نفسه ويراقبها في تصرفاتها وحركاتها وسكناتها فان ذلك مظنة الاستقامة عن الافات والمهالك فان التروي والحلم من اعظم الاسباب المؤدية الى النجاة في الفتن المهلكات. مر عمر ابن الخطاب الله عنه على معاذ بن جبل رضي الله عنه فسأله ما قوام هذه الامة؟ يعني انها تكون قائمة ما تكون امة منهدة ما قوام هذه الامة؟ فقال معاذ ثلاث وهن المنجيات قوام هذه الامة نجاة هذه الامة وقيام هذه الامة بثلاث وهن المهلكات يعني تركهن. الاخلاص وهو الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها والصلاة وهي الملة اي الفاصلة بين المسلم والكافر والطاعة وهي العصمة فقال عمر رضي الله عنه صدقت رواه ابن جرير في تفسيره وغيره والمراد من هذا الاثر ان ان الامة قوام لها الا بهذه الامور الثلاثة. ان تدعو بعضها بعضا الى الاخلاص لله عز وجل. والمحافظة على الصلاة والطاعة سواء كانت هذه الطاعة لله تبارك وتعالى او لرسوله صلى الله عليه وسلم او للعلماء الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر او للائمة ولاة الامر. ولكي لا نطيل في المقدمة نذكر المنجيات سردا ونعدها عدا فاولها ايها الاخوة تقوى الله تبارك وتعالى. يقول الله سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا. يقول ابن عباس رضي الله والله لو انطبقت السماوات على الارض لجعل الله للمتقين منها مخرجا فاذا اقبلت الفتن وكان الرجل متقيا لله فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر وهو عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق قال عليه الصلاة والسلام يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. فمن كان متيقا لله تبارك وتعالى. فالله جل وعلا يتقيه الفتن. ولذلك لو نظر الانسان الى الواقع لوجد ان اكثر المستشرفين الواقعين في الفتن. اناس ما كانوا يعرفون بالتقوى. اصبحوا اليوم عياذا بالله تبارك وتعالى ممن يموجون ويخوضون في الفتن فتقوى الله تبارك وتعالى من اعظم الاسباب المنجية من الفتن المهلكة العظيمة الكبيرة والصغيرة. ثانيا تدبر كتاب الله تبارك وتعالى. قال علي رضي الله عنه كما في الترمذي مرفوعا وفي نظر والصواب انه موقوف. قال تكون فتن قيل ما المخرج منها؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم خبروا ما بعدكم وفصل ما بينكم وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث زيد في صحيح مسلم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدير يقال له قم قال فاقبل وادبر واخبر ثم قال عليه الصلاة والسلام اوصيكم بكتاب الله اوصيكم بكتاب الله بكتاب الله فما زال يوصي بكتاب الله ثم قال وعترتي ال بيتي اوصيكم بهم خيرا فاذا العصمة بكتاب الله عز وجل وفي مستدرك الحاكم انه عليه الصلاة والسلام قال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن ابدا كتاب الله وسنتي. وكتاب الله تبارك وتعالى لا يكون عاصما الا مع التدبر. الا مع تأمل الا مع العمل. اما ان الانسان يتلو ويأخذ بما يفهمه هو دون تأمل وتدبر واتباع فان ذلك قد يكون سببا للظلالة عياذا بالله تبارك وتعالى. ولهذا لابد ايها الاخوة من الكتاب والسنة السنة وفق فهم سلف هذه الامة يقول الله جل وعلا فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا الايمان ليس مقبول من الله عند الله عز وجل. وان ادعاه المدعون حتى يكون مثل ايمان الصحابة ويستحيل ان يكون ايماننا كايمانهم من حيث الكم. فلم يبقى الا ان المراد ان يكون ايماننا كايمانهم من حيث الكيف وهو كيف تلقوا الكتاب والسنة؟ كيف عملوا بالكتاب والسنة؟ كيف ساروا على الكتاب والسنة؟ كيف فهموا من الكتاب والسنة في الفتن وغيرها فنسير على دربهم. السبب الثالث تتبع الاثار والاجتهاد في تحصيل العلم. فان العلم سبب عظيم من اسباب النجاة لا سيما العلم الموروث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول الخير مع اكابركم. لا بد ان الانسان يتعلم العلم اننا كافر. وينظر عمن اخذوا العلم عن من سنده موصول الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يتتبع اثار الصحابة والتابعين ماذا قالوا حتى قال بعض السلف اذا استطاع احدكم ان لا يحك جلده بظفره الا باثر فليفعل. ولهذا كان الامام احمد رحمه الله وهو في السجن مضروب ومحجور عليه وهو في السجن يأتون اليه ويقولون له يا ابا عبد الله الا تأمرنا فنميل وعلى دار الخلافة فنقلب عليه الامر. فيقول لا ان الاثار لم تأمر بذلك. فيقولون له الا ترى ما نحن فيه فيقول ان النصوص لم تأمر بذلك. ان النصوص لم تأمر بذلك. هذا هو التتبع. ان الانسان في الفتن ينظر كيف صار الصحابة والتابعون رضوان الله تعالى عليهم؟ واذا اختلف الصحابة والتابعون او وقع بينهم خلاف فان الحجة في النصوص القاطعة ولذلك لابد من اتباع اثار من سلف يقول الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين والهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت بصيرا. كل يدعي وصلا بليلى لا تقر لهم بذاك كل يدعي وصلا بالدين وصل بالقرآن وصل بالسنة لكن هل هذا هو الموروث عنهم؟ هل هذا هو الذي فهمه من قبلنا من العلماء تجد احدهم يهجم على القرآن فيفهم منه اشياء عجيبة وكأن القرآن ما انزل الا عليه ويهجم على كلام العلماء ويفهم من كلام العلماء اشياء وكأنهم هم تلامذته وكأنهم هم ارباب هذا الشأن وكأن هذا الكلام لم يمر على من سبق من العلماء ولا على من لحق من اهل العلم الموجودين. وهذا من العجب العجاب. من اسباب النجاة ايها اخوة لزوم جماعة المسلمين يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث حذيفة في صحيح مسلم قال ارأيت يا رسول الله ان ادركت ذاك فما تأمرني؟ قال تلزمني جماعة المسلمين وامامهم. فلزوم جماعة المسلمين ولزوم امام المسلمين وحاكم المسلمين. ورئيسهم اميرهم هذا هو من اسباب النجاة من الفتن المهلكات. لزوم الطاعة والعبادة في الهرج من اسباب النجاة يقول صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي لزوم العلماء لزوم الجماعة لزوم العبادة لزوم الطاعة هذه اربعة اشياء عظيمة تؤدي الى النجاة. اما مع الاسف الشديد اليوم اذا رأى الناس بعض الفتن سواء كانت مظاهرات او اعتصامات او خروج مسلح باسم الدين فانهم يتركون اشياء عظيمة من العبادة والطاعة ولزوم يا جي اي شي والله ما ادري لاجل اي شيء يقول بعضهم نريد اقامة خلافة اسلامية على على جماجم المسلمين اليس لك عقل؟ يقول نريد دولة اسلامية دولة اسلامية على دماء المسلمين اي اسلام ستقيم؟ اذا كان المقصود من وراء ذلك الاسلام فاي اسلام ستقيم وانت لا الا اراقة المسلمين وانتهاك اعراضهم واموالهم وايقاع الفتن بينهم وتجسير الكافرين عليهم وجلبهم الى بلاد المسلمين اي اي فتنة اعظم من هذا؟ ان يرى انسان حسنا ما ليس بالحسن وان يرى المنكر معروفا والمعروف منكرا. ايها الاخوة من اعظم اسباب النجاة لزوم البيت كما جاء عن علي رضي الله عنه قال كف لسانك وجلوسك وجلوس في بيتك وبكاء على خطيئتك خير لك من كذا وكذا. اورده رامورموزي رحمه الله. ومما يؤكد من النصوص قوله صلى الله عليه وسلم انها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائل. والقائم القائم خير من الماشي. والماشي خير من الساعي الذي يركض من يستشرف لها بس بشوف بطالع من يستشرف لها يقول صلى الله عليه وسلم تستشرفه يعني اللي طالع راح تجره الفتن. هذا معنى الحديث من يستشرف؟ لها تستشرفه. فمن استطاع ان يعود بملجأ او معاذ او معاذ فليفعل. وفي رواية فمن استطاع منكم ان يكون حلس بيته فليكن. وفي رواية قال كونوا احلاس بيوتكم. جمع حرص وهي القطعة القماش الملقي في البيت لا تتحرك. وفي بعض الروايات قال يا رسول الله ارأيت ان دخل علي ومعه سيفه فاراد ان يقطع قال صلى الله عليه وسلم كن كخيرا يا بني ادم لا تشارك في الفتنة حتى لو كان على حساب دمك. فقال الراوي يا رسول الله ارأيت ان اخافني بريق سيفه قال القي على نفسك القي على نفسك بردة حتى لا تراها. بعض الناس يسمي هذه انبطاحية. والله هذه ما هي انبطاحية هذا اعتداء بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول نريد رفع الظلم رفع الظلم يكون بظلم اعظم. يقول نريد العدالة العدالة سبيلها انك تقتل المسلمين يقول نريد الحرية حرية يكون سبيلها ايجاد القلاقل والبلابل بين المسلمين ما ادري كيف انعكست الامور والموازين؟ اين العقول حتى التفكير السليم بعيدا عن الدين؟ لا لا يقول هذا الكلام كفارهم على كفرهم والمشركون هم على شركهم. الهند فيها اكثر من الف ومئتين ديانة. وحرصهم الاعظم الحفظ على كيان امة الهند. وما بال المسلمين اليوم؟ ما بال المسلمين؟ حرصهم الاعظم قتل المسلمين لاجل ماذا؟ لاجل تحزب او جماعة او خليفة مغيب او شخص قيل له انه خليفة وامير او حاكم وهو مجهول وقد اتفق العلماء رحمهم الله انه لا بيعة الا لإمام ظاهر وانكروا على الروافض وغيرهم ممن ان الامام يمكن ان يكون غائبا ومنتظرا. من المنجيات في الفتن المهلكات ايها الاخوة الدعاء. الدعاء يقول يقول الله جل وعلا في القرآن وذا النون داب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه. فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له. وكشفنا فاستجبنا له ونجيناه من الغم. وكذلك ننجي للمؤمنين وكذلك ننجي المؤمنين. اذا كان من ادعيتك اللهم اني اعوذ بك من الفتن. ما ظهر منها وما بطن. فتيقن ان الله سينجيك اما انسان يقول ايش فتنة؟ ما في فتنة انا اقدم احد امرين اما ان اقتل فالغازي واما ان يقتل فانا المجاهد كان الجنة في جيبه سبحان الله العظيم والله هذا العجب العجاب ويسجل احدهم مقطعا في هذا الباب ويقول هذا الان اذهب وافجر المكان الفلاني الملتقى عند الحور العين ايش هذا الكلام اين العقول؟ من اخبرك بهذا الكلام؟ الصحابة وهم صحابة في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم. فمات رجل في الغزوة فمات رجل في الغزو اصابه سهم الغرب فقالوا هنيئا له الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس ما قلتم والله ان شملته لتحترق. هذا امر ظاهر. فكيف بالقلوب التي لا نعلمها؟ يعلمها الله جل وعلا. الدعاء من اسباب النجاة من الفتن المهلكات وقد كان النبي صلى الله عليه واله وسلم لخطورة الفتن يكثر من سؤال الله الثبات على دينه وهو من هو صلوات ربي وسلامه عليه. فكيف بنا نحن؟ قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي وقال حديث حسن. فمن يأمن الثبات؟ من يأمن الا يسقط في الفتن؟ ويخوض في غمارها بعد هذا لذا لابد من الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ولهذا جاء الامر بالدعاء بالتعوذ من الفتن قال صلى الله عليه وسلم تعوذوا وبالله من الفتن تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. رواه الامام مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم ان السعيد لمن جنب الفتن فهذه هي السعادة فلا بد ان تسعى لها لتنالها من اسباب النجاة من الفتن وهو السبب الثامن العدل في الغضب والرضا كن عدلا عادلا انظر كيف تحب ان يعاملك الناس؟ هل تريد ان الناس يأتوه ويخوف اهلك ويرعب اهلك ويشهر السلاح امام اولادك ويسفك دم ذويك ويفرق جماعتك؟ اذا كنت لا تحب ذلك فلماذا ترضاه لغيرك؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وقد رأيت فيما يسمى باليوتيوب حادثة رجل من هؤلاء الذين ذهبوا من بلادنا ذهبوا من الكويت الى العراق يريد اقامة خلافة اسلامية وفي الشام جرح فاخذه بعض الناس من الجيش الحر. واذا به يتوسل ويقول لا تقتلوني. لا تقتلوني فان النبي صلى الله عليه وسلم قد فان علي رضي الله عنه لم يقتل ولم يجهز على جريح الخوارج. سبحان الله العظيم انت الان تقر ان فعلك هذا كفعل الخوارج. ثم تتوسل اليهم الا يقتلوك. ما الذي ادى بك الى هذا؟ من الذي امرك وانت ترى الفتن يبيعون الرجل والله يبيعون الرجل. وهو لا يدري المسكين بل ربما يضعون القنابل والمفجرات في سيارته وهو يسوقها وهو لا يدري فكيف تذهب انت؟ ثم بعد ذلك واذا بمقطع اخر رجل مسلم يشهد ان لا اله الا الله وهؤلاء وهؤلاء يقتلونه مع انه يقول انا مسلم اشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله ثم يقولون نحن نريد العدل اي عدل العدل العدل في الغظب والرظا ومن اسباب النجاة في الفتن القصد في الغنى والفقر اياك والافراط والتفريط سواء في غناك او في حال فقرك. العاشر خشية الله في السر والعلانية. وقد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العدل في الغضب والرضا والقصد في الغنى والفقر وخشية في السر والعلانية واياك والشح المطاع والهوى المتبع واعجاب المرء بنفسه. رواه البزار وقال الالباني مجموع بمجموع طرقه حسن. من اسباب النجاة من الفتن ايها الاخوة الذكر. ذكر الله عز وجل والتوبة والاستغفار فان الله تبارك وتعالى مع المستغفرين ومع الذاكرين ومع التائبين والله يحب التوابين ويحب الذاكرين فلا لا يمكن ان يتركهم في هذه المهلكات الموبقات. اخيرا اختم حديثي هذا بان من اعظم اسباب الفتن التأمل التروي والتفكر في المآلات لا تنظر لا تكن حماسيا فتحمس غيرك وتحمس نفسك ولكن كن متأملا متفكرا في المآلات يقول عمر رضي الله عنه وهو عمر ايها الناس اتهموا الرأي فلقد يوم ابي جندل ان اهلك الا عمر يعني رأي عمر وحماس عمر ما هو كآراءنا ولا كحماساتنا وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يكتب الصلح مع كفار مكة قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله سهيل ابن عمرو فقال له سهيل لا تكتبها فانا لا نعرف هذا اكتب باسمك اللهم هذا ما عهد عليه محمد ابن عبد الله سهيل ابن عمرو فغضب علي رضي الله عنه والقى الصحيفة غضب عمر وذهب الى ابي بكر يستشير يا ابا بكر لمن يرظى الدنية في ديننا؟ كيف نكتب هذا الصلح وهو جائر في ظاهره المسلم يهرب من مكة ويأتي الينا ونرده والمسلم يرتد ويذهب الى مكة يبقى هناك حرا طليقا لا يقام عليه الحد فقال ابو بكر الموفق الملهم الذي لا يقول الا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم قال انه رسول الله ولن يضيعه الله تأمل كيف؟ تأمل في شيء واحد هو رسول الله اذا لم يضيعه الله هذا نص من الله نص من رسول الله اذا لن يضيعنا الله. فلماذا اذا نعمل مفكرين؟ مثقفين ها نجتهد في ارائنا عمر ما صبر فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله لمن يرضى الدنية في ديننا السنا على الحق؟ السنا على الباطل؟ قال بلى. ايه يا ابن الخطاب انه انه ربي ولن يضيعني او قال انه الله ولن يضيعني كما قال ابو بكر فسكن عمر وهو يرى ابو جندل وهو مجندل بالحديد ويرى ابا بصير وهو مجندل بالحديد يجر وقد هرب من المسلمين يأخذون من بين المسلمين. وهو يقول ايها المسلمون تتركونني؟ وقد هربت منهم هذا دين الله عز وجل لابد الانسان يتفكر في المآلات ما الذي نريد من هذه الامور؟ لماذا الانسان يخوض في هذه الفتن؟ ما المقصود قد قاتل الناس في كثير من البلدان. ما الذي حصل ادى الامر الى زيادة فتن الى زيادة الظلم قد كان العلماء يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انما امر بالسمع والطاعة لولاة الجور والظلم والفسق والبدعة لماذا قالوا لان بدعته وظلمه وجوره وفسقهم مقصورا محصور لكن اذا خرجوا عليه عمت البلية ووقعت ووقع الظلم عاما والفسق اصبح عاما وهذا معنى قول الحسن البصري. لان اعيش مئة سنة تحت امام جائر احب الي من ان اعيش يوما او ليلة واحدة بلا سلطان والحسن البصري عشان لا يقولوا علماء السلاطين. الحسن البصري كان ممن اه اختفى عن الانظار خوفا من الحجاج قارب ويقول هذا الكلام اذا ايها الاخوة هذه بعظ الاسباب نسأل الله جل وعلا ان ينجينا في دنيانا ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننجي ننجي المؤمنين ونسأل الله ان ينجينا في اخرانا ثم ينجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا واسأل الله جل وعلا ان يحفظ هذه امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين سخاء رخاء امنا غدقا يا رب العالمين ونسأل الله ان يصلح بين الراعي والرعية وان يؤلف وان يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب. وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب