الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول انا طالب علم مبتدئ فما هي نصيحتك لي فيما يخص التدرج في طلب العلم الصحيح الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين وبعد اسأل الله لك التوفيق والسداد انصحك بعدة امور الامر الاول انصحك بالاخلاص في في سيرك في هذا الطريق العظيم طريق طلب العلم. فان الاخلاص ما كان في قليل الا كثره ولا يسير الا عظمه الله الله بالاخلاص ايها الطالب فان طلب العلم من اعظم العبادات واجل القربات التي يتعبد بها الطالب لرب الارض والسماوات والمتقرر عند العلماء ان الله لا يقبل عبادة الا اذا كانت قائمة على ساق الاخلاص والمتابعة. يقول الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وقال ويقول الله عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالق وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال به عرضا من لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. وروى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة في اول من يقضى عليه من الناس يوم القيامة وذكر منه ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمت فيك وقرأت فيك القرآن فيقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم يؤمر به على وجهه حتى يلقى في النار والعياذ بالله. فاول ما ينبغي مراعاته في طريق الطلب ان تجرد نيتك واخلاص قلبك وبواطن روحك وباطنك لله عز وجل. فان قلت وما النية الخالصة في العلم؟ نقول ان تتعلم لرفع ان تتعلم اللي ترفع الجهل عن نفسك ولتعبد الله على بصيرة وحتى ترفع الجهل عن من تستطيع رفعه عن المسلمين. فهذه هي النية في العلم ان تتعلم لرفع الجهل عن نفسك ولتعبد ربك على بصيرة ولتعين غيرك من اخوانك المؤمنين ليعبدوا الله عز وجل على بصيرة الامر الثاني اوصيك بكثرة الاستعانة بالله عز وجل بالتوفيق والسداد في هذا الطريق. فان من اعظم ما يوفق الله به العبد كثرة الدعاء بالتوفيق. والدعاء بالتوفيق والسداد والتيسير هو بوابة التعلم الكبرى التي ينبغي الا يغفل قلب عنها فالح على الله عز وجل بالدعاء ان يفقهك وان يفهمك وان يأخذ بناصيتك لطريق العلم الصحيح. وان يرزقك حفظ العلم وظبطه والرسوخ فيه والعمل به. فالاخلاص وهو الطريق الاول والاستعانة بكثرة في الدعاء هي الطريق الثاني وهي الطريق الثاني هما من اعظم ما ينبغي ان نذكرك به في هذا المقام. والامر الثالث والوصية الثالثة اوصيك بان تبدأ بصغار العلوم قبل كبارها. واوائلها قبل نهاياتها. ويسيرها قبل عسيرها ان طريق العلم طويل. وليس للعلم الا وليس لبحر العلم الا ساحل واحد. من ابحر منه فانه لا يتصور. ان في يوم من الايام الى الساعة الى طرف الساحل الثاني. فالعلم لا يقطعه احد وفوق كل ذي علم عليم كما قال الله عز وجل وما اوتيتم من العلم الا قليلا في الاية الثانية. فعليك ان تبحر في هذا البحر العظيم والمحيط الخضم برفق ويسر وسهولة. يقول الله عز وجل ولكن كونوا ربانيين. بما كنتم تعلمون الكتاب بما كنتم تدرسون؟ قال المفسرون الربانيون هم الذين يربون الناس على صغار العلم قبل كباره. فكن كالطفل الصغير الذي لا يمشي مباشرة وانما يحبو او يزحف على بطنه اولا ثم يحبو على يديه ورجليه ثم يقوم ويسقط ثم مشيه ولذلك لا يكفر سقوط الانسان في حال كبره الا اذا كان مستعجلا في القيام في حال صغره فهكذا طالب العلم في ابتداء الطلب هو كالطفل الصغير الذي لا بد ان يتعود على انواع الطعام. والا والا يقرب للطعام الذي يظره ولا يستطيع استساغته ولا تستطيع معدته ابتلاعه. فعليك بصغار العلم قبل كباره وقد اجمع العلماء فيما وقد اجمع وقد اجمع العلماء فيما اعلم على اهمية حفظ المتون في العلم. وان حفظ المتون بوابة الطلب الاولى في اكتساب العلم. فعليك ان تبحث عن متن معتمد في كل فن وتحفظه. ومن اوائل ما يحفظه الانسان كلام رب البشر وهو القرآن. ثم بعد ذلك يحفظ ما تيسر من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم يبدأ مبتدأ بالاربعين النووية ثم بعد ذلك عمدة الاحكام ثم زيادات بلوغ المرامي عليها وان كان حافظة قوية ويريد ان يواصل فليواصل في حفظ الصحيحين. في حفظ الصحيحين او احدهما. ثم بعد ذلك يتجه الانسان الى ضبط فن العقيدة ويحفظ فيها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكتاب العقيدة في الواسطية وعلى الانسان ان يحرص في سيره ايضا على طلب الاصول والقواعد العامة التي تعرفه لذة العلم وتعلمه الشريعة ومن وصاياي ايضا لك ولعلها الاخيرة ان تحرص على طلب العلم من افواه العلماء وان تطيل الجلوس والجثو بالركب في حلقاتهم. هذه وصيتي لك والا تعتمد على على على ما تقرأه او على ما تطلع عليه من الكتب فقط. بل عليك بل عليك بحلقات اهل العلم فانظر الى العلماء الذين ترى فيهم انهم بلغوا رتبة الرسوخ واطلوا الجلوس عندهم حتى يعطوك مفاتيح العلم وتكتسب منهم طريقة الشرح وطريقة التعليم. وتكتسب منهم الهدي والسمت. ولن يخلو طالب العلم من الانتفاع في جلوسه عند العلماء هذه وصايا لك في ابتداء الطلب. الوصية الاولى الاخلاص الوصية الثانية كثرة الدعاء بالتوفيق والالحاح على الله عز وجل بذلك. الوصية الثالثة ان تبتدأ بصغار العلم قبل كباره. الوصية لزوم حلقات العلماء الراسخين والله اعلم