سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله هذه العقوبة عظيمة ايها الاخوة الا وهي الوحشة في القلب واعظم واعظم الوحشة في القلب ما يجده العاصي من الوحشة بينه وبين ربه حتى انه ليكاد يريد ان يجد شيئا في قلبه لربه لا يجد فضلا عما يكون بينه وبين الخلق من الوحشة لا سيما الصالحين وربما يحصل بينه وبين نفسه وحشة ولذلك ترى الفجور عندهم من الوحشة ويعيشون في وحشة ما يعرفون كيف يسكنون هذه الوحشة يشربون الخمور ولا تذهب عنهم الوحشة يرقصون ويغنون ولا تذهب عنهم الوحشة يلهون ويلعبون ولا تذهب عنهم الوحشة يسافرون وينظرون ولا تذهب عنهم الوحشة ما السر في ذلك؟ السر في ذلك ان القلب خلقه الله تبارك وتعالى ليأنس بالرب تبارك وتعالى اعظم الانس الانس بالله عز وجل وان المعاصي توجب او توجد الحجاب بينك وبين الله عز وجل وهذا الحجاب قد يغلظ وقد يخف فاذا رأيت في قلبك فرحا واقبالا على الطاعة وعلى ذكر الله على العلم قراءة القرآن والذكر والخلوة فاعلم ان الوحشة قد بعدت من قلبك واذا وجدت من قلبك عياذا بالله نفرة من الطاعة ونفرة من العلم ونفرة من الذكر والقرآن والتلاوة والجلوس في المسجد فاحثوا على نفسك التراب ودعاء نفسك بالويل والثبور فهذه علامات الشرور نسأل الله جل وعلا ان يطهر قلوبنا وان يبعد من قلوبنا الوحشة وان يرزقنا الانس به تبارك وتعالى. نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل