ميلاد الارواح تجدت. وعبادك يا ربي تسعد. عشر من ذي الحجة كتفيها رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا طاعات عليها تشتاق تقل ارواح اليها. في الحج تنادي ماريها امة خير الخلق محمد يا من ترجو المولى بادر لتحيا في الدنيا ظافر ميلاد بالخير الوافر في عشر ليال لك تشهد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فقدم حجاج بيت الله الحرام الى هذه المواطن يؤملون فيما عند الله عز وجل. اجتمعوا على اختلافي فيما بينهم في الوانهم في بلدانهم في لغاتهم في افعالهم وتصرفاتهم كلهم اجتمعوا يريدون ما عند الله جل وعلا والاجتماع مقصد شرعي ينبغي باهل الايمان ان يحققوه في جميع حياتهم وبالتالي شرع الله عز وجل عددا من الاعمال الصالحة التي يحصل بها الاجتماع. مثال ذلك شرعت صلاة الجماعة ليجتمع المؤمنون. شرعت صلاة العيد ليجتمع اهل البلد شرعت للناس صلة الارحام والتواصل فيما بينهم ليجتمع الناس شرع للخلق ان يتزاوروا فيما بينهم ليجتمعوا ويتآلفوا شرع للناس ان يتعاونوا على البر والتقوى ليكون ذلك من اسباب اجتماعهم. عندما يجتمع الخلق يحققون ذلك مقصدا من مقاصد الشرع. قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال جل وعلا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. ان تفرق مذموم. ان التفرق مذموم. يقول الله عز وجل ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء قد يقول قائل بان الفقهاء قد اختلفوا فنقول اختلافات الفقهاء يسيرة قليلة واختلافات الفقهاء في امور تابعة اما الامور الاساسية المهمة فانهم متفقون عليها. خذ مثلا في الصلاة اتفقوا على الركوع والقيام والجلوس جود لكن اختلافهم في مسائل نادرة وقليلة وتابعة ما في اي شيء اختلفوا تلفوا في طريقة وضع اليدين. ثم اختلافهم انما هو في ما يتعلق في الغالب بامر الاستحباب. اي صفاته افضل وايها احسن. ومن ثم فهذه الاختلافات اختلافات نادرة. ثم المسائل المختلف فيها يندر وقوعها في وقائع الناس. اما المسائل المتفق عليها فانه يكثر وقوعها في الناس ان شرعنا المطهر يرغب في الاجتماع ويبين فوائده ومنزلته. قال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا. ان الله مع الصابرين ومن ثم علينا ان نتأدب باداب الاجتماع من تلك الاداب مثلا ان يصبر بعضنا على بعض فان الانسان قد يقع في شيء من انواع الخطأ بقصد منه او بغير قصد فاذا قوبل ذلك الخطأ بمجازاة بفعل مماثل له عظمت انشقت الخلاف وبالتالي لم يصلح الناس. اما اذا صبر بعضهم على بعض ادى ذلك الى ان يتآلفوا اجتمعوا هكذا يجتمع هكذا يعفو الناس عن اخطاء بعضهم الاخر. يريدون بذلك ما عند الله جل وعلا قال تعالى وليعفوا وليصفحوا ولا تحبون ان يغفر الله لكم ومن ذلك ايضا ان الشريعة جاءت باحسان الخلق والتعامل مع الاخرين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم انا ظمين ببيت في على الجنة لمن حسن خلقه ومما جاءت به في الشريعة في هذا الباب ان امرت بامساك اللسان وعدم الكلام به الا فيما ينفع. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت والله عز وجل يقول وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم. ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا هكذا ايظا الظنون التي يظنها الانسان بغيره. صفي قلبك من مثل هذه الظنون اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم كذلك يجتنب المؤمنون الاستهزاء ببعضهم ويجتنبون كذلك التلقيب بالالقاب وآآ آآ الوصف بالاوصاف السيئة ولا تنابزوا بالالقاب. بئس الاسم الفسوق بعد الايمان كذلك يتقرب المؤمنون الى ربهم بالاصلاح بين المتخاصمين يقول تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. ويقول لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن هنا نسعى الى نبذ الاختلاف وجمع الكلمة وتأليف القلوب ان تأليف القلوب منحة من رب العزة والجلال. يهبها لمن يشاء. يهبها لاهل الايمان والعمل الصالح يقول جل وعلا والف بين قلوبهم هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم وقال واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم. فاصبحتم بنعمته اخوانا ان تنازع الناس وتنافر قلوبهم له اسباب. فعلينا ان ننقي مجتمعاتنا من مثل هذه الاسباب حتى تصفو للناس نفوسهم وتصلح احوالهم ويكونون بذلك اخوة متعاونين ان مما جاءت به الشريعة من اجل تنمية الاجتماع والتآلف في المجتمع ان رغبت في المحبة في الله عز وجل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم المتحابون على منابر من نور يوم القيامة. يغبطهم النبيون والشهداء ويقول صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتجالسين في والمتباذلين في ولذلك ينبغي بك ان تحب كل مؤمن في مشارق الارض ومغاربها لتنال بذلك على الاجر العظيم والثواب الجزيل ولا يكن في قلبك شيء من الغل والحقد والحسد على اخوانك كذلك مما جاءت به الشريعة في هذا الباب ان رغبت في ان يتعاون الناس على ما يأتيهم من النوائب فمن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه وهكذا ايضا جاءت الشريعة بالترغيب في الاحسان فان الانسان متى احسن الى الاخرين احسن الله اليه اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للخيرات. وان يزرع في قلوبنا الالفة والمحبة والتصافي. كما سله جل على ان ينزع الغل والحقد من قلوب المؤمنين بعضهم على بعض. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد مد وعلى اله وصحبه اجمعين ميلاد الارواح تجدد. وعبادك يا ربي تسعد. عشر من ذي الحجة فيها رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا طاعات عليها تشتاق تقل ارواح اليها في الحج تنادي باريها امة خير الخلق محمد يا من ترجو المولى بادر لتحيا في الدنيا ظافر ميلاد بالخير الوافر في عشر ليال لك تشهد بعشر ليال لك تشهد ميلاد الارواح تجدد